الحرب – المليجيشية فى السودان – حرب على أجساد النساء !
المطلوب من كل ذوي الضمائر الحية عدم التسامح مع العنف الجنسي

فيصل الباقر
مدار أوّل:
“وعي الرجل يُنقذه وحده .. وعي المرأة، يُنقذ العالم” ((نجيب محفوظ))
-1-
مرّ اليوم الخامس والعشرين من شهر نوفمبر (25 نوفمبر)، وهو اليوم الذي يحتفل فيه العالم بـ(اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة) – مرّ هذا اليوم المجيد، وما زالت البلاد غارقة فى الدماء – وبخاصةً دماء النساء – بسبب الحرب “المليجيشية” الكارثية التي مازال يدور رحاها بين (الدعم السريع والجيش)، تلك الحرب الشريرة التي تفجّرت بين الطرفين فى 15 أبريل 2023، لتدمّر خيرات البلاد، وتزيد – بصورة خاصة – معاناة النساء والفتيات السودانيات، باستخدام العنف الجنسي سلاحاً ضد النساء، وتجعل أجساد النساء ساحات للمعارك والانتقام.
-2-
تشير كل الحقائق والأدلة الموثقة، إلى أنّ قوات الدعم السريع احتفظت لنفسها بنصيب الأسد فى العنف الموجه ضد النساء، وفى الإعتداء على أجساهدن، ضمن أسلحتها المستخدمة فى الحرب، فتفنن “الأشاوس” فى عمليات “اختطاف النساء والفتيات، واحتجازهن فى ظروف أشبه بالعبودية، واستغلالهن جنسياً، وتزويجهن قسرياً، واحتجازهن للحصول على فدية”، فى المناطق التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع فى الخرطوم الكبري، ودارفور، كما فى مناطق أخري خارج دارفور، وقد وثّقت هذه الانتهاكات الجنسية الجسيمة، مؤسسات أممية محترمة، ومنظمات دولية مشهود لها بالمصداقية والنزاهة، ومنظمات وطنية شهدت على العنف الموجه ضد النساء والفتيات، وفى المقابل، يتواصل الإنكار من قيادات الدعم السريع، ومستشاريهم، فيتشدّق بعضهم بعبارات جوفاء، لا تغني، ولا تسمن من جوع، ليتأكد المثل السوداني الصميم: ” الشينة منكورة”، وليتهم آثروا الإعتراف، لأنّ الإعتراف بالذنب فضيلة !.
-3-
نقول هذا بالصوت العالي، دون أن نقع فى فخاخ تبرئة الأطراف المنتهكة الأُخري المشاركة فى النزاع، من العنف الموجه ضد النساء والفتيات، وقد وُجدت عناصر تابعة لوحدات من “كتائبها” و”عناصرها” و”منسوبيها” غارقة من أعلى رأسها، وحتّى أخمص قدميها فى جرائم العنف الموجه ضد النساء، وما قامت به قوات وجماعات ومليشيات تابعة لطرفي النزاع خير برهان، على أنّ هذه الحرب الهمجية، استهدفت النساء وأجساد النساء، وهناك شهادات موثقة من ناجيات من العنف، والعنف الجنسي، أشارت بوضوح إلى اعتداءات واعتداءات جنسية، قام بها أفراد من القوات المسلحة، ومجموعات من قوات “عقّار”، فى العاصمة المثلثة، بجانب المليشيات التابعة للطرفين فى دارفور، وكل تلك الانتهاكات مؤكّدة وموثقة، وتُشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا – ولن – تسقط بالتقادم، طال الزمن أم قصُرّ !.
-4-
أبدت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحددة انزعاجها من التقارير والشهادات الموثقة، عن العنف الجنسي، وأكدت قلقها على مصير النساء والفتيات، ومن قبل ومن بعد أكدت شهادات الناجيات، تلك الفظائع التى تتعرض لها النساء فى كل المناطق التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع، إذ ما عاد كافياً – مجرّد – النفي المجاني الذي يصدر عن بعض مستشاري قوات الدعم السريع، لذر الرماد عن العيون، لتغطية تلك الإنتهاكات الممنهجة، وما عاد الحديث الممجوج عن لجان تحقيق، ومحاكم ميدانية “جنجويدية” مجدياً.. كل هذا – وغيره – يجعل من التحقيق الأممي المستقل، أمر هام مُرحّب به، ومطلوب بشدة، فى مثل هذه الظروف الإستثنائية، حيث لا قضاء مستقل، ولا نيابات فاعلة، وفى غياب تام لأجهزة شُرطية، تقوم بواجب حماية النساء من هذا العنف والعنف الجنسي ضد النساء.
-5-
صحيح، أنّ النساء هن ضحايا الحرب “المليجيشية”، التى يصنعها الرجال، ولكن، ستبقى النساء مقاتلات ومناضلات فى سبيل وقف الحرب، وتحقيق السلام ولكن، لن يخضن المعركة منفردات، وسنبقى نحن الرجال المؤمنين بالعدالة النوعية وبالمساواة النوعية، نناضل مع أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتها وبناتنا، وزميلاتنا فى حركة حقوق الإنسان السودانية، وزميلاتنا فى الفضاء العام، نمضي – معاً، وكتفاً بكتف – فى الطريق الذي اخترناه، حتي تحقيق شعارات الثورة المجيدة، بشعاراتها الثلاثة (حرية .. سلام.. وعدالة).. وسنخوض مع النساء السودانيات، معركة وحملة الستة عشر يوماً التى بدأت فى 25 نوفمبر((اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة))، حتّى يوم 10 ديسمبر ((اليوم العالمي لحقوق الإنسان))، لتحقيق كل الأجندة المطروحة لمناصرة قضايا المرأة. وحتماً، لن تمر الجرائم المرتكبة ضد النساء، دون حساب، ولن يستمتع الجناة بالافلات من العقاب، فى الجرائم المرتكبة ضد النوع والنوع الإجتماعي، وهذه الرسالة التي يجب أن تصل للجناة ..
-6-
سيبقي اليوم الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام، يوماً عزيزاً على النساء السودانيات، وكافة النساء اللواتي شاءت الأقدار أن يكنّ فى السودان، وستواصل النساء السودانيات داخل السودان، والنساء النازحات والمهجرات واللاجئات نضالهن فى قلب معركة الدفاع عن حقوق النساء، بدءاً من حقّهن فى الحياة، مروراً بحقهن فى التعليم والصحة والصحة النفسية وحقهن فى السلام والإطمئنان والأمان. وستقود النساء السودانيات الركب للسير بمسيرة إستكمال الثورة السودانية، بذات الحماس الذى شهده العالم، وشهد له، فى نضالات النساء السودانيات، وتقدمهن الصفوف الأمامية فى ثورة ديسمبر المجيدة.
-7-
نخلص لنقول عن الحرب “المليجيشية” بإختصار: إنّها حرب على النساء، وحرب خاسرة تجري على أجساد النساء، والمطلوب من كل ذوي الضمائر الحية عدم التسامح مع العنف الجنسي. ومواصلة النضال فى سبيل الإنصاف، وعدم الإفلات من العقاب، فى الجرائم الموجهة ضد النساء
جرس أخير:
” إنّما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلّا كريم، وما أهانهن إلّا لئيم” ((النبي محمد صلى الله عليه وسلم))
🤓 يا سعادة السيد فيصل الجنجكوز اتوا للخرطوم كمجاهدين دافعهم الأول هي الغنائم و السبايا و قلادة الجنجكوز اوصلوا لهم رسائل غير معلنة اللا وهي أن سكان الخرطوم ما هم الا مجموعة من الضالين الفجرة و يحب لكن اخذ اموالهم و سبي نساءهم,🥺
طبعا كالعادة مسلم فيلم الرسالة لا يعرف الكثير عن ان المجاهدين الاوائل كان محركهم الأول لغزو بلاد الكفار هو سرقة الاموال و النساء و ان معظم من تحول للاسلام من سكان تلك الدول التي دخلها المسلمين الاوائل كان بسبب فرض الجزية الباهظة عليهم و خوفا على نساءهم من الاسترقاق الجنسي وما حديث محمد لاصحابه وهو بشجعهم لغزو بلاد الروم و تبوك فذكر لهم ان غزو تلك البلدان سبمكنهم من سبي النساء البيض الشقروات و لم يقل لهم اغزو تلك البلاد لنشر دين الإسلام 🥺🥺
سبي النساء في الاسلام
داود السلمان
المرأة كانت ولاتزال عرضة للاغتصاب والاعتدء وقضاء الوطر من قبل الرجل ، وربما كانت ما قبل الاسلام اكثر تعرضا الى ذلك . ولما جاء الاسلام بتعليمات جديدة هي غير التعليمات والامور الاخرى المتعارف عليها في الجاهلية . لكن هل المرأة شملتها تلك التعليمات الجديدة ، ومنها الحفاظ على عفتها وشرفها وكرامتها ؟ ، كلا . المسلمون الاوائل قاموا بعمليات غزو واستيلاء ، وفي هذه الغزواة تحصل عمليات السلب والنهب وبما فيها سلب النساء واخذهن عنوة من بيوتهن ، كما حصلت اليوم في عدد من البلدان العربية حينما سقطت حكوماتها ، وقد رأينا عمليات السلب والنهب ، وعلى وجه الخصوص ما حصل في العراق ، حينما غزته اميركا واسقطت نظامه . وعندما احتل داعش الموصل ماذا فعل بنساء الايزرديين ؟ أنه فعل كما فعل المسلمون الاوائل .
وكان المسلمون وفي تلك الغزواة يحصلون على الممتلكات ويأخذونها ومنها النساء ، المتزوجات وغير متزوجات ، فيقومون بأعتصابهن! فلا ينهاهم النبي ، وذلك طبقاً للآية: {الا ما ملكت إيمانكم} النساء: 24.
وهذه بعض اقوال المفسرين التي تؤكد الاعتداء على النساء المسبيات بحجة أن بعولتهنّ كفار :
1-قال النيسابور في اسباب النزول بأسناده الى ابي سعيد الخدري: ((أصبنا سبايا يوم أوطاس لهن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن فسألن النبي عليه الصلاة والسلام فنزلت ” والمحصنات من النساء الا ما ملكت إيمانكم: فأستحللناهن )) (اسباب النزول ص 117، المكتبة التوفيقية بمصر تحقيق خيري سعيد بدون ذكر سنة الطبع).
2-قال البيضاوي في تفسيره:(( الا ما ملكت إيمانكم يريد ما ملكت أيمانكم من اللاتي سبين ولهنّ أزواج كفار فهنّ حلال للسابين ، والنكاح مرتفع بالسبي ..)) (البيضاوي ج 1 ص 335، بيروت مؤسسة الاعلمي الطبعة الاولى 1990).
3-قال صاحب تفسير الميزان عن الصادق لسؤال وجه اليه قال: ((والمحصنات من النساء قال: هم ذوات الا زوج )) ،( الميزان ج4ص287 منشورات دار الاعلمي ، بيروت سنة الطبع 1974 الطبعة الثالثة).
وفي رواية اخرى عن الميزان عن الباقر قال: ((هو أن يأمر الرجل عبده وتحته أمته بيقول له: اعتزل أمرأتك ولا تقربها ثم يحبسها عنه حتى تحيض ثم يمسها فإذا حاضت بعد مسه إياها ردها عليه بغيرنكاح ))!! (نفس المصدر ص 286 من الجزء الرابع) . اقول اليس هذا الزنا بعينه ، وكيف يكون الزنا يا أولى الالباب؟ .
4- وفي تفسير الجلالين : ((الا ما ملكت إيمانكم : من الاماء بالسبي فلكم وطؤن وأن كان لهن أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء)) ، (راجع ص 108مكتبة الملاح بمصر بدون ذكر سنة الطبع) .
5- قال ابن كثير: ((الا ما ملكت إيمانكم . يعني الا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤن اذا استبرأتموهن )) ( ج1ص619، دار البيان العربي بمصر تحقيق انس محمد الشامي).
6- قال الزمخشري: ((الا ما ملكت إيمانكم : يريد ما ملكت ايمانكم من اللاتي سبين ، ولهن أزواج في دار الكفر ، فهن حلال لغزواة المسلمين وأن كنَ محصنات )) (تفسير الزمخشري ج1ص434، مكتبة مصر شرح وضبط يوسق الحمادي) .
وبعد هذا ماذا اقول ، انه كلام واضح لا يحتاج الى تفسير أو ايضاح . ومن هذا المنطق فعل داعش بنساء الايزيديين حينما احتل مدينة الموصل شمال العراق ، فأذا اردنا أن نلوم داعش بما فعل، فيجب علينا اولا نلوم الاسلام على ما فعله بنساء (الكفار). فما فعله المسلمون الاوائل هو الزنا بعينه ، كما قلنا، حتى أن المسلمين رفضوا أن يفعلوا بهن شيء ، الا أن الآية سمحت لهم بالزنا والاعتداء على تلك النسوة المسكينات . فما ذنبهن ؟ . واقول :لو افترضنا أن احد هؤلاء الذين اسموهن كفار اسلم وانطق بالشهادتيت ، لسبب أو لآخر، وطلب اعادة زوجته ، وبعدأن اعادوها له ، فقالت له أن فلانا اعتدى عليها ، اسألكم بالله هل يسكت عن ذلك ويغض النظر
نجير كسن جارتها لا يزال يكذب و يفتري و ينقل الاكاذيب على الدين الاسلامي الحنيف و الذي هو خير رسالة انزلت للبشرية و بشهادة غير المسلمين المنصفين و منهم من اسلم بسبب هذا
ما يعنينا في هذه العجالة هو الرد على افتراءات اساتذة كسن جارتها و التي يريدون بها تشويه الاسلام بالابطل :
1. لا تسبى النساء في الإسلام لمجرد كفرها ، بل تسبى المقاتلات للمسلمين في المعارك ، والمهيجات للكفار على القتال ، ولا شك أن أسر هؤلاء النساء وسبيهن خير لهن من القتل .أما غير المحاربين من الكفار , فلا سبي عليهم في الإسلام أصلا، ولا يجوز لمسلم أن يتعدى على رجل أو امرأة إذا كان كافرا غير محارب للمسلمين، بأي نوع من أنواع الاعتداء كالقتل أو الضرب أو الاغتصاب للنساء، وهذا أول فرق بين مطلق الاغتصاب وبين التسري في الإسلام.
2.لا يحل لأحد أن يجامع تلك المرأة من السبايا إلا الذي وقعت في سهمه من المسلمين ، فهي ليست مشاعاً ، بل هي مملوكة لشخص واحدٍ ، ومقصورة عليه ، كما أن الاستمتاع بالزوجة خاص بزوجها فقط . كما أنها إذا تزوجت وهي في الرق ، صار حق الاستمتاع خاصا بزوجها ، وحرم ذلك على سيدها . في هذا رد لفرية كسن جارتها و استاذه داود في كذبتهم ( وفي رواية اخرى عن الميزان عن الباقر قال:… )
3. لا يجوز للمسلم أن يجامع المرأة المسبية مباشرة حتى يستبرئ رحمها ، فإذا كانت حاملاً فبوضع حملها ، وإذا كانت حائلاً [ ليست ذات حمل ] فبحيضة واحدة . عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي ” سَبَايَا أَوْطَاسَ ” : ( لَا تُوطَأُ حَامِلٌ حَتَّى تَضَعَ ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً ) .
رواه الترمذي ( 1564 ) وأبو داود ( 2157 ) وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي “و هذا يعني أنه يحرم على الرجل أن يطأ الأمَة المسبيَّة إذا كانت حائلا ( ليست حاملا ) حتى تستبرئ بحيضة ، وقد ذهب إلى ذلك الشافعية والحنفية والثوري والنخعي ومالك . انتهى من ” تحفة الأحوذي ” ( 5 / 151 ) . و اذا كانت حاملا حتى تضع حملها أي حتى تلد و تنتهي من عدة النفاس
نأتي أخيرا الى مسألة ان سبايا الحرب اللاتي كن متزوجات هن ذوات ازواج فكيف يجوز لمن وقعت في سهمه و أصبحت ملك يميبه أن يجامعها بعد الاستبراء بحيضة أي مدة شهر تقريبا – ان لم تكن حاملا -؟ و الجواب هو أن زواجها قد تم فسخه بمجرد الوقوع في السبي من دون زوجها و في القوانين المعمول بها الان يجوز للقاضي تطليق المرأة و زوجها حي يرزق في حالات محددة يحددها القانون و بمجرد الوقع في السبي تخضع هذه المرأة للقانون الشرعي المعمول به و من المسلم به في كل الشرائع و الحضارات هو الخضوع لقانون البلد او الارض التي انت فيها . على سبيل المثال فقط في الولايات المتحدة الامريكية هناك ولايات فيها احكام بالاعدام و هناك ولايات اخرى لا يوجد فيها حكم اعدام لأي جريمة كانت مع ان كلا الولايتين تحت علم دولة واحدة و رءيس واحد !!
(((وبعد هذا ماذا اقول ، انه كلام واضح لا يحتاج الى تفسير أو ايضاح . ومن هذا المنطق فعل داعش بنساء الايزيديين حينما احتل مدينة الموصل شمال العراق ، فأذا اردنا أن نلوم داعش بما فعل، فيجب علينا اولا نلوم الاسلام على ما فعله بنساء (الكفار)))) ؟؟
يا نجير قد سبق أن أوضحت لك وللجميع أن السبي والاسترقاق كان في عهد النبي الكريم قبل اكتمال الرسالة عملا بالأمر والإذن بقتال مشركي العرب لما بدؤت هم قتال الرسول الكريم وأتباعه لمنعهم من الدعوة وأخرجوهم من مكة مهاجرين إلى خارج الجزيرة العربية وإلى يثرب فأمره الله بالرد على العدوان واخضاع كافة مشركي العرب وكفارهم حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وحده وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أي كل مارويته يا نجير عن الفقهاء الذين ذكرتهم ونقلت عنهم كان في ذلك العهد وحتى في ذلك العهد والرسالة لم تكتمل ولا زالت تتنزل بأحكام الحرب في قتال مشركي العرب وكفارهم وتخرجت الأحكام بدءا بغزوة بدر حيث كان الحكم الشرعي هو قتل الأسرى وعاتب الله نبيه عندما وافق على الفدية بدل القتل والأسر ثم خفف الحكم فاقتصر على السبي و استبعاد القتل ثم استقر حكم الأسرى في الفداء أو المن أي دفع الفدية لاطلاق سراح الأسير أو إطلاق سراحه بدون فدية أي بالمجان وكان ذلك في آية (فإما من أو فداء). ومع ذلك لم يفهم المتأخرون من الفقهاء الذين ذكرتهم لم يفهموا تدرج أحكام الأسرى في الإسلام لا في عهد الرسول الكريم ولا بعده حيث اعتبر الرسول الكريم أن إذن قتال المشركين قد انتهى باكتمال الرسالة حيث نزلت الآية بحجة الوداع (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي قد تبين الرشد من الغي إلى آخر الآية وقد اتبع ذلك بالعمل في بقية حياته في غزواته الخارجية فلم يقتل مشركا ولا كافرا أو وثنيا في غزوة من غزواته الخارجية بل كان يبين لهم أحكام الإسلام ويتركهم لديانتهم فإن أصروا عليها فرض عليهم الجزية والجزيرة لمن لا يعرف هي ضريبة حمايتهم في ظل دولة المسلمين فهم ليس عليهم واجب الجندية ولا يستنفرون للدفاع عن الدولة كما لأنهم لم يسلموا ولا زكاة عليهم فالجزية هي البديل للزكاة.
فالكلام يا نجير لا يكون واضحا إلا بفهم تسلسل آيات وأحكام أسرى الحرب في غزوات النبي الداخلية لأجل تمكين الدعوة وضمان اكتمال الرسالة وأما بعد ذلك فلا أسر ولآ سبي
🤓 15 عشر قرنا و المسلم يعرف في بحور من التاويلات و التاويلات المضادة و كان لا عمل آخر يمكن للمسلم عمله حتى يعمر الأرض و يفيد البشر 🥺
خذ مثلا ما اوصلت الدولة الدينية بلاد مثل السودان بعد ان تم استلاب العقل العام و الخاص ببحور من التاويلات و الاكليشهات مثل ( جعلها الله آخر الاحزان ) و المواضيع التي لا تقدم بل تاخر و تضر بالانسان و نقاشات كم كان عمر عائشه لما دخل بها محمد و تتال درجة الدكتوراه بهكذا موضوع و العالم مشغول بخطر التغيير المناخي 🥺
انظر لتاؤيل الاية 29 من سورة التوبة اكثر منطبقة مما سطر سعادتكم 🥺
آية وتعليق – سورة التوبة 29
صباح ابراهيم
يقال ان القرآن كلام الله أوحى به لرسوله . ومن اشهر تلك الآيات القرآنية التي تخص أهل الكتاب هي آية رقم 29 من سورة التوبة . التي تستوجب الوقوف عندها وتدبرها كما يأمر مؤلف القرآن لنرى ان كان هذا كلام الله ام تأليف المستفيد من كتابة هذه الاية .
سورة التوبة 29 :
” قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون”
التعليق :
تبدأ الآية بأمر الله بقتال أهل الكتاب ( قاتلوا) .
الآمر بالقتال والقتل هو الله – القاتل المنفذ للقتل بأمر الله هو المسلم المؤمن بالله .
المقاتَل والمقتول هو اليهودي والمسيحي من أهل الكتاب .
اسباب القتال والقتل لأهل الكتاب حسب الاية هي :
اولا – انهم [لا يؤمنون بالله] .
التعليق :
كيف لا يؤمن اليهود والمسيحيون بالله وهم أهل كتاب مقدس وسماوي يعترف به القرآن بأنه هدى ونور ؟
اليهود يعرفون الله ويؤمنوا به وبوحدانيته قبل ظهور الإسلام ونبيه بأكثر من 3000 سنة خلت، اي منذ زمن النبي موسى، والمسيحيون يؤمنون بالله بعد ان تحولوا من اليهودية الموحدة الى المسيحية الموحدة و المؤمنة بالله الواحد ، بعد عصر السيد المسيح في القرن الأول الميلادي بأكثر من 3600 سنة ، اي قبل الاسلام وولادة محمد بأكثر من 600 عام. وأهل الكتاب يمارسون شعائر وطقوس دينهم وصلاتهم وعباداتهم ولهم معابدهم وكنائسهم واديرتهم وأحبارهم و كهنتهم في كل أنحاء العالم ويطبقون كتابهم المقدس الموحى به من الله ، فكيف لا يؤمنوا بالله ولابد من قتلهم بموجب الآية 29 ؟
اتهامهم أنهم لا يؤمنون بالله هو اتهام باطل ولا ينطبق على أهل الكتاب ، وهم أول من آمن بالله على الأرض وما زالوا مؤمنين موحدين .
ثانيا – الله يأمر بقتالهم وقتلهم لأنهم [ لا يؤمنون باليوم الآخر] .
التوراة والإنجيل يحتويان آلاف الآيات والنصوص التي تتكلم عن الخطيئة والتوبة والعقاب والثواب . ينال ملكوت الله الابرار والصالحون ، و يستحق عقاب الجحيم النار الأبدية المعدة لإبليس وأعوانه الأشرار والخطاة الغير تائبين والغير مؤمنين بالله وكتبه وأنبيائه .
أهل الكتاب يعرفون اليوم الآخر و نهاية الزمان و الملكوت والجحيم تماما ويؤمنون به . هذا الاتهام باطل أيضا ، ولا ينطبق على أهل الكتاب .
ثالثا – الله يأمر بقتال وقتل اهل الكتاب لأنهم [لا يحرمون ما حرم الله ورسوله] !
كتاب التوراة والإنجيل يحتوي أسفار كثيرة خاصة بالشريعة التي تفصّل كل المحرمات و تشرح المحللات لأهل الكتاب منها سفر العدد و التثنية وكتب الأنبياء ، وكذلك وردت أنواع المحرمات والمحللات في الاناجيل الاربعة على لسان السيد المسيح نفسه و الرسائل فكيف لا يؤمنوا بالحلال والحرام الذي امر به الله (يهوه) ؟ و مؤلف القرآن اقتبس معظم تشريعات التحليل والتحريم من التوراة والإنجيل .
اما ما أمر به رسول الإسلام من تحليل وتحريم ، فهذا لا يعني أهل الكتاب بشئ لان أهل الكتاب لا يدينون بالإسلام وليس هو من شريعتهم . والإسلام يقول [لكم دينكم ولي دين] .
كما ان الرسول محمد لا يحق له ان يشترك مع الله في تشريع التحريم والتحليل (الله ورسوله) ، لأن ذلك من أمور الله واختصاصه. (إنما الحكم لله) فقط .
فهذا الاتهام باطل أيضا .
رابعا – الله يأمر بقتال وقتل اهل الكتاب لأنهم [ لا يدينون دين الحق ] .
تعليق : إن كان القرآن يشهد أن اليهود والمسيحيين هم من اهل كتاب و أقربهم مودة للمسلمين ، فيهم قسيسين ورهبان وهم لا يستكبرون ، و الله يقول لنبي الإسلام : (يا محمد) ” فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك” .
الله يأمر الرسول أن يرجع لأهل الكتاب عن اي شك عنده في فهم الدين لأنهم المرجع الرئيس المعتمد والمخول من الله لاجابة محمد وشرح ما يعصى عليه فهمه . ولهم دينهم وكتابهم المقدس الموحى به من الله الى قديسيه ، فلماذا يترك أهل الكتاب دينهم وكتابهم وأنبيائهم ويتبعوا دين محمد ؟
الم يقل اله محمد في القرآن :[ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد] ؟
فلماذا يريد الله من أهل الكتاب في سورة التوبة 29 ان يتركوا دينهم وكتابهم يؤمنوا بدين جديد[دين الحق] وعندهم إله يعبدونه وكتاب يتبعونه ودينهم دين الحق والمحبة والسلام ولا ينقصهم شيئا من الإيمان ؟ وبعكسه لابد من قتلهم أو يدفعوا الجزية وهم صاغرون أذلاء ؟
بينما دين الحق الاسلامي يدعو للقتال و الغزوات وسبي النساء وسلب الاموال واخذ الجزية وقطع الرؤوس وحكم شعوب العالم بقوة السيف لمن لا يتبعه و لا يؤمن به ، ولا يدعو للسلم الا ان كان المسلمون هم الأعلون !
هل بدل الله رأيه في هذه السورة ام ماذا ؟ والله لا مبدل لكلماته .
إذن هذا الاتهام باطل أيضا . والكلام ليس من الله .
تختم الآية 29 نصها بالقول :
[ قاتلوا اهل الكتاب ….. حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ]
هذا هو بيت القصيد ومربط الفرس كما يقال !!
فالغاية من هذه الآية كلها ليس الدعوة لقتال أهل الكتاب لأنهم [لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله] ، بل لأنهم لا يدينون بدين الاسلام ، والغاية الاخيرة هي ان [ يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون ]. وهذا هو المطلوب بعد التهديد بالقتل .
نستنتج من خاتمة هذه الآية ( حتى يعطوا الجزية )، ان دفع الجزية للمسلمين يعفي أهل الكتاب من الإيمان بالله واليوم الآخر ، ويعفيهم من الإيمان بما حلل الله ورسوله ، ويعفيهم من الإيمان بدين الحق ، الحل هو دفع الجزية والأموال الى المسلمين بغض النظر عما يؤمن به اهل الكتاب حتى لوحرفوا كتبهم او آمنوا ان المسيح هو الله او ابن الله ، فلا يهم هذا المسلمين بشئ ما داموا يستلمون منهم أموال الجزية التي اعفى بها (الله) أهل الكتاب من عبادته ومن الإيمان باليوم الآخر واتباع [دين الحق الجديد] .
الجزية هي الأهم من الإيمان بالله . والله هو من شرع هذه الآية وأنكر كلامه الأول .
هل تعقل أخي المسلم ان الله يبدل كلامه ويتحول من وصيته الى نبي الاسلام بسؤال اهل الكتاب ان كان في شك مما أنزل إليه ، واكتفى ان يدفع أهل الكتاب الجزية و يتركوا عبادة الله من الذين [ لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله] ؟؟
سنعيد صياغة الآية لتكون اكثر وضوحا :
“قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، فإن اعطوها يعفون من أسباب القتل ” .
هل يستبدل المسلمون (عدم عبادة الله وعدم الايمان باليوم الاخر ويتساهلون معهم بعدم الإيمان بالتحليل والتحريم الذي شرعه الله ورسوله وعدم اتباع دين الحق) ويتساهلون مع أهل الكتاب و يلغوا قتالهم وقتلهم لمجرد انهم يدفعوا الجزية لهم ؟
هل يتنازل الله عن عبادته والإيمان به من قبل أهل الكتاب مقابل ان يشرّع لنبي الإسلام سلب أموال أهل الكتاب بدفع الجزية للمسلمين عن يد وهم صاغرون ؟
هل تصدق ايها المسلم ان هذه الاية المتناقضة الاهداف هي من كلام الله ؟
ام هي من تأليف المستفيد من استلام اموال الجزية لأنها كبيرة وطائلة ومستمرة على امتداد حكم الإسلام لأهل الكتاب ؟
هل اقتنعت اخي المسلم ان غزوات المسلمين خارج جزيرة العرب كانت بسبب السلب والنهب والغنائم وسبي النساء واستلام الجزية من مسيحي العراق و الشام وأقباط مصر وغيرها من دول التي سقطت بأيدي الغزاة ، فهي كنوز لا تنتهي ؟
دفع الجزية ألغت القتل وألغت عبادة الله والتحريم والإيمان باليوم الآخر، ولا مانع من عدم اتباع دين الحق مادام أهل الكتاب يدفعوا الجزية للمسلمين .
هل هذا هو دين الحق ؟
أنت يا نجير لا تفهم و تنقل عن أشخاص اما انهم لا يفقهون أو يدلسون عمدا لخداع البسطاء
هناك اساسيات في الاسلام لا يمكن تجاوزها :
أولا : من يحكم بالكفر و الايمان على الخلق أجمعين هو ربهم الله سبحانه و تعالى و القرءان الكريم كتاب الله تعالى , فاذا كنت تؤمن أن القرءان كلام الله تعال و افهم و ان كنت لا يؤمن بأن القرءان الكريم كتاب الله , فلا تضيع وقتنا و وقتك لأنه في هذه الحال لا مرجعية للحوار
ثانيا : عبادة الله سبحانه و تعالى هي ليست فقط بنعرفته و لكن بعبادته و طاعة شرعه مع عدم الاشراك به قال الله تعالى ( يعبدونني لا يشركون بي شيئا) و اليهود قالوا عزير ابن الله و النصارى قالوا المسيح ابه الله -تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا – و هم بادعاء الولد لله قد أشركوا بالله و هكذا كفروا بالله تعالى . حتى مشركي العرب قبل الاسلام كانوا يقرون بان الله هو الذي خلقهم و لكنهم يعبدون معه الاصنام مثل اللات و العزى , فانتفن صفة الايمان لأن الشرك و الايمان لا يجتمعان في قلب مخلوق
ثالثا : عندما يذكر القتال , فالمقصود به مشروعية القتال أي مشروعية اعلان الحرب و ليس المعني كما يتوهم النخير كسن أن يحمل كل فرد مسلم سلاحه و يقاتل عشوائيا !!!
رابعا : حتى في عصرنا هذا و عند كل الامم فان اعلان الحرب اي القتال أمر مشروع عندهم متى ما رأوا ذلك حسب قواعد تحددها كل دولة حسب قوتها ,فالقوة هي القانون عند الامم و لذلك لم تدخل اليابان او المانيا المهزومتين في الحرب العالمية الثانية كاعضاء في دول الفيتو بالرغم من تقدمهما الصناعي , بل تم منعهم من صنع السلاح لفترات اتفق عليها , فتعلم قبل أن تتكلم !!!!!!!!!!!
🤓 الله كامل القدرة كامل المعرفة كامل الرحمة لذلك فهو لابد ان يكون على علم ان إليهود لم يقولوا ابدا ان عزير ابن الله 🥺
مره اخرى اكرر إليهود لم يقل إليهود ابدا ابدا ابدا ان سعادة المدعو عزير هو ابن الله ،🥺🥺🥺
أنا لن ادخل في جدال على كتاب يؤمن مليار م نيف من البشر انه اتى من الله و من ضمن هؤلاء اهلي و أصدقائي لكن اطلب منهم و منك ان تخبرني بحكاية عزير ابن الله هذه و لك الود و الاحترام يا سعادتك 🥺🥺
أنت لا يؤمن بالقرءان الكريم , فلا تتحدث عنه هذا من ناحية الاسلام .
اما بشكل عام فان اليهود قالوا انهم ابناء الله , فهل تستغرب ان يقولوا ان عزيرا ابن الله تعالى الله عما يقولون
اللي بيفهموا ماتوا يا كسن جاراتها
🤓 حين تختم تعليقك بعباره خطيرة مثل ” هذا هو دين الحق” فأنت بالضروره ارهابي من حيث تدري او لا تدري 🥺
جملة دين الحق هذه ادخلت بها الشيعة و الاباضية و البهائين و المسيحيين و اليهود و اصحاب الديانات الأسيوية و هم غالب سكان الكرة الارضبة في زمرة دين الباطل 🥺🥺
دين الحق هذا يؤمن معتنقيه ان الشمس تغرب في عين حمئه تحت عرش الرحمن و هذا فقط غيض من فيض الخرافات التي اطلب عليها دين الحق🥺🥺
محنة العقل الإسلامي
سامي لبيب
قل مسلم علماني ولا تقل مسلم معتدل وسطي .
هناك خطأ في توصيف شريحة عريضة من المسلمين بأنهم أصحاب إسلام وسطي معتدل ، كما من الخطأ الإستهانة في تقدير حجم الحالة العلمانية بعالمنا العربي الإسلامي .. فإعتبار المسلم الوسطي المعتدل هو إنسان إنتقى بعض الآيات المتسامحة في القرآن وإنحاز إليها وغفل عن الآيات ذات النهج العنيف المتشدد توصيف ليس بالدقة , لأرى أن مسلكه هذا نتاج حالة مزاجية منحازاً لتأثير مجتمعه الحضاري الانساني والحداثي .
أقول أن الإسلام لا يخرج عن نسخته العنيفة المتشددة والتي تعلن عن نفسها بالفكر السلفي بكافة تياراته وتنظيماته التكفيرية الجهادية الاصولية الإرهابية ، فلا يوجد نسخة إسلامية أخرى حتى نقول عنها وسطية معتدلة .
ما نتلمسه من وجود شرائح عريضة من المسلمين تشكل غالبية بالفعل تنهج فيما يقال عنه إسلام معتدل وسطي هو إنتصار لنهج العلمانية في المجتمعات الاسلامية والميل للحداثة ، أي أن تاريخ ونضال الشعوب الاسلامية نحو الحرية والحداثة جعلها تنهج نهجاً علمانيا مدنياً بعيداً عن الغلو والتطرف لتنصرف عن النصوص المؤدلجة العنيفة وتميل للنصوص المتسامحة المترفقة كتوازن داخلي بين قناعاتها وإرثها لتنتقي ما يتلائم مع متطلبات وقناعات العصر والحضارة .
هذه الحالة تعطينا أملا كبيرا في التطور والتغيير , فالعلمانية والحداثة لها صدى وجمهور كبير في الشارع الإسلامي يمكن القول أنه بشكل غير واعي ، ولكن علينا ألا نفرط في التفاؤل أو قل فلنفهم هذه الظاهرة بشكلها الحقيقي , فالمسلمون يميلون للعلمانية كفكر حداثي ولكن لا يعترفون بعلمانيتهم بل للغرابة يكفرونها ويتبرأون منها تحت تأثير ميديا متوحشة تشوه العلمانية , لتجد المسلم ينتهج نهجا علمانيا مؤمناً بدولة مدنية وديمقراطية وأهمية العلم المادي ألخ , ولكنه مازال يردد بعض الأكليشيهات , لتتلمس هذا في المؤمنين بالحريات والديمقراطية والمنخرطين في العمل السياسي حيث الأداء ذو صبغة مدنية علمانية ولكن خجولة مازالت تمنح الدين المكانة في الشأن السياسي والإجتماعي ولو من باب المجاملة والامتنان للجذور أو الخوف من الإنسلاخ .
ما يقال عنه مسلم معتدل أو وسطي هو إما جاهل أو إنساني أو مراوغ , فجهله كونه لا يعلم كل ما في التراث الإسلامي من خبايا وفقه ، وإنسانيته كون الذي يحركه هو إنتقاء مايتناسب مع العصر وحضارته فهو يحتفي بـ “لا إكراه في الدين” وغيرها من آيات يراها تنسجم مع العصر , أما المراوغ فهو يعلم بالتناقضات والعنف في الإرث الإسلامي ولكنه يفضل الطيب منها من باب التقية إلى أن يشتد ساعد الإسلام .
العقل الإسلامي يتفرد دوناً عن العقليات الأخرى بإزدواجية وتناقض التفكير والسلوك والمعايير ، فلو بدأنا بالمنهج العقائدي سنرى إجتماع التناقض في الفكر ، فعلى سبيل المثال هناك الكثير من صفات الإله الإسلامي تتناقض مع بعضها في إزدواجية لا يقبلها المنطق ، بل لا يصح اجتماعها في ذات واحدة , مثل الضارالنافع ، المعز المذل ، المنتقم العفو ، الجبار الرحيم ألخ ، ويزداد التناقض إذا كانت مطلقة ، لتألف العقلية الإسلامية قبول هذا التناقض فلم يعد يزعجها أو يدهشها .
على المستوى العقائدي أيضاً نجد المسلم حاد تجاه الوثنيات فيسخر من تقبيل المسيحيين للصليب والأيقونات بينما يتسابق ويتزاحم لتقبيل الحجر الأسود في إزدواجية لا يفطن لها .
ينتقد المسلمون فكرة الكهنوت في المسيحية ، ويتفاخرون أن الإسلام بلا كهنوت ، بينما الإسلام أكبر دين كهنوتي على الأرض فهو يقدس ويبجل ويحتفي ويحتذي بأقوال الصحابة والفقهاء والأئمة القدامى ليردد دوماً قول العلماء والقامات الإسلامية ، بل أن كل مصادر التفسير والفقه الإسلامي ترجع لقول فلان وعلان من القدماء , فلا ترى مسلم يُقدم تفسيراً أو فكراً مغايراً عن قول أصحاب الكهنوت الأوائل وإلا صار مهرطقاً .. الكهنوت ليس زيا وممارسة طقوس بل فكر يسود ويهيمن ويتقدس .
التقبيح كمبرر لبقاء الوضع كما هو عليه .
يُثار كثيراً إنتهاك الإسلام للمرأة وترتفع وتيرة النقد التي تفضح النظرة الدونية للمرأة في الإسلام ، فماذا يكون رد المسلم ؟ إما إنه يستحضر إنتهاك المرأة في العصور التي سبقت الإسلام أو في شعوب أخرى كحرمان المرأة من الميراث في أوربا قديماً أو تجده ينحرف عن هذه القضية ليتناول العرى والجنس المباح فى أوربا ، ليظل السؤال قائماً ما علاقة كل هذا بإنتهاك المرأة في الإسلام ، أفليست منتهكة .
العقل الإسلامي يعاني من حرج شديد قد يدفعه للتنصل من شرائعه وآياته فعندما يتم طرح ممارسات داعش يتبرأ المسلمون الطيبون منها بالرغم أن داعش مارست الذبح والسبي وتطبيق الشريعة وفرض الجزية كما مارسها الإسلام منذ البدء ، ولتجد من يقول لك بسذاجة وتبرأ أن المسلمين لا يطبقون الشريعة في عموم البلدان الإسلامية إلا فى مناطق محدودة وكأنه هنا يدين الشريعة كونها غير صالحة للعصر لذا يلفظها المسلمون وليبقى سؤال : أنت تستنكر الشريعة وكل الممارسات البشعة كالغزو والرق والسبي والنهب بالرغم ورودها في القرآن والأحاديث والإرث المحمدي والصحابي لتعترف بقبحها ونفور المسلمين منها , فمن أين جاء موقفك هذا وكيف تفسره ؟ لن تجد إجابة .
المسلم الحداثي يؤمن بالديمقراطية وحرية التفكير والإعتقاد ورغماً عن ذلك تجده لا يُبدي رفضاً وإستنكاراً وإدانة لحد الردة وقتل من يرتد عن الإسلام بالرغم أنها ألف باء حرية فكر وإعتقاد , كما مازال يردد “ما الحكم إلا لله” بالرغم ترديده للديمقراطية.
العقل الإسلامي لديه حساسية مفرطة تجاه النقد فهو يرتدع وينتفض من النقد ليُبْرز مخالبه ، فالناقد صليبي حاقد أو ملحد زنديق أو يهودي خبيث يحركهم حسد وحقد وكراهية للإسلام العظيم .. ومن هنا لا يتم مواجهة النقد بفكر موضوعي منطقي بل بصب اللعنات والتقبيح على الناقد ، ولتجد من يمتلك القدرة على الرد من المسلمين فلابد أن يُزيل خطابه بالتقبيح واللعنات فهي الوسيلة التي يراها ناجحة فى صد النقد لأرى هذا يأتي من سياق ثقافته الإسلامية التي تدعوه للإغلاظ على الكفار والمشركين .
المسلم عموماً يعتنى بهويته الإسلامية ليعليها على أي هوية أخرى ليكون الفرق بين المسلم الأصولي والمسلم العادي هو فى درجة إعلاء هويته الإسلامية على هويته الوطنية ومن هنا تأتي المشاكل عندما نجد من يُحقر من هويته الوطنية ويزدريها فداء هويته الإسلامية مما يفقد المسلم تمدينه وتحضره بل إنسانيته فهو لن يتعاطف مع أحد إلا بعد أن يبحث في أوراقه الثبوتية ويتأكد أنه مسلم .
العقل الإسلامى ذو إزدواجية في تعاطيه مع الإستعمار والتاريخ فتجده يُعلن عن رفضه للغزو الأمريكي للعراق وكل الإستعمار الأوربي القديم للبلدان الإسلامية ، ورغماً عن ذلك تجده لا يستنكر ولا يدين الغزو الإسلامي لبلاده قديماً , بل على العكس تجده يَحتفي ويُمجد هذا الإستعمار بعقلية إزدواجية غريبة .
العقل الإسلامي الحداثي له أن يدين الإرهاب حتى ولو كان إسلامياً كداعش والقاعدة ، ولكنه يُمجد الإرهاب القديم الذى مارسه الصحابة لتجده يَشيد ويَحتفي بإرهاب خالد بن الوليد مثلاً ليطلق إسمه على شوارعه وميادينه ومدارسه وأبناءه ، وأتصور أن هناك جهل تام بسيرة خالد بن الوليد وسيطرة ميديا مُحتفية به , ولكن كتب التراث تفضح سلوكه الإرهابي .
كما تجد إزدواجية في التفكير أو قل الجهل ، فالمسلم يحتفي بالجهاد ويمجده ولكنه يدين إنتهاكات الدواعش مثلا بالرغم أن داعش تطبق صورا للجهاد الإسلامي بالغزو مثلاً، فالمسلم ينظر للجهاد برؤية رومانسية بينما مفردات وصور الجهاد سيجلب الإنتهاكات فهو ليس دفاع عن الأرض فقط كما يتصور .
العقل الإسلامي الحداثي وليس الأصولي يرفض التبشير بالأديان الأخرى في ديار الإسلام حتى ولو كانت هذه الأديان جزء أصيل من النسيج الإجتماعي في الوطن الواحد ، بل يُمارس تعسفه برفض إنشاء أي معبد للأديان الأخرى أو التضييق الشديد عليها , بينما لا يجد غضاضة في الدعوة للإسلام بل تصل الأمور إلى زرع المساجد في أوربا والدعوة للإسلام من خلال مراكزه المنتشرة في الغرب .
إذا سألت أحد المسلمين الملتزمين دينيا فيما إذا كان فشل الإسلاميين وأخطائهم تحسب على الإسلام؟ ستكون إجابته ودون تردد : بـ “لا” . لكن إن سألت هذا الشخص ذاته فيما إذا كان نجاح الإسلاميين –بإفتراض حصوله- يُحسب للإسلام؟ فلتتوقع أن تكون الإجابة هذه المرة وللغرابة بـ”نعم” .
إذا كان الإسلاميون لا يمثلون الإسلام فلماذا ينتخبهم كثير من المسلمين إذن؟ وإذا كان الإسلاميون يمثلون الإسلام فكيف لا يكون فشلهم فشلاً للإسلام؟
العقل الإسلامي متخبط فاقد البوصلة ليعزي أي صراع لصراع ديني ,فتوجهات الدول المتصارعة تحمل رايات دينية , فأمريكا وأوربا مسيحية والحرب العالمية الأولى والثانية أطرافها مسيحيون , وهكذا من مشاهد يعتبرون أن الدين هو المحرك للصراع في رؤية مغلوطة فجة مهملين صراع يقوم على أيدلوجية ومصالح ومطامع ورغبات في الهيمنة والسيادة , فالدين لم يكن يوما دافعاً للصراع حتى في عصور الغزوات الإسلامية بل راية تحفز المقاتلين للقتال والتضحية لتقديم أنفسهم ذبائح لمصالح الكبار ، فالدين ببساطة لا يؤكل عيش .
فد يفسر التأمل السابق ظاهرة يمكن تلمسها لدى الإسلاميين ألا وهي العداء الشديد للمسيحية والمسيحيين ، فتجد المسلم لا يستوقفه نقد الملحد واللاديني بينما يثيره نقد المسيحي بل هناك أغبياء وصل بهم الحال أن يعتبروا الملحد ذو أجندة مسيحية ، وهناك أغبياء آخرون إخترعوا توصيف يسوعي ملحد ، لأرى سبب كل هذا الغضب والفزع يرجع إلى تفسير العالم على أساس قوى دينية فأمريكا وأروربا وروسيا مسيحية ليثير هذا الحقد والحسد على تقدمها وإزدهارها ، بينما هذه النجاحات ترجع لعلمانية هذه الدول التى وضعت الدين في الثلاجة ، علاوة على أن هناك مقارنات دائمة بين تعاليم المسيحية والإسلام .
مراوغات العقل الإسلامي .
إنهم يهربون من الدين إلى الإله , ويهربون من الاله للدين .
لا يتفرد المسلم بهذا النهج المراوغ ، فعندما يدور حوار حول لا منطقية وجود إله وما يعتري هذه الفكرة من تناقضات تجد المسلم لا يقدم شيئا يؤكد منطقية وجود إله ليطلق أسئلة ساخرة عن كيف جاء الكون بالصدفة وما شابه أو تجده يطرح أهمية الأخلاق الدينية , وكل هذا لا علاقة له بالطبع بتقديم إثباتات عن وجودية الإله .
كذا عندما تنتقد الدين بتناقضاته وسذاجة طرحه تجد المسلم إما يهرب بتقبيح الأديان الأخرى أو يهرب للخوض في أهمية وجود إله , فعندما نسأل أحد المؤمنين حول بعض ما ورد في نصوص دينه لنراه متعارضاً مع نفسه أو مع العلم والمنطق أو مخالفاً لما نراه سلوكاً مقبولاً ، ستجده يذهب ليتكلم في واد آخر عن نشأة أو وجود المادة والكون والحياة الاُولى وغيرها من الأمور التي لم يبين العلم تفاصيلها بعد وكيف أن الإله حسب رأيه التفسير الوحيد لتلك الامور المبهمة.
هناك مشهد في العقل الإسلامي وهو هذا التعظيم الكبير لمحمد ليفوق مكانة الإله ، ولعل هذا حاضر في كافة الأديان والمعتقدات فالإنسان يميل للرمز الحاضر الملموس عن الفكرة المجردة ولكن تتخذ في العقل الإسلامي ملمح الهوس بمحمد ليكون حضوره في ثقافة الإسلام والمسلمين عظيم الأثر .
في خضم إزدواجية التفكير وتناقض المواقف وحصار وضغط حضور التراث في الواقع يجد المسلم نفسه محاصراً ومحرجاً من إرثه الديني الذي يتلقى النقد من كل حدب وصوب ليلجأ هذا العقل المحاصر للتبرير والمراوغة مستعيناً بإرث فكرة المؤامرة وتقبيح الإخرين .
فكرة المؤامرة أصيلة في الأديان عموماً فهي تحصن وتشرنق الديني داخلها ، فلابد من وجود مواجهة تريد النيل من إيمان المؤمن لتجييش الأفراد لهذه المواجهة المتوهمة ، ومن هنا تكتسب فكرة المؤامرة أهميتها في تحصين الديني من مواجهة خرافاته بل تشبثه بدينه فهناك من يريد النيل منه ، لنجد فكرة محاربة مؤامرات الشيطان الخبيثة والتي تعتني بها كافة الإديان والمسيحية على وجه الخصوص ، ولكن الإسلام أكثر ثراءاً وحيوية في فكرة المؤامرة بإحياءها وسط تابعيه ، فهو لا يقتصرها على اللامنظور المتمثل في الشيطان ليطلقها إلى المنظور والملموس ليجعل فكرة المؤامرة حية أكثر حيوية ، فمثلا نجد فكرة متأصلة في العقل الإسلامي بعداء ومؤامرات اليهود والنصارى للإسلام والمسلمين من آية ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ) فبالرغم أن تلك الآية تتناول شيئا منطقيا لو أفترضنا أن اليهود والنصارى يعتنون بهذا الشأن , فمن حقهم ان يسعوا لجذب المسلمين لهم كما يسعى المسلمون لجذب اليهود والنصارى للإسلام فلن يرضوا عنهم ماداموا مازالوا يتبعون اليهودية والمسيحية , ولكن هذه الآية أسست لفكرة المؤامرة والحرص والتوجس والحذر لدى المسلم فهناك من يسعون أن يصرفوهم عن ملتهم ليزداد تحصنه في شرنقته .
فكرة تقبيح إعتقاد وشرائع وسلوك الآخرين وسيلة ساذجة لصرف الإنتباه عن تناقض وإزدواجية المسلم في مواجهة منتقدي الإسلام , لأصفها بالساذجة المتهافتة لأنها لم تحل شيئا ولم تبرر ولم تجمل الإسلام فهي تنتقد قبح الإخرين وتفضح فكرهم وتراثهم ولم تقترب من النقد الموجه للتراث الإسلامي .
نلمح هذا المشهد كثيراً على صفحات الحوار المتمدن لنجد المسلم عندما يواجه نقد موجه للإسلام يسارع بإستحضار نصوص من الكتاب المقدس على شاكلة النقد الموجه للإسلام كوجود مذابح وحروب وإرهاب في الكتاب المقدس ولكن هل معنى إستحضاره أن الإسلام تبرأ من القتال والذبح والإرهاب .
هذا التهافت دعاني لتشبيه المشهد بأنه صراع وردح العاهرات , فهو لم يفسر العهر ، لا يمكن أن نطلق تعبير آخر أقل وطأة بـ”كلنا بشعون يا عزيزي” فهو إكتفى بتقبيح الآخرين , أي كلنا فى الهوا سوا , وعاهرتي كعاهرتك مارسن الفحش ولكن هل هذا برر القتل والذبح في الإسلام .
أرى هذا النهج طفولى عابث يهرب من الموضوعية فأنت لم تفسر ولم تبرر همجيتك لتهرب منها بإستحضار قبح الآخرين فليكن الآخرين على قبح ، فهل يعنى هذا أن تسلك القبح وأنت من تعتبر رسالتك محفوظة من الإله بشرائعها ونهجها لم يطالها التحريف والعبث .. كما أرى في هذا المشهد إدراك مدى حرج المسلم من تراثه ، فبدل أن يستفيق ويواجهه يستدعي “كلنا عاهرات يا عزيزي” .
المسلم آلة تبرير مراوغة فكل ما يمتلكه هو إستحضار قبح أيدلوجيات وعقائد أخرى لينسى ويتناسى في خضم معاركه الوهمية أنه إذا كانت الأيدلوجيات الأخرى قبيحة فعليه أن يقدم منظومة فكرية وأخلاقية جيدة ، فمثلا يستدعون إقرار الكتاب المقدس لمشاهد العبودية والسبي والذبح , فماذا قدمت أنت سوى تأكيد هذا المشهد بكل قبحه .
أرى إشكالية الإسلام والمسلمين أن هناك إهمال لتاريخية النص فلا يتم إستدعاء تاريخية النص إلا عندما يُراد تفسير النص أو كونه يشكل حرجاً كبيراً ، لتطفو بعد ذلك الإزدواجية والتميع فهو يذكر المشهد التاريخي ويرفض بعد ذلك إعتبار النص تاريخي ملك زمانه لأنه يفطن جيداً أن إعترافه بهذا سيقوده إلى بشرية النص وأنه غير صالح لكل زمان ومكان.
أرى الحل بتأصيل مفاهيم علمانية مدنية حضارية وليس بإبراز سماحة الإسلام وتعظيم دور مايقال عنه الإسلام الوسطي المعتدل الذى ينتقي بعض الآيات ويهمل أخرى ، فهذا غير مضمون العواقب فيمكن في الغد أن نجد هؤلاء يستدعون آيات أخرى ، لذا الحل الحقيقي هو تأصيل الفكر العلماني المدني المتحضر لنحظى على أجيال من المسلمين ترفض الإلتزام السياسي بالتراث .
هناك حل آخر طريف وهو التجهيل ، فالجهل في بعض الأحيان أفضل من المعرفة في حال شعوب عاطفية الهوى غير واعية ، فكل صاحب دين يجهل تراثه ، والمسلم خصوصاً أكثر جهلاً ، لذا عندما تتفتح عيونه على خفايا التراث فهذا يعني أن هناك من سيحتفي بهذا التراث ويريد إنتهاجه بعد ذلك وفق ترويجك له ، لذا حجب هذا التراث عنه والمروجين له من سلفيين وإنتقاء الجانب الإيجابي من التراث سيجعله يتعامل مع منهج العصر والحضارة الذي يتلمس حضورها أمامه ، لأقول ختاماً إن حضور التراث الديني القديم بكل حمولته غير محمود ولا مضمون العواقب
أيها الاخ الكيك , اعلم أن أخكام الاسرى هي الفداء أو المن أو الاسترقاق و قد استمر استرقاق الاسرى عند مختلف الأمم الى عهد قريب
قولك ( حيث اعتبر الرسول الكريم أن إذن قتال المشركين قد انتهى باكتمال الرسالة ) مخالف لنصوص القرءان الكريم و السنة النبوية القولية و العملية و مخالف لما اجتمع عليه كل علماء المسلمين من زمن الصحابة الى يومنا هذا و هو أن الجهاد اي القتال في سبيل الله باق الى يوم القيامة
أما قوله تعالى ( فاما منا بعد و اما فداءا ) فهو لا ينفي الاسترقاق لأنه اذا رأى أهل الحل و العقد من المسلمين عدم مناسبة المن للظروف المحيطة من عدوان العدو الكافر و لم يقدم العدو فداءا , فان النتيجة التلقائية هي الاسترقاق و لذلك لم يذكر هنا لأنه النتيجة التلقائية في حالة تعذر المن أو الفداء , حيث أن قتل الاسير لا يجوز في الاسلام الا اذا كان المأسور ممن سبق أن هدر دمه لعمل مسيء جدا قام به ضد الاسلام او المسلمين
🤓 الله ذات نفسه امر في أية صريحة محمد بقتل الاسرى فكيف ستتمكن من اللف و الدوران حول هذه الاية ؟🥺
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67)
لاحظ يا سعادتك عبارة حتى يثخن في الأرض 🥺🥺🥺
(ما كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (69) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70)
المعنى : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا أيها النبي، قل لمن في يديك وفي يدي أصحابك من أسرى المشركين الذين أخذ منهم من الفداء ما أخذ: (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا)، يقول: إن يعلم الله في قلوبكم إسلامًا =(يؤتكم خيرًا مما أخذ منكم)، من الفداء =(ويغفر لكم)، يقول: ويصفح لكم عن عقوبة جُرْمكم الذي اجترمتموه بقتالكم نبي الله وأصحابه وكفركم بالله =(والله غفور)، لذنوب عباده إذا تابوا =(رحيم)، بهم، أن يعاقبهم عليها بعد التوبة.
وذكر أن العباس بن عبد المطلب كان يقول: فيّ نـزلت هذه الآية. لأنه وقتها كان ممن أسر من المشركين
🤓 و ماذا انت قائل في قتل المعارضين ؟🥺
كيف يصفي النبي خصومه ؟
داود السلمان
النبي محمد حاله حال أي سياسي او قائد عسكري او رئيس دولة ، له محبون وله مبغضون ، له انصار وله خصوم ، والخصوم هم معارضون ، رافضون سياسة وحكم ذلك السياسي او القائد او الرئيس ، لأسباب تتعلق بطبيعة حكمه وسيرته مع الرعية وغير ذلك ، وعليه ، يحاول هذا الشخص ان يصفي خصومه او معارضيه بالطريقة التي يراها هو مناسبة وتنقذ وضعه او ظرفه وما يعانيه من هؤلاء الخصوم . والنبي كان له خصوم واعداء كثر ، منهم من تخلص منه ، ومنهم من لم يستطع كونه مات في معركة او غيرها . وهنا نستعرض بعض خصوم محمد والطريقة التي صفاهم بها ، و منهم :
اولا – ام قرفة
واسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر وكانت عجوزاً كبيرة، فبعث اليها محمد زيد بن حارثة في رمضان، فلقي زيد بن فزارة بوادي القرى فأصيب أصحابه وارتث زيد من بين القتلى ، فنذر أن لا يمس ماء من جنابة حتى يغزو فزارة، فبعثه رسول الله إليهم، فلقيهم بوادي القرى فأصاب منهم وقتل وأسر أم قرفة، ، وبنتاً لها، (فقتلها قتلاً عنيفاً ) وبتعبير الواقدي فربط أم قرفة بين بعيرين فشقاها نصفين، وقدم على النبي، بابنتها . (الكامل في التاريخ ، مغازي الرسول للواقدي).
1- اقول اليس محمد يقول :تنظفوا فان الاسلام نظيف ؟ لماذا يصر زيد بن حارثة على البقاء على الجنابة والقذارة حتى ينفذ جريمته بحق هذه العجوز ؟!.
2- عبارة ابن الاثير في الكامل : (فقتلها قتلاً عنيفاً ) تدل على قسوة البدو الاعراب وصلافة قلوبهم . وكان الاولى والاجدر به ان يأتي بها الى النبي ، ليرى فيها رأيه ، لعله يعفو عنها ، اليس هو نبي الرحمة ؟! .
ثانيا – عصماء
وهي عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد ، قيل انها { كانت تهجو الاسلام وأهله } وتؤذي النبي ولها شعر تقول فيه :
بأست بني مالك والنبيت * وعوف وباست بني الخزرج
أطعتم أتاوى من غيركم * فلا من مراد ولا مذحج
ترجونه بعد قتل الرؤوس * كما يرتجي ورق المنضج
ألا آنف يبتغي غرة * فيقطع من أمل المرتجي
فقال النبي من يكفيني هذه المرأة بقتلها ؟ فانتدب عمير بن عدي الخطمي لقتلها ، واوعد الرسول بذلك ، وظل يتحاين الفرصة تلو الاخرى حتى دقت ساعة الخطر { فجاءها عمير في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها وحولها نفر من ولدها نيام وعلى صدرها صبي ترضعه فمسها بيده ونحى الصبي عن صدرها ، ووضع سيفه على صدرها وتحامل عليه حتى انفذه من ظهرها ثم صلى الصبح مع النبي } .(السيرة الحلبية ج3 ص222) . فقتلها مع سبق الاصرار والترصد ، وبالقوانين تكون عقوبة القاتل اشد .
ومن العجب ان يذكر صاحب السيرة العبارة الاخيرة ، اعني (ثم صلى الصبح مع النبي ) اي صلاة هذه التي يصليها عمير بعد قيامه بجريمة قتل امرأة على صدرها صبي صغير يرضع ؟! الا تركها رحمة بهذا بالصبي الذي لا يعرف حتى معاني القتل ، فضلا عن الذنب الذي اقترفته امه ، ان كان فعلا ثمة ذنب . وهذا سبب من آلاف الاسباب التي جعلت الارهاب وداعش وغيرهما من (الاسلامويون) يقتلون الناس الابرياء في العراق وفي سورية وافغانستان ولبنان واليمن ومصر وغيرها من الدول بحجة جهاد او دفاع عن الاسلام وغيرها من الذرائع الواهية . ويأتي من يقول ان اتهام الاسلام على انه قام بالسيف ، هو محض ادعاء ؟!.
ثالث – النضر
وهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار، يكنّى أبا قائد، قالوا وكان أشدّ قريش في تكذيب النبيّ، والأذى له ولأصحابه. قالوا وكان ينظر في كتب الفرس ويخالط اليهود والنصارى، وسمع بذكر النبيّ، وقرب مبعثه، فقال: إن جاءنا نذير لنكوننّ أهدى من إحدى الأمم، فنزلت: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ، الآية. قالوا: وكان يقول: إنّما يأتيكم محمّد بأساطير الأوّلين، فنزل فيه عدّة آيات. أسره المقداد يوم بدر وأمر رسول اللَّه، بضرب عنقه ، فقتله عليّ بن أبي طالب صبرا بالأثيل .
وعلي ابن ابي طالب هو سياف النبي ، وربما هذه العبارة تقرؤونها لأول مرة ، لكنه حقيقة ، ونحن نكتب للحقيقة وغيرها لا نريد شيء.
واقول ان الرجل قد وقع بالأسر ، وحكم العقل والعرف والانسانية ، وجميع القوانين الدولية والشرائع ، بما فيه قانون حمورابي – الذي يعد من اقدم القوانين – ان الاسير لا يقتل . لماذا يأمر النبي بقتله – بطريقة داعشية مرفوضة – صهره علي ، فينفذ الاخير من دون اعتراض ؟!. حسب قاعدة مغلوطة : (نفذ ثم ناقش) ؟
يقول النبي : (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً ، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً ، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ.) {صحيح مسلم ، كتاب الآداب ، الحديث رقم 6898 }. وقتل الاسير ، وفقا لهذا الحديث سن سنة سيئة . فكانت باب من ابواب قتل المسلم لأخيه المسلم بذريعة مخالفته في عقيدة او مسألة فقهية او غير ذلك , كما يجري اليوم من ارهاب وعمليات قتل ، كذلك فأنها تعطي الضوء الاخضر للناس بقتل الاسير وقد شاهدنا في الحرب العراقية – الايرانية كيف يقتل الايرانيون الاسرى العراقيين ، فيكفيها سنة سيئة بحسب النبي .
رابعا – ابن ابي معيط
عقبة بن أبي معيط، واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أميّة بن عبد شمس، ويكنّى أبا الوليد، قالوا وكان من أشدّ الناس أذى لرسول اللَّه، وعداوة له وللمسلمين، عمد إلى مكتل فجعل فيه عذرة وجعله على باب رسول اللَّه، فبصر به طليب بن عمير بن وهب بن عبد مناف بن قصيّ، وأمّه أروى بنت عبد المطّلب، فأخذ المكتل منه وضرب به رأسه وأخذ بأذنيه، فشكاه عقبة إلى أمّه فقال: قد صار ابنك ينصر محمّدا. فقالت: ومن أولى به منّا؟ أموالنا وأنفسنا دون محمّد. وأسر عقبة ببدر فقتل صبرا، قتله عاصم بن ثابت الأنصاري، فلمّا أراد قتله قال: يا محمّد من للصبية؟ قال: النار. قتل بالصفراء، وقيل بعرق الظّبية، وصلب، وهو أوّل مصلوب في الإسلام ، بحسب الكامل في التاريخ .
وبعد قتلهم هذا الرجل الذي وقع بالأسر هو الآخر ، لم يكتفوا بقتله فحسب ، بل صلبوه حتى يكون عبرة لغيره ، وهو اول من صلب في الاسلام – بحسب تعبيرهم . وكان بعض الصحابة عند ما يأمر النبي بقتل شخص يتسابقون ، كل يريد ان ينفذ به الحكم تقربا الى النبي . وهنالك معارضون قد ذكرناهم في مقال سابق قضى عليهم محمد ، ولا نريد ان نكرر ما قلناه
اتضح يا نجير اتك مجرد ملفق كذاب تنقل عن كذابين أغبياء , ذكرك هذه الرواية الغبية ( اقول اليس محمد يقول :تنظفوا فان الاسلام نظيف ؟ لماذا يصر زيد بن حارثة على البقاء على الجنابة والقذارة حتى ينفذ جريمته بحق هذه العجوز ؟!.) طبعا هذه الكذبة واضحة و تبين جهل من حبكها باصول الدين الاسلامي , فضلا عن الفروع او التفاصيل , اذ أن اقامة الصلاة ركن من اركان الدين حتى عند البسطاء فما بالك بصحابي و في حياة النبي صلى الله عليه و سلم . و من المعلوم ان النذر لا يكون في معصية فكيف بشخص ينذر بأمر يمنعه من الصلاة و هي عماد الدين و هو من الصحابة المقربين ؟؟؟؟
اللي اختشوا ماتوا
اذا لم تستح فاكذب كما تشاء !!!!!
😎 و هل سعادتك على دراية بما يسمى بالتيمم ؟🥺
و هل تدري ان اول صلاة اسلاميه كانت بعد رجوع محمد من رحلة الاسراء و المعراج اي ان المسلمين لم يكونوا يصلون حتى ذاك التاريخ ؟🥺
😎 ما كنت انوي ان اشاركك هذه المعلومات عن نظافة النبي و الصحابة التي وردت في الصحاح و السيرة كذلك لكنك اتهمتني بالكذب و التلفيق و انا هنا اطلب منك التاكد من المراجع التي ذكرت التاكد من صحتها و انا في اتم الاسف ان اصدم مسلم فيلم الرسالة الدين هم اهلي و اصدقائي لكن انت المذنب لإنك تنفي و تكذب ما اوردت قبل حتى التحقق من الأمر 😳😳
القمل عند النبي والصحابة وفي الفقه الاسلامي
طريف سردست
على صفحات الانترنيت تجري معارك شعواء، يستخدمون فيها نصوص التراث الاسلامي. يعرض البعض الاحاديث التي تشهد ان النبي محمد كان يعاني من القمل، فينبري البعض الاخر دفاعا، اعتقادا ان وجود القمل احد الادلة على سوء العناية الصحية. القسم الاخر يوافق على ان الاحاديث مسيئة، لانها ليست احاديث حكماء طائفته ولان النبي فوق البشر في اعتقادهم. اليوم نعلم ان وجود القمل لاعلاقة له بالقذارة، على الخصوص، فالقمل يمكن ان يتواجد لدى جميع الفئات والطبقات، فهو يسعى للوصول الى الدم ، وقادرا على مقاومة النظافة، وقد اصبح مشكلة تعاني منها مدارس اوروبا اليوم.
ومن الناحية التاريخية، القمل عاصر الانسان منذ عصور سحيقة وحتى قبل ظهور الانسان كنوع. وقد وصل الامر الى ظهور انواع من القمل متخصصة على الانسان وحده. وكان المصريون القدماء بما فيهم الفراعنة انفسهم والاغريق والرومان، يعانون من القمل. لذلك ليس غريبا ان النبي محمد عانى منه ايضا، ولم يجد علاجا له، والادلة على ذلك كثيرة وطريفة.
في الصحيحين عن كعب بن عجرة قال كان بي أذى من رأسي فحملت إلى رسول الله والقمل يتناثر على وجهي فقال ما كنت أرى الجهد قد بلغ بك ماأرى وفي رواية فأمره أن يحلق رأسه وأن يطعم فرقا بين ستة أو يهدي شاة أو يصوم ثلاثة أيام
وفي الجامع الصحيح، للبخاري، عن أنس بن مالك أمه قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه ، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت ، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ، وجعلت تفلي رأسه ، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ، قالت : فقلت : وما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ( ناس من أمتي ، عرضوا علي غزاة في سبيل الله ، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة ، أو : مثل الملوك على الأسرة ) . شك إسحاق ، قالت : فقلت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك ، فقلت : وما يضحكك يا رسول الله ؟ قال : ( ناس من أمتي ، عرضوا علي غزاة في سبيل الله ) . كما قال في الأول ، قالت : فقلت يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : ( أنت من الأولين ) . فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان ، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر ، فهلكت .
الجماع الصحيح، برقم 2788 (وورد في نفس الكتاب، برقم 7001، 1912، 3080، 2491، 129/4، 729،3171)
وقد جاء في (سنن أبي داود السجستاني ج 3 ص 179) و (سنن البيهقي الكبرى ج6 ص156) و (جامع الأصول لابن الأثير ج9 ص625) وغيرها “عن زَيْنَبَ أنها كانت تَفْلِي رَأْسَ رسول اللَّهِ وعنده إمرأة عثمان بن عفان ..” وجاء في (المعجم الكبير للطبراني ج 23 ص 321) “عن أُمِّ سَلَمَةَ أنها كانت تُفَلِّي رَأْسَ رسول اللَّهِ فَجَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ عبد اللَّهِ بن مَسْعُودٍ فَجَعَلَتْ تُكَلِّمُنِي وَأُكَلِّمُهَا، وَرَفَعْتُ بَصَرِي إِلَيْهَا، فقال رسول اللَّهِ أَقْبِلِي على فِلايَتِكِ فَإِنَّكِ لَسْتِ تُكَلِّمِينهَا بِعَيْنَيْك” وجاء في (كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي ج 4 ص 468) “كان النبي يُقِيِّل في بيت خالة أنس بن مالك وكانت تفلي رأس رسول الله .. وقد روى أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد عن ابن وهب: إن أم حرام كان يقيل عندها الرسول وينام في حجرها، وتفلي رأسه” وفي (الدر المنثور لجلال الدين السيوطي ج 8 ص 74) “عن عِكرمة إن امرأة أخي عبادة بن الصامت جاءت إلى رسول الله تشكو زوجها وامرأة تفلي رأس رسول الله فرفع رسول الله نظره إلى السماء فقالت التي تفلي لامرأة أخي عبادة بن الصامت واسمها خولة بنت ثعلبة يا خولة ألا تسكتي فقد ترينه ينظر إلى السماء”
جاء في جاء في كتاب (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 208) “عن أبي سعيد الخدري قال جئنا النبي فإذا عليه صالب من الحمى ما تكاد تقر يد أحدنا عليه من شدة الحمى فجعلنا نسبح فقال لنا رسول الله ليس أحد أشد بلاء من الأنبياء .. فالنبي من أنبياء الله يسلط عليه القمل حتى يقتله .. ” ويحكي المرجع نفسه (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 109) قصة رجل مات بسبب القمل بقوله: “عن أبي حمزة قال: قد رأيت القمل يتناثر من محمد بن علي فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي”
وقد وردت في صيغة اخرى في مسند أحمد: باقي مسند المكثرين، ومسند أبي سعيد الخدري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم عن رجل عن أبي سعيد الخدري قال وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم فقال والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر إن كان النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباءة فيخونها وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء
وحديث ابتلاء الانبياء بالقمل رواه احمد والبزار والحاكم من حديث ابي سعيد الخدري وصححها البوصيري في الزوائد وصححها العراقي في تخريج الاحياء وهي موجودة في رواية احمد والحاكم وقد صححها على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
وفي الجامع الصغير ورد عن عائشة رضي الله عنها، من طريق معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد عن عمرة انها قالت: (كان يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه )
رواه البخاري في مواضع من صحيحه والترمذي من طريقه في الشمائل واحمد في المسند من رواية والبزار
وروى ابن عبدالبر في التمهي: ذكر نعيم بن حماد، عن ابن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم “كان يقتل القمل في الصلاة أو قتل القمل في الصلاة”. قال نعيم: هذا أول حديث سمعته من ابن المبارك.
وقال المناوي في شرح الشمائل في شرح الحديث المذكور: ( ثم ان ظاهر هذا ان القمل كان يؤذي بدنه لكن ذكر ابن سبع وتبعه بعض شراح الشفاء انه لم يكن فيه قمل لآنه نور ولأن أصله ( يقصد القمل) العفونه ولا عفونه فيه وأكثره من العرق وعرقه طيب ومن قال أن فيه قملا فهو كمن نقصه ولا يلزم من التفلية وجود القمل فقد يكون للتعليم أو التفتيش لما فيه من نحو خرق ليرقعه أو لما علق فيه من نحو شوك ووسخ وقيل انه كان في ثوبه قمل ولا يؤذيه وانما كان يلتقطه استقذارا له).
ويبدو ان هذه الرؤية في تفسير أسباب وجود القمل عند النبي محمد كانت منتشرة انطلاقا من الاوهام الشائعة آنذاك عن الاسباب التي تقف خلف ظهور القمل، وهي ذاتها الاسباب التي تدفع الكثيرين اليوم لنفي وجود القمل عند النبي، حسب الاسباب التي جرى ذكرها في مجموعة من الكتب التي وصلت الينا مثل كتاب زاد المعاد، الجزء الثالث، حيث يقول:.
” القمل يتولد في الرأس والبدن من شيئين خارج عن البدن وداخل فيه فالخارج الوسخ والدنس المتراكم في سطح الجسد والثاني من خلط رديء عفن تدفعه الطبيعة بين الجلد واللحم فيتعفن بالرطوبة الدموية في البشرة بعد خروجها من المسام فيكون منه القمل وأكثر ما يكون ذلك بعد العلل والاسقام وبسبب الأوساخ وإنما كان رؤوس الصبيان اكثر لكثرة رطوباتهم وتعاطيهم الأسباب التي تولد القمل ولذلك حلق النبي رؤوس بني جعفر ومن أكبر علاجه حلق الرأس لتنفتح مسام الأبخرة فتتصاعد الأبخرة الرديئة فتضعف مادة الخلط وينبغي ان يطلى الرأس بعد ذلك بالأدوية التي تقتل القمل وتمنع تولده”. (نقل النص عن موقع نصرة محمد، بتاريخ 23/07/2013
وبطبيعة الحال لم يكن النبي وحده مصابا بالقمل، وعلى الاغلب جميع من كانوا حوله كانوا مصابين به، ولكن لدينا ادلة عن اصابة بعض الصحابة على اية حال.
في الصحيحين من حديث قتادة ، “عن أنس بن مالك قال : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما في لبس الحرير لحكة كانت بهما” .
وفي رواية : “أن عبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام رضي الله تعالى عنهما ، شكوا القمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة لهما ، فرخص لهما في قمص الحرير ، ورأيته عليهما ” .
وجاء في كتاب (الحيوان للجاحظ ج 5 ص 383) “رأيت مرةً أنا وجعفر بن سعيد بقَّالا في العتيقة وإذا امرأته جالسةٌ بين يديه وزوجها يحدَّثها وهي تفلِّي جيْبَها، وقد جمعت بين إبهامها وسَبَّابتها عدَّة قمل فوضعتها على ظفرِ إبهامهِا الأيسر، ثم قلبت عليها ظفرها الأيمن فشدخَتْها به، فسُمِعَتُ لها فَرقعةً. فقلت لجعفر: فما منعها أن تضَعَها بين حَجَرين قال: لها لذةٌ في هذه الفرقعة والمباشرةُ أبلغُ عندها في اللذة فقلت: فما تكرهُ مكانَ زوجها قال: لولا أن زوجها يُعجبُ بذلك لنهاها”
واسباب القمل ومنشأه، حسب اعتقاد العرب قديما، مذكور في جملة من الكتب، كما رأينا في كتاب زاد المعاد أعلاه. وقد جاء في في كتاب (الحيوان للجاحظ ج 5 ص 371و372) “قال أبو قطيفة لأصحابه: أتدرون ما يذْرأ [أي يُوْجِد] القمل قالوا: لا نعرف. قال: ذاك واللّه من قلة عنايتكم بما يُصلحُ أبدانكم، ويذرأُ [يوجد] القملَ الفُساء” . وفي كتاب (الحاوي في الطب للرازي ج 1 ص 202) “وأما القمل فنوع واحد (!) وتولد قمل صغار في الأشفار ويعرض لمن يكثر الأطعمة، ويقلل الاستحمام(!)”. وفي كتاب (طلبة الطلبة في الإصطلاحات الفقهية للنسفي ج 1 ص 109) “الوسخ يقمل أي يصير ذا قمل” وفي كتاب (أمالي ابن سمعون ج 2 ص 116) “القمل المعروف يتولد من العرق والوسخ إذا أصاب ثوباً أو بدناً أو شعراً، حتى يصير المكان عفناً” وفي كتاب (الحيوان للجاحظ ج 3 ص 331) “كذلك القول في القمل الذي إنَّمَا يُخْلق من عَرَق الإنسان ومن رائحته ووسَخِ جلده وبخار بدنه” وأيضا في كتاب (الحيوان للجاحظ ج 5 ص 369) “القمل يعتري مِنَ العَرَق والوسَخ إذا علاهما ثوبٌ أو رِيشٌ أو شعر حتى يكون لذلك المكانِ عَفَن وخُموم”
ومع ذلك كان هناك حلا لمشكلة القمل، وتحديدا الحلاقة. جاء في (سورة البقرة 196) (مرتلة) “فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك” وجاء في (تفسير الطبري ج 2 ص 235) “من كان مريضا .. أو كان به أذى من رأسه: من قمل فحلق, ففدية: من صيام ثلاثة أيام، أو صدقة تفرق بين ستة مساكين أو نسك [دم ذبيحة] والنسك: شاة” (3) وجاء في (زاد المسير في علم التفسير لعبد الرحمن الجوزي ج 1 ص 205و 206) “قوله تعالى هذا نزل على سبب: وهو أن كعب بن عُجْرة كثر قمل رأسه حتى تهافت على وجهه فنزلت هذه الآية فيه فكان يقول فيَّ نزلت خاصة، وجاء عنه في (سنن سعيد بن منصور ج 2 ص 716) “عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ كُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ فَجَلَسَ إِلَيْنَا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ فَقَالَ فِيَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ “فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ” قَالَ قُلْتُ كَيْفَ كَانَ شَأْنُكَ؟ قَالَ خَرَجَنْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ مُحْرِمِينَ فَوَقَعَ الْقَمْلُ فِي رَأْسِي وَلِحْيَتِي وَشَارِبِي حَتَّى وَقَعَ فِي حَاجِبِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ الْجَهْدَ بَلَغَ مِنْكَ هَذَا ادْعُ الْحَالِقَ فَجَاءَ الْحَالِقُ فَحَلَقَ رأسي” . وجاء في (معجم ابن الأعرابي لابن درهم البصري ج 4 ص 202) “عن ابن عمر قال: قال رسول الله لكعب بن عجرة: أتؤذيك هوام رأسك؟ يعني قمل رأسك، قال: نعم قال: احلق رأسك وافتد. فافتدى ببقرة”
والغريب ان حلق الشعر لم يكن مباحا في السابق، ويبدو ان ضرورات مكافحة القمل هي التي اباحت حلاقته. جاء في (تفسير الطبري ج 2 ص 235): قال شيخنا علي بن عبيد الله اقتضى قوله: (سورة البقرة 196) (مرتلة) “ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي مَحِلَّه” تحريم حلق الشعر سواء وجد به الأذى أو لم يوجد حتى نزل “فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك” فاقتضى هذا إباحة حلق الشعر عند الأذى [القمل] مع الفدية فصار ناسخا لتحريمه المتقدم” وفي (موطأ مالك ج 1 ص 324) “إذا رَمَى الرجل المحرِم جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ فَقَدْ حَلَّ له قَتْلُ الْقَمْلِ وَحَلْقُ الشَّعْرِ وَإِلْقَاءُ التَّفَثِ [أي الشعر المحلوق] وَلُبْسُ الثِّيَابِ”
دور طول الشعر في انتشار القمل
غير انه من المستبعد ان النبي قد حلق شعره للتخلص من القمل، فكل الدلائل تشير الى ان النبي محمد كان يملك شعرا طويلا وله غدائر على عادات تلك الايام. بل ان عادة الشعر الطويل بقيت سارية بين بدو الصحراء العربية حتى اوائل القرن العشرين. قال الإمام النووي: (هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سني الهجرة إلا عام الحديبية ثم عام عمرة القضاء ثم عام حجة الوداع) . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله)، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.
غير ان النبي لم يكتفي بالشعر الطويل والغدائر وانما كان يدهن شعره بالدهون، على عادة تلك الايام، وعلى الاغلب دهون طبيعية، بما يجعل من الصعب مكافحة القمل. روى النسائي في سننه عن أبي قتادة (أنه كان له جمة ضخمة فسأل النبي صلى الله عليه و سلم فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم[اي يسرح شعره كل يوم]). وفي رواية : (قلت : يا رسول الله : إن لي جمة أفأرجلها. قال : نعم أكرمها فكان قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قوله : أكرمها).
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن كان له شعر فليكرمه ) . رواه أبو داود (4163) وحسَّنه الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (10/368) . وما رواه ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيا قد حلق بعض شعره وترك بعضه فنهاهم عن ذلك وقال: (احلقوه كله أو اتركوه كله) رواه أبوداود.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أرجِّل رأسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض [والترجيل هو تسريح الشعر] . رواه البخاري (291) .
وكان شعره صلى الله عليه وسلم يصل إلى شحمة أذنيه ، وإلى ما بين أذنيه وعاتقه ، وكان يضرب منكبيه ، وكان – إذا طال شعره – يجعله أربع ضفائر .
فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضرب شعرُه منكبيه . رواه البخاري (5563) ومسلم (2338) .
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أذنيه وعاتقه . رواه البخاري (5565) ومسلم (2338) .
وفي رواية عند مسلم : ( كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه ) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة[الوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن] ودون الجمة [الجُمَّة : شعر الرأس إذا سقط على المنكبين] . رواه الترمذي (1755) وأبو داود (4187) وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر[والغدائر هي الضفائر] . رواه الترمذي (1781) وأبو داود (4191) وابن ماجه (3631) . والحديث : حسَّنه ابن حجر في “فتح الباري” ، وصححه الألباني في “مختصر الشمائل” (23) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” وما دل عليه الحديث من كون شعره صلى الله عليه وسلم كان إلى قرب منكبيه كان غالب أحواله ، وكان ربما طال حتى يصير ذؤابة ويتخذ منه عقائص وضفائر كما أخرج أبو داود والترمذي بسند حسن من حديث أم هانئ قالت : ( قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر ) وفي لفظ : ( أربع ضفائر ) وفي رواية ابن ماجه : ( أربع غدائر يعني ضفائر ) وهذا محمول على الحال التي يبعد عهده بتعهده شعره فيها وهي حالة الشغل بالسفر ونحوه ” انتهى باختصار . “فتح الباري” (10/360) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد)، أخرجه البخاري ومسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من نافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه).
القمل في الفقه الاسلامي
والقمل له دورا هاما في الفقه الاسلامي. جاء في (تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق لابن علي الزيلعي ج 2 ص 66) “لو قَتَلَ أحد قَمْلَةً سَاقِطَةً على الْأَرْضِ لا شَيْءَ عليهِ .. وَإِنْ قَتَلَ قَمْلا كَثِيرًا أَطْعَمَ نِصْفَ صَاعٍ من بُرٍّ [قمح] وَلَوْ وَقَعَ في ثَوْبِهِ قَمْلٌ كَثِيرٌ فَأَلْقَاهُ على الشَّمْسِ لِيَمُوتَ الْقَمْلُ وَجَبَ عليه نِصْفُ صَاعٍ من بُرٍّ وَإِنْ لم يَقْصِدْ بِهِ قَتْلَ الْقَمْلِ لا شَيْءَ عليه” وللشافعي رأي آخر: فقد جاء في كتاب (الأم لابن إدريس الشافعي ج 2 ص 200 و201) “من قَتَلَ من الْمُحْرِمِينَ قَمْلَةً ظَاهِرَةً على جَسَدِهِ أو أَلْقَاهَا أو قَتَلَ قَمْلا حَلالٌ فَلا فِدْيَةَ عليه” وجاء في كتاب (المحلى لابن حزم ج 3 ص 86) “َإِنْ تَأَذَّى إنسان بِوَزَغَةٍ أو بُرْغُوثٍ أو قملة فوجب عليه دَفْعُهُنَّ عن نَفْسِهِ فَإِنْ كان في دَفْعِهِ قَتْلُهُنَّ دُونَ تَكَلُّفِ عَمَلٍ شَاغِلٍ عن الصَّلاَةِ فَلاَ حَرَجَ في ذلك لأننا قد رُوِّينَا عنه صلى الله عليه وسلم “الأَمْرَ بِقَتْلِ الْوَزَغِ” من طَرِيقِ أبي هُرَيْرَةَ وَسَعْدِ بن أبي وَقَّاصٍ وَأَمِّ شَرِيكٍ. وَلاَ يَجُوزُ له التَّفَلِّي في الصَّلاَةِ، وَلاَ أَنْ ينشغل بِرَبْطِ بُرْغُوثٍ أو قَمْلَةٍ في ثَوْبِهِ إذْ لاَ ضَرُورَةَ إلَى ذلك” وجاء في كتاب (الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف للنيسابوري ج 3 ص 277) “اختلفوا في قتل القمل في الصلاة فرخصت فيه طائفة، رُوِّينا عن أنس أنه كان يقتل القمل في الصلاة، وكان الحسن يقتل القمل في الصلاة” وجاء أيضا في كتاب (المحلى لابن حزم ج 7 ص 247) “عن عِكْرِمَةَ قال لاَ بَأْسَ أَنْ تُمَشِّطَ الْمَرْأَةُ الْحَرَامُ الْمَرْأَةَ الْحَرَامَ وَتَقْتُلَ قَمْلَ غَيْرِهَا” وفي (مصنف عبد الرزاق بن همام الصنعاني ج 4 ص 412) تأتي قصة نرى منها ان بن عمر كان يتهكم على فقه القملة، إذ ورد: “حدثنا بن البيلماني قال كنت مع بن عمر إذ جاء رجل فقال ما تقول في محرم قتل قملة فقال بن عمر ينحر بَدَنَة [أي يذبح ذبيحة]. فضحكت فنظر إلي وقال لا تلمني. يسألني عن القملة، وأحدهم يثب على أخيه بالسيف!!!”
وحتى الازهر يرى علاقة للقمل بالدين الصحيح. ففي فتوى الأزهر رقم ( 685) بتاريخ 27 مايو 1919م عن تفشى حمى التيفوس: أفتى فضيلة الشيخ محمد بخيت المفتى قائلا: “كل من الحمى التيفوسية والحمى الراجعة تنتقل من شخص إلى آخر بواسطة القمل ، وشر المهلكات أمراض تتفشى وحميات تنتشر وتفتك بالنفوس فتكا ذريعا بإهمالنا تعاليم الدين الصحيحة . هذا المرض يسبب ارتفاع درجة الحرارة ويؤدي إلى الموت”. فهل اصابة محمد بالقمل تفتح الباب لاتهامه بأهمال تعاليم الدين الصحيح، او انه مات بالحمى التيفوسية؟
غير ان كل ذلك لم يمنع ان بعض الشيوخ كانوا يعتقدون التمسك بالقمل جزء من العقيدة حيث ورد في (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام لابن عثمان الذهبي ج 50 ص 255و 256) أن “الشيخ محيي الدين النووي .. كان إماما بارعا وكان شديد الورع والزهد .. وترك الملبس إلى الثياب الرثة المرقعة، ولم يدخل الحمام .. وحكى لنا الشيخ أبو الحسن بن العطار أن الشيخ قلع ثوبه ففلاه أحد الطلبة، وكان فيه قمل فنهاه وقال: دعه