مقالات سياسية

الانصرافي و عمسيب فقاعات الإسلاميين الملونة  بعد أن نضب معين المشروع الحضاري (1-2)

يوسف عيسى عبدالكريم

الانصرافي و عمسيب فقاعات الإسلاميين الملونة  بعد أن نضب معين المشروع الحضاري (1-2)

كعادة الإسلاميين في ممارسة تغبيش الوعي وغسل الأدمغة بغرض طمس الحقائق وتغييب العقول فإن ما عرف بظاهرة الانصرافي هي امتداد لذات النهج الذي استخدمته الإنقاذ في بداية عهدها لاستغفال الشارع السوداني  عبر برنامج الحديث السياسي الذي كان يقدمه العقيد يونس محمود وربما إذا جاز لنا أن نوسع هامش المقارنة لتحديد بعض الفوارق  بين التجربتين رغم اختلاف الزمان وتغير الأحداث  فقد يشفع  ليونس محمود ما كان يمتاز به من لغة رفيعة  رصينة وانتقائه لكلمات خطاباته مما يدل على  ثقافة الرجل وسعة اطلاعه مع توافر مخزون لغوي جيد لديه على عكس اللغة المبتذلة والأسلوب السوقي الذي يستخدمه  الانصرافي في مخاطبة متابعيه المغيبين في محاولة  منه للإيحاء لهم بتأثيره في مسرح الأحداث وقدرته على رسم المشهد وذلك ببث ببعض المعلومات المسربة إليه من أجهزة الأمن والاستخبارات بغية إضفاء قدر من المصداقية المقصودة والمفقودة في خطاباته حتى يتم عبرها  قياس اتجاهات الرأي العام قبل اتخاذهم لقرارات معينة  أما من ناحية أخرى  فالغرض من هذه الفقاعة هو خلق قاعدة من البلابسة و الجغامسة لتشكيل حاضنة للتيار الداعم لاستمرار الحرب . إن هذه الظاهرة المنبتة  هي محاولة رخيصة يقوم بها الإسلاميون المختبئون خلف قناع أقل ما يوصف به أنه بشع بشاعة هذه الحرب اللعينة من أجل تخويف القيادات العسكرية المنحازة لتيار وقف الحرب والتشويش على قدرتها في اتخاذ القرار وذلك بإعطاء قراءات غير حقيقية لمقاييس اتجاهات الرأي في  الشارع السوداني  من الحرب المستعرة.

ومن يقرأ التاريخ وينظر إلى مجريات الأحداث والسنن وتحديدا نظرية التأطير يجد أن الأسلوب الدعائي الانصرافي القائم على ضخ سيل الأكاذيب بمنطق اكذب واكذب ثم اكذب وخلطها بقليل من  الحقائق وقلب الأحداث لصنع قصة يصدقها العامة  ليس بدعا بل  هو ديدن كل الأنظمة الشمولية  التي كانت تدعي امتلاك الحقيقة  الكاملة وكانت تصادر رأي الآخر بحجة أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة . لذا فعندما كانت جيوش المحور تسقط تحت ضربات الحلفاء وكان الجنود الألمان يقعون في الأسر بالآلاف ويسلمون مواقعهم كان جوزيف غوبلز وزير الإعلام والدعاية في الحزب النازي يصرخ ويرسل سيلاً من الأكاذيب عن انتصارات الفوهرر وهو قابع في كهف لا تدخله أشعة الشمس .

وعندما كان سلاح الجو الإسرائيلي في 67 يقصف المطارات ويدمر الطائرات المصرية في قواعدها قبل أن تتمكن من الإقلاع كانت إذاعة صوت العرب  وبصوت المذيع أحمد سعيد تتحدث للأمة العربية عن الانتصارات الساحقة التي أحرزتها الجيوش العربية  وعن إسقاط سلاح الجو المصري عشرات الطائرات الإسرائيلية  بينما الجيش المصري محاصر وسيناء كلها في يد إسرائيل . وكذلك كان محمد سعيد الصحاف يصرخ بأن الأمريكان العلوج ستكون مقبرتهم  في بغداد وأن العراق سيكون  عصيا على الأمريكيين وأن الجيش العراقي صاحب المليون جندي سيلقن العدو درسا لن ينساه  بينما كانت الدبابات الأمريكية  حينها تتجول في شوارع بغداد أمام كاميرات محطات التلفزة  تبحث عن صدام حسين المختبئ في قبو تحت الأرض .

أما إذا سألت عن الانصرافي  فحدث ولا حرج . فدارفور التي سقطت حاميتها  ومدنها  كحبات المسبحة المنفرطة والمليشيا تنتقل  من قرية إلى أخرى ومن مدينة إلى مدينة وتهاجم الوحدات العسكرية على نحو متكرر وتحدث عمليات نوعية  بتدمير الطائرات وتدمير الجسور كل هذا لن تجده بهذه الصورة المجردة في خطابات التخدير عند الانصرافي فكل ذلك قد حدث بفهم لا نعلمه نحن بل العلم عند الله ومن بعده عند الكاهن الكبير وزمرته التي بات حالنا معها كحال أهل  المدينة الذين قالوا إن أحدكم لا يستطيع قضاء حاجته ومحمد يعدكم بقصور كسرى وكنوز قيصر.

كسرة

الانصرافي قال المليشيا دمرت طائرة انتنوف وليست طائرة C130.  في نهاية المطاف طيارة ياصرفة .. بتعرف تطير …

خليك ماسك في نظرية التأطير  دي كويس .

‫5 تعليقات

  1. المشكلة في المغيبين الذين يستمعون لهم مثلما استمعوا لأكاذيب الكيزان لأكثر من ثلاثين عاماً. ليس هناك شعب أكثر سذاجه من شعبنا الذي تأسى على عبود الذي قدم أراضي النوبيين هديه للخارج دون أن يستفتيهم أو يستفتي الشعب. و كذلك إعتداده بنميري، رغم أنه استعان بالأجنبي لضرب الأنصار في الجزيره أبا عندما سماهم مرتزقه و يعلم الجميع أنهم أنصار الإمام الصادق حفيد المهدي المعروف. الآن تجد من يمجد الفارين أمثال البرهان و زمرته الذين استعانوا بالخارج لتدمير مصانع البلاد وفق الشهادات الماثلة بالأدله في الميدان. و الآن يساوم العنبج آخرين لدعمه بالسلاح مقابل بيع اجزاء من الوطن. هذه مصيبتنا: شعب مغيب، المتعلم فيه ليس بأفضل من الجاهل في حالة الإصطفاف الأعمى في وقت يتربص فيه كل من بالخارج للإنقضاض على خيرات السودان بعد أن يتناقص عدد سكانه بفعل الحرب التي سيدعموها للإباده لتسهل السيطره و استباحة الموارد. متى تنظفون ضمائركم و تتصالحون قبل أن تستعر النيران أكثر و تكون الخسارة أكبر؟ و لكم في رواندا نموذج و أنتم مسلمون؟ يتقاتل الطرفان و الكل يقول الله أكبر. شئ محزن.

  2. أى زول عاوز يختبر و يقيس مستوى وعيه و ذكائه يتابع و يستمع للايفاتية الفلول, المحتوى ضحالة و ابتزال يشيب له الرأس رغم كده قطيع واسع مدمن على سماعهم لأنهم كما يقولون يجدون لديهم ما يشفى غليلهم حتى وان كانت أوهام رغبوية لا أكثر ولا أقل, ظاهرة اللايفاتية فى السودان وجدت رواجا و نفوذا فى حياة البعض قد لا يوجد فى أى مكان آخر فى العالم وهذا يشير الى مدى التدهور الذى حدث لوعى الكثير من الناس, اللايفاتية لا يريدون ايقاف الحرب لأن ايقافها يعنى انهاء نشاطهم اللايفاتى و اختفاء المتابعين منهم و انهاء الاستحسان و اللايكات و ربما يخسرون ماديا أيضا, و طبعا ديكهم الكبير الانصرافى الذى يتبختر بينهم و يزجر البرهان تارة و يهدده اذا لم ينفذ ما يبعث اليه به من أوامر وتارة يعرج لشتم قحت و من فيها و يصف حمدوك بألسكير العميل ثم يشتم ابناء و بنات الصادق المهدى بأقذع الالفاظ و متابعيه منتشين لكل هذا الكم من القذارة و الوضاعة فتصور ما وصلنا اليه من انحطاط بسبب هذه الحرب اللعينة.

  3. الانصرافي الاعيسر وعمسيب كل من يزود عن هذا الوطن يمثلني والجيش هو الوطن النتكي عليه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..