مقالات وآراء

حينما ناداني ذلك الزبون ب يا حاجة!! 

رندا عطية
قبل عدة سنوات الزبون الذي بوغت بي اخرج منبثقة مساء من جوه ورشة اكرم حشمت/ المناهري للسيارات متجهة صوبه والذي ما ان اقتربت منه نبهته بان:
– يا سيد ايقافك لسيارتك بهذا الشكل خطأ انت كده قفلت لي مدخل الورشة.
قام زولكم – اي الزبون – عاين لي كده مسافة بحيرة وعجب لكانه راى آليس في بلاد العجائب ومن بعد تمالكه لنفسه بصوت خيل لي ان نبرة زجر شابته قال لي:
– يا حاجة انا ما ح اقيف كتير بس مسافة الولد يغير اللستك.
وما اكضب عليكم القول يا قوم انا في دخيلة نفسي قولة يا حاجة دي هجمتني وزعلتني واحبطتني احباط شديد وعكرت علي مزاجي لحدي ما بقيت انقنق بيني وبين نفسي:
– كلام عجيب!! الزول ده كيفن يناديني ب يا حاجة!! حسع عليكم الله الزول ده راسو القدر الربع ده براهو ما قدر عمري!!
ثم مشيت من جنبو لموقعي عائدة ومحتلة. لكن انا بخليهو البعيد المحبط هاااااا وين يا، وحياتكم شغلتها ليهو جنس تشغيلة بحيث اني بقيت في راس كل ثانية وفيتو ثانية اقوم امرق وامشي عليهو واقول ليهو اهه (يا ولدي ) لسع ما خلصوا ليك شغلك ، وتارة اشبكو ليك (يا ولدي) هه شغالين ليك كيف في اللستك ، واخرى (يا ولدي) انتهوا ليك ولا لسع ولمن وصلتو ليك مرحلة قولة يحلني الحلا بلة قام سبقني وجاني وقال لي بصوت نادم:
 – يا اختي انا بعتذر لو ضايقتك لمن قلت ليك يا حاجة انا ما كنت قاصد شيء بمناداتي ليك ب (يا حاجة).
ومع مرور الايام والليالي وتوالي السنوات علي وانا محتلة موقعي بورشة اكرم حشمت انتبهت لحقيقة ان كل من يقول لي (يا حاجة) من الرجال عادة ما يكون رجل مستهجن او غاضب او متضايق او رافض حقيقة اقتحامي ووجودي كامراة في عالم هو على الرجال حكرا ، حتى كان داك اليوم وانا اقوم بمبايعة عدد من الزبائن وقام ناداني احدهم بقولة (يا حاجة) قمت انا وفي هجمة مرتدة كده سألتهم:
– بالمناسبة يا جماعة إنتو ليه يا الرجال ما بتنادوا بعض ب يا حاج؟!! فسكتوا وبهت الذي كفر ولم يحرو جوابا!! لادرك اثر ذلك ان قولة ولقب (يا حاجة) ده عبارة عن عنف لفظي مبطن!! وانها ما الا فرملة وفرمالة رجالية القصد منها احباط المراة وتحجيم طموحاتها وتعطيل قدراتها وايقافها في حد معين وذلك بان هذا العمل لا يليق بك مرة ولا يناسب عمرك مرة اخرى زجرا وابعادا وازاحة لها بطريقة غير مباشرة عن طريق منافستهم في مهن من طول احتكارهم لها ظنوا انها خلقت لاجلهم خلقا! .
عشان كده لمن  زبوني اللي ياما زرزرتوا في سداد ما عليه من دين للورشة قال لي يوما (يا حاجة) ولمن قام احد الزبائن بتوبيخه بان كيف تقول ليها (يا حاجة) قمت انا قلت ليهو سيبو وما تشتغل بيهو كتير خليهو إن شاء الله يقول لي (يا حبوبة) ذاتو مش في النهاية ح يديني قروشي! ومن وسط ضحكات الزبائن على رد فعلي تجاهه الذي الجمته المفاجاة التفت نحوه وقلت له بصوت واثق وابتسامة غامضة:
–  هات القروش وهاك الكونات.
ليناولني ثمن الكونات ضاحكا ضحكة تراءات لي كانها ضحكة من اكتشف انني اكتشفت سر قواعد اللعبة.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..