أخبار السودان

الاشتباكات المسلحة تجبر الآلاف على النزوح وتفاقم أوضاع المرضى في ود مدني

 

ود مدني : الراكوبة

أجبرت المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أجزاء من المناطق الشرقية والغربية بمدينة ود مدني بولاية الجزيرة جنوب الخرطوم الآلاف على المغادرة في موجة نزوح جديدة تجاه مدن سنار وسنجة ومنطقة ود الحداد.

وشوهد مئات المواطنين يعبرون جسر حنتوب ظهر اليوم (السبت)، سيراً على الأقدام، وبالمقابل شهد طريق سنار ودمدني ازدحاماً وطوابير من السيارات، إذ تقضي المركبات ساعات طوال عالقة في الاختناقات المرورية.

وفي وقت مبكر من صباح (الجمعة)، وصلت قوات من الدعم السريع إلى تخوم مدينة ود مدني التي تؤوي آلاف النازحين، ودخلت في اشتباكات مع الجيش في منطقة أبو حراز الواقعة شرق المدينة.

نزوح جماعي

أصاب سكان ود مدني بالهلع والذعر عقب تجدد الاشتباكات المسلحة، وغادر الآلاف سيراً على الأقدام وهم يحملون الحقائب في رحلة البحث عن وسائل نقل تقلهم إلى وجهات آمنة.

في السياق يقول حسن صالح الذي يقيم في ود مدني لـ (الراكوبة) : خطورة الأوضاع قادت المئات لرحلة نزوح جديدة وهجرة قسرية بحثاً عن الأمان والاستقرار بعيداً عن أحداث العنف والقتل خصوصاً بعد وصول طلقات الرصاص الطائش إلى المنازل.

وأضاف : شهدت أحياء الدباغة وبالقرب من منطقة حنتوب وبعض المناطق الأخرى موجة نزوح جماعي بسبب خطورة الوضع على الأطفال وكبار السن.

وتابع : استغل أصحاب المركبات حاجة المواطن للسفر، وقاموا بزيادة أسعار التذاكر لمعدلات قياسية دون مراعاة لظروف الناس في هذا التوقيت.

إجلاء المرضى

شرع عدد كبير من المرافقين بمستشفى ود مدني في إجلاء المرضى إثر توجيهات من الأطباء بأن الوضع بات خطراً على حياة المرضى وحياتهم كذلك.

وفي هذا الصدد، يقول النذير محمد لـ (الراكوبة) : يعاني والدي من مرض السكري الذي تسبب في مضاعفات، وقرر الطبيب المكوث لمدة أسبوع في المستشفى لتلقي العلاج، لكن هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وضعنا في محنة حقيقية.

وأوضح أن والده لم يكمل برنامجه العلاجي بعد، ولا زال يعاني من المرض ويحتاج لعناية خاصة حتى يتعافى بشكل كامل.

وكشف النذير عن معاناة كبيرة واجهت أسرته في سبيل نقل والده إلى مدينة سنار، وبعد محاولات عدة نجحوا في الخطوة.

أزمة صحية جديدة

يقول الطبيب محمد حماد لـ (الراكوبة) : مدينة ود مدني هي ثاني أكبر مركز لتقديم الخدمات الصحية العلاجية (الدقيقة) خارج ولاية الخرطوم من حيث النوع والكم وبانهيار الخدمات الصحية العلاجية في العاصمة أصبحت هي المركز الوحيد المتاح للسودانيين وبانهيارها يصبح المواطنين بلا خدمات علاجية دقيقة ومتخصصة مثل علاج السرطان وطب وجراحة الكلى وجراحة المخ والاعصاب وجراجة الكبد وجراحة القلب والصدر.

وأضاف : وجود مدني امتص جزء كبير من صدمة كارثة إنهيار الخدمات العلاجية بالخرطوم، ونحن الآن على أعتاب أوضاع كارثية وصعبة فيما يخص الخدمات الصحية العلاجية في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..