الفرق بين الإنسحاب، و الهزيمة..

خليل محمد سليمان

كمبدأ و حسب قناعاتي الراسخة لا يقود هذه الحرب قادة عسكريين محترفين..

خمن، توقع، حلل حسب ما تراه، اما انا ساقول الحقيقة لسبب بسيط.

إن صمت فالمصيبة واقعة، و إن تحدثت فهي واقعة ايضاً.. الفرق انني قررت بأن لا اكون شريكاً بالصمت، حيث يُعتبر شراكة الخيبانين، العاجزين.

كتبت قبل ايام ان اوجه الحرب ثلاثة.. الدفاع، و التقدم، و الهجوم..

تواصل معي عدد من قادتنا الاجلاء و الإخوة الضباط مصححين ان اوجه الحرب اربعة، فالوجه الرابع هو الإنسحاب.

نعم حسب مناهجنا في الكلية الحربية اوجه الحرب اربعة، لدينا نموذج لكل وجه كخطة متكاملة عدا الإنسحاب، يتزيل قائمة اوجه الحرب كجملة فقط، فنأخذها بالمطلق كتبرير بأن الإنسحاب مُبرر لأنه احد اوجه الحرب” كلمة دلع للهزيمة”.

كمبدأ ” تخضع كل خطط اوجه الحرب للمتغيرات الإستراتيجية، و السياسية، و ما تمليه الضرورة حسب توجه الدولة، او طبيعة الحرب، او المعركة..

للحرب 12 مبدأ، تبدأ بالغاية.

توضع الخطة لغاية، فتتحقق بواحدة من اوجه الحرب الثلاث، و هذا يتعارض بأن تكون للإنسحاب خطة لتحقيق غاية في حد ذاته كواحد من اوجه الحرب الرئيسية.

يندرج الإنسحاب تحت احد مبادئ الحرب ال 12 ” مبدأ المرونة”

يأتي الإنسحاب كعنصر تكتيكي يصاحب ايّ خطة من خطط اوجه الحرب الرئيسية الثلاث.. دفاع، او تقدم، او هجوم..

واحدة من معضلاتنا حتي العلوم نتعاطى معها بشكل نمطي غير قابل ليستوعب التطور، و الإبداع.

واحد من اهم عوامل تطور المدرسة الغربية، و تفوقها هو جلوس المدنيين و العسكريين في مائدة واحدة كتف بكتف، و قدم بقدم لوضع الدراسات العسكرية، و المناهج، و العلوم..

بالتأكيد هذا العامل عندنا هو كفر بواح، لسان حالنا ” الملكي دا شن خبرو بالجيش، و العسكرية عشان يجي ينظر لينا في شغلنا”

ببساطة العسكرية لم تعد طلقة، و تتك، و فوهة بندقية، و بوت، او كدمول، و تاتشر!

العلوم العسكرية هي ذروة سنام العلوم علي الإطلاق، لذلك توجد جملة إفتتاحية في كل مؤسسات الدنيا المعنية بالعلوم الإستراتيجية تقول” الاهداف العليا للدولة تُنفذ بوسائل عسكرية” سنفكك هذه الجملة في وقت لاحق بإذن الله.

ماذا يعني إنسحاب جبل الاولياء..

ببساطة لا يوجد في العلوم العسكرية علي وجه الارض ان تنسحب من موقع إستراتيجي يؤثر بشكل مباشر علي الامن القومي لإتستدرج العدو.

احترموا عقولنا..

يعني كانت خطة الإنسحاب لإستدراج العدو ليدخل الي السد ثم نقضي عليه، او نهد السد علي رؤوسهم..

ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ان من يدير هذه الحرب لا علاقة له بالعسكرية لا من قريب او بعيد..

فرق كبير بين الدخول في حرب بلا جيش، و ان تدير حرباً بلا قائد!

الاولى مفهومة، و بلعناها رغم مرارتها، اما الثانية تزدحم الاكتف بالعلامات، و النشياشين، رأي العين فريق قام و فريق قعد.. دي نبلعها ككيف؟

كسرة..

عندما يخوض الجيش حرباً، مطلوب منه خطة إستراتيجية للحرب، ثم الخطط التكتيكية تكون علي مستوى الوحدات، و التشكيلات كلٌ حسب مهمته مدافعاً، او متقدماً، او مهاجماً..

اخيراً..

لا يمكن ان تُدار حرباً بالتضليل، و الوهم..

الخيبة ان نستمر في ذات المنهج، و عدم قطع الطريق امام الجهل، و التخلف..لنرى سخافات الامس، و البلاهات تمشي بيننا في 2023, فقط تنقصنا غزالة إسحاق، و المسك، و البخور..

ما فوكا حاجة عارفين ما عندنا جيش، بس إعادة المشهد بذات تفاصيل الامس تبقى خيبة كبييييرة!

و الخيبة الاكبر عندما يكتشف البسطاء إنك قاعد في السهلة، لا عندك قوة مميتة و لا بطيخ.

سؤال اخير..

بداية الحرب كانت مثار للجدل بسؤال من هو الذي بدأ، و اشعل فتيل الحرب؟

لو إفترضنا جدلاً هم الكيزان، ففي الطرفين كيزان..

لسان حالنا بالضبط الدجاجة اولاً، ام البيضة؟

قولوا لنا من يُدير هذه الحرب؟

بغض النظر عن كيفية بدايتها، فهي واقعاً مريراً نعيشه، يتطلب إجابات عن إدارتها إستراتيجياً، و تكتيكياً..و السؤال الحوهري من هو القائد و المخطط؟