بعض من الأكاذيب التي شكلت تاريخ السودان المعاصر
![منير التريكي](/wp-content/uploads/2020/12/Muneer-Altraiki2019.jpg)
بعض من الأكاذيب التي شكلت تاريخ السودان المعاصر
منير التريكي
قراءة تاريخ السودان المعاصر بتجرد لمعرفة الحقيقة أمر صعب . السبب هو قلة المصادر الأمينة الموثوقة التي تورد المعلومة بالأدلة المطلوبة. المعروف أن المنتصرون هم الذين يكتبون التاريخ. وهم في الغالب يمجدون بطولاتهم خصماً على الحقيقة. لكن العاقل الذي يفكر بتجرد لمعرفة الحقائق في تاريخ السودان يندهش لمجموعة من الأكاذيب التي شكلت تاريخنا المعاصر . سيندهش أكثر لتبني البعض هذه الأكاذيب والإستماتة في الدفاع عنها ونشرها.البعض يفعل ذلك متعمداً لتحقيق مصالح غير مشروعة ولكن الكثيرون يفعلون ذلك بجهل شديد. وهؤلاء يضرون أنفسهم لصالح مستغلوهم . الذي يجعل أضرار ر هذه الأكاذيب خطيراً هو قيامها على نصف حقائق . المتتبع لمصادر هذه الأكاذيب في خلال الستين سنة الماضية يكتشف أن أكثر وأخطر هذه الأكاذيب مصدرها اليمين الحديث أو جماعة الإسلام السياسي في السودان . هذه الجماعة المعروفة لاحقاً بالإخوان المسلمين وجبهة الميثاق والحركة الإسلامية والإسلامويون والإنقاذ والمؤتمر الوطني. الإسلامويون هدفهم الواحد غير المعلن هو التسلط باسم الدين من أجل الدنيا. السلطة من أجل المال. يتم تبرير ذلك برفع أهداف معلنة براقة ومطلوبة. شعارات مثل قيام دولة الحق والفضيلة وتطبيق الشريعة يتعاطف معها المسلم بكل عفوية ويدافع عنها بقوة. لكن الذي يحدث حقيقة هو تطبيق سياسة التمكين في مفاصل الدولة للاستيلاء على أموال هؤلاء المدافعون عن هذه الأهداف السامية. بعد ذلك يتم تجاهل هذه الشعارات المرفوعة تماماً . والأسوأ العمل ضدها أحياناً . يمكن التأكد من ذلك بمراجعة السجل الأسود للاسلامويين في إدارتهم للدولة لأكثر من أربعين سنة. نجدهم قد أدمنوا إحتراف الكذب والتعتيم والتضليل و تفصيل الفتاوى . يكذبون لتمرير السياسات الفاسدة وتبرير قرارات المتنفذين التي تستهدف سرقة المال العام. كثيراً ما يتم طبخ الكذبة في مكاتب جهاز الأمن (الوطني) . يقوم الجهاز – الذي يكلف الشعب السوداني الكثير من الأموال- بإطلاق الكذبة أو الإشاعة عبر قنوات عديدة. أحياناً يستهدف فئة معينة من العامة لترويج الكذبة دون إدراك تام لما يحدث. يتم تضليل الناس لفترة محددة. عندما تنكشف الكذبة تكون السلطة قد مررت القرارت المطبوخة وتمت سرقة المال العام. ثم يبدأ الجهاز نجر كذبة جديدة. الكذبة الجديدة تنسي العامة الكذبة السابقة وتمهد لكذبة جديدة . وهكذا بينما الناس مشغولون بدحض ونفي و تبرير في أجواء تشويش وتضليل تتم سرقة المال العام. الفساد الرسمي يظهر كضرورة ملحة بعد أن يتم تبريره بالكذب. بعد سنوات يكتشف الكثيرون الخدعة لكنهم لن يعترفوا بغفلتهم. تأخذهم العزة بالإثم. بينما يتم طبخ كذبة أخرى تلقي بالأخطاء على المعارضين للنظام. وهكذا يتواصل الإستغلال و يتناسل الفساد. الإسلامويون يخبرونك نصف الحقيقة فقط. مثلاً يخبروك بأن (الشيوعيون جابوا مايو). لكنهم لا يخبرونك بأن(الإسلامويون استمروا ثمانية سنوات مع مايو). إنقلاب مايو كان في1969م وقد إنقلب نظام مايو على الحزب الشيوعي بعد سنتين في1971م . وانزل به ضربة مؤلمة أضرت بكل الشعب السوداني وأورثت قادة الأحزاب خوفاً غريزياً لا يزال يلازم بعضهم . لكن الذين يخبرونك بأن الشيوعيين جابوا مايو لا يخبرونك بأنهم دخلوا في نظام مايو وبقوا فيه لمدة ثمان سنوات قبل إقتلاعهم بثورةمارس- ابريل1985م. وهي كانت أسوأ سنوات النظام. ففيها حدثت مجاعة وباع الفاسدين الإغاثات القادمة من الخارج في السوق السوداء بدلاً من توزيعها الجوعى. وتم دفن نفايات نووية في شمال السودان. وتم تشريد الكثير من الشرفاء وإعتقال وتعذيب الكثيرين. وبدأ الفساد المقنن والمحمي بالمتنفذين المتسلطين ينخر في الدولة. وأصبحت تحويلات المغتربين لا تدخل خزينة الدولة بسبب بدعة دولار ريال شيك سياحي. وبدأت معالم الدولة الرسمية تختفي لصالح تنظيم الإخوان المسلمين. فتآكل نظام مايو من الداخل. سافر النميري للعلاج فسقط النظام في1985م كان الإخوان المسلمون جزء أساسي فيه . عدا قلة من قادتهم اعتقلها النميري قبيل سفره للخارج. وهو سفر سينتهي في مصر ليبقى فيها عدة سنوات قبل عودته ووفاته في السودان. بعد سقوط نظام مايو سيتلاعبون بالفترة الإنتقالية. مكروا لتكون الفترة سنة واحدة فقط. مرروا قانون إنتخابات يستبعد تمثيل القوى الحديثة ويعتمد صوتين للخريجين. طبعاً أعطاهم ذلك سبعة وعشرين دائرة بينما جغرافياً حصلوا على ثلاثة وعشرين!
وحتى هذه حصلوا عليها بتشجيع مرشحي الحزب الإتحادي ليتنافسوا إثنين أو ثلاثة لتشتيت الأصوات فيفوز مرشح الجبهة الإسلامية. تواصلت الأكاذيب حتى أفشلت الفترة الإنتقالية(1985-1986م) ولم تحقق الثورة حينها أهدافها النبيلة. سيتواصل الكذب والتغيير. سيضع الإسلامويون العديد من العراقيل لإفشال التجربة الديمقراطية الوليدة. بعد ثلاث سنوات سيقومون بكذبتهم الكبرى. كذبة كلفت السودان الكثير. أدخلت الشعب السودان في حروب ونزوح وديون.
أذهب للقصر رئيساً و سأذهب السجن حبيساً. قالها شيخهم لقائد إنقلاب 1989م . دخل السجن بإختياره مع المعارضين من الأحزاب الأخرى . فعل ذلك للتمويه ومعرفة ردود أفعالهم وخططهم لمقاومة للإنقلاب الذي خطط له ونفذه. إنقلاب سيذيق الشعب السوداني الأمَرّين. إنقلاب الإسلامويون في يونيو 1989م هو أخطر انحراف لمسار السودان عن الطريق الصحيح .النظام البائد الفاسد بدأ بكذبة وثبت نفسه بالقتل والاعتقالات والتشريد والتعذيب واستمر بالظلم والكذب والإحتيال والفساد. وزرع بذور النزاعات وملأ دروب التوافق بالأشواك وأجّج الصراعات القبلية والجهوية. النظام الساقط بدأ عهده بدق مسمار في رأس طبيب وانتهى بإدخال سيخة في جسم معلم . وفي كل ذلك ظل يكذب عبر أجهزة الدولة الرسمية دون وازع. التبرير الرسمي الذي ظلوا يرتكزون عليه هو أنهم مستهدفون من الخارج . لكن (الإسلامويون) فقط لو تذكروا الحديث الشريف (.. كما تُدِين تُدَان) لعرفوا أنهم تسلطوا على العُزّل فسلط الله عليهم من يستهدفونهم . لسنين كثيرة تجاوزت نصف قرن ظل الإسلامويون يكذبون. كذباتهم خطرة لأنها قامت على أنصاف الحقائق وغيّرت مسار شعب كامل . حتى بعد أن استعاد السودان مساره أخيراً تم إرجاعه للحفرة التي خرج منها. بعد أن ثار الشعب السوداني واسقط نظامهم في أبريل 2019م . ظلوا أيضاً في أروقة الدولة كما فعلوا في أبريل 1985م. من داخل أجهزتها الرسمية ظلوا يعملون ضد الثورة. واصلوا الكذب والتغبيش التضليل. يخبرونك عن مشاركة قوى الحرية والتغيير المكونة من عشرات الأحزاب والمنظمات لعدة اشهر فقط مع عسكرهم . ولا يخبرونك بأنهم شاركوا في حكم السودان من 1977م. وأنهم انفردوا بالحكم واستبدوا به لمدة ثلاثين حتى أسقط الشعب نظامهم الفاسد في أبريل 2019م. وأنهم تحكموا حتى في فترات الديمقراطيات القصيرة. بل وتلاعبوا حتى بالفترات الإنتقالية. يخبرونك بأن حمدوك رئيس الوزراء دفع ثمانمائة مليون دولار من خزينة السودان ولا يخبرونك بأن أمريكا ستدفع سبعمائة مليون دولار وأن مليارات عديدة سيتم إعفاءها من ديون السودان وأن ملايين الدولارات أخذت تتدفق على خزينة الدولة. لا يخبرونك أن برنامج ثمرات استفادت منه آلاف الأسر من ذوي الدخل المحدود . و أن السودان عاد عضوا طبيعياً للمجتمع الدولي.. و.. ولا يخبرونك عن سرقاتهم ثلاثين سنة لموارد السودان التي فاقت السبعين مليار دولار . يكيلون الإساءات إلى حمدوك ولا يخبرونك أن حمدوك دكتور في الاقتصاد وخبير دولي نادر ورجل مهذب وديمقراطي واعي ومسالم ومنفتح ومستمع جيد .وأنه شارك مع آخرين مدنيين جاءت بهم الثورة وعسكريين جاء بهم الإسلامويون لضمان عدم محاسبتهم على جرائمهم خلال العهد البائد . سيقومون بإنقلاب لإيقاف لجنة إزالة التمكين التي فضحتهم وحاصرتهم وبدأت في محاسبتهم واسترداد أموال الشعب السوداني. سيكذبون ويماطلون حتى لا يوقعوا على الإتفاق الإطاري. وهو أشبه بما فعلوه في اتفاقية الميرغني/قرنق 1988م. حينها حرصوا على عدم اجازتها حتى أعدوا إنقلابهم ونفذوه قبل أربعة أيام فقط من اليوم المحدد للتوقيع. التوقيع كان مقرر له في 4يوليو 1989م. سينفذون إنقلابهم الأخير في اكتوبر2021 م ويكذبون بأنهم مع الثورة وأنهم سيجرون إنتخابات حرة . سيشعلون الحرب ويكذبون بأنهم تفاجأوا بها. سيرفضون وقف إطلاق النار ويخرقون الهُدَن ويكذبون. سيضربون كبرى شمبات ويدمرون جزء منه ويكذبون. سيقصفون المستودعات في مصفاة البترول وغيرها ويكذبون. سيكذبون ليبرروا تجييش الشعب وتسليح الأهالي وتبدأ الحرب الأهلية إن لم يتصدى لهم العقلاء . سيذهبون للمفاوضات في جدة وربما غيرها ويكذبون.هم لا يذهبوا بغرض إيجاد حل هم يذهبوا ليماطلوا. سيكذبون لشراء وقت حتى يحدث أمر ما يستغلونه لخلط الأوراق مرة ثانية كما ظلوا يفعلوا لسنين كثيرة.
الأغرب أنهم يجدون من يصدقهم بعد كل ذلك الكذب والأسوأ هنالك من يتبنى كذبهم ويدافع عنه.
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا إتباعه
وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه.
لعبت الصحافة دور كبيرا فى ىنشر وترويج الأكاذيب التى ينتجها جهاز امن ومخابرات الحركة الأسلامية والتى يهدف من وراءها خدمة مصالح الحركة وكوادرها وتمكينهم من مفاصل الدولة وسرقة مواردها .. إختاروا كوادر تمتهن الصحافة بعناية … كواد اشتهرت بعدم المهنية والنزاهة وممارسة النفاق تسعى للشهرة واختصار المراحل وجمع المال بأى وسيله اشهرهم الهندى عزالدين و الضو بلال والطاهر ساتى وكبيرهم الذى علمهم اصول الدهنسة والوصولية أحمد البلال وتوابعه من قونات الصحافة .. مجموعة نفايات اصبحت اسماء فى حياتنا تروج وتطبل لشخصيات فاسدة وامبراطوريات قامت ونمت من نهب المال العام حد الشراهة ويقتات هؤلاء الأنتهازيين من وراءهم .. اسعار الدولار تنخفض ثم ترتفع بسبب كذبة ينتجها جهاز الأمن ويروج لها الهندى عز الدين فى شهادة الزور التى يقرنها باسم الجلالة ويكسب من وراءها تجار الدين المليارات والضحية هو المواطتن المغلوب على امره .. لعن الله الكيزا ن وتوابعهم من جنجويد وكل من يريد بالسودان شر !!!!!!!!!!!!!!!!!