مجلس النواب الأمريكى يصوت اليوم لطرد النائب الجمهورى المثير للجدل سانتوس

واشنطن : محمد يوسف وردي
من المتوقع أن يصوت مجلس النواب الأمريكى اليوم لطرد النائب الجمهورى عن نيويورك جورج سانتوس ،وفى وقت يخشى فيه الجمهوريون من تآكل أغلبيتهم الضئيلة بأربعة مقاعد، جرت أمس مناقشات موسعة داخل مجلس النواب سرعان ما تحولت لسجال حاد بين فريقين من الجمهوريين وصل حد تبادل الشتائم ،حيث خاطب ماكس ميلر ممثل إحدى دوائر أوهايو سانتوس مباشرة قائلا له ( أنت يا سيدى محتال )،فيما عايره سانتوس باتهامات الإعتداء على امرأة بالضرب التى طالته.
وكان النائب المثير للجدل جورج سانتوس قد نجا من محاولة لطرده أول الشهر الجارى لعدم توفر الأصوات المحددة بالأغلبية أو ثلثى الاعضاء ،لكن تقريرا أعدته لجنة الاخلاقيات فى مجلس النواب فيما بعد غير رأى كثير من الاعضاء لما تضمنه من نتائج صادمة لأكثر من 20 تهمة موجهة لسانتوس حققت فيها اللجنة على مدار ثمانية أشهر راجعت خلالها 172 الف وثيقة وحصلت فيها على شهادة 40 شاهد ووقعت فيها على 37 امر استدعاء.
وحمل التقرير سلسلة من مزاعم الإحتيال والانتهاكات الأخلاقية التى تتراوح بين سرقة الأموال من حملته الإنتخابية وخداع المانحين حول كيفية استخدام مساهماتهم، إلى قيامه بإنشاء قروض وهمية والانخراط فى معاملات تجارية احتيالية واستخدام اموال حملته لتحقيق الثراء وتوجيهها حتى لتسديد ديون بطاقته الائتمانية.
على أن اكثر ما جلب له نقمة النواب الساعين لطرده هو تسخيره أموال حملته الإنتخابية لدفع ثمن البوتوكس علاوة على مشتريات أخرى من موقع على شبكة الانترنت معروف بالمحتوى الصريح .
فى حال صوت النواب لطرده اليوم سيكون سانتوس سادس عضو فى مجلس النواب
يتم طرده فى تاريخ الولايات المتحدة .
من جهته أثار سانتوس الشكوك حول اجراءات التصويت واتهم لجنة الأخلاقيات بالتسرع فى عملية الإطاحة به. مشيرا إلى أنها بدأت عملها بنتيجة محددة سلفا ،رافضا تقديم استقالته بحجة أن المشرعين يتنمرون عليه وانه ضحية لحملة تشهير يقودها زملاؤه نواب الحزب الجمهورى عن نيويورك بغرض الاستفادة منها سياسيا ، محذرا من أن طرده سيؤدى لسقوط العديد من المشرعين ،كونه سيشكل سابقة خطيرة.
وفى حديث للمراسلين شبه سانتوس محاولات طرده بمطاردة الساحرات وأنها مسرح للكاميرات و المايكرفونات .. وانها ( مسرح للشعب الأمريكى على حساب الشعب الأمريكى ) !!
ودافع بعض نواب الحزب الجمهورى عن سانتوس وطالبوا باتباع الاجراءات القانونية الواجبة بدلا عن الطرد لأن الطرد فيه تجاوز لإرادة الناخبين قائلين ( دعوا الناخبين يقرروا ) ، ليأتيهم الرد من الفريق الجمهورى الآخر بأن الناخبين حرموا من تلك الفرصة عندما تم خداعهم للتصويت لصالح محتال متهم ، فى إشارة إلى أن الناخبين صوتوا لصالح شخص ليس هو الشخص الذى تم انتخابه للمنصب، اعتمادا على أن سانتوس جمل سيرته بأكاذيب -من اجل الوصول لمنصب عام -شملت تخرجه من الجامعة وعمله فى شركات المال الكبرى وإنتمائه للدين اليهودى ،كما شمل التزوير حتى تاريخ عائلته التى ربطها بالأحداث الكبرى من الهولوكست إلى 11 سبتمبر .
وندد نائب جمهورى مؤيد للابقاء على سانتوس بمساعى المشرعين لطرده واصفا الأمر بأنه أشبه بمشاهدة قرية عادلة ورحيمة تتجمع للاحتفال بحرق ساحرة مزعومة !!
وبعد 11 شهرا قضاها فى الكونغرس بدا سانتوس يائسًا بعض الشىء خلال المناقشات قائلا للنواب :أفعلوا ما تشاءون لو كنتم ترون أن طردى هو القرار الصحيح .. سأكون بخير !!وابلغ سانتوس الصحفيين أن تصريحاته ربما لن تخدمه عند إجراء التصويت المرتقب اليوم ، وتباهى أمامهم بأنه كان هادئا بشكل غريب اثناء المناقشات وأنه بدأ يفكر فى مستقبله وأنه قد يؤلف كتابا، ولم يستبعد الظهور فى برنامج تلفزيونى مثل (الرقص مع النجوم ) ،
وداعب سانتوس المراسلين بأن عمره ٣٥ عاما فقط وأن الطرد لا يعنى ( وداعا إلى الأبد ) حتى وإن كان غير راغب للترشح لاعادة انتخابه فى الوقت الحالى.
هل يشهد سانتوس آخر يوم له فى الكونغرس أم أن خوف الجمهوريين من سن سابقة تهدد مستقبل النواب قد يكتب له النجاة، علما بان الكتلة الديمقراطية
أبدت رغبتها التصويت لطرده بالاجماع ؟!