مقالات سياسية

الحرب في السودان و جرعة الكينين

م/ التجاني محمد صالح

الحرب في السودان و جرعة الكينين

لا تزال الحرب في السودان على أشدها و كنا قد إقترحنا ما أسميناه بجرعة الكينين المرة و تتلخص في الآتي:

1- قيام ضباط من الجيش من الرتب الصغيرة رائد فما دون بتحييد القيادة و جماعة كرتي و بقايا العهد المباد كليا و الشروع في تكوين جيش وطني حقيقي جديد. يتم ذلك بالتعاون الكامل مع لجان المقاومة ذلك بحكم المعرفة اللصيقة ببعضهم و تقوم اللجان بتسويق الفكرة لدى عامة الشعب. هذه الخطوة من صغار الضباط تثبت للمواطنين جدية التغيير بدفع ثمنه مقدما عربون وفاء و إلتزام تجاه الثورة و التغيير. هذه الخطوة ستشجع الشعب على إعادة الثقة بجيشه الوطني الوليد و هي خطوة كبيرة في إتجاه تلاحم الشعب مع الجيش.

2- يقوم الجيش الوطني الجديد بالترتيبات اللازمة و بالتعاون التام مع لجان المقاومة على الإعداد لعملية تحرير الوطن من الجنجويد.

3- في حال إكتمال الإستعدادات اللازمة يقوم الجيش الوطني الجديد بالطلب من الجنجويد وضع السلاح و تنفيذ إرادة الشعب. في حال عدم إستجابة الجنجويد لنداء الشعب يصبح الإجلاء بالقوة حتميا و على الشعب الوقوف كليا مع جيشه لتحقيق هذه الغاية. هذا هو الطبيعي و ليس الهروب من مطار لمطار و من بلد لبلد و من طامع إلى طامع ولإستجداء النصرة و كان العالم “قدح ود زايد”. الشعوب التي تريد أن تتحرر لابد لها من دفع ثمن ذلك.
إقترحنا هذا منذ الأيام الأولى لبدء الحرب التي هي الآن في شهرها السابع و الحبل على الجرار. زعيم عصابة الجنجويد قال ليكم بالعربي السوداني الفصيح و الافصح من الفصيح “الما بكاتل ما عندو رأي”. و مع ذلك يصر بؤساء السياسة السودانية على ما هم فيه الآن و هم يعلمون حقيقة القول و قائله.

قلناها و منذ البداية انه سيقف على جانبي طاولة جدة جنرالان يوجههما سيد العالم اليوم و سيترك في خواتيم اللقاءات مكان قصي في قاعة التفاوض لسماسرة السياسة السودانية ليخرجوا لنا بالتصريحات و كم كرسي في السلطة التي هي للعسكر دون منازع. ما نراه في أديس أبابا الآن هو مقدمات لازمة للجلوس في الركن القصي ليس في طاولة التفاوض التي هي “للبكاتلو” و لكن في القاعة. من يهرب لا يستحق مكانا في طاولة مفاوضات خدمها أطرافها بالحديد و النار. هذه هي الحكاية باختصار و لا بديل حتى الآن عن ما أسميناه بجرعة الكينين المرة.

تاجر السياسة السوداني تراه يقول “لا للحرب” و هو يمعن في الهرب في محاولة تعويضية لتبربر الهروب و هي في حقيقتها تثبت عدم جدية الهارب!

نقول للهاربين في أديس لكي توقفوا الحرب هلا وقفتم على حيلكم أولا بدلا عن إستجداء عواصم العالم؟

6 أبريل يحبنا و نحبه

تعليق واحد

  1. انت يا شيخنا لجان المقاومة ديل عددهم كم.. انا شخصيا لم التقي اي شخص في الخرطوم ينتمي للجانب المقاومة حتى اتناقش معه في طبيعة نشاطهم وافكارهم لذلك ظللنا نعتقد انهم كوادر حزبية بمسمى لجان المقاومة بقصد التمويه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..