“يا تموتوا انتو ولا اموت انا”

محمد صالح عبد الله يس
هكذا قالها محمد الامين واختار الاخيرة حبا وايثارا لشعبه ثم مات هو .
وداعا ايها العملاق والاسطورة الذي جمل حياتنا باعذب الالحان فقد اكملت مشروعا عظيما انجزت فيه من الالحان ذكرانا واناث ووطنت الشجن والعاطفة في اعماقنا فانت من الذين شرعنوا العاطفة والمحبة واطلقتها من سجنها وفكيت عقالها بعد ان كان الحب متهم والحبيبة احتجزت في المحاكم الجنائية حتي اطلقت سراحها واخرجتها من الصدمة العاطفية فاكتملت دائرة الوعي الجمالي فاخرجت لنا خرزات وعقود نضيضة من عيوناتها التي كانت مشغولة بجريدة وهي تختلس النظر من الشباك حتي اعياها الانتظار ووجع الحبيب الغائب فصرخت تنادي نشيل املنا نقابل اهلنا لايقول قلنا ويفرح املنا ويقول اهلا خلاص قبلنا .الان ضجت افئدة الجميع وانهارت مداميك الولهة وتوشحت احزان السودانيون بالشجن والاسي الشفيق لفراق اخر العملاقة الذين تربعوا علي عرش الاغنية السودانية لاكثر من ستون عاما محمد الامين
كان احد سدنة معبد ديوان الغناء السوداني وشي حواشيه وطرزها باجمل العناقيد واحلي الخروز كانت اوتار عوده تخترق صم الحجارة وتنحر افئدة الحسان حارة حارة فقد كانت جمله الموسيقية الرشيقة تاخذ بآلباب مستمعيه وتحيلهم الي كائنات مسرفة في الطرب والنشوة فموسيقاه كانت مستحلبة من مزامير عبقر وفيروز الشطئان العابرة
استطاع محمد الامين وعلي طريقته الخاصة ان يفك عقال الاغنية السودانية من مخافر الافندية والمجالس الخاصة الي الفضاء العام فاصبحت الاغنية في عصره اكثر شعبية وديمقراطية ماذا يفعل فينا الغياب؟ نكبر كل يوم ويتوقع منا الآخرون أن نتوقف عن البكاء.. أن نكون أكثر صلابة.. أن نصبح على قدر المسؤولية.. أن نعتاد الغياب والرحيل..
كل يوم يمر علينا ينعي الناعي لنا احد احبتنا كيف نبقى أحياء بينما تموت أجزاء منا كل يوم.. يموت الأحبة.. ويرحل الأصدقاء ونمنع من لقاء أحبابنا لسنوات طويلة لأن أوطاننا لفظتنا بفساد انظمتها وظلمها وتركتنا في منافي الدنيا نعيش قساوة التذكار وبؤس الغربة نعيش هنا ولاندري من يدفن رافقتك السلامة.
ليالي بعد الظاعنين شُكول
طوال وليل العاشقين طويل. يس
الأخ الحبيب محمد صالح
كل يوم يمر علينا ينعي الناعي لنا احد احبتنا كيف نبقى أحياء بينما تموت أجزاء منا كل يوم.. يموت الأحبة.. ويرحل الأصدقاء ونمنع من لقاء أحبابنا لسنوات طويلة لأن أوطاننا لفظتنا بفساد انظمتها وظلمها وتركتنا في منافي الدنيا نعيش قساوة التذكار وبؤس الغربة
لا داعى لهذا التشاؤم والأحباط ، فعندما مات الخليل ومن بعده مجموعة قمة الغناء السودانى بدءا بالكاشف ومن بعده ظن الناس ان السودان اصبح حقل جافا لا زرع فيه فجاء زمان عثمان حسين واحمد المصفى وووووو وردى ثم ابو الأمين
حواء السودان ولوده وودوه
من قتل فى هذه الحرب ستلد حواء بدل الألف مليون ومن مات من المبدعين امثال ابن البادية وكابلى وود الأمين سيأتى عشرات المئات من المبدعين مات صالح عبد السيد ابو صلاح فجاءت أجيال من الشعراء المبدعين مازال بيننا ابن الحلنقة اسحق واخوته فلا تحزن
السودان بخير
وكل من يجد فسحة من الزمن فاليكتب عاش السودان حرا ابيا
شعب واحد جيش واحد