مقالات سياسية

في السوق ده انا اسمي أأأأ 

في السوق ده انا اسمي أأأأ
 كتبته رندا عطية
شفتو قامة لاعبي منتخب جنوب السودان الحبيب لكرة السلة – يا ما شاء الله عليهم – النشفو ريق المصريين، اهه الزول ده قامته قريبة لقاماتهم، نحيف، لونه يحاكي لون ليل اهل الله، في حديثه تتراءى لكنة تشي بان اللغة العربية ليست بلغته الام.
اهه الزول ده بقى انا بعرفه بالسنين، يعني زي ما تقولو بقت بينا عشرة عمر واخوة، واللي اول ما يطل علي، ابادره دوما بصوت مرحب ومستبشر:
– اوووه …..، يا زول كيف حالك؟ اخوك كان معانا قبل كم يوم، وانا ما قصرته معاه، واكرمته ليك، وعملت ليه تخفيض محترم.
– صحي هو جاكم يا رندا؟ انا داير اقول شنو، انا داير اغير مصفى وزيت للسيارة، لكن قروشي ما حاضرات، يعني بالدين، وانا يا رندا ..
– انا ما بقدر ادينك
– انا يا رندا بلتزم اجيبها ليك بعد يومين.
وعند هذا الحد من محادثتنا تعاطفت معه وقلت ليهو مافي مشكلة وقمت بكتابة وتدوين تاريخ اليوم + اسمه + المبلغ المستحق عليه + رقم تلفونه + تاريخ التزامه بسداد الدين في الدفتر المخصص ل الديون.
 وبعد مرور اسبوع اتصلت عليه ليرد علي بجفاء:
– نعم!! شنو؟!!
– السلام عليكم.  انت التزمت تسدد الدين بعد يومين وحسع مر اسبوع كامل!!
– اااي عارف. لكن ما اتوفقت في جمع المبلغ.
 وعند قوله لي بزهج:
– ده شنو ده المعاملة ده مع الزبائن!!
وردي عليه:
– يا …… انا اللي ضمنتك و..
كان قد اقفل الخط.
لاضرب تاني بعد مرور يومين من الاسبوع وما رد! وبعد يومين تانيات وما رد!! وبعد مرور اسبوعين. من اخلافه لموعد حضوره، لسداد الدين، ومع مراجعة اكرم حشمت صاحب الورشة لدفتر الديون؛ وتذمره وزم حاجبيه واحتجاجه بوجهي غضبا – محقا – بأن:
– ماهذه الديون؟ دي خسارة!!
 ولاني لا ارضى انا اتسبب في خسارة لكائن من كان قمت على طول فتحت محفظتي وسددت الدين الذي على ادوارد كاش ل اكرم.
آهه الزول ده بعد شهرين جاء واول ما لاقى اكرم واقفا امام الورشة سدد له الدين. ولاعتقاده انني غير متواجدة بالورشة اغتابني وقطع فيني قائلا ل اكرم:
– يا اكرم يا اخي الزولة ده، رندا ده تعاملها صعب مع الزبائن، وبالطريقة دي انا تاني ما بجي. رندا ده لو خليتها معاك بتطفش ليك الزبائن.
آهه انا اثر سماعي لكلامه ومن بعد ان غمغمت بحيرة متناهية:
– يا ربي قطيعة الرجال في النسوان دي حدها وين؟!! جيت طالعه من الورشة في التو واللحظة ودوغري مشيت عليهو لمن هو اتخلع لاخاطبه بنبرة جليدية:
– يا …… انا ياما دينتك على ضمانتي، ولما انت بتتأخر وتزوغ من السداد، انا انا اللي بسدد دينك ل اكرم من جيبي.
 واكرم يشيل ويهديء فيني ويقول لي:
– خلاص يا رندا.
لاواصل:
– بعدين يا زول ما حرام عليك وعيب عليك انك تسعى لقطع عيش زول بقولك ل اكرم الزولة دي ما تخليها معاك بتطفش ليك الزبائن. كلامك ده حسع ما تحريش وحض ل اكرم على فصلي من الورشة وقطع عيشي؟! كلامك ده حسع ما عار عليك وكعوبية منك وسوء نية؟!! وفي دي تعال بقى النقول ليك والنصحح ليك معلوماتك انا اصلا ما جيت ل اكرم حشمت  وقلت له وظفني عندك بل اكرم هو من دعاني وسعى لاقناعي للعمل معه شريكة له في ادارة الورشة.
يا زول هوووي انا قبلت العمل مع اكرم حشمت كخدمة ووقوفا وقت شدة بجانب صديق عمر ليس إلا.
ولمن لقيت اكرم يقول لي بصوت حاسم:
– انا قلت خلاص يا رندا.
انهيت حديثي معه بأن:
– اسمع يا ……. واختصارا للكلام وامام اكرم صاحب الورشة من يوم الليلة انا وقفت عن البيع بالدين.
وذهبت تاركة اياه، فاغرا فاه، مصدوما، لا يحر جوابا.
ليأتيني بعد فترة ويقول لي انه داير يشتري ذاك الاسبير بس قروشه ناقصه وانه ح يسددها لاحقا.
والذي حينما اجبته بهدوء:
– في الحالة دي إلا تتصل على اكرم وتسمعني موافقته عبر الموبايل.
غادر الورشة ناقما.
لحدي ما كان ذاك اليوم وانا جالسة منحنية مولية ظهري ل الكاونتر مشغولة ومنهمكة بفرز في سيور الكتينة من سيور الهيدوروليك من سيور المكنة وارتب فيها بارقامها المختلفة كما علمني معلمي اكرم حشمت إلا واتأني صوت …….. المابغباه:
– اسمعي يا أأأأ . انا نسيت اسمك. إنتي قلت لي اسمك منو؟
 وبدون ما ارفع راسي او اتوقف عن عملي او التفت ناحيته اجبته:
– انا اسمي أأأأ.
ولمن سمعته بصوت مهجوم يغمغم:
– ده كلام شنو دي!!
وقفت على حيلي، ب قامة تفوق قامته طولا، ومن بعد نفضي لذرات تراب متوهمة من على لابكوتي المكوي سيف وضعت عيناي جوه عيونه وقلت ليهو بنبرة متل نبرة برنارد شو:
– يا زول انا في السوق ده اسمي أأأأ.
انت لمن تكون داير مني حاجة انت بس ناديني ب يا أأأأ وانا ح اقول ليك ايوه يا…….
لتعتري عيناه نظرة خجل استنجد اثرها ب اكرم مناديا له بصوت مرتبك:
– اكرم اكرم يا اكرم تعال شوف رندا ده الليلة مالا! عليك الله تعال سريع يا اخ تعال اتكلم مع الزولة رندا ده وشوفها مالا!!
واكرم عندما جاءني مسرعا وخاطبني محاولا تلطيف الجو بقوله:
– رندا  …….. ده ما صاحبنا وحبيبنا وو.. وإنتي حتى ياما قلتي لي انه الراجل ده عشرة عمر و..
قاطعته بنبرة جادة:
– شوف يا اكرم حشمت انا إن شاء الله حينما استقل وانفصل عنك واسس ورشتي الخاصة ح اضع من فوق عليها يافطة قدر الكتلة مكتوب عليها بالبنط العريض ورشة أأأأ لصيانة وخدمات السيارات.
لقطع الطريق امام محاولات الرجال الحقارة ب مكانة المراة كان في سوق العمل ولا في فضاءات الحياة والاستخفاف بها والتقليل من شأنها، من يوم الليلة.. انا في السوق ده اسمي أأأأ.
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..