اعلان جيبوتي” حسم الصراع التاريخى بين حكم المدنيين وحكم العسكريين

اعلان جيبوتي” حسم الصراع التاريخى بين حكم المدنيين وحكم العسكريين
واشنطن، محمد على صالح
صباح الخير (او مساء الخير) للجميع.
استيقظت قبل قليل، هنا في واشنطن، لاقرأ احسن خبر منذ بداية هذه الحرب فى السودان.
في الحقيقة، منذ سنة 1989
إذا كان “إعلان جيبوتي” صدر في ذلك الوقت. ربما لم يقدر عمر البشير على حكم السودان ثلاثين سنة.
لكن الله قدر ذلك.
ليست اهمية “اعلان جيبوتي”، يوم السبت، عن السودان فقط. ولكنها عن الصراع التاريخى بين حكم المدنيين وحكم العسكريين.
حسم “اعلان جيبوتى” هذا الصراع التاريخيّ بين المدنيين والعسكريين في حكم دولهم.
وبتأييد قوى من امريكا والدول الاوروبية.
وقرر تأسيس حكومة مدنية (ربما في المنفى في البداية) تعلو علي العسكريين (جيش، ودعم سريع). مدنيون يمثلون مختلف الاتجاهات السياسية، بدون اى استثناء.
لن يكن تنفيذ الاعلان سهلا. لكن أهميته في تاريخيته.
من المفارقات ان الدول الافريقية، لا الدول العربية، قامت بالدور الرئيسى.
لكن، سجل الدول العربية في طريق الحرية والديمقراطية سجل سلبى. ننظر اليوم فنرى أنه لا توجد دولة عربية حرة وديمقراطية. ربما يمكن وضع اعتبار خاص لكل من لبنان، والعراق، والمغرب، وتونس.
في الجانب الآخر، ها هي الدول الافريقية، بقيادة كينيا واثيوبيا، وجنوب افريقيا، تحسم هذا الصراع التاريخى بين حكم المدنيين والعسكريين.
كينيا، منذ استقلالها، لم يحكمها العسكريون.
واثيوبيأ، رغم سجلها المتأرجح، يحكمها اليوم مدنيون. رغم قوة الجيش الاثيوبى في الحرب الداخلية المستمرة.
وجنوب افريقيا لم يحكمها العسكريون، حتى خلال سنوات حكم الاقلية البيضاء.
هذه هي الفقرة الهامة فى “اعلان جيبوتي”:
“… التزمت قمة الهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد) بدعم عملية سياسية شاملة، بقيادة مدنية، لتحديد طبيعة وهيكل المجتمع السوداني، وطريقة حكمة، ونقل البلاد إلى حكم ديمقراطي مدني قوى …”
“…the IGAD summit committed to support a civilian-led inclusive political process that will elaborate the nature and structure of the Sudanese society and governance and move the country to a viable, civil democratic rule”
————-
الحبوب، محمد علي صالح.
مساكم الله بالخير.
١-
اقتباس:
(…- اعلان جيبوتي” حسم الصراع التاريخى بين حكم المدنيين وحكم العسكريين.).
٢-
تعليق:
الصراع التاريخى بين حكم المدنيين وحكم العسكريين لم يحسم ولن يحسم الي يوم الدين لانها كراهية متوارثة تجري في الدماء منذ زمن المك نمر الي غردون، وعبود والنميري والبشير والبرهان، كراهية ضد المؤسسة العسكرية، والاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الوطني، كراهية ومقت ضد الكاكي والقاش والاشرطة العسكرية والنجوم والصقور الصفر.
يا حبيب,
هذه الكراهية موجودة في افئدة كل الشعوب بلا استثناء خاصة في دول العالم الثالث.
كان بودنا نشاركك الفرحة لكن عندنا في السودان الأحزاب المدنية لا تمارس الديموقراطية ولو على الحد الادني فبالتالي لا فرق بينها وبين العسكر.
العسكر مكانهم الحدود القومية أيام الحرب ومكانهم العمل في الحقول الزراعية والتعدينية والرعوية أيام السلم، أما الاحزاب المدنية فلا بد أن تكون أحزاب برامج وليست أحزاب غوغاء وتهريج وديمقراطية طائفية زائفة كالتي ظللنا نشاهدها منذ عام ١٩٥٤م