الجبهة المدنية الواسعة.. لوقف الحرب أم حاضنة سياسية لحكومة “الخرطوم” المرتقبة؟

إبراهيم سليمان
تتجه الأنظار السياسية هذه الأيام، صوب العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، تترقب فعاليات انعقاد الاجتماع التحضيري الذي انطلقت منذ يوم السبت أمس الأول وتستمر حتى 25 أكتوبر الجاري والذي يحضره عدة تحالفات حزبية وأجسام مهنية ونقابية وشخصيات قومية، لتشكيل أوسع جبهة مدنية لإيقاف المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني بقيادة الفريق البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه “سابقا” الفريق حميدتي، التي خلّفت آلاف القتلى وشرد الملايين.
وبالإضافة للكيانات المدنية، والسياسية والمهنية ولجان المقاومة، أبرزها قوى الحرية التغييرــالمجلس المركزي، يشارك في هذه الفعالية الاستثنائية رئيس الوزراء السابق، د. عبد الله حمدوك في الاجتماع التحضيري.
وتأتي على رأس أجندة هذه الفعالية، بند وقف القتال واستعادة المسار المدني الديمقراطي، وإعادة إعمار السودان، وعمليا هذا ليس ممكنا، بوجود الفريق البرهان.
وكرد فعل لهذا الحراك السياسي المهم فيما يبدو، رتّبت قوى الحرية التغييرــالتكتل الديمقراطي، لفعاليات مماثلة في جوبا والقاهرة، ورغم ذلك فإن حدث اجتماع سياسي شامل، لكافة ألوان الطيف السياسي السوداني، لا نظن أن جنراليّ الحرب، سيستجيبون لنداءاتهم، بوقف الحرب.
ذلك أن جهود الكتل السياسية المجتمعة في أديس أبابا، والمتوقع أن تجتمع في جوبا، كانت محمومة، بصورة مباشرة مع طرفي الصراع، حتى آخر لحظة قبل إطلاق الرصاصة الأولى، لكنها لم تنجح في نزع فتيل الحرب الدائرة الآن، ناهيك أن المياه الكثيرة التي جرت تحت جسور الحرب المصيرية، خلال الستة أشهر، غيرت المعطيات، وعقدت الحسابات.
نظن أن الحرب ستوقف بإحدى سيناريوهين، اتفاق سياسي، يحترمه طرفي الصراع، أو استسلام مدن السودان، والواحدة تلو الأخرى لقوات الدعم للدعم السريع، وفيما يبدو أنّ إطالة أمد الحرب، يصب في صالح السناريو الأخير.
لذا يبدو للمتابع، أنّ فعاليات أديس أبابا المستمرة حالية، ستتمخض عنها حاضنة محتملة، لحكومة الخرطوم، المحروسة بقوات الدعم السريع، في مقابل حكومة بورتسودان، المسنودة من قوى الحرية التغييرــالديمقراطي وفلول الكيران والجيش.
[email protected]
//أقلام متّحدة ــ 121 ــ //