أخبار السودان

حوار عضو الحراك الثوري بالمملكة المتحدة وايرلندا د.سلام حسن توتو

* الإعتماد على المجتمع الدولي بشكل قاطع من أجل إيجاد الحل للقضية السودانية هو خطأ كبير جداً.

* المجتمع الدولى ينظر للقضية السودانية لاستقرار الدول كأولوية.

* منبر جدة منبر غير محايد لوجود مصالح الآن مع طرفي الصراع َ

* يجب أن يتم وضع أهداف ورؤى لاستدامة وقف الحرب و عدم تكرارها مع دعوة وقف الحرب.

* لجان المقاومة بطبيعتها الجغرافية المتنوعة يمكنها لعب دور أكبر في تماسك النسيج الاجتماعي في هذه المرحلة.

بعد دخول الشهر السابع لحرب ال 15 من ابريل بين قوات الشعب المسلحة ومليشيات الدعم السريع والتي اثبتت حقيقة عدم إمكانية أي جهة على حسم الصراع عسكرياً، و أن الإصرار على استمرارها يعني امتدادها لفترات أطول سيكون ثمنها هو توسع نطاق الحرب، وتعميق تمزيق النسيج المجتمعي والسلم الأهلي وتوقف الحياة المدنية، واستمرار النزوح والانهيار الاقتصادي وانهيار العملة الوطنية وتدمير البني التحتية، وانعدام الخدمات الصحية والتعليمية وفشل الموسم الزراعي بصورة تهدد الأمن الغذائي مما ستجعل المجاعة أمراً واقعاً، وتفاقم معاناة المواطنين وتحويل حياتهم الى جحيماً لا يطاق، هذا بالاضافة لآثارها التي بدات تتمدد علي المحيطين الاقليمي والدولي الأمر الذي يفرض واقع أن المسارات السياسية والمدنية لحل المليشيا وإعادة هيكلة واصلاح الجيش صارت هي الطريق الممكن الموضوعي المتاح الذي يسترد القرار والموقف لصالح جماهير الشعب السوداني لا طرفي الصراع، حيث تترقب الأنظار في السودان نحو عودة المفاوضات بين الجيش ومليشيات الدعم السريع اليوم بعد تعليقها لخمسة أشهر قد تؤدي إلى وقف اطلاق النار ، وحول مآلات العملية التفاوضية الراهنة بالمملكة العربية السعودية منبر (جدة) ، أجرت “الجريدة ” حواراً مع عضو الحراك الثوري بالمملكة المتحدة وايرلندا د.سلام حسن توتو، فإلى مضابط الحوار

حوار : فدوى خزرجي

* هناك تحليلات كثيرة لطبيعة الصراع بين الجيش و مليشيات الدعم السريع هناك من يتهم الحركة الإسلامية في اشعالها و هناك أيضا من يتهم الدعم السريع. ماهو رايك؟

من وجهه نظرى هذه كلها قشور للمشكلة الحقيقية التى بدأت منذ ٢٠١٩ عندما تم تغيير مهام قوتين مسلحتين متكافئتين من مهام عسكرية تتعلق بحماية الدولة و حدودها و العمل في حالة الكوارث الى مهام سياسية متعلقة بالسلطة حيث اتى قائد الجيش في منصب رئيس مجلس السيادة في حين اتى قائد الدعم السريع نائبا له و كلها مهام سياسية ليست لديها علاقة بالجيش ووظيفته. و لذلك تولدت أطماع السلطة لقادة تلك القوتين و لأن هرم السلطة لا يسع الا لشخص واحد.

كما ان الاختلاف بين القوى السياسية غالبا يتم عن طريق التراشق بالألسن فيما بينهم لكن التراشق بين قوتين مسلحتين و الخلاف يتم عن طريق المدافع و الدبابات و الطيران و هذا بالضبط ما حدث، و لذلك فان الثوار في الشارع كانوا على دراية تامة بتلك المالات و لذلك ظلوا متمسكين منذ البداية بعدم الشراكة مع العساكر في الحكم والمطالبة بسلطة مدنية كاملة مع عودة الجيش الى ثكناتهم و حل مليشيات الدعم السريع و كل المليشيات الموكولة في الدولة السودانية، اضف الى ذلك المهام الدبلوماسية والتي تخلت بها القوتين بالإضافة الى التمكين المالي هذه كلها كانت مؤشرات لنشوب الصراع بين تلك القوتين اجلا او عاجلا . و فعلا حدث ما كان متوقع حيث ان الحرب الدائرة هي كانت حتمية و مسألة وقعوها كان مجرد وقت ليس إلا .هذه هي الأسباب الحقيقية لنشوب الحرب في السودان،

اما موضوع الاسلامين نعم كان لهم دور و لا زالوا يحاولون العودة للسلطة ، و لكن دورهم كان في تسريع حدة التوتر بين القوتين و ذلك بالتاثير المباشر في القوتين و ليس في قوة وحدة فقط حيث وجود اسلامين في الجيش السودانى و أيضا في مليشيات الدعم السريع و كلهما عملا على تسريع وتيرة الحرب بين القوتين. و لذلك الحل يكمن فيما دعت اليه لجان المقاومة و قوى كثيرة سياسية و مدنية الجنجويد ينحل مباشرة و عودة العسكر للثكنات. حيث يعتبر أي حل خلاف ذلك فهو مجرد مسكن لا يدوم طويلا.

* هناك نقطة أخرى مرتبطة بالنقطة الأولى و هي ماذا نعنى بوقف الحرب و هل هناك فعلا من يدعوا إلى استمرار الحرب ؟

الإجابة على ذلك كل القوى الوطنية و كل إنسان وطنى سوي سوف يدعو إلى إيقاف الحرب و لا اظن أي مواطن سودانى يريد استمرار الحرب، لكن الإختلاف يأتى في ماذا بعد وقف الحرب لأن الدعوة إلى وقف الحرب من غير الإجابة على ماذا بعد وقف الحرب هو الدعوة إلى استمرار الحرب بصورة غير مباشرة لذلك يجب أن يتم وضع أهداف و ورؤى لاستدامة وقف الحرب و عدم تكرارها مع دعوة وقف الحرب، و لذلك يجب علينا كسودانين بمختلف تنظيماتنا السياسية و الاجتماعية ان نكون صادقين و شفافين لخوض حوار عنيف فيما بيننا للإجابة على هذا السؤال . و ساعتها سوف نجد ان الغالبية العظمى من الشعب السودانى متفقين حول الدعوة لإيقاف الحرب.

* النقطة الثانية هي التي تقودنا للحديث حول النقطة الثالثة. المجتمع الدولي و دوره و منبر جدة و المبادرات السودانية كيف تنظر إلى ذلك؟

بخصوص المجتمع الدولى الإعتماد على المجتمع الدولي بشكل قاطع من أجل إيجاد الحل للقضية السودانية هو خطأ كبير جداً بأنه سيؤدى إلى حل مستدام بوقف الحرب و إلى سلام و استقرار، لذلك يجب ان يكون المجتمع الدولي فقط قوى مساعدة ثانوية في الحل و ليست قوى رئيسية و أولية كما نراه الان و ذلك نتيجة للاتى:’

أولاَ: المجتمع الدولى مهما بلغ من الخبرة و القوى إلا أنه قد تنقصه معرفة بعض التفاصيل الدقيقة للقضايا السودانية و كيفية التعامل معها و الخلفيات الاجتماعية و الثقافية و الدينية التي تشكل عوامل مؤثرة جدأ في عمليات الحل و هذا ما اقره المبعوث البريطاني عند لقائه في لندن بعد شهر من اندلاع الحرب حيث أنه اقر بعجزهم في المعرفة و القراءة الدقيقة لمًا يريده الشعب السودانى و من الذى يمثلهم و يحقق أهم تلك الأهداف و الطموحات. و لكن أرى أن غالبية القوى السياسية تريد الإعتماد اعتمادا كلياَ على الحلول التي تأتى من الخارج وتغييب القوى الجماهيرية السودانية تغيبا متعمداَ بتلك الحلول مثل ما حدث في الاتفاق الاطارى حيث حتى الآن لا يعرف غالبية الشعب السودانى أية تفاصيل دقيقة حول هذا الاتفاق و أين توجد النسخة الأصلية منه لكى يتم تداولها بين الشعب لابداء ارائهم و ملاحظاتهم فيها.

ثانياً : المجتمع الدولى لديه مصالحه الخاصة في حالة التدخل في الدول لايحاد الحلول و لذلك الحلول التي يضعها المجتمع الدولى حسب مصالحه قد لا تتماشى مع مصالح الشعب السودانى . و لذلك الفشل في ايجاد حل للقضية السودانية قد يؤدى إلى فرض حلول من المجتمع الدولى حيل مصالحه و رغباته التي قد تتقاطع مع مصالح الشعب السودانى. و مثال لذلك المجتمع الدولى ينظر لاستقرار الدول كأولوية أكثر من الديمقراطية في تلك الدول و لذلك يدعمون الحلول التي تؤدي إلى الاستقرار حتى اذا كان على راس الدولة دكتاتور عسكرى .

اما الحديث عن منبر جدة، فمن وجهه نظرى المتواضعة ان هذا المنبر غير مؤهل لإيجاد حلول مستدامة لايقاف الحرب و إرساء دعائم الأمن و السلام و الاستقرار و الديمقراطية. و لكن يمكن ان يكون منبرا فقط للحلول المؤقتة التي لا تتطلب جهداً كبير أو معرفة بطبيعة الصراع مثل وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية ، و مناقشة الوضع الإنساني غير ذلك فهذا المنبر غير مؤهل لإيجاد أي حلول لقضية الحرب في السودان و ذلك للاتى :

أولاً: عدم الالمام الكافى من كل دول الخليج بطبيعة الصراع في السودان و العوامل الأخرى المؤثرة فيها مثل العوامل الثقافية و الاجتماعية خاصة الاثنية و القبلية.

ثانيا : منبر جدة منبر غير محايد لوجود مصالح الآن مع طرفي الصراع حيث ان هناك قوات تتبع للجيش السودانى و مليشيات الدعم السريع في المملكة العربية السعودية و تقاتل جنبا على جنباَ مع قواتها في اليمن و حماية السعودية و لذلك لا يستطيع الوسيط السعودى تقديم اي حلول أو مقترحات قد لا تتماشى مع مصالح القوى المتصارعة.

ثالثا: المملكة العربية السعودية هي غير مناسبة للحديث عن قضية الديمقراطية و الاستقرار في السودان و ذلك نتيجة لطبيعة الحكم هناك .

* بالنسبة للمبادرات التي تم طرحها اي منها يمكن أن تقدم آليات لوقف الحرب؟

للأسف: لا أرى أي من تلك المبادرات تدعو الى وقف الحرب أو أنها قدمت أي آليات لكيفية ايقافها غالبية المبادرات تدعو الى ذهاب الطرفين للتفاوض فى منبر جدة أو منابر آخرى و الرجوع للعملية السياسية، و لكن لم يحددوا أي عملية سياسية يقصدون ؟ هل يقصدون الاتفاق الاطارى ام عملية سياسية آخرى؟ اذا كانوا بقصدون الاتفاق الإطار فنجد ان اضعف اجندة الاتفاق الإطاري خاصة المتعلقة بالترتيبات الأمنية و بالتالى الاتفاق الإطاري سوف لن يوقف الحرب بصورة دائمة يمكن ان يؤدي إلى هدنة موقتة فقط، بالاضافة الى ذلك غالبية المبادرات يعولون على المجتمع الدولى مثل امريكا و بريطانيا و الاتحاد الافريقى و الايقاد كأحد الآليات لإيقاف الحرب ولكنهم ينسون أهم آلية و هى متعلقة بالشعب السودانى فى الداخل ووحدته خلف اجندة محددة لإيقاف الحرب بالإضافة إلى ذلك غالبية المبادرات قدمت من الخارج و ليست لديها صلة قوية بالداخل و ما يحدث فيه و القوى التى ما زالت موجودة فيه مثل لجان المقاومة، بالاضافة الى غياب الإرادة السياسية والشفافية فى غالبية هذه المبادرات و عدم الوضوح فى الرؤيا. بالنسبة لى غالبية المبادرات تستخدم اليات تم تجريبها قبل ذلك و اثبتت فشلها فى دول كثيرة مثل دولة جنوب السودان عندما اندلعت الحرب بين الرئيس سلفاكير ميارديت و نائبه رياك مشار فى ٢٠١٣ و تم الضغط عليهم و اجبارهم لتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار و سلام بعد ثلاثة شهور من اندلاعها من غير ارادة الطرفين، و فعلا اتى رياك مشار مرغما و رضى سلفاكير ايضا مرغما على مواصلة الشراكة مع نائبه رياك مشار و لكن اندلعت الحرب مرة أخرى من داخل القصر الرئاسى بعد أقل من ثلاثة شهور من عودة الشراكة بينهما و لم يستطع المجتمع الدولى ايقافهم إلا عندما اقتنعت الأطراف المتحاربة فى عدم جدوى الحرب تحلوا بإرادة حقيقية نحو الحل ووافقوا على التفاوض فى ظروف خالية من الضغوطات الدولية، و لكن للاسف لا ارى اى ارادة حقيقية نحو وقف الحرب فى كل الأطراف حتى التى قدمت مبادرات. بل ارى تكرار للفشل السابق و الاستهبال السياسى الذي ادى إلى ما نحن عليه حاليا

* لعبت لجان المقاومة دوراً مهما في الفترة السابقة وتأثيرها في المشهد السياسي، في ظل الوضع الراهن كيف يكون لها تأثير في إيقاف الحرب ؟

اعتبر ان لجان المقاومة حاليا هي القوى الوحيدة المؤهلة بأن يكون لها دور كبير في إيقاف الحرب و إرساء دعائم الامن و الاستقرار في السودان و ذلك بطبيعة تكوينها الجغرافى في المقام الأول حيث إنها موجودة في كل مناطق السودان ومدنها و قراها و هذا يشمل تنوع اجتماعىً و ثقافى و اثنى نحتاجه بشدة في هذه المرحلة من الانقسام المجتمعي و الاثنى و الجهوى . و لذلك لجان المقاومة بطبيعتها الجغرافية المتنوعة يمكنها لعب دور اكبر في تماسك الشعب السودانى في هذه المرحلة للمحافظة على النسيج الاجتماعى الذى يتمزق الآن بفعل الحرب. النقطة الأخرى و هو طبيعة لجان المقاومة و تكوينها الافقى الذى يصعب عملية الاختراق و السيطرة عليه من قبل مكونات سياسية أو اجتماعية معينة. نتيجة لما سبق فلحان المقاومة يمكن ان تعلب دور كبير في المرحلة القادمة يقود الى إيقاف الحرب و المحافظة على النسيج الاجتماعى و احداث التغيير اللازم، بالإضافة إلى ذلك يمكن إن تلعب دور كبير جدا في عملية توثيق الانتهاكات وتقديمها لأي لجنة تقصى دولية أو محلية يتم تكوينها لاحقا، كما أن لجان المقاومة يمكنها تقديم مقترحات تساهم في إيقاف الحرب و خلق المبادرات، لذلك ادعو اعضاء لجان المقاومة لاستكمال رؤيتهم السياسية لإنهاء الحرب، و المرحلة ما بعد الحرب لانها تعتبر مهمة جدا فى أي مبادرة يتم تقديمها بالإضافة إلى الشروع فى الانفتاح أكثر على المجتمع المحلى و الاقليمى و الدولى لكى يتم تقديم رؤيتهم لتلك الجهات و عدم تركها حبيسة الادراج.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تلعب دور كبير جدا في عملية توثيق الانتهاكات لتقديمها لأي لجنة تقصى دولية أو محلية يتم تكوينها لاحقا، كما إن لجان المقاومة يمكنها تقديم مقترحات تساهم في إيقاف الحرب و خلق المبادرات، لذلك يجب ان تحدد شكل الانتهاكات التي تدينها بالإضافة الى ذلك تحديد الجهه التي قامت بتلك الانتهاكات و في هذا المنحى اشيد بكل بيانات لجان المقاومة حيث انها أكثر مهنية و تخصصية من بيانات الأحزاب السياسية و بعض النقابات التي تخص فيها نوع من المجاملة في عدم اظهار الجهه التي قامت بتلك الانتهاكات.

النقطة المهمة. المتعلقة بعملية الانتهاكات هي كيفية توثيق تلك الانتهاكات لكى تكون مستندات رسمية يمكن الاعتماد عليها في اي تحقيق قانونى بشأن تلك الانتهاكات مستقبلا و عملية التوثيق تشمل أولا توضيح نوع الانتهاكات و تاريخ حدوثها و زمن ارتكابها وصبغ الجهه التى قامت بتلك الانتهاكات اذا كانت غير معروفة يمكن وصف للأشخاص الذين قاموا بعملية الانتهاكات. و يمكن ان تلعب لجان المقاومة دورا كبير جدا في عملية التوثيق هذه حتى لا يفلت المجرم من العقاب مستقبلا و في موصوع العدالة الانتقالية لاحقا.

الجريدة

تعليق واحد

  1. انا شخصيا لا اعرف هذا الشخص لكن من خلال الحوار زول شجاع وكلامه صادق وشاطر في السياسة ويفهم يعني شنو مجتمع دولي ويعني شنو اقليم الخلل سياسي شماعة كيزان وفلول وعفن ما بتحل مشكلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..