
في الحلقة الثالثة من هذة السلسلة من المقالات ، في يوم 30 أكتوبر الماضي ، تطرقنا الي ضرورة البحث في القواسم المشتركة بين نهجي القوي المدنية – أديس أببا 21- 26 – ونهج لجان المقاومة المطروح في رؤيتها المعلنة في 10 أكتوبر الماضي. ونوهنا الي أن التوافق ، أو الموائمة بين هذين النهجين ، إن تم ، سوف يفضي إلي تمتين وحدة القوي المدنية من أجل وقف الحرب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي . وهذا أمر ضروري ، قد يبدو صعباً ، لكنه غير مستحيل. هذا التفاؤل ، بدأ يزداد ، بعد الاطلاع علي مقال الاستاذ تاج السر مكي ، (من الجذريين) في صحيفة الراكوبة بتاريخ 30 أكتوبر الماضي تحت عنوان: “حول مفاوضات جدة والجبهة المدنية ووقف الحرب”. قال صاحب المقال بأن “ما طرح في إجتماع أديس أببا ، به قضايا بعضها يدخل في صلب المؤتمر الدستوري ، وتتطلب توسيع المشاركة والخروج من الحلقة الشريرة من الانقلابات العسكرية .. مما يتطلب توافقاً وتحالفاً عريضاً بحق .. وليس فوقياً يعيد سلبيات الوثيقة الدستورية والشراكة مع العسكر والافلات من المحاسبة والعقاب …”. بلا شك ، هذا الطرح لا يختلف كثيراً عن ما ورد في البيان الختامي لإجتماع أديس أببا. وما جاء في بقية المقال ، حول التحول المدني الديمقراطي ، استدامة السلام ، والديمقراطية والتنمية والسيادة الوطنية .. كله طرح يتقاطع إلي حد ما ، مع نهج أديس أبابا ، أو علي الأقل يقترب منه. وحتي مسألة قيام المجلس التشريعي المسئول عن إختيار رئيس الوزراء والحكومة ويجيز القوانين … موضوع قد يكون الإتفاق عليه أمر غير صعب. ومعلوم أن ذلك يتقاطع مع اطروحات لجان المقاومة.
بصفة عامة ، يمكننا القول بأن مقال الاستاذ تاج السر المشار اليه أعلاه ، قد جاء متوازناً، – في تقديرنا – وقد نادي بوضوح الي أهمية بناء الجبهة المدنية العريضة وتوسيع قاعدة المشاركة فيها ، لتضم كل الرافضين للحرب والمنادين باستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي. ذلك يعني ضمنياً ، مرونةً وتقارباً بيناً بين الجذريين ومكونات نهج الجبهة المدنية (أديس أبابا). وبلا شك هذا يمهد لتفاهمات مستقبلية ، قد تفضي الي التوصل الي الحد الأدني المطلوب للتوافق بين القوي المدنية والثورية.
مما تقدم ، ومن أجل بناء الجبهة المدنية العريضة لوقف الحرب واسترداد مسيرة التحول المدني الديمقراطي ، يبدو أن هنالك ضرورة لبذل جهد من قبل كل الحادبين علي الوصول لهذا الهدف ، من أجل تحديد وتعظيم القواسم المشتركة بينهم. والآلية التي قد تكون الأنسب في هذا الإتجاه هي فتح حوار شفاف وبناء ثقة بين القوي المنضوية تحت الجبهة المدنية ، – قحت وقوي التغيير الجذري – لجان المقاومة وتجمع المهنيين ، والحركات المسلحة غير الموقعة علي اتفاق جوبا . وقد تكون آلية المائدة المستديرة الأنسب لهكذا حوار . لكن من الضروري والمهم أن يسبق ذلك ، جهد يسهل الوصول الي أطراف هذة المائدة.
