الصمت علي الاخطاء خيانة للجيش، و الوطن..

خليل محمد سليمان
قصة رددتها حتي درجة الملل..
الجيش الامريكي في فيتنام في عز هزائمه و عثراته كشف صحفي امريكي جريمة مذبحة ماي لاي، و قد كانت قاصمة الظهر برغم ذلك تمت محاكمة الجنود الذين إرتكبوا هذه الجريمة، برغم إنسحاب الجيش الامريكي من فيتنام..
لم يجرؤ احداً ليصفه بالخائن، و لم يطُلب منه ان يتستر علي هذه الجريمة لأن جيش بلاده يواجه ظروفاً صعبة يمكن ان تؤدي الي خسارة الحرب، و قد كان.
نفس ذات الصحفي المخضرم كشف جريمة سجن ابو غريب..
عند الجيش الامريكي و الشعب الامريكي يعتبر هذا الصحفي بطلاً ترفع له القبعات، و يحتفى به..
يجب ان يعي الجميع ان العلاقة بيننا و بين من هم في السلطة او مؤسسات الدولة هي علاقة بموجب ميثاق، و عهد، لطالما قبلناه كطرفين، فله حقوق، و عليه واجبات.
من حقنا ان نسأله في التقصير، حرباً كانت، او سلماً..
ركز…
عندما يخطئ الفرد و ينال العقاب فهذا تصرف فردي لا علاقة له بالمؤسسة، بل يزيدها تماسكاً، و قوة، و ترتفع درجات الثقة بها كمؤسسة محترمة..
عندما يخطئ الفرد و لم تتم محاسبته ينسحب هذا علي المؤسسة، و بذلك يصبح الخطأ منهجاً لأن المؤسسة حمته، و دارته..و ذلك يسقط شرعيتها.. ضع ما شئت من خطوط تحت هذه العبارة.
معنى الإنهيار..
في كل الإنسحابات التي حدثت لم يخرج الجيش ليبين للناس حقيقة الإنسحاب و دوافعه، وهذا واجب حتي إذا كل الشعب يعرف الحقيقة بشكل مجرد حسب متابعته، و معايشته للواقع..
عندما يغيب الجيش في ان يقوم بتوضيح الامر و يقتله شرحاً، يبقي هذا الفعل منهجاً، و هذا ما حدث في مدني و سيحدث في مواقع اخرى دون ان نسمع شيئ لأنه اصبح منهجاً، و عقيدة.. و بهذا مسألة الإنهيار تبقى رهينة بالوقت فقط..
كسرة..
الشعب السوداني باقي، و قادر علي حماية نفسه، و إصلاح مؤسساته..
تتعرض الشعوب الي هزائم، و إنكسارات، لكنها لا تموت..
سننهض، و ننتصر بمواجهة الحقيقة كما هي، و نفنى، و يذهب ريحنا بالطبطبة، و المداراة، و التطبيل.
نعلم ان الحياد في الجيش اصبح امراً بعيد المنال، و هذا تاريخ لا يمكن إنكاره.. المطلوب قدر معقول من المهنية.. لتبقى هذه المؤسسة متماسكة في ظل هذا الظرف..