مقالات سياسية

النازحون والعنف من دارفور للقضارف.. ماهو الهدف؟

خارج السياق  

مديحه عبدالله

النازحون  والعنف من دارفور للقضارف ..ماهو الهدف؟

العنف المفرض من قبل السلطات فى القضارف تجاه المواطنين الذين استقروا فى المدارس بسبب نزوحهم جراء الحرب اللعينة ،فى محاولة لاخلاء المدارس بدعوى استئناف الدراسة يكشف مدى العداء الذى يضمره المسؤولون تجاه المواطنين النازحين، وتجرى ذات المحاولات  فى ولاية نهر النيل بدرجة اقل عنفا بسبب مقاومة فورية من قبل النازحين.

العنف تجاه النازحين أمر ليس مستغربا من سلطة تشن وتشعل الحرب ليموت المدنين يوميا فى منازلهم وفى الطرقات والمستشفيات،ولولا الجهود الاهلية والمدنية لظل من فروا من منازلهم من الخرطوم ودارفور وكردفان تجاه الولايات الاخرى فى العراء بلا ادنى شيء من مقومات الحياة.

وسياسة اخلاء وتجفيف مراكز ايواء النازحين معتمدة من سلطة الانقاذ  الدموية تم تجربيها فى ولايات دارفور،فى محاولة لتذويب مراكز تجمعهم فى المدن والقرى،بغرض اخفاء مظاهر الحرب وبشاعتها الانسانية ،وارغام المواطنين على القبول بما يتم طرحه من بدائل ترمى الى قطع الطريق امام قيام مراكز ايواء تضم النازحين،وتفسح المجال للعمل الاهلى والمدنى المحلى والاقليمى والدولى لتقديم الدعم والمناصرة لقضية النازحين وتسليط الضوء على الجرائم المرتكبة من قبل اطرافها ضد المدنيين.

لقد اصبحت القضية الانسانية هى المحرك الفعلى لكل الجهود الداخلية والخارجية لوقف الحرب ومحاسبة من تسببوا فيها، ويحاول الطغاة تغطية غرضهم بالعزف على وترفتح المدارس واستئناف الدراسة وهو امر يمثل امنية من امانى مجتمع انهكته  الحرب ،لكن كيف ذلك دون ان تقف الحرب بشكل نهائى وتتهيأ كل الظروف لمواصلة التعليم دون تدابير مشوهة؟

كالعادة يحاول الطغاة الاستعداد لعرقلة الجهود الرامية الى توصيل المساعدات الانسانية للمتضررين من الحرب،ولم تقف محاولاتهم بشتى الطرق لعرقلة عمل المنظمات المدنية والاهلية لتقديم الدعم للنازحين ومما لاشك فيه ان ماجاء فى البيان الصادر من مفاوضات جدة حول تسهيل الدعم الانسانى يمثل هاجسا للطغاة رغم الاعلان عن الالتزام بما جاء فى البيان،الا أن الواقع يشير الى ان العراقيل ستستمر بطرق مختلفة والعنف تجاه المواطنين النازحين لن يتوقف مالم تعمل القوى المدنية والاعلام مع المواطنين انفسهم داخل مراكز الايواء على التمسك بحقوقهم فى تلقى المساعدات الانسانية ومقاومة اى فعل يجبرهم على قبول وضع يتعارض مع حقوقهم كمواطنين ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..