مقالات سياسية

الجبهة المدنية (تقدم)، ماذا تفعلين الآن؟ وهل اجتماع برهان – حميدتى هو مبتغاك النهائى؟

د. محمد عطا مدني

عجيب أمر هذه الجبهة منذ أن تكونت..!
وهل كل مبتغاها لقاء الرجلين المتحاربين؟

لقد تحدثت فى مقال سابق عن خطة عمل وخارطة طريق معينة لهذه الجبهة، وطالبت أن يكون للجبهة خط اتصال مفتوح مع الشعب الذى فجر الثورة المباركة لتلقى مقترحاته وآرائه، فالذى ترتكب الجرائم فى حقه الآن هو هذا الشعب المغلوب على أمره، والذى دفع ثمن وجوده فى هذا الوطن غاليا (عدة مرات) دون أن ينتبه لوجوده أحد، وخاصة هذه القوى المتحاربة التى أهلكته وشردته ويتمت أبنائه ورملت نسائه وحطمت مقدراته.

إن إيقاف الحرب – مع أهمية ذلك – ليس قمة المبتغى، فماذا سيحدث إذا رُكزت الجهود على لقاء الرجلين وفشل هذا اللقاء إذا تخندق كل منهما داخل مطالبه وطموحاته، ورفض التنازل عنها..وهذا أكبر الاحتمالات المتوقعة..!

فمنذ أن تكونت الجبهة المدنية العريضة كان عليها أن تحدد لها أهدافا ممرحلة، واحدة منها مفاوضات إيقاف الحرب، وفى حالة فشل ذلك تكون الخطوة التالية السير فى طريق إيقاف الحرب بالقوة بطلب الفصل السابع من الأمم المتحدة.

اننى شخصيا لا أتوقع خيرا من وراء هذا اللقاء لمعرفتى بطبيعة الرجلين، فأحدهما (بيدق) ليست له شخصية قائدة قادرة على اتخاذ قرار لفائدة هذا الشعب، فهو يتحرك طبقا لخيارات آخرين مفروضين عليه منذ 34 عاما سوداء قاحلة تعتبر من أسوأ ما مر على السودان فى تاريخه القديم والحديث، والآخر له طموحات شخصية خطيرة لا تخفى على أى متابع لتصريحاته.

فلماذا إذا تحصر الجبهة المدنية جل عملها فى لقاء الرجلين؟ حتى لو نجح اللقاء بإيقاف الحرب، فهل هذا هو المبتغى الوحيد؟
هنالك إزالة إثار الحرب على الوطن والذى تم تدمير مقدراته وبنياته الأساسية ولن يستطيع العودة إلى (تخلفه) السابق وحده دون مساعدة الأمم المتحدة ودول العالم الراغبة فى السلام لهذه المنطقة المهمة من العالم.

وقد حددت في مقال سابق خارطة طريق تتركز في الآتي:

1/ إرسال وفد من الجبهة إلى مقر الأمم المتحدة بنيويورك وطلب جلسة طارئة لمخاطبة مجلس الأمن وعرض مشكلة الشعب السودانى الذى يعانى من الانقلابات العسكرية وتسلط الجماعات الإرهابية على مقدراته لنصف قرن من الزمان، لم يحدث فيها أى تطور أو تقدم ملحوظ. وتوضيح أن الحرب الحالية ليس للشعب فيها ناقة أو جمل، وضرورة توضيح ذلك للعالم الخارجى نظرا لغياب إعلام مؤثر وفاعل يوضح أن الشعب وحده يدفع ثمن الخلاف بين الجنرالين. وطلب إيقاف الحرب بالقوة بتدخل قوات دولية لإنقاذ مجتمع مسالم مهدد معظمه بالإبادة.

(أذكركم بالزعيم الوطنى مصطفى كامل والذى – بمجهود فردى كبير- سافر لأوروبا بالباخرة فى أربعينات القرن العشرين لشرح قضية بلاده مطالبا الإنجليز بالرحيل عن مصر)..!!

2/ إرسال وفود صغيرة من 3 أو 4 أشخاص إلى دول العالم الكبرى المؤثرة فى مجريات الأمور العالمية شرقا وغربا وعربيا وأفريقيا، وطلب وقوفها ودعمها لثورة الشعب السلمية المطالبة بالحكم المدنى.

3/ تكوين حكومة فى المنفى فى الرياض أو لندن وطلب تأييد الشعب لها حتى تتحرك لتحقيق أهدافه بتفويض شعبى هادر (online) ، وهى طريقة معروفة عالميا، وذلك لاكتساب شرعية شعبية.

4/ استنفار جهود الرأسمالية الوطنية المحلية والمهاجرة فى الخليج وأوروبا وأمريكا، لإنشاء قناة فضائية تعكس للعالم أهداف ثورة الشعب السودانى السلمية، وتبين للعالم المصير المؤلم لهذا الشعب لو استمرت هذه الحرب لسنوات تهدد بلا شك كيان الدولة وبقائها على خريطة العالم.

وقد أوضحت – فى اقتراح سابق- أن التبرعات لاتجدى لإنجاح هذا المشروع المهم والحيوى، وأن تأسيس شركة إعلامية مساهمة تعود على مساهميها بالأرباح أجدى وأنفع، على أن تؤسس كشركة مستقلة عن أى حكومة، وأن تعبر عن طموحات وآلام وآمال الشعب وتساعد على تنميته وتطويره. فلا تنجح ثورة دون إعلام فاعل ومنتشر عالميا، وبالذات حينما يوجد الإعلام المضاد الكاذب المنافق المؤذى المدمر للوطن، والذى ينتشر فى أوساط الشعب انتشار النار فى الهشيم، وآخره مانشره هذا الاعلام الكاذب من أن 4 مليون إمرأة تم اغتصابهن..!

5/ البدء فى الدعوة لتكوين منظمات المجتمع المدنى من لجان أحياء ونقابات ومنظمات شعبية، وذلك لأن قوة المجتمع فى تنظيم قواه الفاعلة، عوضا عن التشظى الحادث الآن، وخطابات الكراهية والعنصرية المتبادلة بين جهويات وكيانات الشعب السودانى الذى أصبح (فى غياب إعلام صادق ووطنى) نهبا للإعلام الشرير المضاد والذى لا يهدأ لحظة واحدة فى تشويه نضالات الشعب السودانى ومحاولات تحطيمه بنشر بذور الشقاق والكراهية بين أبناء الوطن الواحد. ومحاولات تقسيمه إلى دول متعددة، ونشر الخرائط المقترحة لذلك التقسيم، للوصول إلى (قناعات شعبية) بأن التقسيم هو الحل الوحيد لمشكلات السودان…!

ولهذا، على الإعلام الهادف الذى نرجوه بيان أن الغرض الخبيث من وراء اقتراحات التقسيم هو (تخندق) فئة معينة فشلت فى تحقيق أهدافها الشاملة عن طريق الحرب للسيطرة على مقدرات الشعب والعود لحكمه، فآثرت الاختباء خلف مشروعات للتقسيم الذى يمثل لها طوق النجاة من محاكمات تطولها فى المستقبل، ومن هذه المقترحات وجود دولتين فى السودان، ومنها المشروع الخائن المسمى (دولة وادى النيل). والذى يمثل (البيع النهائى للوطن بالجملة)، والذى تم بيعه (بالقطاعى) طوال الثلاثين عاما الماضية.
————————-
ألا من يرسل هذه المقترحات – وغيرها – إلى الجبهة المدنية التى لم تترك عنوانا لها.
أيها الجبهة المدنية (تقدم) ماذا تنتظرون؟ ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد..!

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. الجبهة المدنية لا تستطيع ان تتقدم شبر للامام دون ان تضم اليها الحزب الشيوعي هذه هي الاولوية التي يلف ويدور حولها الجميع ويكابر عليها السياسيين. الحزب الوحيد الذي يقرأ الماضي ويشوف الحاضر كما هو ويعلم كالوداعية المستقبل مافي حاجة قالوها الشيوعيين ما حصلت وبي حذافيرها المكابر في شنو الحزب الشيوعي هو عين الشعب التي ترى في الظلام

  2. – الرفيق نصروف هل حماروووك كويِز ؟
    – الم يُحيط نفسه بالشِعوعيين في عِداد مستشاريه ممن فاحت روايح فضائحهم الأخلاقية ؟
    – ثم ما تنسي إن الشيوعية تحب العمل في الظلام و من خلف الستار ..

    1. من هم ياكويز ياحاقد من مستشاري حمدوك كانت له فضايح اخلاقيه ؟ وهل هذه الفضايح الاخلاقيه التي تقولها في قوة فضايح الكيزان الاخلاقيه التي يعرفها راعي الضان في الخلا..
      لم يسمع احد ان من بين مستشاري حمدوك من كان يزني في نهارات رمضان والناس صيام ولن نسمع ان حمدوك قد اعتمد وظيفة بمسمي مغتصب ولم نسمع ان احد موظفي الدوله الكبار زمن حمدوك كان يراود عاملة البوفيه في وزارته عن نفسها.
      فضايحكم الاخلاقيه ياكيزان ياسفله ياولاد الحرام تسير بها الركبان عليكم ان تتواروا خجلا بسبب تاريخكم الاسود المخزي عليكم لعنات الله وملائكته والناس احمعين حتي قيام الساعه ويوم القيامه آمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..