مقالات سياسية

أيام (برهان) الأخيرة !

عبد الرحمن الكلس

البرهان هو أكثر قائد عسكري سوداني منحه التاريخ فرصة الدخول عبر أبوابه العظيمة ، ولكنه بدّد وازدرى كل الفرص التي أتيحت له، بحيل وتسويف وأكاذيب وطفولية وقف العالم محتاراً أمامها، بل كان التاريخ صبورًا وسخيًا معه حتى بعد انقلابه على ثورة الشعب في 25 اكتوبر 2021، عندما فتح له كتابه وجعله يقرأ عيانًا بيانا حكمته الخالدة، القائلة: بأن ثمن سحق إرادة الشعوب أفدح بملايين المرات من ثمن احترام هذه الإرادة والتماهي معها، ولكنه تحت سكرة السلطة اختار ركوب قطار الماضي لا المستقبل، بمعية (كيزانه) ومن غررواً به، فانتهى إلى ما هو عليه الآن من حال؛ ضاقت عليه ظاهر الباطن فبدأ ينبش في باطنها.. ولن تكون خنادق شندي هي المأمن، ولا أعرف ما يخشاه الرجل وقد أصبح لا ينقصه إلا القليل من الموت حتى يغيب من حيواتنا، وتذهب روحه الشقيِّة إلى بارئها، وهي محملة بأثقال دماء المئات بل الآلاف من أنضر شباب وشابات هذا الوطن، وعند الله تجتمع الخصوم.

قبيل قمة الإيغاد التي انعقدت بطلب وسعي من البرهان نفسه، عاش الكيزان ساعات أحلام يقظه مبتلة جراء التعاطي مع السياسة كعادة سرية، وهم يتغنون بالبيت والمطبخ الإفريقي، فيما الزعماء الذين كانوا حضورًا بالقمة استعانوا بصبر جميل على ألاعيب الرجل وجماعته، حتي إذا ما جاءت ساعة قولهم، نطقوا فسمع منهم ما لم يقو عليه، وهرب مذعورًا إلى بورتسودان مُمارساً عادته في الفرار ، مبلغًا قومه ما استقر عليه أمر القمة التي سعى إليها متوهماً؛ فانتهت بالنسبة له كما الدابة التي قتلت صاحبها، وقد أتت بالعزم على إنقاد شعب السودان منهم كافة ومنه خاصة، وكان أن استبان للجميع بأن القادة المجتمعين قد اسمعوه ما لا يسره و لا يسر كيزانه، ومنها تعاملهم مع الدعم السريع كندٍ وليس (قوات متمردة) كما يحلم، والعودة للحكم المدني الديمقراطي الذي كان قد أطاح به وأشعل حربه من أجل أن يصبح رمادا تذروه الريح، ولا تقوم له قائمة على أرض السودان مُجددًا، فإذا بكل ما فعل يرتد عليه دخان مُنذر بعظيم الخسران، فضاقت عليه بورتسودان وأطبق عليه الخوف من ما سيفعله به قومه، وخرج منها مرتعداً يتلفت طالبًا أمان كان قد انقلب عليه، فطار إلى شندي ليشهد حفر الخندق، ويطير منها إلى أم درمان لينظر في عيني (العطا)، والمصائب تجمع المصابين، حتى يُبدد به خوفه ويمنحه تماسكًا، باحثًا عن بارقة أمل تبعد عنه مصير محتوم قد أدركه بفعل يديه، فهل هناك مزيد من ساعات أُخر؟ وهل مصافحة مذعور وهربان لمذعور وهربان سكن وأمان؟ وهل يأمنان لبعضهما البعض وميثاقهما كما (جماعتهم) هو الغدر والفرار؟!

وهو في متاهته هذه صار الهذيان حليفه، فراح يهذي مستجدياً بصيص طمأنينة لم يعد يتلمسها، وهذا مصير كل خائن، وصار كما سلفه السابق (البشير)؛ الذي كان يهرب من الخوف بالرقص وترديد الأكاذيب، فخطب في جنوده بشندي قائلاً إنّ هناك من اتصل به في أول أيام الحرب – من طرف الدعم السريع- عارضًا عليه الخروج سالمًا، مضيفًا أنه رد على العرض بالرفض مصرًا علي القتال، وأنه قد اسمع المرسال كلامًا لن ينساه مدي الحياة – فأي هذيان هذا الذي يأتي على نسق قصص سلفه الكذوب (التي حدثت له وحكاها له واحد)؟.

وأبطال المآسي السينمائية الخيالية حين تنكشف سوءآتهم يخطبون خطبة عن طيب أفعالهم ثم ينتحرون، لكنه لا يفعل فعل الرجال، والكيزان في بشاعة النفس وفعل السوء يفوقون الخيال، وهكذا أصبح يخطرف بما لم يعد قادرًا على تحمّل تبعاته، ثم من هم هؤلاء الهبل الذين لا يعرفون من هو له شأن وشأو كبير في الكذب والغدر والخذلان؟ ولكنه هذيان يتوسل فيه للزمان بنسيان عار الفرار من خندق القتال، ومن فرارٍ إلى فرار ، ومن عار إلى عار؛ متوسلا جماعته أيضًا بأن يمنحوه ساعات أُخر، ولن يمنحوه، إذ صار مستهلكاً في ناظرهم، وقد أفلست كل مسرحياته، ولم يعد صالحاً لأداء مشاهد أخرى، وقد آن أوانه معهم، وسيفتكون به عاجلاً أم آجلًا، وهو أكثر من يعلم بسعة إجرامهم وعميق غدرهم، وطائرة الزبير محمد صالح، وجثة إبراهيم شمس الدين المتفحمة التي انصهرت مع الحديد، لا تزال تحكي عن فعلهم وأفعالهم، فماذا يساوي هذا الهمبول الكذوب أمام أولى القربى الذين ضحوا بهم، وأين المفر؟؟

وهل ينجي حفر الخنادق حول شندي قائداً إختار الانتصار بالفرار؟ وضد من هذه الخنادق ومن يريدون الفتك به هم داخل حزام المناطق التي تلفها خنادقه؟! فهل ستنجيه خنادق شندي من مليشيات البراء وبقية كتائبهم التي تآمر معها ساعة غض الطرف عن إجرامها وهي تقتل الشباب والشابات أمام أسوار قيادة الجيش وعلى باب منزله؟!.

وبمثلما تآمر معهم في قتل الصبايا والصبيان؛ يطلبونه الآن – هذا هو حُكم الحكم، وسيأخذونه غيلة في مقبل الأيام، وجميعهم يسعون إليه الآن، بعد أن استهلكوه في الزمان وفي المكان، وليس أمامه من حل سوى مواجهة من يهددون حياته، وهي مسألة حتمية، ولكن يبقى السؤال: من سيسبق الآخر؟ هذا ما لا نستطيع التنبؤ به، ولا يهمنا، وما يهمنا هو أنّه بعد تلك المواجهة ستعاود نجوم الحرية التحليق مجددًا في سماء السودان، حيث لا كيزان أو برهان.

‫7 تعليقات

  1. شكرا للبرهان الذى بدد احلام مليشيات الإمارات والنصر لقوتنا المسلحة والموت لمليشيات محمد بن زايد عليه من الله مايستحق

    1. كفيت و وفيت اخي الكلس فعلا انتهى الوقت و دنت ساعة الحساب و الديمقراطية والحرية والسلام و العدالة

  2. بإذن الله وهل بعد كل هذا الخراب سيعود البرهان ويعود الكيزان كلا ثم كلا ثم كلا والف لا. حكم مدنى ،لانريد أن نرى كاكى تانى داخل المدن إلا الشرطة والدفاع المدني.

  3. مسألة صراع المليشيات الكيزانية فيما بينها سيحدث وقريبا جدا لأن البشير صنع نظام مترهل كل جزء فيه يريد الكعكة بأكملها وكان هم البشير الوحيد هو التوفيق بين هؤلاء المجرمين بمنحهم مزيد من أدوات النهب والآن مع هذه الحرب فهناك متغيرات عديدة ستؤدي حتما لتكتلات كيزانية متعددة ومتحاربة فيما بينها

  4. يا نفيسة ماذا تقولين؟ شكلك غير متابعة المشهد جيدا. هل ترضين بالكيزان بعد كل السنين الضوئية من الظلم والقهر وأفعال الشيطان والتجارة بإسم الدين وتنكيل الشعب. أ تدافعين عن الكيزان؟ والامر المحير تهتفين باسم برهان ذلك النكرة الجبان الذي تسنم قيادة الجيش على حين غفلة. ام ترى أنك كوزة متواضعة الثقافة. ولا اخالك ممن حباهم الكيزان بالمنح وأموال السحت حيث لم يحظى بذلك سوى أمثال الحرامية ارذلزول والاعمش هجو ومستر بواسير ترك. ترك الله له العذاب الدائم. يا حرمة امشي اقري واتثقفي بعداك ممكن تتضح لك الأمور. اما التهليل والوقوف مع الكيزان وتحديدا البرهان شيء مؤسف وسخيف. الرجل فك البيرق وهرب وكذب و ضرب كثيرا من اللقيمات والعيب لقيمات بالجبنة (القهوة). ولسان حال القهوة يقول (وا ذلاه يا للقهوة). هل يرضيك اسناد انسان ضعيف جبان كالبرهان يا نفيسة. كلا ثم كلا أتمنى لك عودة جميلة للوعي.

  5. كفيت و وفيت اخي الكلس. لقد إقتربت ساعة النصر و دنا يوم الحساب ولاحت بشائر الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة

  6. التيس الكليس ستنتصر قواتنا المسلحه شئتم أم أبيتم ولن نخصع لرمم غرب افريقيا وصعاليك قحت وديناصورات الاحذاب الوهميه
    الخوف في دواخلكم وفي دواخل كل من باع وخان واصطف مع اللصوص اي قضيه التي تدافعون عنها نعم ضد الكيزان لكننا ضد مشروع ال دقلو بانت كل السطور واتضحت اطماعهم هل المرتزقه بديل للجيش هل سيتركو رمم قحت تحكم وتاسس دوله مدنيه
    الترابه في خشمك ياهمبول

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..