مقالات وآراء

اسْتِمْرَار حَرْب الْجُسُور و الْخَاسِرَ الْوَحِيدَ هُو شُعَب السودان

اسْتِمْرَار حَرْب الْجُسُور و الْخَاسِرَ الْوَحِيدَ هُو شُعَب السودان

بقلم عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر

المنشآت والمرافق الْعَامَّة هِيَ مِلْكُ لِكُلّ السودانيين لَا يَجُوزُ الْمِسَاس بِهَا حَيْثُ تَمَّ بِنَاؤُه بِأَمْوَال الشَّعْب السُّودَانِيّ الَّذِي كَانَ يَتَطَلَّع بِأَنْ تَتَقَدَّمَ بِلَادِه حَتَّي تَلْحَق بِرَكْبِ الحَضَارَةِ وَالنُّهُوض باستغلال الْمَوَارِد الطَّبِيعِيَّةِ الَّتِي تَزَخَّر بِهَا بِلَادِهِم و لَكِنَّهُم بِكُلّ آسَف لَمْ يَجِدُوا سياسيين حُكَمَاء يُقَدِّمُون مَصْلَحَةٌ الوَطَن عَلِيّ مَصَالِحِهِم الشَّخْصِيَّة لِذَلِك ظِلّ السُّودَان (محلك سر) مُنْذ خُرُوج الاِسْتِعْمار البْريطانِيّ فِي الْعَامِ 1956م وَالِي الْيَوْم وَنَحْن نتخبط فِي الْبَحْثِ عَنْ طَرِيقِ الْخَلَاص فَتَارَة تَتَعَطَّل الْمَسِيرَة بِانْقِلَاب عَسْكَرِيٌّ و تَارَة أَخِّرِي بِكَثْرَة الْخِلَافَات السِّيَاسِيَّة مَعَ اسْتِمْرَارِ الْحُرُوب الدَّاخِلِيَّة مُنْذ أُغُسْطُس 1955م لِيَتِمّ تتويجها بِلُعَب الْمُبَارَاة النِّهَائِيَّةِ فِي قَلْبِ العَاصِمَة الخُرْطُوم باشعالها بِحَرْب ضَرُوس لَا نَاقَةٌ للمواطنيين فِيهَا وَلَا جَمَل ، حَرْب تَسَبَّبَتْ فِي قَتْلِ الابرياء وتشريد وَتَهْجِيرٌ الْإِحْيَاء وَاسْتِبَاحَة الْعُرُوض وَفُقْدَان الممتلكات الْعَامَّةَ وَالْخَاصَّةَ ، وترفض هَذِه الْحَرْب اللعينة باستمرارها إلَّا بِالْإِصْرَارِ عَلِيّ الْقَضَاءِ عَلِيَّ الأخْضَرِ وَاليَابِسِ و فِي تَصْعِيد خَطِير شَهِدْت هَذِهِ الْحَرْب العبثية الَّتِي تَجْرِي الْآن انْعِطَاف خَطِير باستهداف الْمَرَافِق والمُنْشَآت الخدمية و لَكِن الاخطر مِنْ ذَلِكَ هُوَ اِسْتِهْداف بَعْض الْجُسُور الَّتِي تُرْبَطُ أَجْزَاء العَاصِمَة الخُرْطُوم الَّتِي يَقْسِمُهَا نَهْرِيّ النِّيل الأَزْرَق وَالْأَبْيَض إلَيَّ ثَلَاثَةُ مَنَاطِق يَصْعُب التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيُّ وَالاقْتِصَادِيُّ و الثَّقَافِيُّ فِي مَا بَيْنَهُمْ إلَّا عَبَّر الْعُبُور فَوْق جُسُورٌ قَدِيمَةٌ متهالكة تَمّ إِنْشَاؤُها مُنْذ الْعَهْد الاسْتِعْمَارِيّ وبالكاد تَمَكَّنَت بَعْضِ الْحُكُومَاتِ الوَطَنِيَّة الْمُتَعَاقِبَة مِنْ بِنَاءِ بَعْضِ الْجُسُور الْجَدِيدَة فَنَحْن دَوْلَة تَفْتَقِرُ إلَى الْبِنْيَة التَّحْتِيَّة فَكَان اِسْتِهْداف جِسْر شمبات الْوَاصِل مَا بَيْنَ مِنْطَقَة بَحْرِيّ و مِنْطَقَة أَم دُرْمان مُصِيبَةٌ كُبْرِي تُضَافُ إلَى مَصَائِب الْبِلَاد فَهَذَا الْجِسْر اسْتَغْرَق بِنَاءَه أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ أَعْوَامٍ وَقَدْ كَانَ عَامِلَ مِنْ عَوَامِل التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ والثقافي والرياضي و الاقْتِصَادِيّ بَيْنَ عُمُومِ مِنْطَقَة بَحْرِيّ و مَدِينَة أَم دُرْمان و بِلَا شَكٍّ سَوْف يَكُون لتدمير ذَلِك الْجِسْر تداعيات خَطِيرَةٌ عَلَى نَمَطٍ حَيَاة السودانيين فِي الْوَقْتِ الرَّاهِنِ و فِي فَتْرَةِ مَا بَعْدَ تَوَقَّف الْحَرْب وَنَفْس الشّي يَنْطَبِقُ عَلَى تَدْمِير جِسْر سَدّ جَبَل الْأَوْلِيَاء الرَّابِطُ بَيْنَ جَنُوب الخُرْطُوم وَمَدِينَة أَم دُرْمان لَا نُرِيدُ الْخَوْضِ فِي فَمَن الْمُسْتَفِيد مِنْ ذَلِكَ التَّخْرِيب بِقَدْرٍ مِنْ يَهُمُّنَا الْمُطَالَبَة بِإِيقَاف حَرْب الْجُسُور وَاَلَّتِي لَن تَنْتَهِي إلَّا بتدمير بَقِيَّة جُسُورٌ العَاصِمَة حِينِهَا لَن يَنْفَعُ النَّدَمُ وَلَن يَتَكَفَّل الْمُجْتَمَع الدُّؤَلِيّ بِبِنَاء جُسُورٌ جَدِيدَة وَأَضْعَف الْإِيمَانَ هُوَ أَنْ يُقَدِّمُوا للسودان قوارب تُسَاعِدُ عَلَى الْعُبُور بَيْن ضفتي النَّهْرِ أَنَّ للحروب قَوَاعِد و أَخْلَاق مِنْهَا الْحُفَّاظُ عَلَى مُمْتَلَكاتِ الشَّعْبِ لاَ تَدْمِيرِهَا بِالْكَامِل فَمَا الَّذِي يَمْنَعُ طَرَفَي الصِّرَاع مِنْ الْجُلُوسِ لِلتَّفَاوُض حَوْل الْقَضَايَا العالقة لِتَجَنُّب حُدُوث الْمَزِيدَ مِنْ الكَوَارِثِ أَنَّ مَا حَدَثَ فِي هَذِهِ الْحَرْب الكارثية لَمْ يُحْدِثْ حَتَّي فِي أَيَّامِ حَرْب جَنُوب السُّودَان الَّتِي اسْتَمَرَّتْ زُهَاء الْخَمْسِين عَامًّا حَيْثُ لَمْ تستهدف حُقُولُ النَّفْطِ خَاصَّةً مِنْ جَانِبٍ الْجَيْش الشَّعْبِيّ بقيادة الرَّاحِل جَوْن قَرَنْق إيمَانٌ مِنْهُ بِأَنْ تِلْكَ الحُقُول هِيَ مِلْكُ لشعب الْجَنُوب و بِالْفِعْل ثَبَتَت نظريته بِعَدَم مُهاجَمَة حُقُولُ النَّفْطِ وَالْيَوْم الْجَنُوب صَار دَوْلَة مُسْتَقِلَّةٌ و جَمِيع الحُقُول النفطية الَّتِي كَانَتْ بِحَوْزِه الشِّمَال هِي الْيَوْم تَحْت إدَارَتِه حَيْث ترفد خَزِينَة الدَّوْلَة بمليارات الدولارات إذَا هَذِه رِسَالَة لِطَرَفَي الْقِتَال بِضَرُورَة الْعَمَل عَلِيّ تَجْنِيبٌ الْمُنْشَآت الصِّنَاعِيَّة والتنموية مِنْ خَطَرِ التَّخْرِيب فَهِي عِمَاد اقْتِصَادُ البِلاَدِ وَبِدُونِهَا لَنْ تَقُومَ لَنَا قَائِمَةٌ وَاَلَّذِي يُعْتَقَدُ أَنَّهُ بِالْمَقْدُور إعَادَة صِيَانَتُهَا مَرَّةً أُخْرَى فَهُوَ وَأَهَمّ جِدًّا فالسودان بَلَد بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ غَنِيٌّ جداً بالموارد الطَّبِيعِيَّة إلَّا أَنَّهُ يَفْتَقِرُ لِلْعُقُول الَّتِي تَسْتَطِيع اِسْتِغْلاَلُهَا بِسَبَبِ كَثْرَة الْخِلَافَات السِّيَاسِيَّة الْعَقِيمَة وَعَدَم احْتِرَام الرَّأْيِ الْآخَرِ والاحتكام إِلَى السِّلَاحِ لِحَسْم الْخِلَافَات السِّياسِيَّةُ والاجْتِماعِيَّةُ اتمني لِمَصْلَحَة الشَّعْب السُّودَانِيّ تَجْنِيبٌ اِسْتِهْداف الْمَرَافِق الخدمية مِثْل الْجُسُور ومحطات الكَهْرَباء وَالْمِيَاه وَالنَّفْط والمستشفيات وَالْمَدَارِس وَالْجَامِعَات وَفِي حَالِ اسْتِمْرَار التَّخْرِيب نتوقع تَتَدَخَّل الأُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ بِشَكْل مُبَاشِرٌ بِاعْتِبَارِ أَنَّ ذَلِكَ التَّدْمِير يَضُرّ بِمَصَالِح الْمَدَنِيِّين و رُبَّمَا يَتِمّ فَرْضٌ عُقُوبَات عَلِيّ الْأَطْرَاف المتورطة فِي ذَلِكَ التَّدْمِير فالخاسر الْوَحِيد هُو الشَّعْب السُّودَانِيّ

 يَذْهَب الْجَمِيع وَيُبْقِي اسْم السُّودَان لِيُحْفَظ اللَّه شعبنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ

عَلَاءُ الدِّينِ مُحَمَّدُ ابكر

𝗔𝗹𝗮𝗮𝗺9770@𝗴𝗺𝗮𝗶𝗹 . 𝗰𝗼𝗺

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..