مقالات سياسية
ما علاقة العنصرية والتعددية الثقافية في محنة السودان
ممالك المشرق منذ القدمِ **** تعتز بالملوك لا بالأممِ

عثمان بابكر محجوب
ما علاقة العنصرية والتعددية الثقافية في محنة السودان
ممالك المشرق منذ القدمِ **** تعتز بالملوك لا بالأممِ أيها السودانيون اصغوا الى الكلام الذي يوحدنا ، وارموا الهترشات التي تفرقنا . شرط ان يكون الكلام جديرا بالسماع وان يعبر عن الحقيقة المجردة بموضوعية مطلقة، اذ لا يمكن ان نعالج جراحا نتوهم انها موجودة رغم انها من نسج خيالات مريضة . ولتوضيح القصد لا بد من الاجابة على بعض الاسئلة ومنها : هل هناك عنصرية في السودان ؟ هل هناك تعددية ثقافية ؟ اذا ثبت ان لا عنصرية في السودان ولا تعددية ثقافية وفق المفهوم الشائع. اذن فما هي المشاكل التي حظرت علينا ان نبلورهوية وطنية لعموم اهل السودان ترتكز الى شعور الجميع بالامان في وطن حقيقي وبلاد تتسع لاهلها في دولة يرفع فيها المواطن علم بلاده وهو واثق بان هذا العلم علمه ويردد النشيد الوطني بحماس لانه فخوربان هذا النشيد نشيده . لماذا فشلنا في تحقيق ذلك ؟ لماذا نعيش في دوامة الحروب الاهلية ؟ لماذا يروج الكثيرون لشرذمة البلاد وتقسيمها ؟ لماذا نبرر عجزنا بالقاء التهمة على الخارج وعلى موتانا ؟ مقدمة لا بد منها : ان الاسباب التي ادخلت دين الاسلام في المتاهة ، تتكرر مرة أخرى مع معتنقي الفكر المعاصر مع اختلاف المرامي والاهداف . فما هي الانتهاكات التي تعرضت لها رسالة الاسلام حتى تشوهت ؟ بما ان الاسلام دين الفطرة من المفترض ان تكون اللغة وحدها كافية لفهمه وتطبيقه كما ورد في القران الكريم ، لكن بعد ازدهار عصر الترجمة استهوى البعض منطق ارسطو وبدأ المتفقهون منهم استخدامه على نطاق واسع بعد تمويهه بما يسمى علم الاصول وبعده اصبح لكلام الله معنيان المعنى الاول في اللغة والمعنى الثاني في الاصطلاح وتغلبت المصطلحات على المفردات اللغوية ولم يعد القران عربيا مبينا بل أصبح المقصد ملتبسا بين معنى في اللغة ومعنى في الاصطلاح المنحوت وفق الحاجة اضافة الى اعتماد الروايات بديلا عن الوحي “ويدعون انهم لا يحرفون الكلم “. وفي التعامل مع الفكر الحديث نرى مفكرينا يستخدمون مصطلحات وتعريفات ليست على صلة بواقعنا نقلا عن فيلسوف او مفكر ما له شهرة تخترق الافاق . ومنها العنصرية والتعددية الثقافية . وكي لا ندخل في نفس الفخ نستهل الحديث عن العنصرية بتعريفها انها مرض .ونتابع مسار هذا المرض . متى ولد واين نشأ ؟ (وقد يشكل مفاجأة للبعض بان مفهوم العرق الابيض لم يرتبط باللون الابيض في البدء ) عند وصول الأفارقة من أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي سنة 1619الى فرجينيا ، باشروا نشاطهم كعمال يعملون بنظام التعاقد الطويل الأجل لفترةٍ زمنيةٍ معينة مقابل المأكل والمسكن.وكان البِيض والسود يعملون ويعيشون جنبًا إلى جنب ضمن الشروط ذاتها ولم يعاملوا كعبيد حتى سنة 1640 .في تلك السنة صدرحكم عن احدى محاكم فرجينيا في دعوى فرار بعض العمال .اذ صدر حُكم على خادمٍ أسودَ يُدعى جون بانش، بالعبودية مدى الحياة. وفُرِضَ على رفيقَيه البِيض فقط بالعمل لعامٍ إضافيٍّ واحد.وكان هذا الحكم أول إشارةٍ واضحة للعنصرية الصريحة على اساس لون البشرة والاختلافات الجسدية . وحتى عام ١٦٩١كانت الهوية البيضاء تقتصر بصفةٍ أساسية على الأنجلوأمريكيين البروتستانت. بينما لم يكن المهاجرين الألمان والأيرلنديين وأبنائهم، يُصنَّفون ضمن البِيض، وكان هذا التميز واضحا في قوانين الزواج حتى ان مستعمرة فرجينيا سنت قانونًا يحظر الزواج بين البِيض والسود.ولمنع الزواج بصورة مطلقة بين رجل أو امرأة من الشعوب البيضاء من رجل أو امرأة من الزنوج أو الملاتو أو الهنود. فإنهما يُنفيان ويُطردان من هذه المستعمرة للأبد.و أصبحت فكرة المُواطنة متداخلة تمامًا مع فكرة المساعدة في قمع تمرُّدٍ العبيد أو المشاركة في الحروب الهندية. وبهذا الشكل تم اختراع العرق الأبيض وتوالت التصنيفات العرقية التي تدعم العنصرية ومنها : تصنيف لينيوس وتصنيف وايت وتصنيف بلومينباخ وريتزيوس ومورجان .و بحلول أوائل القرن الثامن عشر، أصبحت العبودية مؤسسةً قائمة على الفَصل العنصري في الأحياء والمدارس وتوجت هذه العنصرية بقوانين كرو السيئة الصيت . بالمقابل اتسمت شعوب الحضارات القديمة بالاستعلاء العرقي على أساس ثقافي ، بتصنيف الآخرين على أنهم غير مُتحضِّرين أومتوحشيِّين أو همجيِّين، لدرجة أنهم كانوا يُبرِّرون العبودية والقتل على هذا الأساس. ولم تكن تلك المجتمعات تنظر إلى سواد البشرة باعتباره أساسًا للعبودية بمعنى اخر لم يكن العرق أبدًا مسألةً تتعلَّق بالفئات التصنيفية، وإنما كان مسألة تتعلق بإنشاء التدرجات الهَرَمية. وبالتالي فان الاختلافات العرقية بين البشر تستند الى رؤيتين مختلفتين . الرؤية الاولى تنظر الى العرق بوصفه تباينًا جينيٍّا وهذه هي العنصرية والرؤية الثانية تنظر الى العرق بوصفه تباينا ثقافيا يؤدي الى التعالي الاثني لاصحاب هذه الرؤية .ورغم تقيمنا السلبي واستنكار الرؤية الثانية لا يمكننا وصفها بالعنصرية وهنا لا بد من التنويه ان الرؤية الثانية تنبع من الدين الاسلامي وليس من العرب ونكتفي بهذه الاشارة دون توسع (واترك لمن يرغب التعمق ان يقوم ببحث ذاتي ) لان هدفنا اثبات ان العنصرية لم توجد يوما في السودان ، حتى ان الزنج والعرب براء من تهمة التعالي الثقافي على اساس أثني لان للقضية جذر ديني مرجعه ما ينسب للرسول من حديث حول حام وفي بعض الايات تظهر لنا شبهات عنصرية تتعلق بلون البشرة . اما حول التعددية الثقافية هناك لغط كبير لا بد من توضيحه حيث ظهر هذا المصطلح في القرن الماضي، عندما بدأت كل من أستراليا وكندا التخلي عن القوانين التي تمنع الاجانب من الدخول اليهما كمهاجرين حيث كانت أوستراليا تطبِّق سياسة تقصِرالهجرة على البيض طبقًا لنص قانون تقييد الهجرة لعام1901 الذي بموجبه اعتُبِر الآسيويون واليهود على حد السواء غير قابلين للاستيعاب. وفي عام 1971 ونتيجة الحاجة الماسة لزيادة السكان عدلت اوستراليا قانون الهجرة مما سمح بتدفق المهاجرين ولما فشلت مطالبة السلطات للوافدين الجدد الاندماج بدأت تجنح الى الاعتراف بتعدد الثقافات حتى اصبح بمقدورهم التعبير عن ثقافتهم الوطنية بما يعرف بالتعددية الثقافية بحيث تضمَّنت تشكيل كيانات يشارك فيها المهاجرون والأقليات العرقية مشاركةً منصفة بعد الإقرار بمعقولية رغبتهم في الاحتفاظ بجوانب من ثقافاتهم بحيث يصبح دمجهم تدريجيا في الثقافة والتكوين السياسي القومي . اما عندنا في السودان فمسألة المهاجرين او الحاجة اليهم لم تكن يوما مطروحة لاننا شعوب أصيلة وتاريخ عيشنا المشترك يربوعلى مئات السنين . ويطلق مفهوم التعددية الثقافية ايضا على اختيار الفرد لاسلوب حياته ويرتكز هذا المفهوم الى ثنائية متعارضة او متوافقة بين الضوابط الاجتماعية والحرية الفردية في رابطة من الاحتمالات محدودة بحيث مثلا يمكن لسوداني يعيش في ريف ام درمان ان يتشارك مع انكليزي يعيش في لندن في نفس اسلوب الحياة والعكس صحيح ومن الممكن هذا التنوع ان يظهر حتى ضمن العائلة الواحدة وهذا مانقر به . وفي الختام نقول ان لا عنصرية ولا تعددية ثقافية في السودان لذلك لا يمكن اعتبارهما من اسباب من نعيشه من ويلات وان خطاب الكراهية ودعوات التقسيم اوعدم ترك الموتى يرقدون بسلام سببه الجهل وتلبد البصيرة وسنتتطرق لاسباب حروبنا الاهلية الحقيقية وعجزنا عن انشاء دولة تليق باهلها في مقال قادم .
أمر العنصرية في السودان امر محير وعجيب !!
يقال عندما زار كارتر غرب السودان في التسعينات وجلس في القاعة بين طرفي النزاع اسقط في يده .. وصار يتلفت ووجد الجماعة لا فرق بينهم فى الملامح ..فتساءل من هم العرب بين هؤلاء .. و أين هم؟ فكلهم في نظره اشبه بالزنوج الامريكان ..
وهي ملاحظة احد الاخوة الجنوبين في زيارته الاولي لامريكا وقال مستعجباً : يا جماعة البلاك امريكان ديل ما ياهم زي العرب العندنا … وبعدين هم يقولوا عرب وبسمونا بلاك ؟؟
العارف عزو مستريح !!
هذا درس بليغ للمستلبين المتسلبطين والمتشبثين بخيط عنكبوت النقاء العرقي العروبي بالحق والباطل …
اخونا الراكز الباحث الاستاذ الدكتور الباقر العفيف يقول عن نفسه :
“رباطابي من جهة أبي المنحدر من الجزيرة أَرتُل قرب الشِّرِيْك وجعلي من جهة أمي المنحدرة من نواحي كبوشية وكَلِي”
“فمن المفترض أن أكون عربيا من الجهتين، جهة الأب وجهة الأم.
وأن يفيض جسدي بالدماء العربية العباسية المباركة”
قام بفحص جيناته في بريطانيا الآن دعونا نتبصر النتيجة يقول الباقر:
“إن نسبة جيناتي المنتمية لأفريقيا جنوب الصحراء هي ٩٧.٩ ٪ وهذه منها ٩٦.٨٪ تنتمي لشرق أفريقيا. وبالطبع نعرف أن هناك تداخل كبير بين ممالك النوبة القديمة مثل كوش ومروي وممالك الحبشة القديمة مثل بنط وأكسوم.
فنحن في الحقيقة شعب واحد من الناحية الجينية.”
ويقول للمستلبين من مواهيم ادعاء الاستعلاء العروبي بالسلبطة الفارغة:
“ماذا كانت نتيجة فحص الحمض النووي؟
تهيأوا أيها القريشاب والشارباب، وأصيخوا السمع …
أنتم أحباش كوشيون نوبيون شرق أفريقيون ولستم عربا أيها الجعلتية…
فماذا أنتم قائلون؟”
🤓 حيث ان المسلم العادي و الارهابي يضعون الدين من حيث الاهمية فوق الاوطان فكيف نتوقع نتائج غير ما نرى من دمار و دماء و تفتت 🥺🥺
انت يا سعادتك مثلا قذفت في وجوهنا بجمل على شاكلة ؛الاسلام دين الفطرة ؛ و هذه جملة تضع اصحاب الديانات الأخرى في موقف لا يحسدون عليه أمام مواطنيهم من المسلمين الذين سيتعاملون معهم على قاعدة ان غير المسلم مخالف للفطرة🥺🥺 هذه الكلمة الهلامية التي لا يمكن لانسان عاقل الدخول في نقاش عن ماهية هذه الفطرة 🥺
هل كان السيد محجوب سيكون مسلما لو لم يولد لابوين مسلمين ؟🥺
هل كان السيد محجوب ان يقول لوالديه الهندوسيان في لحظة اخذه للمعبد للتعميد بواسطة الكاهن ان فطرته تابى ان يكون هندوسيا مثلا ؟🥺
المسلم لا يعرف معنى الوطن و لهذا السبب لا يمكن أن يضعوا الاوطان في جوانحهم إذا ان ما يعمل له هو رضاء الله أولاً و أخيرا 🥺🥺
الى مضوي احمد النذير الشيخ:
شكرا لك على هذه الاضافة التي تقطع الشك باليقين واضيف بانه خلال فترة الفَصْل العنصري كانوا في أميركا يطبقون قانون «قاعدة القطرة الواحدة » وينص غلى التالي : إذا ثبت أن شخصًا يحمل واحدًا في المائة من الدم الأفريقي، يعتبر زنجيا.
اذا ما طبق هذا القانون في السودان ، ماذا تكون النتيجة ؟ كلنا زنوج .