(غنماية) وإن طارت ؟!

عبد القادر دقاش
عندما ألقت أمريكا القنبلة الذرية على هيروشيما ونجازاكي، تحلق بعض رجال ذلك الزمان في إحدى القرى السودانية النائية حول الراديو منصتين للأخبار التي تنقلها البي بي سي من بريطانيا، فسمعوا عن الموت والدمار والخراب والدماء والإشلاء، لكنهم لم يعطوا كل تلك الأمور بالا، بل ألقوا كل بالهم وتركيزهم على القنبلة الذرية وبدأ يسأل بعضهم بعضها عن القنبلة الذرية ما هي؟وكيف تم صنعها؟ وما مدى دقتها في التصويب وقدرتها على التدمير؟ وطفقوا (يتغالطون) مستفسرين ومجيبين في وعن ماهية هذه القنبلة، فقال بعضهم، إن القنبلة الذرية مصنوعة من الذُرة (الفتريته).. وانبرى العامة منهم غير متشككين: معددين فوائد الفترتيه، وإن فوائدها لا تنحصر في صناعة الكسرة و (المريسة) فحسب ولكن يمكن أن تصنع منها أشياء كثيرة مفيدة..قبل أن يتدخل أحد كبار مثقفي القرية وهو إمام المسجد والمفتي والمأذون والمعلم، الذي قال مشككا: (ما أظن، أن القنبلة الذرية صنعت من الفترتيه، بالرغم من أن الفترتيه لها خواص الحرارة والبردوة واليبوسة…لكن يمكن أن تكون من القمح أو الدخن)..قبل أن يتدخل صاحب الراديو وصاحب الدكان، بصفته التاجر وعمدة القرية، وممثلها في المديرية، وبالضرورة السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الذي له الكلمة الأخيرة الكاملة والفاصلة، فقال لهم، مستخدما كل تلك السلطات، بعد أن وصفهم جميعا بما فيهم المثقف، بالبجم والطير العرور، قائلا، في ثقة ومعرفة لا تشوبها شائبة: (القنبلة الذرية لم تصنع من الذرة (عيش الفتريته) ولكنها صنعت من نوع نادر من أنواع الذرة الشامية التي تزرع في نيو أورليناز…) فجاءت حكايته عن القنبلة الذرية أكثر تماسكا وحديثه عن الذرة الشامية النادرة التي تزرع في نيوأورليناز أكثر اقناعا..ومع ذلك ظل كثير من (العامة) يقلب فكرة الفترتيه في رأسه، كيف لا وهي التي تصنع منها (أم شكة) التي تذهب بالعقول.. فكيف لا تذهب بالمباني والأبدان! وأما المثقف فلم يبارح شكه، وذهب يفتش عن ثقوب في رواية التاجر الانتهازي.. ويفندها في خطبة الجمعة القادمة!
حال أولئك الرجال في ذلك الزمان الذي كانت فيه المعلومات شحيحة ومصادر البحث غير متوفرة هو حال رجال هذا الزمان من العامة والخاصة وخاصة الخاصة والمثقفين والسياسيين والمحللين الاستراتيجين والخبراء في كافة المجالات الاجتماعية والنفسية والذكاء الاصطناعي في زمان تدفق المعلومات وتوفر مصادر البحث..يجمعهم خيط قوي متين هو (المغالطة) وإجادة الحديث في حبل المشنوق فمعرفة ماهية الحبل والفرق بين الحبل الصيني والحبل الياباني أو حتى الحبل السري أهم بكثير من المشنوق نفسه..فقد تركوا الإشلاء والدماء وخراب البلاد، وطفقوا يتحدثون عن (حميدتي) أهو ميت أم حي، وإن كان ميتا هل ظهوره حقيقي أم ظهور اصطناعي، وإن كان ظهورا، اصطناعيا هل تم بمواد أصلية أم تم بمواد هجينة ومخترعة، ويستمروا في مغالطتهم، وفي أوهامهم الخادعة ضاربين بالأشلاء والدمار والتشرد عرض الجدار.. وحال المغالطين هؤلاء كحال من رأوا شيئا أسود لامعا ومتحركا أمامهم فقال بعضهم إنه طائر، ونظنه صقرا، وقال الآخرون، بل هي (غنماية) تحسبونها طائرا، وتغالطوا حتى اقتربوا فطار الطائر، فقال، الذين ظنوه صقرا ألم نقل لكم؟ ليرد عليهم أصحاب الايديولوجيا قائلين:(غنماية، وإن طارت) ؟!
شكراً سا استاذ عبد القادر دقاش … ولم يترك الاوغاد لنا غير ان نسخر من هذا الزمان الاغبر !!
ملص الكفن قعد نجلو *** محمد حمدان دقلو
وشاهد القبر زقلو ******* محمد حمدان دقلو
مع الكويز الفقر زقلو **** محمد حمدان دقلو
والكضب قطع حبلو ***** محمد حمدان دقلو
والبلبوس جاب اجلو *** محمد حمدان دقلو
عثمان ميرغني بهدلو *** محمد حمدان دقلو
ورفع مبارك الفاضل فوق وفنقلو
محمد حمدان دقلو
الشال الكفن زقلو !!
الموضوع المهم استراتيجية محمد بن زايد عليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين تدمير السودان بعملاؤ من الجنجويد وشراء ذمم بعض الرؤساء الأفارقة مثل اليوغندى والاثيوبى والكينى والتشادى ومرتزقه الصحافة السودانيه مرتضى الغالى ورشا عوض وأشرف عبدالعزيز وصباح محمد الحسن وصفاء الفحل
مما لقيتك كاتب بعملاؤ والصحيح بعملائة تعليم انقاذ وكمان عسكري وامنجي يعني بلادة مركبة
عرفتك من سطرين فادي عربي
قصدك: بعملائه 😂
ههههههههههههه
فعلا والله الشعور بمرارات الهزيمه وخيبات الآمال حاره شديييبببببببببببببببببببببببببد
معليش ياكويز وهارد لك ماعندنا جيش اصلا