مقالات سياسية

ماذا يعني اجتماع المائدة المستديرة؟ (٣)

د. الحسن النذير

في نهاية المقال السابق طرحنا السؤال التالي :
هل قرأ الدين أشرفوا علي تنظيم إجتماع أديس أبابا ، رؤية تنسيقيات لجان المقاومة حول وقف الحرب واسترداد مسار الثورة؟
في الحقيقة هذه الرؤية، تم الإعلان عنها في  10 أكتوبر 2023م وفي 25 أكتوبر تم اصدار بيان بواسطة “اللجنة السياسية للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب”، يدعو القوي المدنية والديمقراطية لتكوين الجبهة الواسعة لوقف الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي ، ربما نجد العذر للمجتمعين في أديس أبابا ، لعدم الإضطلاع  علي هذة الدعوة ، نسبة لتزامن هذا الإعلان مع خواتيم إجتماعهم . لكن الوقت كان كافياً للإضطلاع علي الرؤية.
في كل الأحوال واضح بأننا الآن أمام نهجين حيال هدف واحد “وحدة القوي المدنية الديمقراطية من أجل وقف الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي” أي :
نهج الجبهة المدنية ونهج تنسيقيات لجان المقاومة (علي مستوي القطر).
قد يقول قائل بأن لجان المقاومة كانت ممثلة في إجتماع أديس أبابا لكننا هنا نعني بنهج لجان المقاومة ، اللجان الموقعة علي “الميثاق الثوري لتأسيس سلطةالشعب”، وهذا لا ينقص من شأن بعض لجان العاصمة ، التي حضرت إجتماع أديس.
الشئ الإيجابي الذي يستحق الذكر هنا ، أن كلا النهجين ، قد لوح للآخر لكي يلتحق بركبه. يبدو ذلك واضحاً (لكي نكون متفائلين) ، بناءاً علي الحقائق التالية :
– في صدر البيان الختامي لاجتماع أديس أبابا ، يوم 26 أكتوبر 2023م ، تمت الإشارة إلي لجان المقاومة والأجسام المطلبية الثورية ، “بالجذوة المتقدة لثورة ديسمبر المجيدة”.
– في التصريح الصحفي للجنة السياسية للجان المقاومة يوم 25 أكتوبر 2023م ، تمت الاشارة الي دعوة القوي المهنية والسياسية والفئوية والمدنية وقوي الكفاح المسلح وكل قوي المجتمع الحية ، صوب تكوين أوسع جبهة قاعدية لإنهاء الحرب واسترداد مسار الثورة.
والآن نأتي الي السؤال الصعب ، هل يمكن تقاطع النهجين المذكورين أعلاه في قواسم مشتركة توحد كل القوي المدنية الديمقراطية في السودان ، من أجل بناء الجبهة الواسعة لتحقيق الاهداف المشتركة؟ وما هي الآلية الأكثر نجاعةً للوصول الي هذا التقاطع؟ .
يبدو أن البحث في القواسم المشتركة بين النهجين ، يتطلب قراءة دقيقة في رؤية لجان المقاومة المبنية علي مرجعية “الميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب”، والتي تبدأ بانتخاب وتأسيس “المجلس التشريعي الثوري”. ومن الواضح أن إجتماع الجبهة المدنية يسعي لعقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية (تقدم) ، وهي بالطبع (حسب تطلعات إجتماع أديس أبابا)، الحاضنة السياسية المستقبلية لهياكل السلطة في الفترة الانتقالية المرتقبة بما فيها السلطة التشريعية.
بلا شك هاتين الرؤيتين متباينتين والتوفيق بينهما لن يكون يسيراً.
في تقديرنا ، السعي لتوحد النهجين المعنيين يتطلب مداولات معمقة بين كل مكونات القوي المدنية الديمقراطية السودانية في اطار آلية تتيح حواراً شفافاً ومتكافئاً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..