مقالات سياسية

التزام (جدة) الإنساني وهزيمة الكيزان و(بلابستهم)

علي أحمد

بقدر ما أفرحني عودة الطرفين (الدعم السريع والجيش) مجدداً إلى منبر (جدة) التفاوضي، بقدر ما أحزنني عدم توفر وفد الجيش على إرادة كافية تخوله التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار يُمكّن المواطن (الممكون وصابر) من تطبيع حياته مرة أخرى. فالإرادة عند “كرتي” وجماعته، واما من يتواجدون بجدة فلا ارادة ولا رأي ولا قوة لهم. وهذا ما أسِف عليه حتى الميسرون أنفسهم، إذ أشار البيان الصادر عنهم بتاريخ أمس 7 نوفمبر إلى ذلك في فقرته الأخيرة؛ داعياً الطرفين لتقديم مصلحة الشعب السوداني أولاً، وإلقاء السلاح، والإنخراط في المفاوضات لإنهاء هذا الصراع.

لا بأس، هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، لكن أهم ما في اتفاق الإلتزامات هذا، بالنسبة لي، أمرين، بالطبع إضافة إلى أساس الاتفاق المُتمثل في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب من خلال الانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال المساعدات الإغاثية، وما يستلزم ويتبع ذلك من أمور إجرائية وفنيّة.
واما الأمران الخاصّان بـهزيمة (البلابسة) والكيزان، فهما؛ إعادة احتجاز الهاربين من السجون، وتحسين المحتوى الإعلامي لكلا الطرفين، وتخفيف اللغة الإعلامية، فضلاً عن اتخاذ اجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمؤججة للصراع.
هنا، تتبدى براعة مفاوضو (الدعم السريع)، فالفقرة المتعلقة باحتجاز الهاربين من السجون، تقرأ كالتالي: (إعادة اعتقال قادة النظام السابق من الفلول والزج بهم في المكان المناسب للمجرمين والقتلة والفاسدين). وهذا ما ظلت تنادي به قوى الثورة والقوى الديمقراطية والشعب السوداني الصابر الأبّي الذي ثار على هؤلاء وأطاحهم عن السلطة؛ فأشعلوا الحرب انتقاماً منه، وصالوا وجالوا وخونوا الشرفاء واساؤوا الأدب، بعد أن أطلق قادة الجيش سراحهم تمهيداً لأعادتهم إلى السلطة عبر افتعال حرب مع قوات الدعم السريع ظنوها نزهة سويعات فخسئوا وخابت ظنونهم. وبالضرورة، لن يكتب المُسهلون (الوسطاء) بياناتهم بهذه اللغة الواضحة والمباشرة، وإنما بلغة دبلوماسية هادئة، كما في عبارة: “احتجاز الهاربين من السجون”.

الأمر الآخر، الذي يُعد انتصاراً دبلوماسياً للدعم السريع، هو إلزام الطرفين بتحسين المحتوى الإعلامي وتخفيف حِدة اللغة الإعلامية – بمعنى (الخطاب الإعلامي)، وبطبيعة الحال، فإن إعلام الكيزان المتمثل في (البلابسة) هو الأعلى صوتاً والأكثر ضجيجاً وكذباً و(فبركة)، حتى أن هذه الفقرة بدت لي وكأنها (سحابة ممطرة) متحركة من ساحل البحر الأحمر الشرقي (جدة) مع الرياج (الجنوبية الشرقية) لتمطر على رؤوس البلابسة وتبلّهم بلاً و(ترشهم رشا)، خصوصاً أنه اعقبتها عبارة تستبطن تهديداً صريحاً “اتخاذ إجراءات حيال مثيري التصعيد ومؤججي الصراع، وهل هنالك أكثر من الكيزان إخوان الشياطين وأشقاء الأبالسة تحريضاً وتأجيجاً وإذكاءً للصراعات والفتن؟؟ إنهم من اشعلوا حرب منتصف أبريل، هذا يكفيهم بؤساً ونذالة.
وأخيراً، رغم عدم تمكن منبر (جدة 2) في التوصل إلى وقف مؤقت – على الأقل – لإطلاق النار، لكنه نجح في وضع أرضية (معقولة) للتوصل إلى هذا الهدف عبر العديد من الخطوات الإجرائية التي استعرضنا طيفاً منها أعلاه، وإن كانت أهمها هي (إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع)، فالتواصل نفسه يخفف الغلواء ويهدئ النفوس، ونأمل أن نرى قريباً اتفاقاً على وقف إطلاق النار بشكل دائم، مصحوباً بعمليات (بل) واسعة النطاق للعملاء والخونة من الفلول والكيزان ولقطاء ولقيطات الإعلام مدفوعي (الأجر) مقدماً، وظلالهم الباهتة من مهرجي وسائل التواصل الاجتماعي – اللايفاتية، لا استثنى منهم أحداً.
حفظ الله السودان وأهله .. وأهلك بعظمته وجلاله وقدرته الكيزان والفلول وفلولهم وبلابستهم.

‫3 تعليقات

  1. برغم اختلافنا الكبير مع الدعم السريع حول سرعتها وجودها كقوة مسلحة حامية للثورة كما يقولون وبرغم من انها ارتكبت كثيرا من الاثام وازهقت كثيراً من الدماء.. إلا انها تفوقت على الجيش في الميدان وفي المفاوضات.. لأسباب كثيرة.. اولها ضعف قيادة الجيش ومحدودية تفكيرهم.. وكذلك تعدد مراكز القرار داخل الجيش واضطرابها..
    ان لم يذهب الجيش سريعاً نحو وقف إطلاق النار اليوم سيستجديه غداً ولن يناله..

  2. هههه.. حتي انت يا هامان طارت بك السذاجة.. اقولك انسى جدة عمك البرهان ده ما ينفع معاهو غير طاخ طاخ لانو ما حا يخلي الحفر بالابرة ابدا.. الخروج من منازل المواطنين هو الوحيد الذي يمكن أن يقود لوقف إطلاق النار فهل انتم مستعدون.

    1. يا Mohd يا كذاب
      خليهم يخرجوا أول من الاحتياطي المركزي و من اليرموك و من المدرعات و بعدين تعال لبيوت المواطنين

      حسب آخر الجاكات و الفبركات , بعد خرةج الدعم السريع من البيوت سيقوم علي كرتي رجل البر و الاحسان بتمويل اعادة بيوت تأسيس بيوت المواطنين من الاموال التي اقتطعها من قروش البترول و الذهب و التي سجلها باسم افراد من علائلته او باسم بعض رجالالاعمال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..