مقالات وآراء

رسالة واجبة إلي من يهمهم الأمر داخل الحزب الشيّوعي السُوداني وقوي الحرية والتغيير

نضال عبدالوهاب
الرفاق في الحزب الشيّوعي السُوداني وقوي الحرية والتغيير وإلي قيادة الطرفين،،،
تحية رفاقية وسلام….
لايخفي عليكم الحال التي وصلت إليها بلادنا مُنذ إندلاع الحرب منذ قرابة السبعة أشهر في ١٥ أبريل ، كما لايخفي عليكم سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية بصورة لم يُعد من المُمكن إحتمالها لهذا الشعب الصامد المقاوم  أعلم جيّداً وغيرنا أنكم لستم علي إتفاق ، وأن الخلافات بينكم قد أخذت منحاً بعيداً مابعد الثورة مروراً بإنقلاب ٢٥ أكتوبر وإلي إندلاع الحرب الحالية والتي تُهدد حتي وجود السُودان كدولة وكما تُهدد شعبه بالفناء إن لم تتوقف أو لم تتمدّد وتنتشر ، وهو الأمر الذي ليس بالمُستبعد في ظل تمسك طرفي الحرب بطياش العقل وعدم النزول لصوت الحكمة ولا بتقاليد شعبنا وأعرافه وأخلاق السُودانين ، وإصرارهم علي المُضي في طريق التدمير والقتل والإبادة لشعبنا ولمقدراته في ظل صراعهم المحموم علي السُلطة وفي تنفيذ أجندة الغير داخل بلادنا ، وكذلك في وجود الإسلاميين والفلول من الذين لاتهمهم غير مصالحهم وتواجدهم في السُلطة ويدفعون بلادنا دفعاً لهذا المصيّر الكارثي غير مُبالين ولا مُكترثين…
وقد يكون طوق النجاة الوحيد لبلادنا وشعبنا في توحد كُل السُودانين الرافضيّن لهذه الحرب وهم الأكثرية في كتلة وجبهة متحدة مدنية وشعبية تقف حائط صد لوقف هذه الحرب ووقف خطابها وتعمل لعدم تمدّيدها وإنتشارها ، وتعمل مع كُل من يُريد إيقافها وإنقاذ كل شعبها من المُخلصين لهذا الإتجاه والصادقين في الداخل والخارج ، من السُودانين وجيران السُودان والمُجتمعين الإقليمي والدولي لوقفها ، وضمان وقف إطلاق النار ومدّ العون الإنساني لكل المُحتاجين في كُل مناطق الحرب وكل السُودان وعودة الناس آمنين لبيوتهم ، وإنهاء حالة النزوح ومن ثم إسترداد المسار الديمُقراطي ومعالجة كُل أزمات البلد في وجود كل السُودانين وكُل أصحاب المصلحة في تأسيس جديد للسُودان عبر عملية سياسِية جديدة يُتفق لاحقاً علي ملامحها وبعد توقف الحرب تماماً وضمان ذلك….
لايمكن القفز لمرحلة التأسيس قبل البدء بخطوتي وقف الحرب وكل متطلباتها ثم الذهاب لبقية الخطوات في إسترداد المسار الديمُقراطي وما يأتي بعدها من عمل سياسِي للتأسيس ، ولعلنا جميعاً وكل الرافضين للحرب وكُل العاملين لذلك بمختلف توجهاتهم يتفقون في الأولوية الاولي وهي وقف الحرب ، وفي الثانية وهي إسترداد المسار الديمُقراطي ، وبدونهما لن نصل للخطوة الثالثة وتلك هي التي قد تحتاج كثير حوار وقتها وتأتي التباينات ، ولكن الجميع يتفق علي ضرورة تأسيس جديد علي مبادئ ثورة ديسمبر وكل نضالات حركات التحرر من أجل سودان جديد….
دعونا إذاً نعمل للأهداف المُتفق عليها في وقف الحرب وإسترداد المسار الديمُقراطي ودون أي شروط غير شروط الإخلاص والإرادة والعمل لأجل ذلك…..
الرفاق في الحزب الشيّوعي السُوداني والرفاق في الحرية والتغيير ، إعلموا أن خلافاتكم لن تكون ذات جدوي إن تبعثر هذا السُودان أو تلاشئ أو تشرّد شعبه وتم إحتلاله من الطامعين والعصابات المتقاتلة والمتصارعة ، وإعلموا أن التحديات الكبري للدول والشعوب تحتاج رجال ونساء بقدر هذا التحدي ، وأن القادة العظام والحقيقيون لا يظهرون إلا في مواقف التحديات والشدّة ، وإن قبلتوا بأن تكونوا علي قدر التحدي فتناسوا خلافاتكم من أجل الوطن والشعب ومصالحهما ، وإن إرتضيتوا أن تكونوا ضمن قيادته فإعملوا لأجله الآن وليس غداً ، فالآن ليس للمشاريع السياسية والأجندة المستقبلية ، الآن فقط لمشروع وقف الحرب ، فهو الجند الأول والأخير ، فتمسكوا بالآن فهو المِعبر والبوابة الوحيدة للغد ، وأي تغيير للأفضل لبلادنا وشعبنا لن يمر بغير بوابة وشرط وقف الحرب ثم الذهاب بعدها معاً جميعاً لإسترداد المسار الديمُقراطي….
وأُريد تذكيركم بإن قراركم في الإقبال علي بعضكم البعض وتناسي الخلافات وتجاوزها سيرفضه البعض من بين صفوفكم من المتشدّدين والمُتنطعيّن وأصحاب الأجندة الشخصية والموتورين والغاضبين ، هذا غير مُشعلي الفتنة ومثلهم من منسوبي النظام السابق والفلول والأسلاميين المُشجعون للحرب ومجموعات المصالح ، وكل الذين لايُريدون خيراً لهذه البلاد ، فعليكم وعلي أصحاب القرار من بينكم في عدم التوقف أو الأنصيّاع لكل هؤلاء ، والتركيز فقط والمبادرة في الإلتقاء الآن وليس غداً ، إن تكوين الجبهة المدنية والشعبية الواسعة لرفض الحرب ووقفها لن تكتمل إلا في وجود كل الرافضين للحرب والعاملين لإسترداد المسار الديمُقراطي وعملية السلام مع بعضهم البعض ، وهذا عمل عظيم يستوجب التضحية والنزول لأجندة الوطن وإعلائها من كُل المُختلفيّن سياسِياً….
أخيراً وأنتم تقرأون هذه الرسالة ، تذكروا كُل الأطفال الذين يقتلهم الخوف قبل إحتمال أن تقتلهم قذيفة أو دانة طائشة أو قصف عشوائي للطيران ، تذكروا أن ذات الأطفال قد حُرموا جميعاً وكُل الطلاب من الذهاب لمدارسهم وجامعاتهم ومن إكمال تعليمهم ، تذكروا النساء الآتي يتعرضن للإغتصاب والتحرش بسبب الحرب وعدم الأمن ، تذكروا الشيوخ والمُسنين ، والمرضي والجوعي ، وتذكروا من قتلوا أو ينتظرهم الموت في كل لحظة ، تذكروا كُل النازحين والذين تشردوا ، وكل الذين اظلم المستقبل أمامهم ، وتذكروا كُل التكلفة الباهظة لإستمرار الحرب ، ثم تذكروا هذا السُودان ومُستقبله ومُستقبل الأجيال القادمة….
لاتقرأوا رسالتي هذه بعاطفتكم فقط كي تتحركوا تجاه بعضكم البعض وحتي دون أي وسيط ، ولكن إقرأوها بقلوبكم وعقولكم معاً لأجل بلادنا وشعبنا ، ولأجل كُل الضُعفاء من الذين لاحيلة لهم وينتظرون فقط توقف هذه الحرب….
نثق في وطنيتكم وفي أنكم علي قدر المسؤلية والتحدي لأجل هذا الهدف مع كُل المُخلصين من بنات ونساء وشباب ورجال الشعب السُوداني وفي كُل أجزائه ، ومن كُل قواه المدنية والثورية والسياسِية وحركات الكفاح المُسلح التي ترفض الحرب وتعمل للسّلام والسُودان الجديد….
كُل التحايا والإحترام…
#وقف الحرب أولاً ثم إسترداد المسار الديمُقراطي .

‫4 تعليقات

  1. نعم لتوحد القوى الوطنية
    نعم لوقف الحرب.
    نعم لمحاسبة كل من شارك فيها.
    تهمة الخيانة العظمى توجه فقط لمن شارك في تدمير البلاد

  2. تصحيح بسيط -لكم مهم جداً- يا نضال عبدالوهاب فلتكن الرسالة الواجبة موحهة الي من يهمهم الامر ليس في الحزب الشيوعي ولكن في القيادة التاريخية للحزب الشيوعي واعني سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني بالتحديد الاكثر نفوذاً وخبرةً وحنكةً:
    محمد مختار الخطيب السكرتير السياسي،
    مختار عبدالله السكرتير التنظيمي،
    الحارث التوم –المالي
    محي الدين الجلاد-الادارة،
    فتحي محمد الفضل سكرتير مكتب الاعلام
    صديق يوسف الاتصالات السياسية
    هاشم ميرغني المزارعين
    صدقي كبلو الاقتصاد
    ومسعود احمد الحسن – السكرتير السياسي للمديرية
    علي عاتق هولاء تقع مسئولية تاريخية لتلافي هذا الوضع الشاذ … البلد ليست علي حافة كارثة او دمار السودان تجاوز ذلك وهو الآن وبكل المقاييس دولة فاشلة شعب مشرد مدن ركام وحطام مع تفشي الاوبئة والجوع والمعاناة والموت ..
    آن الاوان لمراجعة الموقف الغريب الذي تتمسكون به بصمدية غير مبررة واعلان موقف جديد واضح بالانحياز الي تحالف الحد الادني لوقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي واعادة تأهيل وبناء الوطن وانقاذه من الاخطار الماثلة المحدقة والتي تهدد بضياع الوطن وتمزيقه الي الابد !!
    وأكرر علي الاسماع ما جاء في ختام بسالتكم العقلانية المرتبة المتزنة حيث تقول عن الرسالة :

    “إقرأوها بقلوبكم وعقولكم معاً لأجل بلادنا وشعبنا ، ولأجل كُل الضُعفاء من الذين لاحيلة لهم وينتظرون فقط توقف هذه الحرب….
    نثق في وطنيتكم وفي أنكم علي قدر المسؤلية والتحدي لأجل هذا الهدف مع كُل المُخلصين من بنات ونساء وشباب ورجال الشعب السُوداني وفي كُل أجزائه ، ومن كُل قواه المدنية والثورية والسياسِية وحركات الكفاح المُسلح التي ترفض الحرب وتعمل للسّلام والسُودان الجديد….”

    1. الخطيب أكثر من سبعين سنة
      الحارث أكثر من سبعين وقريب التمانين
      صدقي أكثر من سبعين سنة
      صديق يوسف أكثر من تسعين سنة
      فتحي فضل أكثر من تمانين سنة
      يقول اهلنا الأنجليز
      you cannot teach an old dog new tricks
      يعني ما تقدر تعلم كلب عجوز ألاعيب جديدة
      الحزب الشيوعي السوفيتي لمن وصل قادته لهذه الأعمار
      سقط الإتحاد السوفيتي
      العجوز عدو التغيير

  3. لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.. منذ متى كانت الأحزاب السودانية قلبها على الوطن.. كلهم صم بكم عمي الا فيما يخص المصلحة الحزبية والشخصية..شيلوا الفاتحة وانتظروا رحمة الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..