الشماتة بالكيزان لا تبرر الصمت عن جرائم الجنجويد

لا تركنن لذي الأطماع تحسبه   ******   خلا ففي كمه أفعى يواريها                                رقطاء تبا لها تدعى السياسة   ******  لا يرمي لغير خداع الناس حاويها                        يعتبر وقف اطلاق النار بمثابة الخطوة الاولى في ابجدية الوساطات الغير مشبوهة .

اما لجوء الوساطة الى اجراءات لمعالجة تداعيات الحرب دون وقفها هي كالدعوة الى لحس المبرد ، لان استمرار الحرب يؤدي الى ضحايا جدد وبالتالي يتحول الهدف الحقيقي عن مقصده  اي معالجة الضحايا وبلسمة الجراح  وليس وقف الحرب . لذلك من الغباء الاشادة بمقرارات جدة وليس هذا وحسب بل بات واضحا ان اميركا تعمل على اطالة أمد الحرب حتى تحقيق أهدافها الاستراتيجية في السودان ولا يخفى على أحد ان نية أميركا الحقيقية هي دفن ثورة ديسمبر اما عبر اعادة الشراكة بين العسكر والمدنيين بواجهة مدنية هذه المرة  في السودان الموحد واما تقسيم وشرذمة السودان الى دويلات من ذوي الاحتياجات الخاصة (دويلات معاقة) ويبدو من خلال احداث دارفور الاخيرة .ان اميركا قاب قوسين او ادنى من اختيار الشرذمة علنا ومسار جدة المرتكز الى سياسة الخطوة خطوة في طواحين الهواء خير دليل على ذلك .                                                                    هذي المصائبُ ، مَن فينا يُؤججُها؟ *****  ومَن بسيف الردى يُردي ويقتصب؟                  ومَن يُعربد في أصقاعنا طرباً؟   ******       ومَن يروق له في دارنا اللعب؟                        لم يعد سرا ان مشيخة ود زايد باتت طرفا مشاركا  في الحرب عبر تزويدها الدعم السريع بالمسيرات التي استخدمها الجنجويد في الخرطوم وفي دارفور اضافة الى تامين كافة انواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة والذخائر والصواريخ ، ناهيك عن توريد جحافل المرتزقة  بعد تدريبها في ايرتريا وليبيا. ويبدو ان عدم طرح موضوع المرتزقة  في جلسات جدة والاكتفاء بالمطالبة باعتقال الفارين من السجون هو ما شجع  الدعم السريع على  ارتكاب المجازر والابادات الجماعية مجددا في مدن دارفور تماما كما حدث سنة 2003م . ان مخطط  تعديل الخريطة الديمغرافية في مناطق سيطرة الدعم السريع بواسطة العنف والاجرام الوحشي والمباشرة في تأسيس ادارات مدنية وتسيير ذاتي يدل على ان مخطط تقسيم البلاد وضع وبات أمر الاعلان عنه رهن نجاج أميركا  في توحيد الرؤية المصرية – الاماراتية حيال الملف السوداني بشكل اساسي .                                                                            فَقُل لِلَّذي يُبدي الشَماتَةَ جاهِداً   *****    سَيَأتيكَ كاسٌ أَنتَ لا بُدَّ شارِبُه
ان حالة الترهل الاخلاقي التي اصابت الساحة السياسية السودانية ، والشماتة بهزائم الجيش  باعتبارها هزائم لفلول البشير وجماعة الاخونجية القذرة هي بالحقيقة ليست كذلك لان انهيار الجيش هو انهيار للدولة المركزية  وتشرذمها الى دويلات والجدير ذكره في هذا السياق ان الحركة الاسلامية القذرة ترغب في هذا التشرذم علها تجد مكانا لها على الخريطة الجديدة لانها تدرك جيدا  انه في سودان موحد سيكون مكانها في مطمر النفايات  ونذكر بانه كان لهذه الحركة السرطانية الدور الاول  في انسلاخ الجنوب. لذلك ليس مبررا  ان يصمت اي مواطن شريف عن جرائم وفظائع الدعم السريع لان هناك كيزان  او علي كرتي حيث انه اولا واخيرا هناك وطن على طريق الضياع .