مقالات وآراء سياسية

موقف السودانيون الأفارقة من الازمة الراهنة

احمد داوود

ما الموقف الوطني العام ؟ هو حاصل جمع المواقف الشخصية لجماهير الشعب السوداني.
كيف ينبني الموقف الشخصي ؟
يتم بناءه عبر صك تعريف واضح للذات من خلال تحديد موقعها داخل حلبة الصراع .
سؤال الهوية ، او من أنا؟
علي سبيل المثال ؛ انا سوداني أفريقي دارفوري ، مهمش طبقيا ومستعبد ثقافيا واجتماعيا ، او العكس.
بالتالي في هذا السياق يمكن النظر لأزمتي من منظور شامل بوصفها أزمة مركبة تحمل ابعادا ثقافية وطبقية.
عليه لا يمكن أن اصير جزء من اي مشروع او ادعم  طرف مالم يلتزم بتضمين مصالحي داخل برامج عمله وبنيته الاجتماعية .
تستدعي مصالحي في هذه الحالة مثلا التحالف مع كل المهمشين علي اساس طبقي . ففي المعركة الطبقية سوف أكون في خندق واحد حتي مع الآخر الذي قد يكون مستفيدا من الامتياز الثقافي.
اما في المعركة الثقافية سوف اشكل جبهة واحدة مع ملايين الأفارقة وغير المسلمين الذين كانوا ضحايا سياسات الاستتباع والابادة الثقافية.
الموقف في سياق الازمة الراهنة؟
لو اسقطنا التحليل السابق علي حلبة الصراع في سياق بلورة موقف متوافق مع صميم مصالحي التاريخية والاستراتيجية كإفريقي مهمش وضحية لعنف الدولة والجنجويد ، سوف أجد نفسي أمام عدة تساؤلات.
ما المصالح التي يمكن تحقيقها من هذا الصراع ؟ .
لكي نصيغ اجابة نموذجية لهذا السؤال يجب افتراع تساؤلات اخري تتعلق بطبيعة القوي  المتنازعة ؟ من هي هذه القوي ، وما طبيعة مشروعها ، وحول ماذا تتقاتل ؟ .
١_ قوي متحكمه تاريخيا علي جهاز الدولة ، وتقاتل علي  أساس الحفاظ علي إعادة إنتاج هيمنتها علي الدولة .
٢_ قوي وكيلة للقوي السابقة ، وتقاتل لكي تحل ذاتها محل القوي السابقة .
ينتمي كلا الطرفين لنفس السياق الحضاري ويؤمنان أيضا بحق العرب والمسلمين في سيادة الجماعات الافريقية. كما أنهما أبناء نفس المشروع الذي يكرس قيم الاستعلاء والتفوق.
عليه ، السؤال ، ما المكاسب التي يمكن أن اجنيها من هذا الصراع؟ بمعنى هل انتصار مشروع النخب العربية في دارفور بإمكانه ان يعيد الاعتبار لذاتي الثقافية والحضارية عبر إزالة التهميش الثقافي والتنموي واعادة الأراضي التي تم احتلالها أثناء الحرب الاولي؟ .
بنفس المعيار ، ما القيمة المضافة بالنسبة لي من انتصار مشروع النخب النيلية؟ هل سوف يقود هذا الانتصار في اتجاه بناء دولة سودانية قائمة علي أسس جديدة ، دولة علمانية ديمقراطية تعبر عن قيم التعدد والتنوع الذي تذخر به بلادنا ؟
وجهة نظر مغايرة
من منظور اي أفريقي عاني من حصاد التجربة العملية للطرفيين ، يمكن فهم  الصراع الحاصل الآن بوصفه نهاية التحالف بين النخب العربية في دارفور والنخب النيلية.
بالتالي من وجهة النظر هذه ليس ثمة اي اختلاف جوهري وعميق بين الطرفين المتنازعان ، ففي النهاية ولو اختلفت التكتيكات والمصالح فإنهما يحملان نفس المشروع ، وأبناء نفس الوعي والمزاج .
لقد جربنا المشروع الاول وكان من  مخرجاته تأسيس الجنجويد وسياسة الأرض المحروقة ، وعمليات الاستيطان التي تمت والابادات الجماعية للشعوب الافريقية.
لكن مخرجات مشروع النخب العربية الدارفورية بدأت تظهر الآن بحيث عبرت عن نفسها في إبادة المساليت واحتلال المدن الدارفورية وتمديد الصراع لجغرافيات تخص الجماعات الافريقية مع ابقاء جغرافيات الجماعات العربية آمنة ، والذي ربما يعزز احتمالية وجود إتفاق ضمني علي عدم توريط هذه المناطق.
اذا ، القاسم المشترك بين الطرفين انهما يسعيا لإلغاء وجودي الثقافي والحضاري بصفتي إفريقيا ، والسيطرة علي ارضي مع تأسيس دول ذات طبيعة عرقية في وطني التاريخي.
ما العمل؟
لا يفهم حديثي كمحاولة لتأسيس نظري لاصطفاف أفريقي موازي للاصطفافات العرقية الموجودة وانما كمحاولة لصياغة حلول من عمق الواقع عوضا عن استلاف الحلول الجاهزة .
كما انها دعوة للطرفيين للنظر الي الصراع من منظور الآخر المضطهد الذي ابيد واحتلت أرضه .
الآن النخب العربية في دارفور حشدت جماهيرها لا علي اساس الإيمان بالمشروع الوطني المشترك ، وإنما علي اساس إعلاء قيم القبيلة وتعزيز الانتماءات الأولية ، بينما تجتهد النخب النيلية في توظيف خطاب العرق للتبرير لمشاريعهم الاستئصالية.
عليه طالما ان المشروعان ضد مصالحي و يعملان علي طمس هويتي و إلغاء وجودي ، فينبغي علي ان أسس نظريا لما يمكن أن يمنع حدوث ذلك .
وفي هذا السياق يجب النظر الي الصراع الذي يجري الان لا بوصفه ثنائيا فقط طالما انه جزء من الصراع الاجتماعي العام ، وإنما يجب النظر اليه بوصفه صراع ثلاثي الأضلاع.
يمكن التاسيس للحل الشامل علي هذا الأساس ومن خلال المنظور السابق فقط. حل لا يضمن فقط مصالح النخب العربية الدارفورية والنخب النيلية ، وإنما مصالح جميع السودانيون بما فيهم الشعوب الافريقية.
صحيح ان النخب العربية الدارفورية  تؤسس خطابها علي اساس تفكيك هيمنة النخب النيلية الا ان حصاد تجربتها العملية تذهب في إتجاه تمديد السيطرة علي دارفور واحتلال جغرافيات تخص جماعات أخري.
عليه يجب كخطوة اولي إيقاف عمليات الاحتلال هذه ومن ثم بعد ذلك يمكن التفكير في التسوية التاريخية الشاملة وحل مشكلة الجنجويد في إطار السودان الموحد .
ولكيما يتحقق ذلك يجب علي النخب العربية الدارفورية والنخب النيلية تقديم ضمانات واضحة للشعوب الافريقية عبر القطع بشكل عملي مع كل مشاريعهما الاستئصالية القائمة اما علي أساس أرض الميعاد بالنسبة لعرب الشتات او علي اساس سيادة الجماعة الاسلاموعروبية لكلاهما والإعتراف بحق الآخرين في المساهمة في تحديد المصير الوطني.

‫10 تعليقات

  1. وهل هناك سودانيون غير افارقة …؟ حتي السوداني المولود في امريكا هو من الافارقة الامريكيين، وفي اوربا افارقة سود … الخ الخ
    اما المستلبنن بدعاوي النقاء العرقي العروبي فامرهم عجب لا هم افارقة ولا آسيويين ولا شرق اوسطيين !!
    نحيلهم الي دراسات تحليل الحمض النووي والجينات السودانية التي اجراها علماء سوداينون افاضل منذ العقد الماضي .
    وهذه الدراسات المنشورة تثبت علمياً وبالقحض المعملي خطل هذه الدعاوي الاستعلائية الفارغة التي لا تصمد امام اول زيارة الي الجزيرة العربية ومواحهة استعلاء وسخرية القبائل العربية هناك !! العتيبي والقحطاني والقصمنج “ايش بيكم يا رياييل .. خوال وتتمسخرون علي ربعكم ؟؟”

  2. ثورة ديسمبر ثورة عظيمة لبناء دولة الحرية والسلام والعدالة ماذا كان موقف نخب دارفور منها؟ لقد وقفوا في الجانب الخطأ وعملوا ضد الثورة وفرملتها (مناوي وجبريل وتمبور وطيفور وباقي العفن بتاعكم)وايضا كان لاهل دارفور قصب السبق في تثيت حكم الكيزان في التسعينات وهذه لا يتناطح عليها عنزان مشكلتكم امخاخكم مقفلة…سؤال للكاتب هل كنت من مؤيدي ثورة ديسمبر الشبابية

  3. اذا عليك الاصطفاف مع مجموعتك الافريقيه والعرجا لي مراحه كلم ناس مناوي والهادي وغيرهم مثل جبرين المشكله ديل كمان يطلعو ليك عرب وانت خجيتنا بمقااك لإثبات نظرية المؤامره بين أبناء النيل وعرب دارفور
    ليه خليتو أرضكم وهربتو منها لصالح الاستيطان وشوف موقف الحركات الكتيره باسم دارفور
    اتضح كلهم طلاب كراسي واوع تقنعنا بالتهميش كل البلد هامش وجوع وفقر اتعبتنا الكلمه دي حاول تتعايش مع صعاليك غرب افريقيا يمكن يكونو احسن من اولاد الشريت النيلي
    وادعو معانا وأبكي علي وطن اضعناه بالكذب من أجل كسب سياسي

  4. يفتقد خطابك الى نقطة ارتكاز ثابتة
    تقول :”ففي المعركة الطبقية سوف أكون في خندق واحد حتي مع الآخر الذي قد يكون مستفيدا من الامتياز الثقافي.”
    “أما في المعركة الثقافية سوف اشكل جبهة واحدة مع ملايين الأفارقة وغير المسلمين الذين كانوا ضحايا سياسات الاستتباع والابادة الثقافية.”
    الاستنتاج الطبيعي مما تقدم ان هناك انقسام عامودي بالنسبة لك سواءا على محور الثقافة او المحور الطبقي وهذان المحوران متوازيان . وبالتالي فان موقفك على المحور الطبقي يبدو لجبر الخاطر اما موقفك على المحور الثقافي فهو اقصائي (كي لا اقول عنصري )والدليل انك تجرد عرب السودان او مسلمي السودان من هويتهم الافريقية او انك لا تعترف بانهم مثلك افارقة .

    1. وجهة نظرك مقدرة ي صديقي ، لكن يبدو أنك لم تعي جيدا م قلته
      لانو لو وعيت م كان اعتبرتو إقصاء او عنصرية
      انا بشوف الحاجات هنا من منظور انا سوداني و افريقي ودة حق طبيعي
      لانو دوما النظر الي الصراع دة من مناظير الجماعات السائدة وو كلاءها ياهو الانتج الواقع الأنا بعيشو دة

  5. اصبحت الصورة واضحه جداً سوف ينقسم السودان الى اربعه دول اولاً دولة الجلابه وتشمل الشمال والوسط والشرق وشمال كردفان لانها شعوب متجانسه والدولة الثانيه هي دولة جبال النوبه وهي حالياً موجوده تحت قيادة الحلو والدوله الثالثه هي دولة العطاوة وتشمل جنوب دارفور وشرقها ومنطقة المسيريه في غرب كردفان والدولة الرابعه هي دولة الزرقه في دارفور وتشمل شمال ووسط وغرب دارفور
    هذا هو الواقع الذي سوف يكون عليه مستقبل السودان اما الكلام عن الوحده وسودان ماقبل ١٥ ابريل اصبح جزء من التاريخ شئنا ام ابينا

  6. هناك هوية واحدة سودانية لكل العناصر علي أرض السودان
    هناك فوارق طبقية زي ما في كل الدنيا
    أما الانفصال فبنقاموا ببناء دولة المواطنة العادلة
    وما بنقسم بلدنا ونديها لقمة سائغة للطامعين من كل حدب وصوب
    خاصة الجارة المستعمرة السابقة مصر

  7. السودان كله يتكون من مجموعات تنتسب الي الأصل العربي أو الأصل (السوداني) لا اسميه الافريقي لأن افريقي كلمه فضفاضة تشمل الفراعنة والبرابرة والامازيق في الشمال الافريقي والهدندوة والحلفاويين والقرآن والفلاتر ووووو والدينكا والنور والحجار والهوسا وووو الهوتو والتوتسي ووو لذلك اقول سوداني من أصول سودانية..
    وفي السودان كل بقاعه بها مجموعات تنتسب الي العربية او الي السودانية فمثلا شمال السودان به الناقلة والحلفاويين والحس ينتسبون للمجموعات السودانية والجعليين والشايقية المناصير وووو للمجموعات العربية…. وشرق السودان والهدندوة والأمرار والبشاريين وبعض البني عامر للمجموعات السودانية والشكرية واللحويين والرشايدة للمجموعات العربية وكذلك النيل الأزرق الانقسنا والفونج والبرتا والوطاويط واولادك والجمجم والبرون ووو للمجموعات السودانية الكنانة والفكراب وابو جنة ورفاعة للمجموعات العربية وكذلك كردفان والنيل الأبيض…جميع الولايات يوجد بها تعدد الانتساب اما للسوداني او للعربي ولا يوجد اقتتال على الأرض او الثقافة.في هذه الأقاليم او الجهات ولا حتى الدول المجاورة كتشاد او اريتريا
    لكن نلاحظ التناحر في دارفور على اساس العرق ويرجع ذلك إلى استغلال السياسيين لهذا التعدد في ظل ضعف التعليم والتنمية..

  8. السودان كله يتكون من مجموعات تنتسب الي الأصل العربي أو الأصل (السوداني) لا اسميه الافريقي لأن افريقي كلمه فضفاضة تشمل الفراعنة والبرابرة والامازيق في الشمال الافريقي والهدندوة والحلفاويين والقرآن والفلاتر ووووو والدينكا والنور والحجار والهوسا وووو الهوتو والتوتسي ووو لذلك اقول سوداني من أصول سودانية..
    وفي السودان كل بقاعه بها مجموعات تنتسب الي العربية او الي السودانية فمثلا شمال السودان به الناقلة والحلفاويين والحس ينتسبون للمجموعات السودانية والجعليين والشايقية المناصير وووو للمجموعات العربية…. وشرق السودان والهدندوة والأمرار والبشاريين وبعض البني عامر للمجموعات السودانية والشكرية واللحويين والرشايدة للمجموعات العربية وكذلك النيل الأزرق الانقسنا والفونج والبرتا والوطاويط واولادك والجمجم والبرون ووو للمجموعات السودانية الكنانة والفكراب وابو جنة ورفاعة للمجموعات العربية وكذلك كردفان والنيل الأبيض…جميع الولايات يوجد بها تعدد الانتساب اما للسوداني او للعربي ولا يوجد اقتتال على الأرض او الثقافة.في هذه الأقاليم او الجهات ولا حتى الدول المجاورة كتشاد او اريتريا
    لكن نلاحظ التناحر في دارفور على اساس العرق ويرجع ذلك إلى استغلال السياسيين لهذا التعدد في ظل ضعف التعليم والتنمية حيث استشرت العصبيات للقبيلة للحماية…

  9. ياها دي عقليه الغرابة واخص الدارفوريين… ان نجح فسد وان فشل قتل..
    لو لا الغرابه ما مكثت الانقاذ ٣٠ عاما علي صدورنا وطلعت دينا..
    لو لا الغرابه كان هسي ثورتنا نجحت وجنينا الثمار..
    لو لا الغرابه لما سقط حمدوك..
    لو لا الغرابه لانتهاء الجنجويد الا الابد
    لو لا الغرابه لما تمرمط اسم السودان بين الأمم..
    لست عنصري لكن اعملوا بحث لما ذكرت وستجدوا الإجابة الصادقه الصادمة…
    كاتب المقال يعاني عقدة نفسيه لا حل لهاsorry we can’t help you buddy.
    كونك افريقي ليس مشكله فاحمد الله الذي خلق في احسن صورة وكونك مهمش فابقي صادق وشوف بقية المهمشين..
    ٧٠ في المية من الحكومة الان وسابقا في ايدي الغرابة..
    هجروا ديارهم واغتنوا بالعاصمة ولهم من الثروات مالهم وهذا ليس عيب لكنهم نسوا ديارهم ولم ينسوا العقده وبقوا ولازالوا يرددون الحنك البيش..
    يلا بلا زحمه رفعت لي ضغطي.. اصلا ما منكم اي فايدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..