على البرهان اعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد

على البرهان اعلان وقف اطلاق النار من جانب واحد
عثمان بابكر محجوب
يعتبر مؤسس الجماعة الإسلامية أبو الأعلى المودودي هو الأب الروحي للاسلام التكفيري ، استعار منه سيد قطب مبادئه في “الحاكمية” والجاهلية” و”الخلافة”، وكان هناك صداقة متينة تربط المودودي بمؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا ويعتبر المودودي ايضا ملهما لتنظيم “القاعدة” و”داعش” ولم يقتصر تأثير المودودي على جماعة الإخوان المسلمين، بل امتد حتى بلغ الخميني الذي اعتمد بعض أفكار المودودي عند تاليفه كتاب “الحكومة الإسلامية ” بعد ان كان مطلبه العودة الى تطبيق دستور 1906. وأشاد المودودي بالثورة الخمينية الإيرانية وباركهاً. وتوفي المودودي في سنة 1979م اين ؟ في نيويورك!!! واعجباه ! ورثاه الخميني بقوله :( المودودي لم يكن قائداً دينياً عظيماً للمسلمين في باكستان فحسب بل كان قائداً للعالم الإسلامي كلّه). ويعتبر راشد الغنوشي الإخواني ان الاتجاه الإسلامي الحديث تبلور وأخذ شكلاً واضحاً على يد البنا والمودودي وقطب والخميني . ونشرت مجلة الأمان التابعة للإخوان في مصر بعد ثورة الخميني قصيدة يوسف العظم ودعا فيها إلى مبايعة الخميني . والهدف من هذا الاستعراض السريع هو الاشارة الى ان الاسلام السياسي واحد لا دين له ولا مذهب وبعد هذه المقدمة نعرض ما قاله الخميني عند قبوله قرار وقف اطلاق النار في الحرب الايرانية – العراقية : “ويل لي أنا الذي مازلت على قيد الحياة، أتجرّع كأس السُّم المُلوّث بقبول القرار، وأشعر بالعار مقابل عظمة وتضحية هذا الشعب الكبير” هذه التربية السلفية التكفيرية الاسلاميه درسها اخونجية السودان وحفظها البرهان عن ظهر قلب حيث انه يتبع الخميني الذي يفضل شرب السم على حقن الدماء كذلك الامر البرهان ومن خلفه اللجنة الامنية وفلول البشير وحزب المؤتمر اللاوطني المحتضر . اذن هي ثقافة اجرامية تلزم اتباعها اراقة الدماء الى ما لا نهاية هي ثقافة طغاة الاسلام السياسي . اما الصنف الثاني هم الدعاة اصحاب الدعوة للاسلام الذي كانت مداخيلهم السنوية من النهي عن المنكر سنة 2008على النحو الاتي :الداعية المصري عمروخالد 2,5 مليون دولار ، الداعية الكويتي طارق سويدان 1مليون دولار ، الداعية السعودي عائض القرني 533الف دولار ، والداعية السعودي سلمان العودة 267 الف دولار.اضافة الى ذلك فان مؤسسات “الاطباء والصيادلة ” اي الفقهاء والمحدثين يتصرفون باموال الزكاة والتبرعات كانها ملك عائيلي . ورغم ذلك عندما نحذر المؤمن البسيط من هذه المافيا فانه يتبرع بالدفاع عنهم للاسف .
وما يعنينا في الامر ان البرهان ليس في وارد تسهيل التوصل الى وقف اطلاق النار وهو بكل غباء يسير نحو الانتحار باسداء خدمة مجانية للمشروع الاميركي في المنطقة التي بدات تباشيره تظهر في حرب اسرائيل الوحشية ضد اهل غزة والمدعومة مباشرة من اميركا ودول الغرب وبتواطء ظاهر من مشيخات الخليج ودول عربية اخرى حيث ان المشروع الاميركي يهدف الى ضرب الاسلام السياسي المسلح وتحجيم دور الاخونجية الى حده الادنى ومن الدول المستهدفة السودان حيث ان اميركا تغض الطرف عن برابرة الجنجويد حيث تتطابق مصالح الطرفين في هزيمة فلول البشير ولو ان اميركا جادة في مساعدة ضحايا هذه الحرب كان من واجبها حينها اتخاذ تدابير حازمة بعد مجزرة دار المساليت في دارفور .
امام هذه الواقع اذا كان البرهان ذو قطنة ، عليه خلع بدلة الاخونجية وارتداء بدلة الجيش السوداني كي يحفظ رأسه على الاقل قبل فوات الاوان وبالتالي الخيار الصحيح يكون بوقف الاعمال الحرببية فورا واعلان وقف اطلاق النار دون قيد او شرط . والا سيتجرع كأس السم الذي هرب منه الخميني .عليه ان يتخلى عن افاعي حزب المؤتمر الوطني وان لا يردد :
اَلسُّمُّ مِنْ أَلْسُنِ الأَفَاعِي ****** أَعْذَبُ مِنْ قُبْلَةِ الْوَدَاعِ
وطيب قول البرهان أعلن وقف إطلاق النار مالمتوقع بعد ذلك.. هل سيوافق حميدتي على الاندماج في الجيش دون شروط ام نتجادل من جديد ان الاندماج يتم في عامين او عشرة او عشرين عاما وكأننا لا رحنا ولا جينا..وهل الحرية والتغيير ستقبل بمشاركة الجميع في الاطاري على قدم المساواة ام سيكون الإطاري نادي حصري لمعجبي السفارات الأجنبية…لو كملت فكرتك يكون أفضل.
ولماذا على البرهان و ليس على حميدتي اعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد؟!!
هذه سذاجة واستعباط فايتة الحد