شهيد معركة سلاح المدرعات

عثمان بابكر محجوب

شهيد معركة سلاح المدرعات

إن المصاب و إن خلا من فرحة ******  لم يخل من عظة ومن انذار

بعد حرب غزة  دخلت المحنة السودانية ضمن تاثير الفالق الزلزالي  لصراع الشرق الاوسط من الباب العريض  اضافة الى وجودها على  خطوط تماس ازمات منطقة القرن الافريقي حيث يتحول السودان تدريجيا نحو ان يكون  بؤرة الصراع بين الثلاثي الفرنسي –الاميركي –الروسي على النفوذ  في عموم افريقيا  اضافة الى دخوله في سلة  طموحات دول الجوار التي تريد ان تنال حصتها من خيراته وثرواته واراضيه . ومما  لا شك فيه ان فكرة  توطين قسم من أهالي غزة في السودان  باتت من الامور الواردة بعد ان تأكدت رغبة اميركا واسرائيل في محو القضية الفلسطنية من الوجود بعد الانتهاء من حرب غزة . ولا يكون ذلك الا بايصال  ” شعار شعب بلا ارض لارض بلا شعب ”  الى خواتمه . ومضمون هذا الشعار هو  التخلص من الشعب الفلسطيني بتوطينه في الدول العربية  بحيث يبقى من فلسطين مجرد  جالية فلسطينية تعيش في اسرائيل .وهذا يزيد من المخاطر التي تتعرض لها البلاد بعد احراز الجنجويد تقدما حاسما في السيطرة على ولايات دارفور الاربعة اما الفاشر عاصمة الولاية الشمالية الخامسة فستبقى أسيرة النوايا الاميركية  حيث اعلنتها خطا احمرا كان سببا في تاخير محاولة جحافل الجنجويد اقتحامها  .

والى من يرغب ان يعرف اين نحن الان ؟ علينا ان نكون على الاقل صادقين فيما نكتب لا ان نزرع  الاوهام  عن  قدرة التيار المدني على وقف الحرب او رغبة اميركا في وقفها عبر مسار جدة  وكل ما نراه من جعجة  من القوى المدنية بكافة مسمياتها  لن نرى منها طحينا لان من يقرر مسار الاحداث هي فوهة البندقية حصرا.

فما هي خطة الفلول وما هي خطة الجنجويد للمرحلة القادمة ، علما ان الطرفان مصران على استمرار المذبحة لكن لغايات مختلفة ؟بالنسبة للفلول  فهم يعيشون اليوم في حالة ضياع ،يعيشون في مأزق تقلصت  فيه خيارات الخروج منه كانهم يعيشون في سرداب لا انارة فيه . وما تخبطات البرهان الاخيرة من حيث زياراته الخارية  او تعديله لحكومته  وتغييره حكام الولايات ما هي الا دليلا قاطعا على حالة الكيزان .

اما الامر لدى الجنجويد فيختلف حيث انهم اما خيارين لا ثالث لهما . الاول تغيير السودان من جيش له دولة الى عصابة لها دولة وهذا الخيار يبدو مستحيلا لان عموم اهل السودان لم ينسوا فترة عبدالله التعايشي لذلك ليس سهلا عليهم تقبل حكم تعايشي هذا العصر الجنجويدي حميدتي . اما الخيار الثاني فهو اعلان دولة دارفور المستقلة وهذا الخيار اقرب الى الواقع  وما نراه من اعلان عصابات دارفور المسلحة  وقوفها الى جانب الجيش الا مناورة لتحسين شروطهم  للموافقة على رحيل دارفور من حضن السودان .

وهناك طرفة تفيد بان احد قتلى فرقة البراء  ، صعد الى دخول الجنة (لانه وفق النص الشهداء هم احياء عند ربهم يرزقون)ولما وصل الى باب الجنة وجده مقفلا فالتفت ناحية عجوز  جالس على كرسي يغزوه الشيب  وقال له : انا شهيد في معركة سلاح المدرعات  جئت فوجدت باب الجنة موصدا فاجابه العجوز لا تقطن من رحمة الله فانا هنا انتظر فتح الباب وانا من شهداء غزوة بدر . لذلك نقول  لقحت وغيرها من القوى المدنية

التي تصدق ان الجنجويد يريدون ايصال السودان الى حكم مدني ديمقراطي  نقول لهم ما سوف تحصلون عليه هو ما حصل عليه شهيد معركة سلاح المدرعات .

والأرض ليس لها من غاسل ****** رجس الطغاة سوى دم الثوار

—