الخارجون من الحياد

خالد دودة قمرالدين
الخارجون من الحياد
ـ فجأة إكتشفت الحركات المسلحة ان المليشياء بتحارب ضد المواطن .. وبتنهب وبتستعين بالمرتزقة وهكذا
بعدين جبريل قال هم كانوا وسطاء .. ان كانوا هم الوسطاء فماذا تفعل السعودية وامريكا
ـ جايين بعد سبعة شهور يفهموا ان الحكاية تستهدف تدمير البلاد .. وتفكيك وحدتها .. وإستيطانها
ـ معركة كرامة بيجوها بعد اكثر من نصف عام يا هؤلاء لو كانت معركة اقل مما هي عليه فمتى يكون مجيئكم
ـ فجأة إكتشفت الحركات المسلحة انها سودانية وانها ينبغي ان تخرج من حالة الحياد التي إختارها الخونة وانها يمكن ان تدافع عن الوطن .. الوطن الذي قعدت عن الدفاع عنه طيلة الشهور الماضية
ـ فجأة تفتحت عيون الحركات المسلحة على القتل والنهب والسلب والإغتصاب وان هذا كله يتم على مواطنين يجمع بينها وبينهم الصلات والوطن الواحد .. واضح ان المتمرد الهالك عندما قال يوما ان (الشلانقي ما خلاّ عميان) كان على خطأ
ـ فجأة افاقت الحركات المسلحة من سكرتها وبحثت عن السلطة التي بلغتها عبر رافعة إتفاقية جوبا تحت اقدامها وجدتها دون الساق ولأنها تؤمن وتقدس مقولة ( سُلطة للساق ولا مال للخناق) وإن كانت تقدسهما الاثنين معا الآن .. بحثت عنهما ووجدت ان بينها وبينهما الخطر القائم على الفاشر وكل دارفور .. إفتعلت النزول عن الحياد حتى يفهم الناس انها افاقت .. وليتها كذلك
ـ فجأة تذكرت الحركات المسلحة ان بهذه البلاد الطيبة اهلهم واقاربهم ( بكل مسمياتهم) وانهم يمكن ان يتعرضوا او فعلا تعرضوا للقتل والإغتصاب والنهب والسلب والنزوح واللجوء وانه من واجبهم كأحرار وبتوعين مساواة وعدالة لهم عشرات السنين يبحثون عن (التحرير والعدالة والمساواة ) في الوديان والقرى والمدن من واجبهم ان يقفوا رجال ويحققوها اولا لأهلهم وعشيرتهم الاقربين وإقليمهم ووطنهم الكبير
ـ فجإة اكتشف الحركات المسلحة انها على خطأ وانها لزمت القعود والدعة اكثر مما يجب .. وان الوطن يتعرض لمؤامرة وغزو وان الجيش يقاتل وان الشعب يقاتل وان عقار يقاتل وان العمل الخاص يقاتل وان الشرطة تقاتل والامن يقاتل بجانب الجيش وانهم هم ليسوا بخونة ولا مرتزقة ولا تشاديين ولا من النيجر ولكنهم قعود
ـ ليت هذه الحركات المسلحة التي تُزف اخيرا خارجة عن حيادها تكون قد قرأت تاريخ الامة وعرفت ان القعود عن البيعة اضر بصدر الإسلام كثيرا ولكن اقدار الرجال الصادقون يقتضدي التحزم بالشجاعة والبسالة وركوب أسنة الرماح إن لم تكن إلا هي مركب وان الانسان السوي لا محالة عائد الى الصواب وان القوات المسلحة قدر التحدي وقدر المسؤلية وهذا لن يعفيهم مطلقا عن القتال بجانبه خندق بخندق وطلقة بطلقة
ـ قال العلاٌمة ابن خلدون في المقدمة (إن أحوال الشعوب والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر، وإنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة وانتقال من حال إلى حال. وكما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات والأمصار. فكذلك في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول) .. رغم التقاعس والركون الى الظلال الذي تطاول إلا اننا نقول حسنا فعلت الحركات المسلحة بخروجها عن حيادها ونشد على ايديهم صارخين في وجوههم ان معركة الكرامة هذه ليست معركة حياد .. وان هذه الحرب أنتم اول من يدفع ثمنها وإن ظننتم العكس .. ولا نقول لكم ان تأتوا متأخرين عليكم ان لا تأتوا ابدا .. ولكن نقول لكم ان تأتوا متأخرين خير من ان لا تأتوا .