مقالات سياسية

كلنا خطاؤون .. فمن خيرنا ؟!

محمد لطيف

جمع من اهل السودان يتداعون لفتح صفحة جديدة في تاريخ السودان السياسي .. صفحة في سفر ينبغي ان يكون كله جديدا .. من غلافه الاول وحتى الأخير .. سفر يحق لشعب السودان ان يفخر به .. يرفعه بين الامم ملوحا به مرددا .. هذا من صنع أبنائي .. سفر تفاخر به الاجيال القادمة .. اعتدادا واعتزازا وتمسكا وامتثالا به ..سفر عنوانه ..كلنا خطاؤون فمن خيرنا ..؟!
اكتب على اعتاب الاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية لوقف الحرب وإستعادة الديمقراطية .. وهي الخطوة التى ينتظرها شعب السودان المشتت بين بلدان اللجوء في الخارج ومحطات النزوح وتحت قصف الاسلحة الثقيلة بالداخل .. ينتظر كل هؤلاء واولئك من ضحايا هذه الحرب اللعينة ما يضع حدا لها ولويلاتها ولآثارها المدمرة ..وشعب السودان حين يعقد آماله العراض على قيام هذه الجبهة المدنية العريضة فلايمانه بالعبارة الاثيرة لدى كل سوداني ( ما حك جلدك مثل ظفرك ) ولثقته في الخُلّص من أبنائه أن يفعلون.

ولكي تأتي الخطوة المزمعة سليمة معافاة وفي اتجاهها الصحيح .. فثمة مقومات لابد ان تتوفر .. وثمة موجهات لابد أن تحتذى .. أما اهم المقومات فهي الشجاعة .. وأما اهم الموجهات فهي فضيلة النقد الذاتي .. وهذه وجهة نظر .. على كل حال .. يؤخذ منها ويرد اليها .. !

صحيح هذه الجبهة المدنية العريضة .. مطلوب منها ايجاد حلول لمشكلات السودان ..بل وإفتراع حلول جديدة غير تلك المجربة .. ولكن الصحيح ايضا ان الطريقة القديمة في معالجة القضايا .. لن تنتج غير ذات الحلول القديمة .. ولن نجني من غرسنا هذا غير ذات النبيذ القديم ولكن في قناني جديدة .. كما يقول الفرنجة ..!

بالطبع ليس من المنطق القفز مباشرة للبحث في الحلول والتداول في المرحلة القادمة دون الغوص في الأزمة واسبابها .. وظروفها وملابساتها .. من السهل القول ان تعنت العسكريين وتشبثهم بالسلطة ومناوراتهم و مؤامراتهم ونقضهم للمواثيق كانت وراء ما وصلنا اليه .. واسهل من ذلك القول ان عناصر النظام الانقاذي والمرتبطة مصالحهم به ..لم ييأسوا منذ اليوم الاول ولم يتوقفوا للحظة واحدة عن دس العصي في دواليب الثورة ومؤسساتها الحاكمة ..بحكم تغلقلهم في أجهزة الدولة .. ولكن هل هذا كل شيء ؟! بالطبع لا .. وهذا ما تجب مناقشته بصراحة ووضوح و جرأة .. فقط ليس بطريقة فعلتم وفعلتم وكان يجب ان تفعلوا .. بل بطريقة فعلنا وكان يجب ان نفعل .. وهذا ما أخطأنا فيه .. لذا قلت اعلاه ان الشجاعة مطلوبة و فضيلة النقد الذاتي يجب ان تكون حاضرة .. لا نريد مناظرات ومواجهات تقود الى محاكمات ومماحكات ومناكفات لا جدوى منها .. بل نريد مكاشفات .. لا نريد نقدا او تجريما من كل طرف للاخر .. بل نريد اعترافا ممن ارتكب تلك الاخطاء والاعتذار عنها .. وتقديم ما يفيد التعلم منها ..وهذا وحده الذي سيراكم الرؤى الجديدة ويصنع الحلول المستنبطة من مرارة التجارب السابقة .. لتشكل في مجملها صفحات السفر الجديد .!

إذن .. من يظن أنه ذاهب الى بناء الجبهة المدنية دون أخطاء .. فخير له ولشعب السودان ألا يذهب .. ومن يحسب أنه ذاهب لاطلاق عقيرته في نقد الاخرين ..فخير له ولهم ألا يذهب .. فكلكم خطاؤون وخير الخطائين التوابون ..

‫6 تعليقات

  1. الحديث عن بناء وطن التي متاخر جدا ونقول خير كما قلتها
    لكن اي وطن هو الذي نريد أن يكون هل وطن ماسموه مجازا اخواننا دولة 56بكل خليطها من الفشل نعم الفشل الذي نتيجته نعيشها الآن
    وطن تاريخه القومي مزيف من صناعة الابطال الوهميين وتسويق فشله كنجاح
    وطن القبليه والاحتكار
    وطن كرس لفئه معينه وطن كل خيراته سرقت وماذالت تسرق واللصوص بيننا بلاحساب اسالهم هل مستعدين للحساب ومنهم من ينادي بوقف الحرب التي أشعلها وطن هدم وسرق بيد ابنائه حتي عندما سرقوه لم يعمرو بماسرقوه في الداخل فحولت الي فلل وشقق ومشاريع في الخارج
    وطن عاش بعض عملاء لايادي خارجيه فقدموه هو وموارده في طبق لهم
    هل حديثك عن من يظنون أنهم ملاكه وبدونهم سيغرق السودان
    ام عن شكلهم الجديد المتمثل في احذاب قحت نفس الديناصورات بكل وقاحتهم واحذابهم العائليه التي تطل علينا في كل قسمه بمسميات جديده
    وعن اي ديمقراطيه سيجلبونها لنا هل هي التي تضمن وجودهم في الكراسي فقط
    عن اي ديمقراطيه تعدنا بها حتي هم لا يمارسونها في احذابهم ام عن الاحذاب المستورده الفاشله التي فشلت في البلاد التي انشئتهاعزيزنا نحن نحلم ونريد وطن يحكمه شبابه وعلمائه لا شيوخه اسف الفاشلين ومجربين والمجرب لايجرب أن كانو صادقين حدودهم معنا وقف الحرب وإصلاح المؤسسات ويغادروها للشباب الثوار أهل الثوره التي سرقت أما التلاعب بالمسميات الجبهة المدنيه والعريضه والقومية شبعنا منها منذ 89 كفانا فشل نتمني من كل الديناصورات أن يغادر و المشهد السياسي فحواء لم تعقر

    1. اذا كنت تتحدث عن الشباب ف قحط كلها شباب اذا كنت تتحدث عن الاحزاب وليس الاحذاب لم نفهم ماذا تقصد واذا تجاوزنا ملاحظات كثيره علي موضوعك لو شباب السودان كلو حكم كيف يتم الوصول الي كابينة قيادة من مجلس تشريعي وغيرهماذا يكون
      المعيار للتصويت لكل شاب ؟؟؟ اليس هو المعيار لاختيار لافضلهم ولكن هذا لابد ان يكون عبر برنامج حزبي
      وليس حذبي. اتركوا التعليق المفخخ وكلو همزات وغمزات الحصه وطن وكونو محمد لطيف يصل لهذه المحطه اعتقد انه تحلل من ماضيه وبالامس استمعت ل ضياء الدين بلال يتحدث عن مستقبل الدعم السريع بحديث العقل وليس بحديث الكوزنه التي صار مرض عطال.

      1. عفوا حزبي ياسيبويه هل اوجعك كلامنا في قحت ام رفضنا للمطبلاتيه والهتيفه وحاملي الاباريق الحصه وطن يا ادروب
        لكن لن يكون وطن ماقبل الحرب علي الا طلاق والا فابشرو بحروب قادمه
        أما كهول أحزاب الاباريق والدروشه انتهي زمانهم حتي ولو تشكلو فكل النسخ غير مقبوله انقسام حزب الامه والاتحادي مثال
        لا جديد لديهم هي عملية بحث عن نصيب الجيل الجديد من ال البيتين
        أما الصندوق الانتخابي سنكون حريصين بأن يأتي إلينا بأوجه جديده وافكار جديده
        هذا ماقصدنا
        عندما نقول الحصه وطن يجب مراجعة كل الأخطاء ورد كل المظالم ومحاسبة كل اللصوص
        كل السودان هامش متفق عليه

      1. بل عضالا الصفة تتبع الموصوف والموصوف هو خبر صار من أخوات كان وتقدير الجملة هو صار مرض الكوزنة مرضا عضالا وشكرا

  2. من اسباب الفشل والخراب في السودان سهولة التحول من النقيض الي الاخر بلا حساب أو حتي مراجعه لا نعني لطيف وامثال ضياء والهندي صحافة الكيزان سابقا علي العموم فهم حالات في جسد السودان
    لكن حتي من كانو علي الحكم أو مجالسه من السهل جدا أن يتطهرو بلا حساب ويعودو في صفوف القسمه من الجديد البلد عندهم مجرد كعكه ستنتهي الحرب الان أوغدابتفاوض اوبنصر لكن الشكل القديم لساستنا مرفوض الوجوه القديمه مرفوضه رصيدها خلص عند الشعب الأحزاب العائليه التي عليها مسحة دينيه مرفوضه كميات الأحزاب والحركات أيضا مرفوضه كل الحركات عليها أن تندمج في برنامج واحد إذا كلها تنادي بنهضة اقليمها وتنميته إذا هناك هدف فليتفقو عليه أن كانو يرجون صلاح مناطقهم أما إن كانت للسلطه فهو الخراب نفسه
    أما البقيه التي تنادي بالديمقراطية عليها أن تمارسها في دورها اولا ففاقد الشي لايعطيه
    يجب علينا أن نخرج من العباءه المهديه والمرغنبه وحياة الدروشه الشعب يتطلع الي دوله حقيقيه الي من يخدمه الي من يحول خيرات البلد الي نهضه في الزراعه و خدمات وتنميه بعداله في حاجه الي صحه وتعليم مللنا من الشعارات والمسميات واللعب بها
    العداله التي نادي بها الثوار هي محاسبة كل المخطئين واسترداد المسروق من عرق الشعب
    لن نقبل بعفي الله عم سلف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..