قناة الراكوبة الفضائية

د. محمد عطا مدني
ما رأيك يادكتور- ونحن عارفين إن ثقافتكم ماشاء الله عالية- أن تدرّس لنا فى الفصل القادم فى مقرر تاريخ الفنون، الفن فى الحضارة المصرية القديمة؟ هكذا قال لى عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة دلمون بالبحرين، والذى عملت معه لسنوات كرئيس لقسم الجرافيك، وهو شخص طيب كما يبدو لى كريفى مصرى، ذو ذكاء فطرى ملحوظ، تركز ذهنى وقتئذ بين فكرتين، هل هو فعلا يثق فى ثقافتنا كسودانيين؟ أم يريد أن يضعنى فى اختبار ما، لأن رئيس الجامعة فضلنى لهذه الوظيفة على مرشحه – مرشح السيد العميد- لزميله المصرى الذى يعمل فى جامعة حلوان؟
قلت له : ولماذا ندرّس الفن فى حضارة مصر القديمة فى فصل دراسى كامل لأربعة أشهر؟ فى الوقت الذى يتسع فيه الزمن لتدريس الفن فى حضارتين مهمتين أخريتين فى العالم العربى بجانب حضارة مصر القديمة، ليبقى المقرر أكثر غنى وتشويقا ومقارنة بين فنون هذه الحضارات؟ قال لى بزهو: وما هى الحضارات الأخرى فى العالم العربى التى تضاهى حضارة مصر القديمة؟ قلت له: حضارتان شامختان، حضارة العراق القديمة، وحضارة السودان القديمة..! قال لى وعلى وجهه نظرة اندهاش: لقد درسنا فى الكلية بعضا من فنون الحضارة العراقية القديمة، ولكن هل فى السودان حضارة قديمة ؟ قلت له: أنتم أقرب الناس إلينا ولا تعرفون أن بالسودان حضارة قديمة حكمت مصر لحوالى قرن من الزمان؟ قال متى كان هذا ؟ لم يدرسونا شيئا من هذا القبيل؟ رددت عليه قائلا: حضرتك أستاذ مشارك وكنت عميد فى بلدك، وتخرجت من الجامعة منذ سنوات طويلة، لماذا لم تبحث فى مجال تخصصك عن الفنون فى الحضارت القديمة وأقربها لكم حضارة السودان؟ اعتذر بمشكلات الدنيا وتربية العيال، صمت برهة، قد يكون لشعوره بالتقصير. ثم سألنى عن ممالكها أو دولها القديمة. قلت له الممالك النوبية (كرمة ونبتة ومروى) و(ممالكها المسيحية النوبية) فيما بعد. هتف فجأة هاشا كأنه اكتشف شيئا كان منسيا: تقصد النوبيين (بتوعنا) فى جنوب مصر؟ قلت له النوبيون (بتوعكم) جزء من الممالك النوبية التابعة للسودان، وهم لايمثلون من الشعب النوبى إلا القليل ويعيشون فى إطار 100 كيلومتر على جانبى وادى النيل فى أسوان وإدفو وكوم أمبو وغيرها، أما المنطقة الحضارية النوبية فى السودان فتمتد داخل السودان لحوالى 1500 كيلومتر، من حلفا شمالا حتى النيل الأبيض جنوب الخرطوم، ومن أرض البطانة شرقا وبعض مناطق البحر الأحمر وجدت فيها آثارها، حتى مشارف كردفان غربا. اندهش كثيرا، وذكر أنه سيكون سعيدا جدا لو اطلع بالتفصيل على الحضارة السودانية القديمة..!
وقد وافق العميد على اقتراحى بتدريس فنون الحضارات الثلاث. وقد استمتع طلابى وطالباتى كثيرا بهذه الدراسة، والمقارنات بين الحضارات، وعرفت – فيما بعد – أن الكثير منهم، لا زال يحتفظ على حاسوبه بهذه المقررات بعد تخرجه، لأن بها كنوز من الفنون يستمتع الفرد بإعادة دراستها، والرجوع إليها – كخريج- كمعين له فى تصميماته الفنية المستقبلية.
وكنت حريصا على أن يرى مقرراتى للحضارات الثلاث، وكنت قد صممت المقررات بحيث تحتوى كل حضارة على حوالى ثلاثمائة شريحة، تشتمل على صور مرفق بها معلومات مصاحبة، وكان تعجّبه الأول، قوله أنه قام بتدريس الفن فى حضارة مصر القديمة عدة مرات، ولكنه لم يكن بالعمق الذى قدمته به، وتعجبه الثانى أن هنالك حضارة بهذا الجمال والإنسانية فى السودان ولا يعلموا فى مصرعنها شيئا، وعندما افترقنا حيث عدت للسودان عام 2012م ، وعاد هو إلى مصر، وكان يحمل معه – حسب طلبه – قرصا صلبا يحتوى على المقررات الثلاثة، وقال لى وهو يودعنى: سأعرض مقررك عن (الحضارة السودانية القديمة) لزملائى الأساتذة فى جامعتى (جامعة جنوب الوادى)، مبينا لهم كيف ظلمنا أقرب الجيران إلينا بعدم الاطلاع على حضاراتهم وتدريسها ضمن مقرراتنا..! ولا زلنا متواصلين معا حتى الآن..!
ذكرت هذه المقدمة، لأوضح حقيقة ما يدركه كل إعلامى، من أن إعلامنا المرئى فاشل، أما المطبوع والأليكترونى فهو محدود الانتشار. وفى مقال لى سابقا تحدثت عن أهمية أن تكون لنا قناة فضائية، وقد تحدث إلىّ بعض الزملاء بأن هنالك عدة قنوات فضاية سودانية، ولكن معظمها قد توقف نتيجة الحرب، وقلت لهم أعلم بذلك، ولكن تفكيرى ينصب على تأسيس قناة فضائية (نوعية) تصل إلى شعب السودان فى كل أرجائه أولا، ثم تعبر الحدود ناقلة السودان تاريخا وتراثا وثقافة إلى العالم العربى وأفريقيا والعالم الخارجى، لنشر ثقافتنا وحضارتنا، ولذا أجد الفرصة فى مقالى هذا، لتوضيح الفكرة التى طرحتها من قبل بمزيد من التفاصيل.
تفكيرى فى قناة فضائية ثقافية إخبارية حرة، يملكها الشعب السوداني، وتعبرعن ثقافته وحضارته، ومن أهم واجباتها أن تعرّف العالم الخارجى بالسودان المجهول حتى هذه اللحظة، لدرجة أن اسم السودان خارجيا ارتبط – رغما عن شعبه- بالإرهاب وبأطول الحروب فى أفريقيا..! كما أن من واجباتها الأساسية التعبيرعن وحدة الشعب بتاريخه وتراثه المتنوع، وصولا إلى (بلورة) الهوية السودانية الموحدة التى شتتتها العقود الثلاثة من الحكم الدكتاتورى الشمولى، وأوصلتنا إلى الحرب.! ولا يمنع أن يكون للقناة هدف فرعى يتمثل فى رد أكاذيب أعداء الشعب الذين بدأوا يعدون عدتهم من الآن لمحاربة الجبهة المدنية العريضة، وأى سبيل يؤدى بنا لحياة ديموقراطية سليمة، وقد كالوا التهم من الآن بالعلمانية والكفر والعمالة للسفراء، لبعض الأفراد المشاركين فى اجتماعات أديس أبابا، ومشكلتنا أن أعدادا كبيرة من شعبنا يتميزون ببساطة شديدة ويصدقون ما يقال من أكاذيب، ولذلك علينا أن نؤمن بأن ثورات التغيير لا تنجح إلا بإعلام قوى وفعال.
ومن أهدافها أيضا استخدام الإعلام الناجح فى التنمية، وهنالك عشرات الكتب فى المكتبات تتحدث عن أهمية الإعلام فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..إلخ. ومن شروط هذه القناة ألا تخضع لسلطة الدولة أيا كان نوع النظام الذى سنختاره، ولا تخضع لأى تجمع جهوى، ولا لأى حزب من الأحزاب. وإنما تخضع للمبادىء السياسية العامة التى سيقوم عليها النظام الجديد.
ويتلخص تطبيق فكرتى فى تكوين شركة مساهمة، يساهم فيها الشعب السودانى بحر ماله، وتكون مملوكة للشعب السودانى، وهو الذى يعين مجلس إدارتها، أو يغيره بما يتفق مع مصلحة الشعب العليا، لتعبر القناة عن آلامه وآماله وطموحاته فى النمو والتطور، ونحن لسنا أقل مكانة ولا ثقافة من الشعب الأثيوبى الذى بنى سد نهضته من حر ماله. ولا أقل من شعب رواندا الذى جمع من حر ماله ليشترى قمرا صناعيا من فرنسا، ليبث لرواندا الإنترنت والبرامج التعليمية مجانا للمدارس والجامعات وللشعب فى البيوت لينتشر التعليم، قائلين أن (الجهل) هو الذى أدى للحروب..!
ولما (للراكوبة) من تاريخ عريق فى نشر الرأى الحر، أرى – كفكرة قابلة للمناقشة – أن تتبنى الراكوبة هذه الفكرة، فكما (ظللت) وحمت الراكوبة الرأى الحر وكتاّبه، وعانت من المحاربة والتهكير أعواما طويلة، فيمكنها الآن أن تتوسع فى (تظليلها) على المجتمع السودانى بأسره، وتحتفظ لنفسها ب 10 أو 15 فى المائة من أسهم الشركة، لنضمن جزءا من الإدارة الناجحة للقناة، وتُطرح بقية الأسهم للمواطنين، على ألا يزيد نصيب الفرد من الأسهم على نصيب الراكوبة، وهذا لثقتنا فى أصحاب فكرتها وإدارتها التى أخرجتها بهذا الثوب القشيب، ولا يعجزها أن تدير قناة فضائية بالاستعانة بطيورنا المهاجرة فى القنوات العربية والأجنبية. وسوف تكون الاعلانات من المصادر الممولة للمحطة، وليكن نظرنا مركزا على تجربة قناة الجزيرة الناجحة مهنيا، وليس على أى قناة عربية أخرى. ولكن المطلوب الدراسات المعمقة من الخبراء المتخصصين. وأرجو ألا يخشى بعض الأخوة من التفكير فى تطبيق هذه التجربة، فالمشروعات الضخمة، مثل سد النهضة، والسد العالى، وقناة الجزيرة، كلها بدأت بحلم صغير..!
[email protected]
0097338067919
هاتف وواتس أب
أرسلت هذه الرسالة أمس في وقت متأخر ليلا..وتفاجأت بنشرها مبكرا صباح اليوم، وهالنى تلك المشاركات والتعليقات الكثيرة التي حدثت صباح اليوم ونحن مازلنا الساعة التاسعة صباحا. الكل (عطشان لقناة فضائية تعبر عنه وعن أماله واحلامه) بعد ان هجرت الجماهير السودانية قنواتهم التلفويونية الى قنوات الخليج لأنهم اصبحوا لايرون أنفسهم ولا أحلامهم في قنواتهم التلفزيونية الهزيلة ، بل استعد الجميع للمشاركة في هذه القناة مما يؤكد أن الروح الوطنية السودانية ستظل متقدة على الدوام. فلتبدأ صحيفتنا الوطنية (الوحيدة) الراكوبة في إعلانها عن هذا المشروع المهم وعمل دراسات الجدوى المطلوبة لتحديد قيمة السهم، ولا أظن أن مواطنا سودانيا واحدا داخل السودان أو خارجه، سوف يبخل على وطنه بدعم هذه القناة التى ستحمل (لأول مرة) ثقافة السودان الغنية إلى خارج القطر فى المحيطين العربى والأفريقى وقريبا إلى العالم الخارجى باللغة الإنجليزية. ولا أظن أن كبار الرأسماليين السودانيين مثل (مو ابراهيم) فى بريطانيا و(سالى العطا (newgen فى أمريكا، وغيرهم من الرأسماليين الكبار فى العالم العربى من أحرار السودان سيضنون بجهودهم ومالهم لتولد هذه القناة عملاقة لتكون للسودان القناة الفضائية العالمية كمثال سودانى يمائل قناة (الجزيرة) التي تدار بعشرات من ذوى الخبرات العالمية من الإعلاميين السودانيين والذين يمكن الاستفادة من خبراتهم في تصميم قناتنا الفضائية مثل الأخ الأستاذ فوزى بشرى وزملائه في قناة الجزيرة والقنوات العربية والأجنبية الأخرى.
سلمت دكتورنا الرائع الجميل
وانت تنافح عن حضارتنا واصالتنا وعراقتنا
وتحاول جاهدا نشرها على اوسع نطاق
فكرتك جميلة وعملية ووطنية
نتمنى ان ترنى النور قريبا في سودان جديد يسع الجميع
وبامثالكم تنهض الامم
لماذا حذفت اكثر من 20 تعليق على المقال؟
فكرة رائعة السودان بلد له تاريخ عريق وله حضارة من اعظم الحضارات فى الدنيا ولكن تاريخه لا يعلمه إلا القليل خاصة من غير السودانين لذلك يحتاج لهبة وثورة اعلامية تزيل الغبار عن هذا التاريخ وياريت لو تكون هذه القناة المقترحة وتؤسس عن طريق شركة مساهمة يساهم فيها جميع السودانين لأنها لابد من تبدا بداية قوية ويكون لها راس مال وامكانيات مادية كبيرة وبلغات متعددة ولا ننسى كذلك العائد السياحى للبلد منها .
فكرة عظيمة من متخصص وعالم جليل . وفقك الله يادكتور
لدينا أيضا مغتربين الخليج وحوالى ثلاثة آلاف أستاذ جامعى فى الولايات المتحدة وكندا، وأطباء كثيرون وأساتذة جامعيون فى بريطانيا ومغتربون فى استراليا كل هؤلاء لن يقصروا فى المساهمة فى قيام قناة الراكوبة الفضائية بمستوى قناة الجزيرة ان شاء الله. على الاخوة الكرام فى إدارة الراكوبة التوكل على الله وعمل دراسة جدوى لدى مكتب متخصص ، لتحديد التكلفة وبالتالى تحديد قيمة السهم الواحد.واللة ولى التوفيق.
أشكرك الزول السمح ذوقك الراقى ونحن جميعا فى خدمة وطننا الغالى وإعزازنا لصحيفتنا الراكوبة لا يدانيه أى اعزاز يكفى أنها سودانية الأصل والمنشأ
اتابع كل مايكتبه الدكتور محمد عطا منذ فتره وعليه فانه يمكنني القول وبكل امانه وثقه
ان الدكتور محمد عطا يمثل نموذجا فريدا من علماء ومثقفي السودان يختلف اختلافا كبيرا
عن غالبية علماء السودان الذين صاغوا بفكرهم وعلومهم الوجدان السوداني في العصر الحديث.
الدكتور الرائع بروعة ثورتنا المباركه يشبه شبابنا القاموا بالثوره !!!!!! تأملوا في افكاره الخلاقه
ستجدون انها تشبه الجداريات التي رسمتها فرش الكنداكات والشفاته علي كل الجدران المحيطه
بساحة الاغتصام امام القياده العامه وعلي كل جدران الشوارع المحيطه والمؤديه لساحة الاعتصام.
مبدعينا قادرون بفضل الله علي تاسيس قناة تلفزيونيه كقنوات الجزيره والعربيه الحدث والبي بي سي
وفرانس 24 وعندما تنتهي هذه الحرب العبثيه اللعينه سنري الكم الهائل من ابداعات وعجائب شاباتنا
وشبابنا باذن الله .
لا للحرب ونعم للسلام.
نعم لدعم الفكر الخلاق….نعم للتفكير خارج صندوق الجدل السياسي البيزنطي …..نعم للغوص في اعماق ازمة الهوية …وتشخيص ومعالجة الانفصام الافروعربي….نعم لتاسيس الهوية والجغرافيا والتاريخ المشترك…لا لقنوات ثقافة الاندومي والقونات
شكرا لكم ..
.مع خالص تقديري لكم وللجميع
الحبوب الدكتور، د. محمد عطا مدني.
مساكم الله بالعافية.
بحكم انني نوبي ومتابع كل ماهو جديد يتعلق بالحضارة النوبية، طالعت اخيرا شريط فيديو في غاية الاهمية في موقع “youtube” وكان لقاء مع الدكتور المصري / فاروق الباز عن تاريخ النوبة، ومن ضمن ما قاله،إنه توجد لوحة تاريخية قديمة منذ عصر كوش ملقاه باهمال شديد في المتحف المصري في القاهرة، ملقاه عن عمد لانها تشرح حضارة الكوشيين، وقال ايضا إنها لوحة ملك السودان الواجب تسليمها للسودان.
العالم المصري فاروق الباز متحدثا عن عظمة الحضارة الكوشية
https://www.youtube.com/watch?v=eWMqy-PwUOs
الحبوب الدكتور، د. محمد عطا مدني.
مساكم الله بالعافية.
من مكتبتي في صحيفة “الراكوبة”
الي ١٠ مليون سوداني بالخارج:
تبرع بدولار لفضائية الضمير السوداني. https://www.alrakoba.net/242382/%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B9-%D8%A8%D8%AF%D9%88%D9%84/
أخى الفاضل الأستاذ بكرى الصايغ المحترم
منذ لحظات وقبل أن أقرأ دعوتك الحالية للمغتربين، عممت بوسك بعنوان أخطاء الجيش السودان على قروباتى وهم ليسوا أقل من 400 شخص، وكثيرا ما أنقل مقالات إخوانى وأخواتى فى الراكوبة إلى قروباتى بأسمائهم وأسمائهن، لأن هذه المقالات هى التى تدك حصون الظلم والجبروت والطغيان بأقوى من القنابل وراجمات الصواريخ. فلنستمر فى دك حصون الكذب والدجل وأسباب تحطيم الأوطان والشعوب..
وأصل إلى دعوتك الكريمة للمغتربين فى أنحاء العالم وأستأذنك فى أمرين أولهما: أقترح رفع مبلغ التبرع ل 10 دولارات وهو مبلغ زهيد جدا حوالى 35 ريال سعودى لاتكفى لشراء قنينة حليب لطفل يشربها فى وجبتين فقط. وثانيهما: أن نحدد أشخاص مؤتمنين فى كل دولة يتولى الدعاية للفكرة. وثالثهما أن تحدد الراكوبة رقم حساب فى بلد عربى وأنا أفضل لندن ( يجب سؤال شخص متخصص فى هذه المواضيع وإشكالاتها) لتحويل المبالغ مباشرة إليه. على أن تحدد هوية الحساب بأنه حساب لصالح إنشاء قناة ثقافية للشعب السودانى (لأن الدول الأجنبية تخشى جمع أى مبالغ قد تستخدم للإرهاب) ويمكن أن يكون الحساب بإسم صحيفة الراكوبة ويحدد اسم الشخص أو الأشخاص الذى يحق لهم التصرف فى الحساب من إدارة الراكوبة (وهذا الشىء متروك لكم) وعن نفسى يمكن أن أقوم بالدعاية للفكرة فى مملكة البحرين وفى انتظار الوصول لرقم حساب حتى أقوم بواجبى .
وبالنسبة لكلام العالم الجليل د. فاروق الباز لقد سمعت الموضوع منه شخصيا كما سمعت التسجيل بعد ذلك، بل وجلست معه طوال شهر كامل وهو شخصية متواضعة للغاية ويشعرك أنك تعرفه من زمان من أول جلسة، فقد كان مسؤولا عن مراجعة مناهج جامعة المستقبل ومعه كندى وبريطانى، وجلسوا معنا شهرا كاملا كنت وقتها أستاذا بكلية الفنون والتصميم بجامعة المستقبل، من عام 2012إلى 2016م، أما الأثر التاريخى الذى تحدث عنه فهو أهم أثر سودانى على الإطلاق وهو لوح النصر للملك بعانخى الذى سجل عليه أخبار فتوحاته فى مصر، وقد وجد اللوح فى جبل البركل وحملته سفينة مصرية استغرقت ثلاث سنوات حتى وصل للقاهرة، ولقد درست تاريخ السودان فى المدارس السودانية وأعرف قصة اللوح تماما، ولقد تحدثت عنه فى عدة مقالات بعد ذلك ، وأن لا أحد فى السودان مهتم بإرجاع هذا الأثر المهم للسودان، واللوح موجود بإهمال فى مصر ولا وجيع له ، ففى زيارة لى لدار الآثار المصرية بالقاهرة فى الثمانينات، اطلعت على كتالوج المتحف فلم أجد معلومات به عن اللوح، فسألت الدليل عنه على أساس أنى لا أعرفه، فقال ما درسونا هذا الحجر وإن كنت أعتقد أنه لملك نوبى قديم، والوحيد الذى كتب وترجم ما على اللوح بالتفصيل المؤرخ المصرى د. سليم حسن فى موسوعته القيمة (مصر القديمة) الجزء 11 المطبوعة عام 1948 قبل تزوير التاريخ فى مصر فيما بعد ثورة يوليو ، وفى هذا الجزء فصل كامل حوالى 100 صفحة عن فتح بعانخى لمصر وطرد الأمراء الليبيين بعنوان (الفتح السودانى لمصر)، وقد أوردت تاريخ هذا اللوح بالتفصيل فى كتابى (كوش: انسانية وإبداع حضارة) الذى أعددته فى ست سنوات ولم أستطع طباعته حتى الآن وأعتقد أن به معلومات جديدة تماما على القارىء السودانى، لأن تكلفته عالية جدا فبه حوالى 500 صفحة وحوالى 300 صورة ملونة حصلت عليها من متاحف العالم شرقا وغربا، ورجعت لمراجع بلغات عديدة لأؤكد على إنسانية وإبداع هذه الحضارة وهو موضوع جديد لم يتطرق إليه أحد. وقد نذرت أى فائدة تأتى من ورائه لصيانة الآثار السودانية التى أوشكت على الزوال بفعل عوامل التعرية المناخية والبشرية، ولهذا السبب طلب منى بعض الأقارب من النوبيين فى لندن أن أرسل لهم الكتاب لطباعته منذ عام، وقد جمعوا مبلغ للطباعة، و لكن تعثرت المهمة بسبب الحرب واستقبال هؤلاء النفر الطيب لأهاليهم الذين شردوا نتيجة حرب الكيزان.
خالص التحايا لكم ولصحيفة الراكوبة للإستجابة لمقالى ولمقال الأخ الأستاذ محمد محى الدين (على ما أذكر) وبالمناسبة أنا أتابع مقالاتك منذ سنوات طويلة جدا وأستمتع بقراءتها ولا أفوت أى مقال لك، ومنكم ومن شجرة الرعيل الصحفى الوارفة التى مرت على السودان تعلمنا الكتابة، فشكرا لكم ودمتم للسودان.