مقالات وآراء

قمة إيقاد حققت اختراقات يمكن البناء عليها

عثمان فضل الله

بتحفظ شديد نستطيع القول وطبقا لما توفر من معلومات بشأن ماجرى اليوم في جيبوتي.
وبعيدا عن لغة غالب ومغلوب فإن كان هناك غالبا في السلام هو الوطن وقطعا لا مغلوبا في الحرب غيره ..
نقول أن قمة إيقاد حققت مجموعة اختراقات يمكن البناء عليها اذا توفرت الارادة المطلوبة مرفوقة بالشجاعة التي تصنع السلام،وفي مقدمة تلك الاختراقات الحصول على التزام من البرهان وحميدتي على عقد لقاء بينهما في مدة لاتتجاوز الأسبوعين، وهو مقترح قديم لايقاد غير ان هذه المرة حرص الرؤساء على تثبيته في محضر القمة.

كواليس ..

بحسب مصادر دبلوماسية افريقية أن اجتماعا عبر تقنية الفديو تم بين قادة ايقاد و قائد الدعم السريع،محمد حمدان دقلو ” حمبدتي” واستمعوا مطولا لوجهة نظره بشأن مايجري في البلاد من صراع دامي ورؤيته للحل، الي جانب موافقته على لقاء قائد الجيش، وطبقا لتلك المصادر ان الاجتماع مع دقلو سبقه اجتماع آخر مع وفد الدعم السريع الذي كان متواجدا في كواليس القمة وابلغوه بنتائج الاجتماع المغلق للرؤساء، وذكرت المصادر ان وغد الدعم السريع ابلغهم موافقته على كل ما اتخذ من قرارات وحرصه الكامل على ايقاف الحرب والوصول الي تسوية سياسية.

وفقا للمعلومات المستقاة من عدة مصادر أن القمة استجابت لطلب الحكومة السودانية بحل الآلية الرباعية التي تم تشكيلها في القمة السابقة برئاسة كينيا، واسناد مهمة تنسيق الجهود الرامية لاحلال السلام في السودان الي الآلية الموسعة المشكلة في وقت سابق من قبل الاتحاد الأفريقي والتي تضم في عضويتها عددا مقدرا من الدول اهمها الي جانب الولايات المتحدة الأمريكية كل من فرنسا وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول ايقاد الثمانية بالإضافة الي الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية.

وطبقا لدبلوماسيين افارقة أن الجلسة الافتتاحية شهدت نقاشا ساخنا، حيث طرح البرهان طلب بلاده بضرورة حل الآلية الرباعية متهما رئيسها بالانحياز وعدم الحياد وهو الامر الذي دفعه الي التحفظ عليها.

وذكرت ذات المصادر أن الرئيس الكيني وليم روتو، رد على البرهان قائلا (اسجل تحفظي على حديثك ولكن لن ادخل معك في ملاسنات تحيد بالاجتماع عن هدفه الرئيسي وهو إنهاء مأساة السودانيين المشردين في العديد من البلدان ووضع حد للدمار الذي تشهده الخرطوم وغيرها من المدن لذا لا امانع في حل الرباعية والتي لم أكن أرغب في تولي رئاستها وكان المقترح أن يتولاها سلفاكير الذي اعتذر بأن علاقته بالطرفين لاتسمح له بذلك).

بينما شدد الرئيس الاثيوبي آبي احمد على ضرورة النظر الي الاوضاع الانسانية التي يعانيها الشعب السوداني مؤكدا حرص بلاده على ان يصل السودانيون الي حلول للمشاكل التي ادت الي اندلاع الحرب، والعمل مع جيرانه بثقة اكبر فهم يسعون لمصلحته وايقاف نزيف الدم والموارد الذي يشهده،وفي ذات الاتجاه ذهب كل من حسن شيخ محمود رئيس الصومال واسماعيل عمر قيلا رئيس جيبوتي،مؤكدين حرص بلادهماعلى ان يكون السودان مستقرا ومعافا، ودعا شيخ محمود القيادة السودانية الي النظر بتدبر الي التجربة الصومالية لتكون لهم خير واعظ.

وبينما لزم البرهان الصمت في معظم الوقت الذي استغرقته الجلسة المغلقة ، تمكن الرؤساء المجتمعين من اقناعه بلقاء حميدتي ، وتجنيب بلاده سيناريوهات كارثية تتهدداها ، ولفتت المصادر ان اللقاءات الجانبية بين البرهان التي سبقت الجلسة المغلقة والتي اعقبتها ساهمت بشكل كبير في تليين موقف قائد الجيش حيث وضغه المبعوث الامريكي في تصور البيت الابيض خطوات حل الازمة السودانية وان قرار واشنطن هو انهاء هذه الحرب باستخدام الوسائل كافة.

وابدت المصادر الدبلوماسية تفاؤلا كبيرا بان الايام المقبلة ستشهد خطوات جدية في طريق انهاء الحرب والوصول بسفينة السودان الي شاطئ السلام، مشيرة الي الاجواء الايجابية التي انتهت بها القمة والمرونة والتفهم الذي ابدياه قائد الجيش وقائد الدعم السريع لرؤساء ايقاد.

وحول الخطوات المقبلة التي ستقوم بها الايقاد قالت المصادر الدبلوماسية ان الكرة الان في معلب الامانة العامة لايقاد ودولة جيبوتي رئيس الدورة الحالية للمنظمة والتي ستقوم بوضع خطة تفصيلية مرفقة بخارطة زمانية وستتم بالتنسيق الكامل مع وزراء خارجية دول الالية الموسعة ووسطاء جدة، تبدأ بتحديد مكان وزمان لقاء قيادتي الجيش والدعم السريع وهو اللقاء المعول عليه لاتخاذ العديد من القرارات الهادفة لتعزيز بناء الثقة بين الطرفين.

هذا ما توفر لي من معلومات نقلته كما هو وليس لي فيه غير تحريره فقط لتحويله من كلام منطوق الي كلام مكتوب.
والله ولي التوفيق وهو المستعان

‫6 تعليقات

  1. البرهان وحميدتي والكيزان الي الجحيم، ماذا جنوا بعد هذا الخراب والموت سنبلة للشعب السوداني ،الله يقرفكم يا حميدتى والبرهان. لكن نحن الشعب السوداني لن تحكمنا يا برهان وكيزانك وكذلك لن تحكمنا يا حميدتى وجنجويدك.

    1. عملية الجمع بين حميدتي و البرهان في الشر هي حالة لانكار الواقع في ذهن السوداني . إذ لابد أن ترسل كفة الميزان عندك تجاه الاخر .
      عندما تقرأ أقوال الرؤساء الآخرين ستعرف إلى أي درجة تحكم الدولة السودانية عقلية متحجرة غوغائية و تقرأ ما صدر عن العنبج ممثل هذه الدولة لم يفتح الله عليه بان يقول شئ عاقل.

  2. استهل تعليقي …تفاءلوا خيرا…
    مبروووووووووووووك للشعب السوداني ….نسأل الله رب العرش العظيم ….ان تتكلل هذه الجهود بالنجاح …
    …صحيح ان الخسائر في الارواح والممتلكات والبنية التحتية للعاصمة جسيمة جدا …ولم تخطر في اسوأ كوابيس الشعب السوداني …
    لكن الجانب المظلم ….الذي لم يتطرق اليه احد….والذي اتمنى ان يجد صحفي استقصائي نابه ….لكشف اغواره..وتغطيته بشكل احترافي
    الا وهو مدى الخسائر الناجمة عن هذه الحرب الملعونة على مستوى العلاقات الاسرية وتماسك علاقات القربى
    اذ من المعروف ظروف المعيشة والسكنى البائسة جدا التي كان يعيشها السواد الاعظم من الشعب السوداني في العاصمة والاقاليم قبل نشوب هذه الحرب الشيطانية المدمرة …زاد على هذا الامر والحياة وبالا …اضطرار كثير من الاسر النزوح الى مواطنهم وديارهم الاصلية والبيت الكبير في الاقاليم..الامر الذى ادى الى المشاركة في سكنى بائسة بضيقها وعلاتها .. مما ترتب عليه بعد تطاول امدها …خلافات اسرية …بين الاخوان في البيت الكبير ( الصغير ) …وزوجات الاخوان …وامهات الازواج…. وامهات الزوجات… وابناء العمومة.. وابناء الخال…وغيرهم ..
    اغلبهم كان يجمع بينهم قبل الحرب… المودة في القربى …والتزاور ما بين العاصمة والاقاليم… للدراسة … والعلاج …او في مواسم الهجرة الى الاقاليم فى شهر رمضان …واعياد الفطر..واعياد الاضحى …. يتعالى انسهم ومرحهم ..مابين ( سطلة ) الشربوت وشطة ام فتفت..
    الآن سادتي الافاضل كل هذا البنيان التكافلي والاسرى تأثرا كثيرا …ومهدد بالانهيار اذا استمرت حرب سباق الجنون
    ايها الشعب السوداني الكريم ….يا ضباط قوات الجيش السوداني الاماجد يا قوى الثورة واحرار السودان …يا عقلاء …( الحركة الاسلامية ) …هذه الحرب المشئومة …ما بين شهر رمضان السابق …وورمضان القادم.. لا يفصلنا عنها الا بضعة شهور ..لذا لا تسمحوا لانفسكم ان تستكمل سنتها الاولى مطلقا مهما كانت المواقف و التضحيات…والا تولدت علينا غيرها سنوات لئام عجاف كثيرة..و من ثم تدور علينا دائرة حساب كوارثها فواجعها بالسنين الطوال… مثل ما انتم تشاهدون من حولنا …والسعيد من اتعظ بغيره
    في الختام ..نداء …ورجاء …بقدر ما تبقى من امل …يا عقلاء الحركة ( الاسلامية ) ..باسم حركتكم صنع في هذا الشعب المكلوم الصبور … شرا كثير من قبل …ولعل حميدتي وزمرته اوضح صنائع الشر التي انتجها حكمكم …وقد كنتم من قبل تدافعون عنه لحماية سلطتكم
    اتقوا دعوة المظلوم فأنها ليس بينها وبين الله حجاب
    لكم من الله الحسنى …لمن احسن فى هذه الحياة الدنيا….ولاتجعلنا…يا الله … من الاخسرين اعمالا

  3. (قمة إيقاد حققت اختراقات يمكن البناء عليها)

    البرهان و حميدتى أمسكا بذيل النمر
    عن متلازمة الزعيم المجرم أُحدثكم
    وهى أن يكون على سدة حكم قومٍ مجرمٌ لو حوكم بما يُحاكم به مليون
    مجرم لما كان عدلاً في حقه . هذا المجرم يستمد شرعيته من إجرامه
    و الخيار واضح جداً أمامه : إن استمرَ في الحكم فهو زعيم بكل امتيازات
    الزعامامة و أكثر و إن هو ترك الحكم و تَرَجَّل عنه فهو مجرمٌ تعافه
    حتى المقاصل. و هذه هي مأساة الدول التي تحكمها أنظمة مستبدة ، الحاكم
    فيها يكون زعيماً طالما بقى في كرسى الحكم و إن ترّجَل عنه فهو مجرم
    قاتل و ليس أمامه من خيارٍ إلا أن يستمر فى الحكم أي أن يستمر فىإجرامه .
    في الواقع ليس هناك مستبدٌ ليس مجرماً إطلاقاً.
    إسمحولى أن أكرر عليكم قصة الصعيدى الذى ابتاع محطة القطر
    من أحد المارّة من سكان القاهرة فكلا البائع و المشترى لا يعرفان
    بعضهما كما أن البائع لا يملك المحطة و لا المحطة معروضة للبيع
    أصلاً!! فكلٌ من البرهان و حميدتى لا يملكان من قرارهما إلا الذهاب
    الى المرحاض و عليه فإن أخذت منهما التزاماً بأمرٍ ما كأنما اشتريت
    محطة القطار.
    كما أنّ كُلاً من البرهان و حميدتى زعيمان ( قدر الضربة ) طالما أن
    الحرب مستعرة و إن توقفت الحرب فهما مجرمان و لَيْسَا أىُ
    مجرمين بل هما قتلة ولكن لَيْسَا أي قاتلين بل قتلا مئات الآلاف
    ولكن لم يقتلا مئات الآلاف عن سِنَةٍ و سَهْو بل بإصرار و أعين
    مفتوحة . أي أن الحرب هو الشىء الوحيد الذى ينقذهما من الإعدام.
    فتخيّل أن شخصاً الخيار أمامه : أن يستمر في الحرب أو أن يعدم
    ثم يلتزم لك بإيقاف الحرب أى يلتزم لك بمقتله و حتفه .
    و تخيل مرة أخرى عبداً التزم لك بما لا يُرضى سيدَه!!!
    و إيقاف الحرب و إنهاء الاستبداد في في حل معادلة :
    إما الزعامة أو الإعدامة………..أى أن حل المعادلة في
    العفو عن المجرم و توفير الممر الآمن له ليس حباً فيه و لا
    خوفاً منه و لكن من أجل عيون البلاد العباد و إلا فبشر العباد و البلاد
    باستمرار الحرب و الاستبداد و خراب البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..