خطاب “علي كرتي” و”اللعب على المكشوف”

هاشم عباس

خطاب منسوب للمجرم الهارب علي كرتي الامين العام للحركة الاسلامية والقائد الفعلي للحرب العبثية والمتحكم في قادة الجيش الذين يتحركون بأمر مباشر منه ..
الخطاب في مجمله يمكن تفصيله الى ثلاث محاور :

المحور الاول:

اسلوب الخطاب واللغة المستخدمة فيه استدعاء لخطابات مماثلة رسخت في الاذهان ونسبة التشابه او التقليد كبيرة ، الاسلوب يشبه الى حد كبير اسلوب تنظيم القاعدة وتحديداً رسائل ايمن الظواهري وبدرجة اقل خطابات داعش ،، ربما الامر مقصود وفيه رسالة لاعوانه عن التوجه الجديد بعد فشل استغلال واستخدام الجيش وربما انه مجرد تأثر بنوعية تلك الخطابات ومحاولة لعب دور مشابه في زعامة من تحت الارض .

المحور الثاني:

توقيت الخطاب اتى بعد خسارة ولاية الجزيرة وعاصمتها مدني وما شكلت من صدمة كبيرة لاعوان التنظيم والمخدوعين من البلابسة الذين تم جرهم لتأييد الحرب باسم الجيش والكرامة .. حاولت الحركة الاسلامية وتحديداً قياداتها عدم الظهور علناً في مجريات الحرب وتحريك كوادر وسيطة لابعاد الانظار عن دورهم في الحرب لكن يبدو ان الكارثة هذه المرة احتاجت الظهور العلني لقيادة الحركة وهذه نقلة نوعية قد تكون لها ما بعدها في مستقبل الايام . فهل يكشفون عن الوجه الحقيقي لهذه الحرب ؟

المحور الثالث:

الرسالة التي حواها الخطاب والموجه لاتجاهين الجيش ومؤيدي الحرب ومحاولة تثبيتهم وتخفيف وقع الصدمة عليهم واستدعاء ايات قرانية ذات دلالة عن الصبر والتحمل وانتظار الفرج وعشم الانتصار ، ويبدو كما اشار كرتي في خطابه عن فشل تواصل قيادات الجيش مع الشعب وتوضيح المستجدات هي التي اجبرت كرتي للظهور ومحاولة ملئ هذا الفراغ خوفاً من انهيارات متلاحقة تكون فيها نهاية حتمية ، لكن في المجمل رغم انها لم تكون بالوضوح الكافي لكن ما بين الاسطر يصل الاحساس ان القيادة الحقيقية للحرب بيده لا يد الجيش ..

ربما وصلنا الى مرحلة اللعب بوجه مكشوف بعد الاختباء خلف الجيش واسمه طوال تسعة اشهر من الحرب لكن هده الخطوة ان حدثت لن تكون في صالح الجيش لان هذا يعني فقدان اغلب المتعاطفين وكل المخدوعين عن حقيقة هذه الحرب من اشعلها ومن يقودها والايام حبلى بالكثير المثير .
هشام عباس