مقالات سياسية

اربعة مفاهيم مغلوطة لدى البلابسة

يوسف السندي

( ١ )
يقول البلابسة ان الاحزاب في الثورة اخرجت الشباب لكي يموت في المظاهرات، لذلك من حق الجيش والكيزان ان يستنفروا الشباب لحمل السلاح والموت في الحرب.

وهذا مفهوم مغلوط تماما. اذ لا يستقيم اطلاقا مساواة الثورة بالحرب، مساواة المتظاهرين العزل بالكتائب المدججة بالسلاح. كما لا يستقيم عقلا ولا منطقا المساواة بين الدعوة للتظاهر السلمي، والدعوة للحرب.

قتل المواطنين العزل في المسيرات السلمية بواسطة عسكر يحملون السلاح، هو جريمة يحاسب عليها القانون، بينما قتل المقاتلين حاملي السلاح لمقاتلين اخرين حاملين للسلاح في اثناء الحروب هو شيء طبيعي وليس جريمة.

عليه، الدعوة للمظاهرات لا تعني اطلاقا الدعوة للموت، بينما استنفار الشباب وتسليحهم وارسالهم للحرب فهي دعوة للموت والقتل معا.

( ٢ )

البلابسة وانصار الحرب يقولون: اشعلتم الثورة من أجل هتاف ( الجنجويد ينحل)، فمالكم ترفضون الحل العسكري للجنجويد؟

وهذا مفهوم مغلوط، لانه يختزل ثورة ديسمبر بعظمتها كلها في شعار واحد مبتور هو (الجنجويد ينحل)، هم بتروا الشق الأول من الشعار والذي يقول (العسكر للثكنات) لانه يدخلهم في ورطة.

ربط ثورة ديسمبر بأنها قامت من أجل (حل الجنجويد) هذا تقزيم فاضح للثورات الشعبية السودانية الباذخة، مما يجعلنا نتسآل:
هل خرجت ثورة اكتوبر ١٩٦٤ من أجل حل الجنجويد؟
هل خرجت ثورة ابريل ١٩٨٥ من أجل حل الجنجويد؟

رفع حل الجنجويد مكانة انه سبب ثورة ديسمبر هو مغالطة مكشوفة لدك أهداف الثورة العليا التي خرج من اجلها الشعب السوداني في ١٩٦٤ و١٩٨٥ قبل تكوين الجنجويد وقبل ان يولدوا من الاساس.

الثورات الشعبية السودانية منذ اكتوبر مرورا بابريل وصولا لثورة ديسمبر هدفها واحد لم يتغير، ولن يتغير، وهو إقامة الحكم المدني الديمقراطي، والحكم المدني هو الذي ينهي للابد وجود الجيش المؤدلج والمليشيات والحركات المسلحة والتمرد على السلطة، وليس الحرب.

( ٣ )

البلابسة يقولون: احزاب قحت ترفع شعار (لا للحرب) لأنها تسعى للمناصب وتبحث عن السلطة بأي ثمن.
يقصدون باحزاب قحت احزاب (الامة القومي، المؤتمر السوداني، التجمع الاتحادي).

وهذا قول خاطيء، فالاحزاب الثلاثة اعلاه لو كان تبحث عن السلطة والمناصب لشاركت الانقاذ في السلطة، لكن الحقيقة ان الاحزاب الوحيدة التي لم تشارك الانقاذ طيلة الثلاثين سنة من عمر الانقاذ هي الاحزاب الثلاثة اعلاه إضافة لحزب البعث.

وخلال ثورة ديسمبر رفضت هذه الاحزاب الاربعة ان تنحني للعسكر (الجيش والدعم السريع) في حكومة الوثيقة الدستورية فانقلب العسكر عليهم، ولو كانوا عبدة مناصب وسلطة كما يروج البلابسة، لسايروا العسكر وانحنوا لهم وظلوا في السلطة كما فعل جبريل والتوم هجو ومناوي وعقار وغيرهم.

لذلك الحديث عن سعي أعمى نحو المناصب من قبل احزاب قحت، هو حديث يكذبه التاريخ والحاضر، ولا يسنده الا عقل بلبوسي مريض.

( ٤ )

البلابسة يقولون: ندعم الجيش والكيزان لانهم يحاربون في الجنجويد المتمردين الحرامية المغتصبين؟!

إذا كان داعمي الجيش يقاتلون الجنجويد لانهم متمردين علي الجيش ويريدون الاستيلاء على السلطة بالسلاح، فان الجيش والكيزان تمردوا قبلهم على الدستور واستولوا على سلطة الشعب بالسلاح.

ان كانوا يقاتلون الجنجويد لأنهم حرامية نهبوا وسرقوا الممتلكات فان الجيش والكيزان حرامية مثلهم سرقوا سلطة الشعب بانقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ وبانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، والسلطة أعظم وأقيم ممتلكات الشعب على الإطلاق.

إن كانوا يقاتلون الجنجويد لأنهم اغتصبوا، فان الجيش والكيزان في عهدهم اغتصب الرجال والنساء في بيوت الاشباح وفي دارفور وفي فض الاعتصام، بل ان لدي جهاز الامن الكيزاني كادر يعرف نفسه للمعتقلين بانه أخصائي الاغتصاب.

ما فعل الجنجويد فعلا الا وسبقهم عليه الكيزان والجيش، بل ان تدريب الجنجويد على كل هذه الأفعال القذرة تم على يد الجيش والكيزان، حين كان أحمد هارون يقول لهم: (اكسح امسح ما تجيبو حي)، وكان البرهان يقول امامهم لقبائل الفور ( انا رب الفور )، وكان مدرب الجنجويد الاشهر ضابط الجيش شكرت الله يقول لأهل دارفور ( في السماء في الله وفي الارض في شكرت الله)

لذلك لا تشكروا لنا الراكوبة في الخريف، هذه الحرب طرفيها مجرمين، هي حرب باطل ضد باطل ، ولا يدعم الباطل الا من زاغت عينه عن الحق. والله نسأله ان لا تزيغ قلوبنا وعيوننا عن الحق وهو ابلج .وأن يطفيء نار الحرب وينقذ بلادنا وشبابها من موت عبثي تحت اقدام المجرمين.

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين… رغم ان الكل يتعاطف مع المصنوع لا الصانع لضرب الفلول والبلابسه وتشتيت شملهم فأصبحوا ما بين قتيل ونازح وجريح ويتوالى نعيهم بعضهم بعضا…. اللهم زيد وبارك

  2. (ما فعل الجنجويد فعلا الا وسبقهم عليه الكيزان والجيش)
    هل الكيزان والجيش القتحموا منازل الناس وطردوهم منها، هل اخذوا بنات الناس سبايا كما تقول الامم المتحدة وذهبوا بهن الى العين؟ هل هاجموا الموطنين بالسلاح ونهبوا سياراتهم واتجهوا بها غربا، هل ضربوا الرصاص تحت اقدام امهاتنا لاخافتهن لاخراج ذهبهن المخبأ، هل دمروا المصانع والمؤسسات عمدا ونهبوها ثم بعد نهبوها احرقوها….
    ليتك تجيب ايها الثور فالشهادة هنا ليس معني بها الكيزان ولا الجبش بل معني بها المواطن البريء الي لا ناقة له ولا جمل في الحرب وانت تتحيز ده لصالح الجنجويد!
    هب انك الن في الخرطوم وتريد ان تمشي مشوار ومعك اسرتك وهناك طريقان احدهما يسيطر عليه الجنجويد والاخر يسيطر عليه الجيش، فأي الطريقين تختار؟ انت ظلم ايه الجاهل الاخرق.

    1. الكيزان هم الصنعوا الجنجوبد وهم دربوهم بهذا الفعل كما حصل في فض الاعتصام. الان الكيزان و الجيش و مصر و معهم صنيعتهمالدعم السريع شركاء في ما حصل من نهب و اقتصاب و تدمير البلاد.

    2. يا خليل محيسي اختشي تسأل في تعليقك العجيب الغريب:
      “هل الكيزان والجيش القتحموا منازل الناس وطردوهم منها” ؟؟
      اين كنت كل هذه العقود الماضية … اللهم الا اذا كان مفهوم “الناس” في رأسك الفاضي يقتصر حصرياً كتعريف علي سكان الخرطوم !!
      الجيش والكيزان فعل ما هو افظع من طرد الناس من بيوتهم لقد حرقوا الناس داخل بيوتهم بالقصف بظائرات الانتنوف قضهوا الناس ودمروا بيوتهم وابادوا في قصفهم اسر كاملة … الكيزان والجيش قادوا حملة جهاد ضد ابناء الوطن في الجنوب لم يطردوا الناس من بيوتهم في البيوت بل حصدوا الناس بالرشاشات والقنابل اليدوية والقضف بمدافع الهاون وهم يكبرون ويهللون ويكبر ويهلل المخانيث من امثالك !!
      ولايزال الحيش والكيزان يقضفون وهذه المرة بالسيخوي احياء الخرطوم وتمت ابادة اسر بكاملها نتيجة القضف !!
      ونعود لسؤالك البليد الاصنج:
      هل الكيزان والجيش القتحموا منازل الناس وطردوهم منها ؟؟
      الادابة نعم .. الكيزان والجيش فعلوا ماهو افظع واشنع من احتلال البيوت وطرد اهلها لقد هدوا البيوت فوق رؤوس الناس وقتلوا اهلها .. في شمبات وام درمان وجنوب الخرطوم وطالت جرائم قتلهم حتي معسكرات الشباب المستنفرين وضباط وجنود القوات المسلحة واسري الجيش الذين تم قضفهم وتدمير معسكراتهم بواسطة الطلعات الجوية العشوائية الفاشلة للجيش والكيزان ..

  3. يا خليل محيسي الكيزان والجيش سرقوا السودان بأكمله وجعلوا كل شعبه مساجين بلا جدران خمسة وتلاتين سنة
    خليك من الهبل البتعمل فيو ده
    وأنا أسألك
    هل قصف الجيش الكيزان بالطائرات أم انبطح لهم
    هل أظهر الشعب السوداني العداوة والكراهية والعنصرية للكيزان أم انبطح لهم

  4. لو كان جيشك انبطح للدعم السريع زي ما انبطح للكيزان زمان ما كانت الحرب قامت ولا اقتحموا منازل الناس زي ما بتقول
    لكن لأن الجيش أصبح ماركة مسجلة للكيزان عشان كده لم ينبطح للدعم السريع

  5. لماذا تريد أن تسلب الناس حقها في الاختيار بحسب قناعاتها .. ان كان لديك حل يوفق بين الطرفين فات به لكن محاولة إثبات خطأ تقديرات طرف لن تأتي بنتيجة في ظل استمرار الحرب.

    1. يا الكويز المندس المتذاكي Mohd ما قلته في تعليقك هذا -كما يقول العلماء- يدخل في باب التوفيق في الخذلان
      وعشان نقرب ليك المعني لكتر …
      انت وبقية احفاد حاج نور جوقة البلابسة والمخانيث هذه الايام ، بعد ما العصر سخن معاكم، بقيتو تقولو واااي ولكن بطريقة مبتكرة !!..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..