تناقض الأوتاد عند دكتور محمد جلال هاشم

عمار نجم الدين
كتب الدكتور محمد جلال هاشم في كتابه
( منهج التحليل الثقافي -مشروع الوطنية السودانية و ظاهرة الثورة و الديموقراطية)
يقول جلال في كتابه ص 99
((حكم الانقاذ ( مثله مثل حكم المهدية ) و ما اتسم به من اساليب في البطش و التنكيل بالخصوم و بالفعل غير مسبوق ))
استلفتُ هذا عنوان مقالي هذا من كتاب الدكتور منصور خالد “تكاثر الزعازع وتناقض الأوتاد” لأنني رأيتُ فيه تعبيرًا عن ما أكتبه ورأيي فيما يقوله ويدعو له معلمي واستاذي محمد جلال هاشم.
بصفة عامة يعتبر شخصية معقدة ، وهذا يعكس تعقيدات الواقع السياسي والاجتماعي في السودان. رغم التناقضات في أفكاره بعد حرب ١٥ ابريل ، فإنه لا يمكن إنكار الدور الهام الذي لعبه في نشر الوعي والحوار السياسي في السودان، وتحفيز افراد المجتمع على التفكير في مستقبلهم والعمل نحو تحقيق التغيير
خلال الثلاثة عقود الماضية، أشار الدكتور هاشم إلى قضايا سياسية وفكرية هامة ومحورية. أظهر بوضوح حجم التهميش الذي تعرضت له الثقافات والمجتمعات في الهامش السوداني. نتيجة لهذا التهميش، اضطرت تلك المجتمعات إلى اللجوء إلى حمل السلاح بسبب استبعادها عن مراكز القرار والحكم. وبات حمل السلاح خيارها الأخير بعد استنفاد كافة الوسائل السلمية مع السلطة المركزية، الممثلة في النخبة الحاكمة.
جلال كان يدافع عن فكرة شرعية حمل السلاح ضمن سياق النضال المناهض للاستبداد والاضطهاد ضد المركز، بهدف تحقيق تحول سياسي نحو السودان الجديد. فهو يرى أنه حق لمن حمل السلاح، إلا أنه شخصيًا كان ينادي بالتحول نحو العمل السياسي المدني والسلمي دون مواجهات مسلحة مباشرة مع الحكومة. ليس لديه اعتراض على حمل الآخرين للسلاح ويشجعهم على ذلك. ورغم وجود تناقضات بين أفكاره وتصرفاته في الواقع خاصة عندما دخلت في اختبار حقيقي بعد الخرب الاخيرة، إذ كان يشجع الآخرين على حمل السلاح وفي الوقت نفسه يستثني نفسه من ذلك لأنه يعتبر نفسه مناضل مدني و مفكر سياسي ولا يحمل السلاح. إلا أنه رغم ذلك بقي داعمًا لحمل السلاح على مدى السنوات السابقة.
من الجدير بالذكر أن دكتور هاشم لا يطرح نفسه مفكرًا مناطقيًا أو عرقيًا، بل يعتبر نفسه مفكرًا قوميًا. يؤمن بضرورة حل مشاكل السودان بشكل شامل وشمولي و قبل انفصال جنوب السودان، كان يشدد جلال في ندواته على عدم التركيز “في نفي القول مشكلة جنوب السودان بل يصر على ذكر ((مشكلة السودان في جنوبه)) وهذا يعني عدم فصل مشكلة جنوب السودان عن اي مشكلة اخرى في السودان باعتبار ان هذه مشكلة جميع السودانيين وان يكن التعبير عند كثيرين لا يعني الكثير و لكن دكتور جلال كان يريد ان يثبت قوميته من خلال تعريفه للمشكلة بعذه الطريقة التي تدل على وحدويته و قوميته
ومع ذلك، على الرغم من مواقفه السابقة من حركات التحرر الوطني و معرفته بمدى الظلم و الانتهاكات الوحشية لحقوق انسان الهامش ، لم يدعوا السودانيين جميعًا لحمل السلاح ضد الجيش ولم ينادي به يومًا. ولكنه يعتبر أن الذين حملوا السلاح يحملونه لضرورة نضالهم. ولم يعتزم بنفسه أن يحمل السلاح يوما حتى يوم ١٤ ابريل ٢٠٢٣ م ، الآ انه بعد ذلك التاريخ و في الحرب الحالية التي تدور في الخرطوم والجزيرة، يدعو لحمل السلاح وقد و عد بأنه سوف يحمله الى جاني الجيش السوداني العنصري أيضًا لانه يرى ان المعركة الحالية معركة مصيرية . و لكن المفارقة هنا و التي زعزعت اوتاد محمد جلال الفكرية ان معظم الاسباب التي يدعوا فيها لحمل السلاح ضد مليشيا الدعم السريع، من قتل واغتصاب ونهب الموارد واستعمار داخلي للأرض، كانت موجودة في المناطق المهمشة من قبل الجيش السوداني منذ عام ١٩٥٥، وبصورة أكبر وأكثر توحشًا ولا إنسانية، وكانت تدور في الظلام بعيدًا عن أعين العالم في معظم الوقت.
بل، نجد أن المؤسسة المركزية، ممثلة في الدولة وجيشها، هم المصنع الذي يقوم بإنتاج هذه المليشيا، مثل مليشيا الدعم السريع والمليشيات الأخرى التي سبقتها في التاريخ و اليك مثال لها الانيا 2 او القوات الصديقة مليشيا فاولينو متيب مليشيات التوم النور و حسين عبد الباقي و المراحيل و اسماعيل كوجي و رياك مشار و الدفاع الشعبي و مليشيا علي كوشيب موسى هلال و كافي طيار ، وذلك منذ أكثر من خمسين عامًا، تعطي الدولة المركزية و جيشها ها تفويضًا للمليشيات لكي تمارس الاغتصاب والقتل والنهب.
و رغم جميع جرائم الحرب والابادة الجماعية في مناطق السودان المختلفة من السودان بفعل الجيش و مليشياته
كل ذلك لم تدفع ب دكتور محمد جلال يتحرك ليلتحق بمراكز التدريب ليدافع عن مواطنين سودانيين ولم تأخذه الحمية ليفعل ذلك ولم ينضم الى ا الحركة الشعبية لتحرير السودان الأقرب تنظيما إليه فكريا وسياسيا ليحارب الجيش السوداني الذي يقتل ويغتصب وينهب موارد شعوب السودانيين ويوجه بندقيته إلى صدور أبنائه مستعينًا بالأجانب من الاخوان المسلمين من أفغانستان وسوريا و العراق وليبيا و باموال خليجية و ايرانية و اصبح السودان مستعمرة تتبع للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين كاستعنار امبريالي
يبقى السؤال الذي يزعزع الاوتاد
هل تلك المشاكل كانت مشاكل النوبة في جبال النوبة، أو مشاكل الانقسنا أو الفلاتة البرتا و البرون، الفونج و الهمج في النيل الأزرق، أو التامة والمساليت والزغاوة في دارفور، ام كانت مشاكل قومية لمجموعات سودانية شهدت اكبر ابادة جماعية في افريقيا و هل كانت تستدعي منه حمل السلاح من خلال تنظيمه مؤتمر الوطن السوداني المتحد (كوش) ، و باعتبار أن مشكلة السودان في جبال النوبة أو مشكلة السودان في النيل الأزرق اذا كانت مشاكل تلك المناطق مشاكل قومية أم كنت تعتبر ليس من مسؤوليتك حمل السلاح ضد الجيش السوداني الذي يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة جماعية و ابادة للانسان و ( هويته ) في مناطق خارج الخرطوم ومدني وشندي. و لكني اقف مشدوها امام تصريحات و مقالات دكتور جلال عندما اصبحت الحرب في الشمال اي عندما باتت مهددة لكيانه الجغرافي و الاثني اصبح حمل السلاح هو فرض عين على الدكتور محمد جلال ومع من ؟ مع الجيش السوداني الذي ،عندنا كان يقوم بالابادة الجماعية في الهامش، كان فرض كفاية إذا قام به أبناء تلك المناطق سقط عنه.
اصلا ما قام به الجنجويد في الخرطوم ودارفور لم يقم به حتى التتار ولم يحدث ان فعل الجيش ذلك هذاكذب وافك وما فعلته هذه الوحوش جرتائم غير مسبوقة
ولكن رغم كل ذلك هل مطلوب من كل من يحمل السلاح الان محمد جلال او غيره ان يكون متواجدا في كل مكان وزمان وان يحمل معهم السلاح والا ما يحملش اسع السلاح ؟
تفكيكم غريب
محمد جلال مثال للمثقف السودانى الذى يعانى من الانفصام و النفاق و ازدواج المعايير و يتعرى و ينكشف حاله عند الملمات التى تختبر قيمه و مبادئه و يفشل فى الصمود و يصبح كأى لايفاتى مهرج غلبت عليه النعرة العنصرية البغيضة فى اتخاذ المواقف.
برغم من توافقي معك في تحليلك للمشكلة السودانية وادانتنا معك لكل جرايم الحرب التي حدثت في الماضي الا أن الأمر يتعلق الآن بالجيش الوطني وحتى حميدتي لم يقل انه يريد أن يكون بديلا لهذا الجيش.. لو دققت النظر من هذه الزاوية لوجدت العذر لمحمد هاشم وغيره من الحادبين على وحدة البلاد..نسال الله ان تنتهي هذه الحرب والسودان واحد موحدا.
مشكلة السودان في مثقفيه او بدقة اكثر في متعلميه لعدم وجود المثقف العضوي بيننا.
بعد مائة وعشرين سنة من اشاء كلية غردون التذكارية اي قبل عشرين سنة من ميلاد مؤسس دولة سنغافورة لم تنجب حواء السودانية سياسيا واحدا في قامة لي كوان يو.
حتى يأتينا ذلك الشخص سيظل المتعلمون السودانيون يدورون في نفس المكان كثور الساقية دون ان يرفعوا ماء من الجابية
الحيش السوداني مدمر مثل السودان الذي دمره البشير الفاسد أم حميدتي فهو عميل دولي من أجل القضاء علي الانسان السوداني و السودان من اجل مصالح دولية معروفة.