
اذا كان وجهك بشعا فليس العيب فى المرآة
فى ذكرى محمد ميرغنى والوزير ابوحسبو
صديق محيسى-1-2
فى امسية شاتية عام 1966م ونحن فى صحيفة السودان , الراحلان يحى العوض , ومحمود محمد , مدنى وكاتب هذه السطور زارنا الشاعر المقدم عوض مالك يرحمه الله يصحبه شاب وسيم رياضى الجسم سريع الحركة , قدمه لنا بأنه فنان مبتدىء له ظلامة نريد نشرها فى صحيفتكم وكان ذلك الشاب هو محمد ميرغنى ابنعوف ولكن استدرك قائلا قبل اى شىء اوجه لكم الدعوة فى غرفتى بميز ضباط سلاح الآشارة اسفل جسر كوبر لسماع صوته حتى تحكموا عليه , وبعدها يمكن نشر ظلامته .
وجاء الخميس وكنا ثلاثتنا فى حضرة عوض مالك يصحبه الفنان الشاب محمد ميرغنى والذى قضينا فى فخامة صوته وتطريب ادائه هبوطا وصعودا ليلة ساحرة من ليالى ذلك الشتاء , غنى ميرغنى لآحمد المصطفى فكدنا ننصح عميد الفن ان يتنازل له عن اغانيه وغنى انة المجروح فنقلها من تقليدية لحنها الحقيبى الى سمو متنها دون ان يخدش اطارها القديم , اتبع ذلك اغنية انا والأ شواق وكانت بوابته الى حسن بابكر والأذاعة يوم كان للمايكروفون حرّاسه فى اللغة والنص والأداء وليس كما تسود العشوائية اليوم .
تلك كانت عن امسية عوض مالك الساحرة , فماذا كانت شكوى ابنعوف ضد الأذاعة , يقول كم من مرة سعى الى تسجيل عدد من اغانيه ولكن يعود خائبا دون ان يتحقق ذلك ويجد الأستديو محجوز لأقل منه قامة واتهم مسئول كبير عن حجز الأستديوهات بوضع العراقيل امامه , ومن هنا كانت ثلاثة حلقات كتبتها تحت عنوان “اذا كان وجهك بشعا فليس العيب فى المرآة” واحدثت الثلاثة اعمدة ضجة يوم كان للصحافة شان وتاثير , وفى اليوم التالى يرن جرس التلفون ظهرا وكان المتحدث صوت نسائى هى سكرتيرة الراحل عبد الماجد ابو حسبو وزير الإعلام قالت الوزير يطلبك ,وجاء صوت ابو حسبو ماذ فعلت يامحيسى بهذا الرجل وهو امامى خائف وحانق على السودان الجديد , من هو محمد ميرغنى هذا حتى تخصة بثلاثة حلقات , هل هو محمد عبد الوهاب , ام عبد الحليم حافظ ؟ فقلت له ياسيادة الوزير لو استمعت اليه لتأكدت من ان حديثنا عنه يستحق ما كتبنا , فختم ابوحسبو محادثته بدعوة لنا فى منزله بالعمارات ليسمع هذا الفنان المثير للجدل وكانت امسية ساحرة شدا فيه ميرغنى متألقا فجعل الوزير يهتز من الطرب اما مدير الأذاعة محمد العبيد فقد تعهد بفتح كل الآستيوهات امام بنعوف ليسجل مايريد .
