مقالات سياسية

لقاء اثيوبيا – عطل في البوصلة

عثمان بابكر محجوب

 

ان متابعة نشاطات واجتماعات ومؤتمرات مختلف القوى والاحزاب والحركات المسلحة  السودانية التي تواكب هذه الحرب  تفضي الى نتيجة مؤسفة مفادها ان كل الاطراف تتصرف، وكأن هذه الحرب مجرد رحلة سياحية يقتصر دورهم فيها على تقديم  خدمات الدليل السياحي .                                                     هذه العقلية التي ابتلينا بها كسودانيين جعلتنا نتعامل مع الحروب الاهلية على مدار تاريخنا بوصفها مجرد لحظات حزينة، ولهذا السبب تتكرر مصائبنا وحروبنا العبثية  دوريا وتتكرر مواجهتنا لها بتدوير الزوايا تهربا من وضع الاصبع على الجرح وهذا ليس من شيم الرجال .                                                               وفي قراءة  سريعة للخطاب الذي افتتح فيه الاجتماع التحضيري لوحدة القوى المدنية الديمقراطية المنعقد  في اثيوبيا . تبين لنا ان هدف هذا اللقاء هو خوض معركة اعلامية  تحت عنوان سياسي وليس العمل على وقف الحرب كاولوية . وما يؤكد ذلك ما ورد في متن هذا الخطاب من بلبلة في توصيف الواقع واعتماد موقف زئبقي من طرفي الحرب  وتجاهل الحديث عن خطة ما سيعتمدونها   داخل الساحة الوطنية  لوقف الحرب .

وبالعودة الى الخطاب نجد  فيه  التالي :

  •   اتهام  عناصر النظام البائد باشعال الحرب  لتقسيم البلاد بعد فشلهم  في العودة الى السلطة.
  •   اعتبار المصير الوطني  رهينة  عند القوى العسكرية المتقاتلة والمعادية للديمقراطية .
  •   اتهام  طرفي الحرب اي الجيش والدعم السريع بما حصل من انتهاكات وتحميلهما المسؤولية الكاملة عنها.
  •   اتخاذ إجراءات وخطوات لإقناع طرفي النزاع بالعودة الى طاولة المفاوضات والتوقيع سريعا على وقف إطلاق نار يمهد لعملية سياسية انتقالية مدنية ديموقراطية.

ملاحظات حول الفقرات الواردة :     

    هل عناصر النظام البائد طرف ثالث أم هي حليفة البرهان في معركة الكرامة ؟

    هل المساواة في المسؤولية بين الدعم السريع والجيش عن الانتهاكات ومعاداة الديمقراطية نابع عن قناعة ام هناك ايعاز ما لقول ذلك؟

    ما هي ألية اقناع طرفي النزاع بالعودة الى طاولة المفاوضات؟ وعلى اي طاولة طالما ان الطرفان في موقف معادي للديمقراطية . 

ملاحظات احول أهدافهم :

  •   الالتزام بأهداف ثورة ديسمبر المجيدة . ( اين أوصل حمدوك ثورة ديسمبر؟)
  •   تكوين أوسع جبهة مدنية لإنهاء الحرب واستعادة المسار الديمقراطي عبر:

    وضْع تصور لملامح رؤية سياسية مشتركة

    وضع تصورات لهيكلة واضحة للجبهة.

     تحديد القوى المشاركة في المؤتمر التأسيسي المنتظر.

طبعا ليس لدينا ادنى شك في مهارتهم في هذا المضمار (حتى انهم يستطيعون ادخال ميلشيات عسكرية الى قاعة المؤتمر باللباس المدني وتوديعهم الى الخارج باللباس العسكري)

اما حول خطواتهم العملية:

  •   العمل على توحيد منابر التفاوض لوقف الحرب، مثل مبادرة الاتحاد الأفريقي، ومبادرة دول الجوار، ومبادرة «إيقاد»، ومنبر جدة.
  •   تاييد قرار مجلس حقوق الإنسان بإنشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول انتهاكات الحرب في السودان.

(ما أسخف هذه الخطوات )

وبعد هذا الاستعراض السريع هل يستحق هذا المؤتمر بالفعل هذا التطبيل والتذمير ام  يكفي ما قاله احمد فؤاد نجم في مناسبة مشابهة :

 زغروطة لـلتحالف الجديد / هـ يدمرالتحالف  اللي فات/ ويرجع الأيام سنين/ ويعيد زمان المعجزات/  مع إن طرزان الوليد/ ذات نفس طرزان اللي فات.

لذلك ندعو الى اصلاح البوصلة والاتجاه الى مواجهة  وحوش المؤتمر الوطني وفلول البشير ، بالتحضير لانتفاضات شعبية ضد هؤلاء الاوباش في المدن والولايات التي ينعمون فيها بلذة عودتهم الى الحكم تحت رعاية البرهان وبحماية الجيش . ان اسقاط حكم البرهان ولجنته الامنية المتعفنة هو ما يحافظ على روحية ثورة ديسمبر وليس المراهنة على منبر جدة الذي يهدف الى اطالة امد الحرب بتقسيم  وقف اطلاق النار حتى الى مسارات  لا تخفى على أحد نتائجها السابقة  ومن الغباء ان يتكرر خطاب يتوقع ان الامم المتحدة بصدد ادراجنا تحت البند السابع لميثاقها . فقدرشعبنا ان يضحي  دائما ونامل ان لا تذهب هدرا تضحياته هذه المرة.

تعليق واحد

  1. Avatar photo يقول عاوزين معلومة او حتى صورة عن الشخصية الامنجية الغامضة الكوزة الخطيرة/ رندا الخفجي هاتكة اعراض السودانيات:

    عليك الله تانى ماتكتب حاجة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..