مقالات وآراء

(لا هذا. الا هذا)

حسن بشير هارون

بالمختصر ما كان لهذه الحرب الحاليه ان تقوم لولا أن هناك إجماع و حراك شعبى كبير قاد لاسقاط نظام (الانقاذ) وكان هدفه بلا شك التغير .
و من سردية التاريخ ، ما من تغير، او ثورة الا صحبها صراع بين النظام المنهار القديم، والنظام الثورى الجديد .

الحرب الحاليه أساسها صراع بين القديم متمثل فى أركان نظام الانقاد بايولوجته ونهجه ومصالحه وامتيازته وبين مكونات التغير ككيانات مختلفه مسمى او إجماع شعبى مؤيد للتغيير فى أهدافه وغاياته،.

للحقيقه والتوضيح ان نظام الانقاذ فقد مقومات بقاءه واستمراره حتى ان بعض من قادته وأركانه قد انفضوا من حوله واصبحوا ينشدون إصلاحه. لكن استضم ذلك باجماع شعبي كبير ضد بقاء النظام كليا ، حتى من بعض مناصرى ومفكرى ومنظرى النظام نفسه .

وكان اكبر المناصرين للانقاذ والجناح القوى هو الدعم السريع . والتى لولا ابتعاده وتنحيه عن حماية النظام لما استطاع الإجماع الشعبي الشبابى إسقاط النظام ..

من مجريات الأحداث والحرب الحاليه اتضح ان الدعم السريع كان يناصر النظام وفقا لرؤيته الخاصه وقراءة المشهد السياسيى والتاريخى من منظوره وليس رؤية الانقاد كنظام متأرجح ومتقلب الاطوار ، وفوق ذلك له قائد ملهم له طموحه الشخصى وقدرته على التكيف مع الوقائع والأحداث وقراءتها بواقعيه ومتطلبات العصر والتعامل مع العالم .

وفى خضم الصراع المتسارع بين القديم المباد (الانقاذ ) وقوى التغير المختلفه والمتشاكسه . وجد قائد الدعم السريع بقواته المتطوره الناهضه وجد نفسه بين سندان القوة القديمة الخشنه التى كان يناصرها ، وبين مطرقة القوة الناعمة التى تنشد التغير بدون قوه ماديه تحميها .

ربما هنا تبرز القدريه والالهام فى سنة الكون ، كما فى سيرة التاريخ . للاعتبار والعبره .، ! المصلحون جميعا بكل مسمياتهم على مر النشاط البشرى قديمه وحديثه – [التى لسنا بحاجه لذكرهم حتى لا نقع فى فخ منصوب وتهافت فلسفى غير مرغوب فيه] يأتون من خارج المألوف المعتاد كأفراد او نظرية .

هنا وجد قائد السريع وقواته هى التى تملك القدره والقوه الخشنه والمؤهلات المعنويه والذهنيه لإدارة التغير الذى هو الآن سبب الحرب ومآلاتها .

لهذا لا يهولن احد من امر هذه الحرب .. والذى لن تنتهى فى منتصف الطريق لأنها مرهونه بالتغير الشامل الكامل والتقدم إلى الأمام او هزيمة التغير بالرجوع للخلف حيث الدمار الشامل والانهيار الكامل .
وهذه سنة الكون لا مفر منها ..!!

[email protected]

‫8 تعليقات

  1. “( المصلحون جميعا بكل مسمياتهم على مر النشاط البشرى قديمه وحديثه – يأتون من خارج المألوف المعتاد كأفراد او نظرية)” !!
    قمه التهافت الفلسفي هو انك تحتفي بالحرب وقتل الآلاف من الابرياء كجزء ضروري من عملية “التغيير” وما داير الحرب تتوقف في منتصفها! وقمه التهافت الفلسفي والانحطاط الفكري إنك تعتبر مليشيا الدعم السريع هم “المصلحون”!. الأزمة الحالية في المقام الأول ازمه مفكرين لانو من المقال اعلاه معبر عن ضحالة الفكر السياسي السوداني في مناقشة القضايا لحد جعل هولاء الكتاب في وادي والمواطن البسيط المهموم بالامن والاستقرار بل بالبقاء علي قيد الحياة في وادي اخر.

    1. اى تغير بالضرورة لابد أن تصحبه تضحيات وهى دماء ودموع . الثورة الاسلاميه حتى تنتشر،كان مهرها غزوات وحروب . النهضه الامريكيه الحاليه والغريبه عموما فى المانيا او اليابان والثوره الفرنسيه كلها مهرت بالدماء،والتضحيات .وحتى جنوب السودان دفع اكثر من اثنين مليون لينال من يريد قادته . هذا المنظور الفلسفى للتغير والتعادليه فى سنن الكون

      1. شكرا علي تكرمك بالرد اعلاه علي تعليقي. ذكرت في ردك : “تغير بالضرورة لابد أن تصحبه تضحيات وهى دماء ودموع . الثورة الاسلاميه حتى تنتشر،كان مهرها غزوات وحروب . النهضه الامريكيه الحاليه والغريبه عموما فى المانيا او اليابان والثوره الفرنسيه كلها مهرت بالدماء،والتضحيات”.
        لو سألت الملايين الهًُجروا من منازلهم ، دعك من هولاء لو سألت الالوف القتلى علي يد الدعم السريع هل يرغبون في ما حدث لهم ك “تضحيه” لسودان جديد وتمن ل “الديمقراطية ” لكان ردهم بلا ، لا يوجد اي خير في ما حدث لانه يسير في طريق واحد: الحرب الاهليه وانقسام السودان مجددًا. افتراضك اعلاه قائم علي مجرد امال وغير صحيح كقاعدة مطلقة (the path to hell is paved with good intentions ) واقرب دليل حرب البلقان في التسعينيات ، يوغسلافيا كانت دولة اشتراكية موحدة ، اندلعت فيها حرب مأساوية مات فيها مئات الالاف . هل كانت النتيجة ايجابية ؟؟ بالطبع لا ، انقسمت الي ٦ دول علي اساس شوفيني ولازالت جراحات الحرب في ذاكرتهم وجذوه الانتقام لم تنطفي وهي في الحقيقة متقده من حرب البلقان الاولي قبل اكتر من نصف قرن من الحرب الأولي . الانقسام العرقي في السودان والقبلية الان اعمق بكثير من يوغوسلافيا بل اعمق بكتير من اي مرحله في تاريخ السودان الحديث لذلك من السذاجه الاعتقاد بان ما يحدث الان سينتهي بنتيجة ايجابية ويجيب دوله ديموقراطية موحدة ، علي العكس تمامًا ، بطبيعة المواطن السوداني هوه الخلافات العرقية والقبليه الان اوسع كتيرا، مثلا لو لاحظنا قوه التصعيد في ولايات الشمالية ونهر النيل والدعوه للتسليح لابد ان نفهم الخلفية التاريخية لهذا دون ان نقول بكل سطحية انو دي ولايات الكيزان. تركيبة سكان تلك الولايات مختلفين تمامًا عن الخرطوم ومدني، وعندهم ارث تاريخي من اجداد الجدود انهم تعرضوا قبل ١٢٠ عام للمذابح ونفس الانتهاكات آلتي تحدث الان علي يد نفس القبايل التي تكون أغلبية الدعم السريع. لذلك لابد فهم رد فعلهم الآن في هذا الاطار ولأبد نزع فتيل الأزمة المقبلة قبل فوات الاوان.

  2. نقول شنو بس.. مقالاتكم دي بدل تنير الطريق تغوص بنا في الوحل اكثر واكثر..يعني كل ماذكرته عن الدعم السريع تم التحزير منه منذ عام ٢٠١٣م من كتاب ومتخصصين لكن مين يقرأ وناس الثورة دخلوا الملعب دون دراية ومهارة معتمدين فقط على المشجعين فهلكوا واهلكوا الشعب معهم.

    1. دون تزكية للنفس ، ما نقول به رأى من استقراء،تاريخى وتحليلى منطقى للوقائع والأحداث من منظور محايد يقبل الاخذ والرد الذى يصيب ويخطئ . لكن التوصيف بأنه غوص فى الوحل لا يجدى . علينا أن نقيم الأحداث بدراستها ومطابقتها للسنن الكونيه . بأن الأشخاص والأفعال الشاذه من المألوف والمعتاد هى التى تحدث وثمنها فداحتها،

    2. غير مطلوب منك أن تقول شيئا.. المطلوب ان تصمت و تنزوي بعيدا عن صحيفة الراكوبه القراء، و هي موقع للمستنيرين و الكتاب و القراء الشرفاء، و لمن له الاستعداد النفسي و العقلي للإطلاع و المعرفه و التعلم.
      فاذهب بعيدا عنها في صمت، ايها الجداده القذره النتنه، أو أنك احد القوادين، معرص بخس و رخيص… لقد نصحتك بذلك مرارا، ايها الدليس الكذوب المنافق، و عليك لعنة الله صباح مساء ما شرقت الشمس و ما غربت و إلى يوم الدين.

      1. دعك من السباب والمهاتر ، محور الحديث رأى وحجه . ينبغى ان يكون النقاش،موضوعى وليس شخصى. والمطروح يتماشى مع خط الراكوبه وليس ضدها . فكيف،اكون غواصه

      2. الراكوبه منبر رأى، تختلف وتتفق الاراء،حسب الحجه والموضوع وليس الشخصنه والتهاتر،والخداع .
        هذا منطلقنا فيها وعبرها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..