مقالات وآراء

تمدد الحرب الأهلية!!

 

الصباح الجديد

أشرف عبدالعزيز

تدخل الحرب العبثية شهرها الثامن وتزداد رقعتها يوماً بعد يوم منذرة بدنو وصولها إلى مرحلة النزاع الأهلي الذي سيعقبه تشظي وإنقسام وطن يسع الجميع.
إن قواعد الفساد التي أرسى لها النظام البائد جعلت الموغلين فيه هم الأكثر حرصاً على إستمرار هذه الحرب ويعملون على إذكاء نارها عبر مؤثرات (السوشيال ميديا) التي تضلل الرأي العام وتبث التطمينات بأن الأمور ستعود إلى نصابها قريباً فيما يدفع المواطن الثمن ذلك خراباً ودماراً.
صحيح المواطن بات مدركاً لمستهلكات الفلول التعبوية التي يكذبها الواقع دون سبر أغوار إلا أن وقوعه في عمليات (التشويش) المستمرة تجعله يركن قليلاً لـ(البلابسة) خاصة في ظل غياب الصوت الرافض لوقف الحرب نتيجة محاولات اسكاته تارة بالقوة المميتة وتارة أخرى بالدمغ بالعمالة والارتهان للأجنبي وبيع الوطن بثمن بخس.

في المقابل إذا لم تقم القوى السياسية الثورية بفعل جاد لن تقنع المواطن المكتوي بنار الحرب السماع لدعواها بوقفها وبالتالي تزداد حدة الاستقطاب يوماً بعد يوم ويسعى كل طرف من الأطراف المتحاربة للتجييش عبر نفث خطاب الكراهية وهذا يجعل مهمة القوى الثورية بانهاء الحرب مهمة عسيرة ومستحيلة.
هذا لا يعني أن المواطن السوداني غير مدرك لحقيقة الفلول وأنه بات يتحرك وفقاً لما يريدون بل يعلم جيداً أنهم لن يجلبون الخير إلى السودان وبسبب خطل سياساتهم الرعناء وصلت الحروب الأهلية إلى الخرطوم ، وبالتالي تحتاج القوى الثورية إلى مبادرات قوية لإعادة الثقة السودانيين فيها وطي حالة الإنسداد التي يعيشها الشعب السوداني.
الاجتماع التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للجبهة المدنية الذي انعقد في ذكرى ثورة اكتوبر بأديس أبابا خطوة جيدة يمكن البناء عليها لتأسيس منصة تجمع كل القوى الثورية الرافضة للحرب ، لكن تحديات جمة تواجه القائمين على أمر اللجنة التحضيرية وتصعب من تدابير جمع كل القوى السياسية في موقف فعال في مواجهة الحرب ، فما زالت القوى عبارة عن جبهات متشاكسة كل منها يعمل على شاكلته لتعيد للأذهان كل يوم ما جرى أثناء فترة الحكومة المدنية وكيف ضعُفت نتيجة الخلافات بين عناصرها لتمهد الطريق أمام إنقلاب 25 اكتوبر الذي اجهضها وتسبب في هذه الكارثة والطامة التي أوردت السودان مورد الهلاك.

إن قاعدة الفساد التي أرسى لها النظام البائد ستعمل على تأجيج النيران ولا يهمها حريق السودان أو بلوغ الحرب الأهلية أمدها وهذا لا يحتاج لزرقاء يمامه لكي تراه ، وعلى القوى السياسية الثورية أن تدرك أن التعامل مع الأوضاع الحالية بهذه الصورة السلحفائية والذاتية الموغلة لن يمكنها من القيام بالمهمة الثقيلة الملقاة على عاتقها وستجلس على تلتها لترى كيف يدمر السودان ويسقط شعار (السودان وطن يسع الجميع).
الجريدة

 

‫3 تعليقات

  1. المواطنين المغرر بهم لدعم الحرب هم ضحايا تجييش و تحريض والتغبيش الدعائى فى وسائل التواصل كفيسبوك و واتساب و غيرهم, معظم الذين يدقون طبول الحرب هم خارج السودان أما القليلون من مؤيدى الحرب فى الداخل سيستفيقوا تدريجيا كل ما ساءت أحوالهم و ظروفهم المعيشية و هم يرون المجاعة و الامراض صارت تقترب منهم أكثر و أكثر.

  2. (الاجتماع التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للجبهة المدنية الذي انعقد في ذكرى ثورة اكتوبر بأديس أبابا خطوة جيدة يمكن البناء عليها لتأسيس منصة تجمع كل القوى الثورية الرافضة للحرب)
    مع احترامي لكل ذلك ولكن اعتقد ان ذلك كله مضيعة للوقت، فالبلد تحترق والمواطن يتشرد وخلال السنوات الاخيرة انعقدت الاف ورش العمل والمؤتمرات ولم تكن اقل عبثية من الحرب الجارية الان! طريقة التفكير القديم الذي اضعف الثورة وادخل البلاد في هذا النفق كانت تدور حول (وحدة قزوى الثورة)!!!! وتبرير الفشل ان بين هذه المكونات خلافات، طيب دا شي بديهي ان يكون هناك اختلاف بين شخصين ناهيك عن مكونات
    الشي الاخر ولنكن صريحين غاية الصراحة وبالذات بعد اندلاع هذه الحرب ما هو الوزن السياسي لمن نسميهم قوى الثورة، هل لا زالوا يمثلون الشارع، هل هم يمثلون الشعب؟ وبعدين هم الان اشتغلوا بسياسة الكيزان في تغيير الجلد شنو يعني تلم نفس الناس ونفس المكونات بمسمى مختلف وتجلس تتحاور معهم؟ وهل الخلاف اصلا كان مع هؤلاء ام مع قوى الممانعة بما فيها الكيزان ووالجناح الممانع من قحت وغيرهم؟ اذا كان هناك حوار فعلا يمكن ان يغير او يفيد يكون هو حوار للوصل للاتفاق على الحد الادنى على الاقل بين هذه الفئات الضخمة المختلفة يكون حوارا يحترم بموجبه بعضهم بعضا ويوصلوا لأهداف عامة ويخرجوا بالبلاد من هذه الفتنة
    اما ان يجلس عرمان مع ابراهيم الشيخ في الف مؤتمر تحت الف مسمى فلن يصلوا لشئ جديد!
    لا يعني هذا اعفاء الكيزان من جرائمهم حيث يتم الاتفاق التام على ان القانون هو الفيصل وليس القوانين التي تشعر الخصم بأن الهدف هو اقصاؤه تماما مثل الاتفاق الاطاري الذي كان السبب الرئيس لاشعال الحرب.
    هذه الفكرة ظلت تدور في العقل السياسي السوداني ولكن كل من اثارها تم اتهامه بأنه كوز مثل ما يفعل اليهود باستخدام مصطلح (ضد السامية) الحرب غيرت الواقع واننا اذا واصلنا في نفس الطريق السابق فلن نصل الا الى نفس النتيجة وأسوأ منها للاسف الشديد.
    يجب عليكم ككتاب ان تقودوا الرأي العام لا ان تنقادوا لشعارات احرقت السودان.

  3. ولماذا لا يسقط طالما أن تفكير النخب السياسية والثقافية لا يزال منحصر في الكسب السياسي ما بين قحت والكيزان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..