مقالات وآراء

حوارات حول العقد الاجتماعي الجديد ( ٤ ) 

يوسف السندي 
لنفترض ان دارفور ذهبت بانفصال ، وذهب الشمال لمصر ، وانضم الشرق لارتريا ، وذهب النيل الازرق لاثيوبيا وذهبت جبال النوبة وابيي لجنوب السودان، وتبقى وسط السودان دولة قائمة بذاتها ، فهل هذا يمثل نهاية لما يعانيه السودانيون من فشل وبداية للتقدم والنهضة؟ .
هل تفشل الدولة نتيجة للجغرافيا ام نتيجة لممارسات البشر الذين يسكنونها ؟ ممارسات البشر سببا رئيسيا في فشل الدولة ، لكن ربما للجغرافيا دور ما ، فافريقيا قارة فاشلة باكملها ، مع بعض الاشراقات الشحيحة جدا بالتاكيد ، جنوب شرق آسيا كان فاشلا ايضا والان يتقدم بسرعة ، والغرب الذي كان فاشلا في القرون الوسطى ، نهض واصبح سيد العالم الان.
مدينة نوغاليس هي مدينة تقع في أمريكا وهناك نوغاليس اخرى تقع في المكسيك ، يفصل بين المدينتين شارع فقط ، في نوغاليس الاميريكية يوجد النظام الامريكي حيث الحريات وحكم القانون والانتخابات ، بينما حين تقطع الشارع الفاصل إلى نوغاليس المكسيكية يوجد عالم آخر بعيد عن القيم الموجودة في نوغاليس الأمريكية.
سكان المدينتين بينهم علاقات دم وينحدر معظمهم من نفس السلالة ، ورغم ذلك توجد نوغاليس متقدمة في أمريكا وجارتها نوغاليس المكسيكية المتأخرة.
حين انفصلت الكوريتين ، انفصل شقيقان صغيرا السن عن بعضهما ، احدهما نشأ وعاش في كوريا الجنوبية ، والاخر نشأ وعاش في كوريا الشمالية ، حين التقيا لأول مرة بعد عشرين سنة تقريبا كان الشقيق العائش في كوريا الجنوبية موظف وذو دخل محترم وشخص مليء بالطموح والامل والعمل بينما كان الشقيق العائد من كوريا الشمالية بائس ومتواضع.
ايام حرب جيوش التجمع الوطني الديمقراطي ضد حكومة الانقاذ ، زرت قرورة السودانية وكانت شبه خالية من السكان ، وفي الشرق منها قرورة الارترية تعج بالسكان ، قرورة السودانية ذات عمارة جميلة ، بيوتها مبنية من الطوب والحجر ، وهناك مدارس وشفخانة ، بينما يغلب على قرورة الارترية بيوت القش والسعف.
التقدم والحضارة ليس مربوطان بالضرورة بالجغرافيا ، ولا الجيرة، ولا العرق ، ولا الاخوة ، هناك معايير متعددة يمكن حسابها واخرى لا يمكن حسابها قد تدعم او تقف عائقا ، لكن ما يجب ان يقال ان البشر قابلين للتقدم ، بغض النظر عن عرقهم او لونهم بشرط أن يريدوا هم فعلا ذلك ويعملون لاجله ، فهل يريد السودانيون فعلا التقدم وهل يعملون لاجله الان؟!! .

تعليق واحد

  1. اهل السودان يريدون التقدم وقد ضحوا بدمائهم لأجله وخرجوا ثلاثة مرات في ثورات من أجل الديموقراطية والحياة الكريمة لكن اسأل الأحزاب السياسية ما بالها تجهض كل مرة ثورة الشعب بتكالبها على السلطة والثورة واسألها لماذا لا تمارس الديموقراطية داخلها ولماذا يظل رئيسها في منصبه حتى وفاته والادهي والأمر يرثه ابنه او بنته بكل بجاحة وقوة عين..هل تظن ان من يعشق الحرية ويرفض التبعية يمكن أن يقبل عضوية هذه الأحزاب.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..