مقالات وآراء

خسر الكيزان الحرب

​يوسف السندي

تدوال السودانيون يوم أمس بكثافة فيديو مسجل للعقيد ركن مصطفى محمد عثمان الضابط بالفرقة الاولى مشاه بالجيش، يطالب فيه البرهان بالذهاب للتفاوض وتوقيع اتفاق سلام فورا، وهدده بالمقاومة في حال عدم التوقيع، متهما الفلول باستغلال الجيش في هذه الحرب للعودة للحكم، وموضحا بان الحرب الحالية يدفع ثمنها العساكر والمدنيين الابرياء.

اذا ربطنا حديث العقيد ركن مع ثلاث احداث اخرى (ساوردها في الاسفل)، سنصل الى حقيقة مهمة جدا، هي ان هذه الحرب كان من المفترض أن تتوقف منذ وقت طويل لولا تدخل طرف سياسي بعينه وعرقلته للسلام باستمرار.

الحدث الأول تصريحات البرهان بعد الحرب مباشرة والتي وصف فيها الحرب بأنها حرب عبثية ويجب أن تتوقف فورا، وبعد ذلك وسط دهشة الكثيرين غير الرجل رأيه، وأصبح يتحدث عن معركة وجودية، ومعركة كرامة، فمن غير رأيه؟

الحدث الثاني عقوبات امريكا ضد قادة تنظيم الكيزان واتهامهم الواضح بعرقلة خطوات احلال السلام، وكون امريكا طرف في وساطة جدة، فهذا يعني ان معلوماتها عن من يعرقل خطوات السلام تأتي من داخل المفاوضات، وبالتالي هي معلومات ذات مصداقية لا يمكن التشكيك فيها.

إعلان امريكا عن عرقلة الكيزان للسلام، يعضد فكرة ان الجهة التي غيرت راي البرهان من الحرب هم الكيزان انفسهم، وراج عند البعض أن الكيزان وعدوا البرهان باستنفار ٥٠٠ الف مقاتل، وضمان دعم قطر وتركيا الاسلاميتين للجيش، كما وعدوه بالنصر الحاسم السريع ومن ثم تنصيبه بشيرا جديدا لحقبة انقاذية كيزانية جديدة، بيد انهم فشلوا في الاستنفار، وفشلوا في جلب الدعم الدولي، اذ اعلنها أمير قطر ورئيس تركيا بأن لا حل عسكري في السودان، وأن التفاوض هو الطريق الوحيد لحل الأزمة.

الحدث الثالث هو تصريح فارس النور عضو لجنة التفاوض عن الدعم السريع قبل ايام والمتضمن لاستقالته، حيث ذكر بأن الجيش كان من المفترض ان يوقع معهم على اتفاق وقف العدائيات في منبر جدة ولكنه انسحب من التوقيع في آخر لحظة وسط دهشة الوساطة، متهما الجيش بانه لا يملك قراره، وهو اتهام ظلت قوات الدعم السريع تتهم به الجيش مرارا وتكرارا، بأن مصدر القرارات متعدد ولا يصدر من جهة واحدة، مما يعيق عملية التفاوض، وبالطبع الجيش كمؤسسة له رأي واحد، لكن الرأي الاخر الذي يزاحم الجيش في قراره هم الكيزان عبر القيادات الكيزانية العسكرية والمليشيات والاجهزة الأمنية الكيزانية.

بهذا الربط يتضح للجميع الدور القذر لقادة الكيزان في تأجيج الحرب وعرقلة الوصول للسلام، وهو ما اكتشفته القوى السياسية مبكرا، ثم اكتشفته امريكا والوساطة والدعم السريع والان ضباط الجيش، ولم يبق الا ان يكتشفه الشعب بكامله قريبا.

وبهذا تكون الدوائر قد دارت على الكيزان، فهم قد خسرو الدعم السريع، والان يخسرون ضباط الجيش، ولذلك نراهم هذه الايام ينشطون في اطلاق شيء جديد اسمه المقاومة الشعبية، يستهدفون بها تكوين مليشيا عسكرية جديدة قوامها السري وقادتها من الكيزان، ومن ثم يحولونها لجيش، ليفرضوا عبرها وجودهم مرة اخرى، وهي خطة ماكرة، ولكن الشعب أصبح اكثر وعيا بالاعيبهم ومكرهم، وكما أفشل استنفارهم، سوف يفشل دعوتهم المسمومة لما يسمى المقاومة الشعبية والتي ماهي الا مليشيا كيزانية جديدة تحت غطاء شعبي، ولقطع الطريق على هؤلاء سوف يدفع الشعب نحو السلام يسانده في ذلك شرفاء الجيش وجميع القوى السياسية المدنية الرافضة للحرب والقوى الدولية.

أشعل تنظيم الكيزان هذه الحرب وهو واثق من حسمها لمصلحته بسرعة ومن ثم عودته لحكم البلاد مرة اخرى ودفن ثورة ديسمبر وقواها المدنية للابد، ولكنه خسر الحرب، وهاهو الان يخسر كل شيء، فسبحان الله القائل (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين).

[email protected]

‫10 تعليقات

  1. 😎 نعم خسر الكيزان الحرب لإن من كان يحاربون لهم معاركهم و هم كيزان دارفور تخلوا عنهم و انضموا لمعسكر الكيزان الاخر اللا وهو الجنجكوز 😳

    لم توفق في اختيار آية تدعم بها منطقك عدا اية و يمكرون و يمكر الله و تلك لعمري اية كان يجب حذفها من القرآن 😳

    1. ههههههههههههخخخخخخخخخ
      آيه كان يجب حذفها من القرآن ؟
      طيب من الذي كان يتوجب عليه حذفها ؟

      1. 😎 و هل تعتقد إن القرآن وصلك كاملا ؟ 😳

        و هل توجد نسخة اصلية من القران ؟😳

        و لماذا حرق بن عفان المصاحف بعد ان فرض ان نسخته هي التي يجب ان تنشر ؟😳

        اولم تسمع بحديث عائشة عن الايات القرانية التي قالت ان الداجن قد أكلها ؟😳

        الدجاجة التي هزمت الله

        فتحي عطارد

        يقول الله في الآية 9 من سورة الحجر : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
        اي ان الله تعهد بحفظ القرآن من اي تحريف، بآياته جمعاء.

        و لكن رغم ذلك، فقد تمكنت دجاجة (او شاة) من هزم الله و إبتلاع عدة آيات من القرآن، و ضاعت هذه الآيات و اصبح لدى المسلمين اليوم، قرآنا ناقصًا.

        ففي صحيح إبن ماجة، يُروى لنا : عن عائشة قالت لقد نزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشاغلنا بموته دخل داجن فأكلها.
        و الداجن “هي الشاة يعلفها الناس في منازلهم . وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها”.

        ايّا يكن التفسير الذي نعتمده لكلمة داجن، ففي كل الحالات، فإن حيوانا (دجاجة، بطّة او شاة)، قد تمكن من إبتلاع آية الرجم و آية رضاعة الكبير، و بذلك هزم الله في قوله بـأن “له لحافظون”.

        طبعا هذا الحديث (ككل الاحاديث تقريبا)، دخل في صراع بين السنة و الشيعة، و الاتهامات المتبادلة بالتحريف.
        لن ادخل في هذا نقاش حول من حرفّ ماذا، و لكن التطبيقات لدول اسلامية سنية و شيعية، تؤكد بأن الدجاجة اكلت آية من القرآن.

        فإيران في بداية الثورة الاسلامية، طبقت و نفذت عقوبة الرجم في العديد من النساء، و كذلك تفعل السعودية و طالبان و القاعدة.
        و تقريبا كل الحركات الاسلامية، تعتبر بأن الرجم عقوبة اسلامية صحيحة و هذا الاعتقاد سائد لدى جزء كبير من عامة المسلمين.

        و بما ان القرآن، يذكر بشكل واضح بأن عقوبة الزاني و الزانية، محصنين او لا، هي حكما ليست الرجم.
        فالاستنتاج الوحيد من آيات القرآن و تطبيقات الدولة الاسلامية، هي انه كانت هناك آية عن الرجم، و ان الداجن اكلها.

        طبعا، يستطيع المسلمين إعتبار ان عائشة قد كذبت و إدعت وجود آية للرجم و لارضاع الكبير، و لكن هذا سيدخلهم من جديد في صراع بين عشاق عائشة و كارهيها.
        الهروب الاسهل من هذا المأزق، هو إعتبار ان الحديث برمته غير صحيح، و انه حديث مدسوس من “اعداء الاسلام”، اليهود مثلا (بما انهم الشماعة التي تعلق عليها كل هزائم المسلمين).
        و هذا يقضي إذن ان تتخلى الدول و الحركات الاسلامية عن تطبيق عقوبة الرجم.

        و لكن ما دامت الدول الاسلامية تطبق عقوبة الرجم، و ما دام المسلمين يعتبرونها عقوبة صحيحة و يدافعون عنها، فيحق لنا إذن ان نقول، أن دجاجة هزمت الله.

  2. مارايك في الشعب والمسافرين هل هولا كلهم مظلومين.. سرقت ممتلكاتهم وامتهنت مرامتهم
    ام انهم كيزان
    اذا كان هولا المسافرين والحاملين السلاح في كسلا
    وولابه نهر النيل والجزيرة كلهم كيزان
    اذن ابعدوا بعيد وخلوا البلد دي الكيزان
    لانكم انتم الخاسرين وليس الكيزان
    اذا كانت كل هذه الجموع كيزان
    اذن ابعدوا بعيد
    لان هذا يعتبر في حد ذاته استفاء واضح
    عن أي خسارة تتحدث والشعب كله بيرفضك
    ويرفض الدعم السريع… لاجرامه وانتهاكة حرمات
    البيوت وسرقة أموال المواطنين
    اتق الله يا هذا فإنك محاسب امام ربك يوم القيامه

  3. المطلوب من الجيش أن ينتفض في وجه من نكلوا به خلال الثلاثين و نيف عاماً المنصرمة (إعدامات ضباط 28 رمضان على سبيل المثال). الشئ المخجل للآن يتأمر بعض المدنيين من الكيزان على الجيش.

  4. والله يا جماعة الكاتب دا طرطور بشكل، تقرأ الكلام كله ولا تجد فيه ذرة منطق واحدة
    الا ترى ايها الدلدول معاناة الشعب بما يفعل الجنجويد من ضرب ونهب وتهجير
    وكمثال: الناس ديل دخلوا قرى الجريرة قرية قرية وبيت بيت، مئات القرى شرق وغرب النيل مستخدمين مئات العربات القتالية، السؤال: عشان يعملوا شنو في تلك القرى؟ واذا كان الهدف الاساسي هو النهب والسلب وانتهاك الاعراض
    لماذا لم تتحدث عن ذلك ايها العر؟ الا ترى أن ذلك هو اصل الحكاية
    خيبة الله عليك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..