مقالات وآراء سياسية

وحدة الشعب والقوى السياسية ضد الحرب

يوسف السندي 
تحدثت المصادر امس الاحد عن تعثر في المفاوضات في جدة ، وعودة الوفدين منها. بالطبع هذا الخبر متوقع فحقيقة ان السودانيين جعلوا امر الحرب رهنا على الاطراف المتقاتلة، يؤكد ان الحرب لن تتوقف بالتفاوض ، اذا لا يمكن عقلا ان تتوقف الحرب بجهود المستفيدين من استمرارها ! .
والمستفيدون من استمرار الحرب ثلاثة : قادة الجيش ، قادة الدعم السريع ، والكيزان . بينما المتضررين من استمرارها اثنان : القوى السياسية ، والشعب السوداني (الشعب السوداني هنا يشمل حتى جنود الجيش وجنود الدعم السريع وكل مشارك فعليا في المعارك من غير القادة).
الطريق لايقاف الحرب يمر عبر وحدة الطرفين المتضررين من الحرب (القوى السياسية والشعب) من أجل الضغط على الاطراف المتقاتلة والمستفيدة من استمرار الحرب ، داخليا ودوليا.
القوى السياسية إستطاعت ان تحشد الدعم الدولي لإيقاف الحرب ، ولكن الشعب السوداني مازال رد فعله ضعيف جدا ضد الحرب وضد اطرافها وخطابها.
 وفي البحث عن السبب وراء تقاصر الشعب عن دوره ، استنتجت من حوارات ونقاشات متعددة ان الكثير من الجماهير لا يعلم حقيقة موقفه الكارثي من الحرب.
فداعمي الحرب من الجماهير يقولون لك في بداية كل حوار ، لا يوجد عاقل يريد الحرب ، مع ذلك الكثير منهم يدعمون هذه الحرب بصورة متطرفة رغم أنها حرب بكل المقاييس العقلية والمنطقية ضد مصلحتهم ومصلحة بلدهم ، فلماذا يحدث ذلك؟ هل هم لا يرون الحقائق؟ .
نعم ، هم لا يرون الحقائق ، هم الآن منفعلين بحالة معروفة في علم النفس الاجتماعي ، يمكن أن يطلق عليها اسم : (الحالة الجماهيرية).
وهي حالة تتلبس الأفراد ويتحولون من أفراد مستقلين في تفكيرهم ، قادرين على التمييز بين الصاح والخطأ في الأمور العامة المتعلقة بالسياسة والدولة ، الى جماهير تحمل افكارا غير قابلة للنقاش العقلي ، افكار عاطفية هوجاء مندفعة ، تعمل ضد مصلحة الشخص وضد مصلحة المجتمع والدولة ، ولو كان هذا الشخص يفكر بصورة مستقلة عن الحالة الجماهيرية لما دعم أفكاره هذه ولا للحظة واحدة.
اخراج الجماهير من هذه الحالة هو دور القوى السياسية والمدنية ، عليها ان تنشط في سبيل إخراجها منها وجذبها لموقف مناهضة الحرب، فالحلول التي تهندسها الجماهير وتشارك فيها هي الحلول المستديمة، بينما الحلول الجاهزة المفروضة عليها لن تقود الا الى حلول مؤقتة فقط.

‫6 تعليقات

  1. غالبية الشعب السودانى لم ينشأوا على تعلم التفكير النقدى المستقل وهم معزولون تماما ثقافيا عن العالم الا من بعض النبضات السطحية التى لا تطور ولا تفيد فى بناء قيم و مبادئ الشخص , السودانى يمكننا أن نقول أنه شخص انفعالى عاطفى غير ناضج رغم أنه فى نرجسيته يظن أنه هو وحده الذى يملك الحق و الحقيقة السودانى عقليته مشوشة لدرجة أنه يرى أن بلاده تدور فيها حرب دموية كارثية مدمرة وهو يقف أمامها غير عابئ أو كما يقول الانجليز Indifferent انه لأمر مؤسف و محزن.

  2. (اخراج الجماهير من هذه الحالة هو دور القوى السياسية والمدنية ، عليها ان تنشط في سبيل إخراجها منها وجذبها لموقف مناهضة الحرب)
    عيبكم كقحاتة لا تستمعوا للآخرين وتختطفوا تمثيل الجماهير دون سند أو اي ذرة من شرعية!
    مقولة ما في زول مع الحرب هذه حقيقة
    ولكن المشكلة في التفاصيل
    مثلا الاختلاف الان في وقف الحرب ان الدعم لا يريد أن يخرج من المنازل او أن يترك الارتكازات لانه لو فعل ذلك ببساطة يكون فقد ادعاءه بأنه يسيطر على العاصمة! ولكن انا مثلا مواطن اسكن امدرمان القديمة، منزلي ساكن فيه الدعامة منذ بدايات الحرب، كيف انت عايزني اوافق على وقف اطلاق نار ولا استطيع العودة لبيتي لأن الذين استولوا عليه هم مجرمو الدعم السريع سواء كانوا سوادنيين أو اجانب.
    كيف انت عايز الشعب يوافق على وضع كهذا، كيف عايز ارتكازات النهب والسلب والذلة تكون منصوبة في الاحياء وعند البيوت، انت ما سمعت ما يحدث عند هه الارتكازات من هؤلاء البقارة الغوغائيون؟ هل هذه هي الديموقراطية والمدنية المدعاة؟
    ياخ افترض ان البرهان اليوم طلع بيان قال ليكم خلاص وافقنا على ايقاف الحرب وفق شروط الادعم السريع: هل ترى انت أو قحت ان الامر قد عولج وان الحرب قد توقفت فعلا؟
    انا مش عارف الموقف العجيب الغريب بتاعكم دا صادر على اي اساس، هل هو قصر نظر أم هو نوع من التآمر؟ اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم قدر ما افكر في الموضوع دا ما لاقي ليه تفسير.
    وأسألك بحق الله وحق الوطن أن تكتب لنا مقالا قادما عن رؤيتكم بقليل من التفصيل للحل باعتباركم مع ايقاف الحرب والتي تعني عمليا مواصلة الحرب.. بس عشان نفهم كيف تفكر قحت ومن يعاونوها أما كلمة (لا للحرب) فهذه شعار وليست رؤية ولا حل وبالنسية لي لا للحرب بهذه الكبفية المخيفة معناها لا لرجوعي لبيتي!!!!!!

    1. و أنا ما عارف ياتو جزء من الكلام دا الما قادر تفهمو, هل أنت تعانى من عمى الاستيعاب الحكاية ما دايرة ليها درس عصر ببساطة ايقاف الحرب هو البرجعك لبيتك و استمرار الحرب هو الببعدك عن بيتك.

      1. يا لا للحرب
        سؤالي واضح جدا.. لا للحرب كمبدأ تمام ولكن كتطبيق كيف؟
        ويبدو أن هناك اناس بسطاء من اتباع لا للحرب يحتاجو لشرح طويل!!
        طيب أنا ساكن الهجرة ام درمان، تحت سيطرة الجيش، منطقة الزعيم الازهري تحت سيطرة الجنجويد، والشهداء مقسومة بينهما، فهل في راي جهلاء شعار لا للحرب أن يكون هؤلاء مسيطرين ومقسمين مناطق السيطرة بينهم بهذا النسق أم هناك نسق اخر يضمن ان حياة المواطن لن تتوقف ولن تتم مضايقته بالارتكازات والتفتيش، وهل حين اذهب من الهجرة (سيطرة جيش) بالحافلة وتم ايقافي قرب منزل الزعيم الازهري بواسطة الجنجويد الذين قرروا اعتقالي وايداعي سجونهم لانهم شكوا اني استخبارات مثلا، هل هذا يكون عادي ومضمن في الاتفاق ام لا؟ بمعنى ان اي احد من الطرفين يحق له في منطقة سيطرته اعتقالي دون ابداء اسباب، وطبعا لو أحد القوتين اعترضت على الاخرى في ذلك معناها الحرب دورت تاني؟
        كثيرون وببلادة يحسدون عليها يعتقد ان مجرد الموافقة على شعار لا للحرب ان الحرب ستتوقف والمشاكل تحل لأن الله لم يعطه ذرة من الخيال لمعرفة ماذا بعد.
        السؤال قائم ما رؤيتكم لكيفية ذلك الايقاف، يعني لازم تفصلوا، فهل في كل مكان سيطرة سيكون هناك شرطة ومراكز اعتقال وقوانين لكل طرف من االطراف سواء للجنجويد او الجيش ام ماذا؟
        هذا هو المطلوب.
        ونفرض يا مستر لا للحرب انت مشيت المفاوضات هل تفاوضك سيكون على شعار لا للحرب، بمعنى تكتب الكلمتين ديل وتطلع وتقول مبروك وقفنا الحرب ام هناك تفاصيل وتصور مفروض عليك فرضا الخوض فيه وان يكون لك فيه راي محدد؟ هذا هو الذي نطلبه ممن يقول لا للحرب!
        علم ان الوساطة في جدة اتت بخبير عالمي لفض مثل هذه النزاعات وتحدث للطرفين واعترف بأن موضوع التداخل هذا بالسودان من اعقد ما مر عليه في موضوع النزاعات، ويحتاج لجهود كبيرة ورؤى وتصورات وافية
        يجيك واحد في قمة البساطة ويقول لبك (الحكاية ما دايرة ليها درس عصر ببساطة ايقاف الحرب هو البرجعك لبيتك و استمرار الحرب هو الببعدك عن بيتك)!!
        هذه البساطة الشديدة ذكرتني رائعة البريطاني جورج اورويل مزرعة الحيوان (Four legs good two legs bad) وهو يجتهد لشرح الفرق بين البشر المجرمين والحيوانات البريئة!!

  3. غايتو خزعبلات القحاطة دي لن تنتهي ابدا والمثل يقول الجمل مابيشوف عوجة رقبتو..كدي انتو زحوا منها الأمور بتستعدل براها.

  4. ايقاف الحرب من الذي يحارب الآن الجيش و الدعم السريع كما يقول الدعم السريع هم مسيطرين علي ٪؜٩٩ من الخرطوم و يقول الدعم السريع هو محاصر الجيش في ثكناته لذلك الدعم السريع يريد يستولي علي السلطة في بداية بانقلابه الفشل و اليوم يريد السلطة مقسوم مع البرهان و الكيزان بالتفاوض.
    اين الشعب السوداني من كل هذا له الاغتصاب و القتل و التشريد من الدعم السريع و معهم العملاء و المرتزقة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..