مقالات سياسية

على أعتاب الحرب الرواندية ..

فاصل ونواصل
سامي الطيب

لا أظن أن ضباط القوات المسلحة غافلون عما يحدث الآن لزملانهم ودفعتهم وجنودهم من مآسي تفطر القلب السليم وتشقه نصفين!!.
إن حرب برهان والكيزان الآن تمزق القوات المسلحة وتهلك منسوبيها بصورة لا يمكن احتمالها ،
انها المهلكة بأم عينها والفناء..

مقاطع الفيديوهات التي نراها تهتك الدواخل وتمزق نياط القلب بما تحمله من بشاعة القتل ومأساة المصير.

نرى جنودا يحتضرون على الهواء ورؤوسا منفصلة عن أجسادها، وجثثا تأكلها الكلاب ..في أكبر مأساة يمكن أن يراها مخلوق سوي …نحن نموت ألف مرة ونحن أحياء.. لا تستطيع نفس سوية أن تتواءم مع كل هذا الموت والدمار والخراب وقتل الأنفس التي حرم الله إلا بالحق …هذه الحرب الآن يعتبر الوقوع في الأسر فيها رفاهية ، ولحم الانسان عافته الكلاب . يا إلهي ، ما حال أم ترى فلذة كبدها يحتضر على الهواء ، أو أب يرى رأس ابنه منفصلا عن بقية جسده؟؟!.. ما حال زوجة ترى نصف زوجها الأعلى ملقى في أحد الطرقات أو أخت تشاهد بطاقة أخيها ملطخة بالدماء تعرضها إحدى القنوات ؟؟…
هذه الحرب ليست من أجل استعادة أراضينا، و ليست من أجل طرد مستعمر.. نحن نموت الآن ونخرب وطننا بأيدينا من أجل مطامع شخص نزع الله من قلبه النخوة والإنسانية والشهامة، و من أجل فئة ضالة اختارت الحريق والموت والدم من أجل العودة إلى السلطة مرة أخرى ( أو ترق كل الدماء..).

إن الذين يرفعون شعار (بل بس ) هم على علم تام بما يجري الآن للجيش وعساكره وضباطه، لكنهم يتحمسون لأن الأمر يحافظ لهم على الخراب واللا دولة والفوضى وبذلك يكونون في مأمن من العقاب والمساءلة وحكم القانون ..إن الدين والأخلاق والانسانية والرجولة والنخوة تتطلب وقف هذه الحرب فورا، وهذا القرار لن يأتي إلا من المؤسسة العسكرية

البطولة والشهامة الآن متمثلة في خروج أحدكم ليوقف هذه المأساة وهذا هو النصر المبين …

لا يمكن للمؤسسة العسكرية الصمت كل هذه المدة وهي ترى شخصا اعتلى القيادة على حين غفلة وأحدث كل هذا الخراب ولا أحد يتقدم لعزله ومحاسبته ومحاكمته أي لحظة تمر و هذا الرجل موجود على سدة القيادة سيتآكل الوطن وستتلاشى المؤسسة العسكرية إلى الأبد ..

البطولة الآن ليست في المواصلة في حرب لم يختر الجيش زمانها و لا مكانها بل تمت خيانته بخوضها تحت رايته !!..

إن البطولة الآن إيقاف هذه الحرب وتقديم الخونة الذين أشعلوها باسم الجيش إلى المشانق..

كيف يكون شعورك و كتفك مرصع بالنياشين والنجوم وانت ترى جثث عساكرك تأكلها الكلاب في الطرقات؟!! .. لماذا أنتم خانعون إلى هذا الدرك … ماذا تريدون أن يفعل بكم البرهان أكثر من الذي تعايشونه؟؟.. إن الشجاعة ليست في خوض هذه الحرب ، بل الشجاعة الحقيقية كانت مواجهة علتها أولا، و مواجهة من ورطوكم و ورطوا البلاد فيها . لذلك لن تحصدوا غير الندم .
باسم الوطن الذي يجمعنا جميعا انتم في المؤسسة العسكرية المعنيون بايقاف هذه المهازل و أول خطوة في ذلك عزل هذا البرهان فورا ، لأنه حط من قدركم ومرمط سمعتكم في الوحل وحولكم إلى ذراع عسكري لأتفه مجموعة أنجبتها حواء …

فاختاروا بين إنقاذ وطنكم وأنفسكم ومؤسستكم أو الفناء الأبدي و لعنات التاريخ و عار لا يمحى!!!.

إسكاي سودان

‫3 تعليقات

  1. حسم الأمر لا يوجد أحد شجاع هنا . هذا الجيش اللعين متروك لقدره و مصيره اما الشعب نسأل الله له اللطف

  2. من تسميهم ضباط القوات المسلحة لا يستطيعون حتى رؤية موطيء أقدامهم فكيف يعزلون البرهان؟ الواقع بالنسبة لهم مشوش وغامض ومخيف بلا قيادة ولا هدف

  3. استاذ سامى مشكور على هذا المقال المدوى
    أطلاق لقب ضابط بالجيش السودانى اصبح مجرد اصطلاح فارغ المحتوى من كل ما له علاقه بالشرف والوطن وهو لقب فقط للأشاره ألى كل من باع نفسه رخيصتاً من أجل المال فالكل يعرف أن الألتحاق بكليه الكيزان العسكريه هى بوابة العبور الى عالم المضاربات والتجاره والشركات مقابل الخنوق والأنقياد الأعمى لتيوس المؤتمر الوطنى، فكيف بالله عليك أن تطلب ممن باع نفسه وباع وطنه أن يهب لنجده زملائه أو ان يقف فى وجه أسياده الذين شروه بثمن بخس وجعلوا منه غفير يحرس مصالحهم ويزود عنهم بالروح وبكل غالى ونفيس، انا ارباء بنفسي من أن اطلق على هذا الكيان أسم جيش السودان والتسميه الحقيقيه هى الجناح العسكرى للمؤتمر الوطنى تحت قياده الكيزان
    الذى تم انتاجه خصيصاً لقمع الشعب السودانى وعليه لا تضع آمالك بوقف الحرب على من كان سبب فى إشعالها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..