من الرابح من الحرب بالسودان !َ

من الرابح من الحرب بالسودان !َ
بشير عبدالقادر
تسرب خبر شبه أكيد بأن كل من سفيري المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة بالخرطوم، يفتخر كل منهما بأنه هو الحاكم الفعلي للسودان، والغريب في الأمر أن السودان هو الدولة الوحيدة التي شاركت بقوات برية(من الجيش والدعم السريع) مع الدولتين في حربهما المسمى عاصفة الحزم ضد اليمن!!!مما يعني أن الجيش وقوات الدعم السريع المتصارعين في السودان الان هما حلفاء للشريكين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية.
إن الدولتان تعلمان أن تحكمهم في السودان يقوي إلى حد كبير من تأثيرهم على جمهورية مصر وخاصة على قرارها السياسي داخليا وفي جامعة الدول العربية وفي الأمم المتحدة وفيما يخص علاقتها بإسرائيل وأمريكا نفسها. وتحكمهم في السودان يضمن لهم قوة ضاربة على البحر الاحمر يمكن أن تؤثر على السياسة العالمية.
كما لن تحكمهم في السودان يضمن لهم أمن غذائي استراتيجي شبه مجاني من حيث القمح والحبوب واللحوم. وفوق ذلك فأن تحكمهم في السودان يرفع من قوة قرارهم السياسي والاقتصادي في وجه الدول العظمي امريكا والصين وروسيا.
بجانب الدولتين الخليجيتين، نأتي الدولة الشقيقة مصر. والتي تعلم علم اليقين أن أمنها المائي والغذائي متعلق بالسودان وخاصة بعد قيام سد النهضة أو سد القرن في اثيوبيا والذي سيتسبب في تنظيم جريان النيل الأزرق وبالتالي في ضياع ما لا يقل عن 7 مليار متر مكعب من الماء سنوبا من حصة السودان كانت تذهب لمصر بسبب عدم وجود خزانات كافية بالسودان لاستيعاب تلك الكمية فوق ال11 مليار متر مكعب المستوعبة اصلا من حصة السودان البالغة 18 مليار متر مكعب.
ثم نجد الجارة الشقيقة اثيوبيا بعدد سكانها الذي تجاوز ال120مليون نسمة مع محدودية الاراضي الزراعية بها ولذلك فهي تسعى بكل إمكانياتها للاستيلاء على منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى بحدود السودان الشرقية وهي أخصب اراضي السودان لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لها ولشريكتها دولة الامارات العربية المتحدة.
أما الابن المنفصل عن السودان أي دولة جنوب السودان ودول ارتريا وتشاد وأفريقيا الوسطي فهي تعتمد في اقتصادها إلى حد كبير على المنتجات الزراعية والسلع التجارية المهرب إليها عبر الحدود من السودان.
هذا ما كان بخصوص دول الجوار والاقليم ومطامعهم في السودان؛ أما إذا تجاوزناها إلى مستوي الدول العظمي فالكل يعلم أطماع الاتحاد السوفيتي في إقامة قاعدة عسكرية علي البحر الاحمر في السودان بجانب طمعها في ذهب السودان واتخاذ السودان معبر من البحر الاحمر نحو وسط وغرب أفريقيا . أما امريكا فيكفي أنها أقامت أكبر سفارة لها بأفريقيا بالسودان لتحكم من خلالها المنطقة بأكملها. وبجانبهما نجد الوحش الاقتصادي الصيني الذي لا يتورع عن التمدد اقتصاديا ليلتهم كل خيرات أفريقيا من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
ذلك ما كان من أطماع القوى الخارجية؛ فاذا تسألنا عن ماهي مصالح الجهات التي تحرك الجيش وابنه المليشاوي أو ما يسمى قوات الدعم السريع ليصلوا لهذا الحد من الصراع والحرب وتدمير المنشأاات الوطنية. هنا لا أتحدث عن الجنود والرتب الصغرى في الجهتين ولكن عن القادة ومن هو خلفهم. فالكل يعلم أن قادة الجيش وقادة مليشيا الدعم السريع العسكريين الحقيقين هم “زملاء” مهنة بل هم من “خلقوا” قوات الدعم السريع فماذا حدث بينهما من فتنة فكرية أو اثنية أو جهوية أو غيرها لتجعلهم يقتتلون حتى الموت ، ويقتلون الشعب السوداني ويهجرونه بالإضافة لتدمير السودان ؛ فماذا سيربحون بعد أن يخربون البلاد؛ والسؤال الوطني الوحيد هو الا
يوجد بينهم رجل رشيد ليقول لهم كفاكم حربا!!! وأنكم تهدون المعبد على الشعب وسيقع السقف عليكم!!!
ينسب للبروفسور ماكس مانوارينج خبير الاستراتيجية العسكرية في معهد الدراسات التابع لكلية الحرب الأمريكية….قوله ( ليس الهدف تحطيم المؤسسة العسكرية لإحدى الأمم، أو تدمير قدرتها العسكرية، بل الهدف هو: ( الإنهاك ــــ التآكل البطيء ) لكن بثبات فهدفنا هو ارغام العدو على الرضوخ لإرادتنا”…!!!
“الهدف زعزعة الاستقرار…!!! هذه الزعزعة ينفذها مواطنون من الدولة العدو لخلق الدولة الفاشلة…!!! وهنا نستطيع التحكم…!!! وهذه العملية تنفذ بخطوات ببطء وهدوء وباستخدام مواطني دولة العدو، فسوف يستيقظ عدوك ميتاً”…!!!!
ومعنى التآكل البطيء يعني خراب متدرج للمدن، وتحويل الناس الى قطعان هائمة…!! وشل قدرة البلد العدو على تلبية الحاجات الاساسية، ! إن أفضل الطرق هو التآكل البطيء، بهدوء وثبات عبر سنوات من خلال محاربين محليين شرسين وشريرين” …الهدف هو السيطرة وتقويض الدولة والمجتمع أهم من كل شيء، أي محو الدولة والمجتمع عبر عملية طويلة..!!!!) ولعل تدمير السودان بأيدي ابنائه هو اصدق دليل لتلك الخطة الشيطانية!!!
اعتقد ان اي مواطن سوداني رشيد ينادي بإيقاف الحرب. وان تحل قوات الدعم السريع ويدمج من تنطبق عليه الشروط الأمنية من صغار الرتب والجنود فقط دون كبار الضباط والرتب العليا في الجيش القومي. وإذا ثبت أن هناك جهة ما تأمرت على إشعال الحرب فيجب محاسبتها بتهمة الخيانة العظمي..
نحاسب مين ونخلي مين يا شيخنا.. الجماعة كلهم طلعوا عواليق بما فيهم احزابنا السياسية. يتسابقون من سفارة الي سفارة لخدمة الكفيل الأجنبي.
استاذ بشير
بالرغم من أن المقال فيه دعوه صريحه بضروره وقف الحرب وهو ما نتفق عليه جميعا عدا كيزان الشؤم
الا أنك قد ذهبت فى تحليلاتك خصوصاً فيما يتعلق بالسعوديه والامارات الى مدى أقل ما يمكن أن يوصف به هو شطط ناتج عن قصور فى فهم تعقيدات العلاقات الدوليه . فيا استاذى الكريم من الممكن أن يكون للدولتين مصلحه فى ما يتعلق بموارد السودان الزراعيه والحيوانيه ولن يتعدى ذلك نطاق التبادل التجارى بشروط مجحفه ضمن علاقات اقتصاديه مخله على اسواء الفروض. اما وان تذهب تلك المصالح لدرجه ان يكون للسعوديه والامارات قوه عسكريه ضاربه فى البحر الاحمر وقوه اقتصاديه تمكنهم من الوقوف فى وجه قرارات الدول العظمى كما ذكرت
(. وفوق ذلك فأن تحكمهم في السودان يرفع من قوة قرارهم السياسي والاقتصادي في وجه الدول العظمي امريكا والصين وروسيا)
فأنا فعلاً توقفت عند هذه الفرضيه طويلاً وراجعت معلوماتى المتواضعه فى السياسه والاقتصاد والعلاقات الدوليه وكانت النتيجه عدد من علامات الاستفهام والاسئله التى اتمنى أن تجيب عليها
اولاً معلوم أن هناك 373 شركه امريكيه تعمل فى السعوديه ويبلغ حجم استثماراتها 150 مليار دولار (هيمنه أقتصاديه) ومعلوم أن ألسعوديه هى اكبر سوق لمبيعات الاسلحه الدفاعيه الامريكيه ( على سبيل المثال لا الحصر اذكرك بالاتفاقيه التى وقعها الملك سلمان مع ترمب) بمبلغ 110 مليار دولار ناهيك عن القواعد العسكريه الامريكيه فى السعوديه ( هيمنه عسكريه)
ولا أود التطرق لحجم الاستثمارات فى مجالات التكنلوجيا والصحه ولا اود ان اتطرق لشركه ارامكو وشركه سابك فكلاهما عباره عن ولايات امريكيه داخل السعوديه. والان السؤال هل تستطيع السعوديه او الامارات الفكاك من براثن الولايات المتحده فقط بسيطرتها على 715 كيلومتر هى طول الساحل السودانى على البحر الاحمر؟؟؟؟
هذا غيض من فيض من الأسئله التى قصدت بها إثاره الحوار وليس النقص من امكانياتك. فقط إعاده توجيه للبوصله حتى لا نضل الطريق فى بحثنا عن الحقائق بعيداً عن نظريات المؤامره. خلاصه القول انه وإن كان لبعض دول الجوار مصلحه فى التدخل فى شؤون السودان الا أن هذه الحرب ( غير العبثيه) هى من إنتاج أخوان الشيطان ولجنتهم الامنيه بقياده المجرم البرهان والهدف منها واضح وهو تمكين سواقط الكيزان من العوده لسده الحكم.