الفنون السودانية رغم روعتها وجودها ضعيف في الفضاء الرقمي 3-3
الفنون السودانية رغم روعتها وجودها ضعيف في الفضاء الرقمي 3-3
الفنون السودانية رغم روعتها
وجودها ضعيف في الفضاء الرقمي 3-3
منير التريكي
على مر التاريخ ظل الإنسان السوداني مبدعاً. إستمر يوثق لهذا الإبداع لآلاف السنين . لكن للمفارقة العجيبة تضاءل هذا التوثيق في العصر الحديث. في الزمن المعاصر نشأت روابط أدبية وفرق فنية. بعضها كان قبل قرابة قرن من الزمان وبعضها ولد لاحقاً وإزدهر في فترات الديمقراطية رغم قصرها. قدمت هذه الفرق والجماعات الثقافية إنتاج أدبي وفني ثري. لكن كثير منه غير موثق. كثير من الإبداع السوداني ظل شفاهي في القرون اللاحقة . هذا عرضه للنسيان والتشويه والضياع. في زماننا كان هنالك دوماً مبدعين أفراد وروابط وفرق وجماعات وإتحادات ومراكز ثقافية. ظلت هذه الكيانات ترعى الإبداع في مقابل قمع شرس من السلطة. بعض الجماعات دعت لتأسيس إتجاهات وتيارات ثقافية وفق قراءة متجددة للثقافة السودانية . من ذلك مدرسة الغابة والصحراء وابادماك الثقافية. ومدرسة الواحد الفنية(التشكيلي الراحل أحمد عبدالعال). نذكر هنا بعض هذه الكيانات. إتحاد الكتاب السودانيين و إتحاد التشكيلين ونادي القصة السوداني وبيت الفنون بحري ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بامدرمان ومركز الزين الثقافي بحري ومركز إقرأ في بحري وبيت الفنون (طارق الأمين ) بحري وإتحاد المهن (التمثيل والموسيقى) ورابطة الآداب الفنون بالجزيرة وإتحاد الأدباء والفنانين بولاية البحر الأحمر ومنتدى الشروق القضارف ورابطة سنار الأدبية ورابطة كردفان وبيت الفنون بحري وجماعة الفلم السوداني وغيرها. من الفرق الفنية عقد الجلاد وفرقة الأصدقاء المسرحية و وسولارا وكورال معهد الموسيقى والأحفاد والأهلية ومجموعةحلمنتيش جامعة الخرطوم والجو الرطب وهيلاهوب جامعة القاهرة بالخرطوم. فرقة السمندل الموسيقية ورابطة شمبات للآداب والفنون وفرقة الحاج يوسف المسرحية ونادي الطمبور وفرقة الباليمبو وغيرها . لكن للأسف إنتهى أغلب هذه الفرق والجماعات بالقهر الرسمي. خنقها قمع السلطة وشردها الوضع المتردي الطارد . رغم قصر فترات وجودها قدمت هذه الكيانات حراك ثقافي ومنجز ابداعي راقي . لكن ظل أغلبه مخزون محلي يتآكل بالإهمال. قدر ضئيل جداً وصل للفضاءات خارج السودان. في فترات الديمقراطية والإنفتاح تنشط الفعاليات والأنشطة الثقافية. كان هنالك تعاون ثقافي من خلال المراكز الثقافية الأجنبية في الخرطوم . المركز الثقافي الفرنسي كان له جدول فعاليات متواصل ونشط . المركز الثقافي الألماني (معهد جوته) بالخرطوم احتضن الكثير من الفعاليات الثقافية واستقدم مبدعين من ألمانيا في مجال المسرح والأفلام والموسيقى والكتابة والترجمة وغيرها. وهنالك المركز الثقافي البريطانى بمكتبته الثرية. كانت هنالك مراكز أخرى وزيارات قليلة لفنانين وفرق من الخارج.
بالعودة للسؤال الجوهري عن كيفية معالجة قلة الفنون السودانية في الفضاء الرقمي. من أسباب هذ الضعف المذكورة في المقال السابق .نستخرج عناصر معالجة الخلل. نذكر منها ضرورة مراقبة الأطفال ومتابعة اهتماماتهم . الإنتباه للمبدع يبدأ في وقت مُبَكِّر من طفولته. نقوم بتشجيعه وتقدير عمله ومساعدته بحكمة في تطويره. نستمر في رعايته حتى يقدم منتج يضيف الجديد. من أهم العوامل لتنمية الإبداع وتطويره تعزيز ثقة المبدع نفسه في موهبته. من المهم جداً أن يؤمن الشخص المبدع أن هذه الموهبة نعمة عظيمة. وأنها أداته للقيام برسالته نحو مجتمه .أن يعرف ان دوره حيوي في التنوير وزيادة الوعي. أن يفهم أن إبداعه هو مشروعه ومهمته الكبرى .Live time project و أن يستمر في تطويره ليؤدي من خلاله رسالته في الحياة. هذا هو سبب تقدم المجتمعات والشعوب. والمبدع عليه أن ينوّع مصادر إبداعه. عليه أن يقرأ أعمال جيدة وينفتح على تجارب كثيرة ويسافر ويشاهد ويناقش ويسأل. أيضاً هنالك دور مهم جداً لهؤلاء القريبين من المبدع. تَفَهُّم الأسرة والأصدقاء ومساندتهم أمر مهم وحيوي في إخراج الإبداع وتطويره. مهم جداً تحفيز المبدع وتزويده بالأدوات اللازمة لتطوير عمله. إعداد فنجان قهوة أو إهداء قلم صغير قد يكون له دور ضخم في تَقَدُّم الإنسانية. الأجواء الخاصة بالمبدع نفسها قد تحتاج لبعض الإهتمام والتكيّف. الشتاء مثلاً قد يساعد في إنتاج الأعمال أكثر من الأجواء الحارة. الصبر والمثابرة من أهم العوامل لتجويد العمل وتطويره . ومن العوامل الأساسية لتطوير الإبداع دعم الدولة والقطاع الخاص. تقدير دور الإبداع في وأهميته في تقدم الدول. دعم وتحفيز المبدعين يعود بالنفع على الجميع. يجب تخصيص مقار للإبداع وتجهيزها وتزويدها بالأجهزة الحديثة وبالمكتبات الغنية بالكتب والموسوعات الثقافية التي تحتوي على الإنتاج الإنساني عبر الأزمنة المتعاقبة. أيضاً من المهم عمل قاعدة بيانات للمبدعين ومجالاتهم المختلفة لمعرفة نوع الدعم الذين يجب تقديمه لكل منهم. أيضاً ضرورة عمل الورش الفنية ورعاية الفعاليات ودعم المراكز الثقافية وعمل الرحلات الداخلية للتعرف على التاريخ والثقافات المحلية وتشجيع المشاركات الخارجية وتحفيز الأعمال المتميزة. من المهم وضع خطط وبرامج للعمل حسب نوع الإبداع. مساعدة المبدع لتقديم إبداعه في أجمل صوره ممكنة هناك مواسم تكون فيها معارض كتاب ومهرجانات ثقافة وفعاليات تقنية وغيرها. هذه سوانح تتيح فرص الإلتقاء بمبدعين آخرين وتشبيك الكيانات الثقافية ببعضها ومد جسور التعاون بينها. ومن العوامل عدم مجاملة الإنتهازيين الذين يطبلون للسلطة ويستغلون المبدعين ويبتذلون أعمالهم لتلميع المتسلطين وتجميل وجه السلطة. أيضاً يجب توجيه الإهتمام للمنجز العالمي في الفنون المختلفة. المواكبة ومتابعة حركة الإبداع الإنساني و دراسة الأعمال الجيدة تدفع بالمبدع لتطوير عمله وتزيد من خبرته. ومن العوامل أيضاً ضرورة قبول المبدع للنقد لمعرفة مواطن الضعف و تجويد عمله. ومن المهم جداً الإفادة من التقنية الحديثة ومتابعة اصداراتها. هنالك برامج وبيئات عمل تقنية عامة مثل ويندوز واندرويد وهنالك برامج مخصصة يتم تصميمها لإنتاج أعمال معينة. منها تطبيقات المحاكاة والقوالب الجاذبة في عرض الأعمال وغيرها. ومن العوامل المهمة في زيادة وجود الفنون السودانية في الفضاء الرقمي وجود مكاتب وشركات تقنية ومنصات تحتضن هذه الإبداعات. هذه الحواضن مهمتها توجيه النصح الفني تقديم الدعم اللازم لترقية العمل تمهيداً لرفعه في على الإنترنت. تساعد هذه الشركات في توجيه المبدعين نحو المجالات التي تعاني نقصاً لتكملتها. *
هل تشجعون قيام ورشة تناقش وجود إبداعاتنا على الإنترنت؟
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
*المنصة السودانية الرقمية قيد التأسيس.الفنون السودانية رغم روعتها
وجودها ضعيف في الفضاء الرقمي 3-3
منير التريكي
على مر التاريخ ظل الإنسان السوداني مبدعاً. إستمر يوثق لهذا الإبداع لآلاف السنين . لكن للمفارقة العجيبة تضاءل هذا التوثيق في العصر الحديث. في الزمن المعاصر نشأت روابط أدبية وفرق فنية. بعضها كان قبل قرابة قرن من الزمان وبعضها ولد لاحقاً وإزدهر في فترات الديمقراطية رغم قصرها. قدمت هذه الفرق والجماعات الثقافية إنتاج أدبي وفني ثري. لكن كثير منه غير موثق. كثير من الإبداع السوداني ظل شفاهي في القرون اللاحقة . هذا عرضه للنسيان والتشويه والضياع. في زماننا كان هنالك دوماً مبدعين أفراد وروابط وفرق وجماعات وإتحادات ومراكز ثقافية. ظلت هذه الكيانات ترعى الإبداع في مقابل قمع شرس من السلطة. بعض الجماعات دعت لتأسيس إتجاهات وتيارات ثقافية وفق قراءة متجددة للثقافة السودانية . من ذلك مدرسة الغابة والصحراء وابادماك الثقافية. ومدرسة الواحد الفنية(التشكيلي الراحل أحمد عبدالعال). نذكر هنا بعض هذه الكيانات. إتحاد الكتاب السودانيين و إتحاد التشكيلين ونادي القصة السوداني وبيت الفنون بحري ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بامدرمان ومركز الزين الثقافي بحري ومركز إقرأ في بحري وبيت الفنون (طارق الأمين ) بحري وإتحاد المهن (التمثيل والموسيقى) ورابطة الآداب الفنون بالجزيرة وإتحاد الأدباء والفنانين بولاية البحر الأحمر ومنتدى الشروق القضارف ورابطة سنار الأدبية ورابطة كردفان وبيت الفنون بحري وجماعة الفلم السوداني وغيرها. من الفرق الفنية عقد الجلاد وفرقة الأصدقاء المسرحية و وسولارا وكورال معهد الموسيقى والأحفاد والأهلية ومجموعةحلمنتيش جامعة الخرطوم والجو الرطب وهيلاهوب جامعة القاهرة بالخرطوم. فرقة السمندل الموسيقية ورابطة شمبات للآداب والفنون وفرقة الحاج يوسف المسرحية ونادي الطمبور وفرقة الباليمبو وغيرها . لكن للأسف إنتهى أغلب هذه الفرق والجماعات بالقهر الرسمي. خنقها قمع السلطة وشردها الوضع المتردي الطارد . رغم قصر فترات وجودها قدمت هذه الكيانات حراك ثقافي ومنجز ابداعي راقي . لكن ظل أغلبه مخزون محلي يتآكل بالإهمال. قدر ضئيل جداً وصل للفضاءات خارج السودان. في فترات الديمقراطية والإنفتاح تنشط الفعاليات والأنشطة الثقافية. كان هنالك تعاون ثقافي من خلال المراكز الثقافية الأجنبية في الخرطوم . المركز الثقافي الفرنسي كان له جدول فعاليات متواصل ونشط . المركز الثقافي الألماني (معهد جوته) بالخرطوم احتضن الكثير من الفعاليات الثقافية واستقدم مبدعين من ألمانيا في مجال المسرح والأفلام والموسيقى والكتابة والترجمة وغيرها. وهنالك المركز الثقافي البريطانى بمكتبته الثرية. كانت هنالك مراكز أخرى وزيارات قليلة لفنانين وفرق من الخارج.
بالعودة للسؤال الجوهري عن كيفية معالجة قلة الفنون السودانية في الفضاء الرقمي. من أسباب هذ الضعف المذكورة في المقال السابق .نستخرج عناصر معالجة الخلل. نذكر منها ضرورة مراقبة الأطفال ومتابعة اهتماماتهم . الإنتباه للمبدع يبدأ في وقت مُبَكِّر من طفولته. نقوم بتشجيعه وتقدير عمله ومساعدته بحكمة في تطويره. نستمر في رعايته حتى يقدم منتج يضيف الجديد. من أهم العوامل لتنمية الإبداع وتطويره تعزيز ثقة المبدع نفسه في موهبته. من المهم جداً أن يؤمن الشخص المبدع أن هذه الموهبة نعمة عظيمة. وأنها أداته للقيام برسالته نحو مجتمه .أن يعرف ان دوره حيوي في التنوير وزيادة الوعي. أن يفهم أن إبداعه هو مشروعه ومهمته الكبرى .Live time project و أن يستمر في تطويره ليؤدي من خلاله رسالته في الحياة. هذا هو سبب تقدم المجتمعات والشعوب. والمبدع عليه أن ينوّع مصادر إبداعه. عليه أن يقرأ أعمال جيدة وينفتح على تجارب كثيرة ويسافر ويشاهد ويناقش ويسأل. أيضاً هنالك دور مهم جداً لهؤلاء القريبين من المبدع. تَفَهُّم الأسرة والأصدقاء ومساندتهم أمر مهم وحيوي في إخراج الإبداع وتطويره. مهم جداً تحفيز المبدع وتزويده بالأدوات اللازمة لتطوير عمله. إعداد فنجان قهوة أو إهداء قلم صغير قد يكون له دور ضخم في تَقَدُّم الإنسانية. الأجواء الخاصة بالمبدع نفسها قد تحتاج لبعض الإهتمام والتكيّف. الشتاء مثلاً قد يساعد في إنتاج الأعمال أكثر من الأجواء الحارة. الصبر والمثابرة من أهم العوامل لتجويد العمل وتطويره . ومن العوامل الأساسية لتطوير الإبداع دعم الدولة والقطاع الخاص. تقدير دور الإبداع في وأهميته في تقدم الدول. دعم وتحفيز المبدعين يعود بالنفع على الجميع. يجب تخصيص مقار للإبداع وتجهيزها وتزويدها بالأجهزة الحديثة وبالمكتبات الغنية بالكتب والموسوعات الثقافية التي تحتوي على الإنتاج الإنساني عبر الأزمنة المتعاقبة. أيضاً من المهم عمل قاعدة بيانات للمبدعين ومجالاتهم المختلفة لمعرفة نوع الدعم الذين يجب تقديمه لكل منهم. أيضاً ضرورة عمل الورش الفنية ورعاية الفعاليات ودعم المراكز الثقافية وعمل الرحلات الداخلية للتعرف على التاريخ والثقافات المحلية وتشجيع المشاركات الخارجية وتحفيز الأعمال المتميزة. من المهم وضع خطط وبرامج للعمل حسب نوع الإبداع. مساعدة المبدع لتقديم إبداعه في أجمل صوره ممكنة هناك مواسم تكون فيها معارض كتاب ومهرجانات ثقافة وفعاليات تقنية وغيرها. هذه سوانح تتيح فرص الإلتقاء بمبدعين آخرين وتشبيك الكيانات الثقافية ببعضها ومد جسور التعاون بينها. ومن العوامل عدم مجاملة الإنتهازيين الذين يطبلون للسلطة ويستغلون المبدعين ويبتذلون أعمالهم لتلميع المتسلطين وتجميل وجه السلطة. أيضاً يجب توجيه الإهتمام للمنجز العالمي في الفنون المختلفة. المواكبة ومتابعة حركة الإبداع الإنساني و دراسة الأعمال الجيدة تدفع بالمبدع لتطوير عمله وتزيد من خبرته. ومن العوامل أيضاً ضرورة قبول المبدع للنقد لمعرفة مواطن الضعف و تجويد عمله. ومن المهم جداً الإفادة من التقنية الحديثة ومتابعة اصداراتها. هنالك برامج وبيئات عمل تقنية عامة مثل ويندوز واندرويد وهنالك برامج مخصصة يتم تصميمها لإنتاج أعمال معينة. منها تطبيقات المحاكاة والقوالب الجاذبة في عرض الأعمال وغيرها. ومن العوامل المهمة في زيادة وجود الفنون السودانية في الفضاء الرقمي وجود مكاتب وشركات تقنية ومنصات تحتضن هذه الإبداعات. هذه الحواضن مهمتها توجيه النصح الفني تقديم الدعم اللازم لترقية العمل تمهيداً لرفعه في على الإنترنت. تساعد هذه الشركات في توجيه المبدعين نحو المجالات التي تعاني نقصاً لتكملتها. *
هل تشجعون قيام ورشة تناقش وجود إبداعاتنا على الإنترنت؟
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
*المنصة السودانية الرقمية قيد التأسيس.