استنارة ود مدني

علي محجوب الجعلي
يعرف السودانيون مدينة ود مدني بأنها مدينة الثقافة والاستنارة والفن والجمال، وقد كان دخول الدعم السريع للمدينة درس قاسي ومفيد لكل ابناء السودان عندما انكشف كل شي، حيث كشف أهل المدينة المستنيرين حتى “ستات الشاي” فيهم حقيقة الموضوع.
وفي فيديو معبر في صينية السوق المركزي في ود مدني أوقف أفراد الدعم السريع “ست الشاي” التي يفترض أنها بسيطة، فلخصت الموضوع بفهم عميق وبساطة، عندما قالت لأفراد الدعم السريع “البرهان باع المدينة ليكم والجيش منضم لكم وانتم أصلا يدكم واحدة “يعني التي تضربون بها الشعب” وأن البرهان قال للجيش افتحوا الكبري فصار الجيش معكم ولبس لبسكم”.
وكلام المرأة البسيطة في المدينة المستنيرة له كثير من الشواهد منذ بداية الثورة وحتى في هذه الحرب العبثية التي قامت ضد الشعب أو لتاديبه، هذا الشعب الذي اقتلع سلطان الكيزان بسلميته وأصر على الاقتلاع الكامل في الاعتصام الذي فضاه أفراد الدعم السريع وفصائل عسكرية أخرى تابعة للكيزان أمام قيادة الجيش الذي هو مشغول بمهام أخرى غير مهمته الأساسية التي هي حماية الشعب السوداني، فالجيش يعمل في كل شي سوى حماية الشعب، فهو يعمل فى تجارة اللحوم والصمغ العربي وتهريب الذهب ويحتكر السياسة وحاكم البلد منذ 58 عاما وكل خبرته هي خوض حروب داخلية ضد شعبه مع ترك اراضي بلاده محتله ولا يطلق طلقه واحدة نحو المحتل (في حلايب وشلاتين وابورماد والفشقة) ..
لكن الشعب المسالم أرغم العسكر الكيزان بعد فض الاعتصام على الجلوس مرة أخرى فانجبروا وقامت السلطة الانتقالية، والعسكر كانوا مسؤولين عن الجانب الأمني لكنهم عملوا لإفشال حكومة حمدوك وأشاعوا الفوضى ونشروا عصابات تسعة طويلة لزعزعة الأمن وأغلقوا الميناء، ثم قام “البرهان وحميدتي وجبريل ومناوي” بالانقلاب وقتلوا مئات الشباب في المظاهرات، لكن الشعب العنيد لم يمكنهم من تأسيس حكومة حتى قيام الحرب وانسد الأفق السياسي أمامهم ولم يستطيعوا إحداث اختراق…. فجاء في أذهانهم المنتنة القبيحة” إذا لم يكن فض الاعتصام كافي فلتفض العاصمة وودمدني وغيرها من المدن الكبيرة ذات الجماهير الواعية” … فبدأت الحرب التأديبية البربرية الهمجية على الشعب ، وهاجم أفراد الدعم السريع من الأرض وافرغوا البيوت والكيزان من الجو، لتسكن الكدايس العمارات السمحة ولترق كل الدماء.
إذن العلاقة القديمة للبرهان الذي يخدم الكيزان مع حميدتي الذي يخدم الكيزان أيضاً يمكن أن تكون مؤشر هام لامور كثيرة في الحرب والسياسة، ودا مثل الخدعة القديمة “اذهب إلى القصر رئيسا وساذهب الي السجن حبيسا” وكل شيء منهم وارد، والبرهان وكذلك حميدتي يمكن أن يبيعوا الوطن كله والشعب كله لكنهم لا يبيعون بعضهما ولا يبيعون الكيزان ، وقد ثبت ذلك في مواقف كثرة بالرغم عن التمثيليات البايخة.
خلينا نوضح هذه العلاقة بين حميدتي والبرهان منذ بدايتها مطلع التسعينات حتى الحرب التي يضرب فيها الطرفان عدو واحد هو “الشعب” ، وكيفية هذه الحرب لها علاقة بخبرة البرهان وطريقته السابقة في القتل والنهب.
والبرهان عمل في دارفور برتبة الملازم سنة 1990م حتى ترقى لرتبة الرائد، وفى الفترة من 1998م إلى 2002م عمل البرهان مديراً لمكتب اللواء محمد أحمد مصطفى الدابى الذى نفذ أول جريمة تطهير عرقى وإبادة جماعية لأهل غرب دارفور “دار أندوكا” فقتل أبناء قبيلة المساليت والقبائل الأخرى لصالح القبائل العربية. ثم عاد البرهان إلى الخرطوم ولما انفجرت الوضع فى دارفور 2003م عاد الكوز البرهان إلى دارفور مرة أخرى بحكم خبرته السابقة فى انجاز التطهير والإبادة الجماعية كمعتمد لمحلية غرب جبل مرة ومنسقاً لقوات الجنجويد فكرر تجربته السابقة فأباد قبيلة الفور وحصد أرواحهم فتمت ترقيته للواء وأسس مليشيا “حرس الحدود” مع المجرم شكرت الله وكان البرهان يلقب نفسه (برب الفور) وله بيان مشهور يوضح طريقته في اجتماع حضره حوالى 253 شخص من قادة الجنجويد والمليشيات في منطقة غرب جبل مرة فى يناير 2015م قال فيه ( أنا عايزكم تطهروا هذه المنطقة تماماً من أى مواطن, وهذه المنطقة غنية بالمال من مختلف المواشى والاموال.. والغنائم التي فيها حقتكم حلال, أقتلوهم وشيلوا مالهم، ما تجيبو حى، المَيت لى والمال لي) وهذه طريقة البرهان في سواقة الصراع وقتل المواطنين ونهبهم.
وامتدت علاقة الصداقة بين البرهان وحمديتي منذ بداية النزاع في إقليم دارفور في عام 2003 حين كان لحميدتي مجموعة مسلحة، وكان البرهان ينسق عمليات الجيش في دارفور فنشأت بينهم علاقة تعاون وصداقة ثم تعززت هذه العلاقة في أبريل (نيسان) 2019، تحت ضغط الثورة الشعبية الكبيرة التي طالبت بسقوط نظام البشير، فاتفق الرجلان الماكرين بفعل الضغط الشعبي على الموافقة على إسقاط البشير ليحكما ويحافظان على سلطان الكيزان.
وبعد رفض الشعب لعوض ابن عوف ظهرت جهات مشبوهة لمعت الكوز البرهان بأكاذيب كثيرة حتى قالو هو بعثي وتم أيضا تلميع العطا بوهمة أنه بعيد من الكيزان وأن عمه هو هاشم العطا ولفقوا له كثير من الوهمات والحكاوي الخائبة مع النميري بالكذب ورفعوا لافتة كبيرة كتبوا عليها (حميدتي الضكران الخوف الكيزان) ليوهموا الطراطير أنها كتبت بواسطة الثوار وأن البرهان وحميدتي عينوهم الثوار، وتم تشكيل مجلس عسكري لحكم البلاد ترأسه البرهان، بينما احتل حميدتي منصب نائب رئيس المجلس العسكري بعد أن قام اتعزز بصورة مقصودة كما تعزز الليمون … ثم فجاة بعد أن أقسموا كثيرا وحلفوا كثيرا بالله أن يحموا الثورة ، فضوا الاعتصام الذي يطالب بالحكم المدني يومِ الاثنين 13 /6/ 2019م. والمخزي أن فض الاعتصام الذي عرف بمجزرة القيادة العامة أو باسم مجزرة الخرطوم كما تسميه وسائل الإعلام العالمية كان مجزرة قبيحة أمام القيادة العامة للجيش واستعملت فيه الأسلحة الثقيلة والخفيفة وقاموا برمي الجثث في النيل بغرض إخفاء «معالِم الجريمة» واغتصبوا البنات في نهار رمضان في وحشية تنتمي للعصر الحجري ، ودون ذرة حياء أعلن البرهان انقلابه في نفس اليوم، وقال حميدتي ليهدد الشعب السوداني “أن فض الاعتصام لو استمر كان انفضت الخرطوم ذاتها وسكنت الكدايس عماراتها، أحسن تفتحوا عيونكم” ولكن الشعب الواعي اجبر عساكر الكيزان على الخضوع. ولكن عندما جاءت الحكومة المدنية وضع كيزان اللجنة الأمنية آلاف العقبات أمامها والظاهرة والخفية، وكانت المفارقة أنهم كانوا يتهمون حكومة حمدوك بالهشاشة الأمنية رغم أن الأمن كانت مهمتهم ، وعرقلوا كل شيء في الدولة وأغلقوا الميناء وكذبوا وكذبوا وكذبوا حتى لا يحكم المدنيين
وقد وسع البرهان في تلك الفترة صلاحيات الدعم السريع وأضاف المادة(6) لاعطائهم صلاحيات كبيرة جدا ومزيد من الاستقلالية والتنقيب عن الذهب ومكنهم من تهريبه عبر المطار، وقد بلغت إيرادات الذهب المستخرج من المناجم التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع نحو 123 مليون دولار، وحصلت شركة كالوتي الإماراتية على أكثر من 117 طنا من الذهب السوداني، واعطاهم البرهان صلاحيات مالية واسعة واسسوا شركة الجنيد وشركة الفاخر، وفصل البرهان كبار ضباط الجيش الذين لا يرغب فيهم سيادة القائد حميدتي، وخون الكيزان كل من يتكلم عن الدعم السريع واصروا على انه من رحم الجيش ، وعمل البرهان على تخريج ضباطهم وتدريبهم وتضاعفت أعدادهم بصورة مذهلة
وكان أكثر شيء كان يقلقل الكيزان هو لجنة التمكين التي كشفت حجم فسادهم، ثم لما انتهت فترة حكم العسكريين قام البرهان وحميدتي وجبريل ومناوي بالانقلاب بعد أن أقسم البرهان مئات المرات أنه لن ينقلب وهو قد عود الناس على توقع الغدر وعدم الالتزام باي “كلمة رجال”، فأعاد البرهان بعد انقلابه “الكيزان الفاسدين” إلى كل مفاصل الدولة بعد أن أقسم سابقاً أنه سيخرجهم من الجيش، وكان أهم ما في بيان الإنقلاب هو حل لجنة إزالة التمكين “ذلك البعبع الذي يفضحهم ويرعبهم” ، ولكن الانقلاب لم ينجح لأن الكل رفضه داخليا وخارجيا.
وأخيرا قرر الكيزان مواجهة الشعب وقواه الحرة بالقوة العسكرية والانتقام منهم فكانت الحرب التي لم يتضرر منها غير الشعب ودمروا بنياته التحتية من كباري ومصانع وغيرها ، وكلما زادت آلام الشعب صاحوا “بل بس” ليزداد ألما ، وأخذوا يهددون قوى الثورة بأنها أشعلت الحرب بتحريض حميدتي وتطميعه في الرئاسة رغم أن البرهان وكيزانه هم من وضعوه نائبا للبرهان ومكنوه ، لكن للاسف صدق هذه التفاهات فقط أصحاب الرؤوس المربعة والريالات والقنابير.
والدعم السريع معروف بأنه هو المخلب الذي يستخدمه جيش الكيزان للأعمال التي لا يستطيع الجيش القيام بها مثل الإبادات القذرة في دارفور مرورا بإبادات الاعتصام وقتل مئات المتظاهرين وانتهاء بالحرب التي استهدفوا فيها المواطنين “الفلول” وهم لا يقصدون بالفلول الكيزان طبعا رغم أن كلمة “الفلول” تعني الكيزان، ولكن من ألاعيبهم أنهم كانوا يقصدون المواطنين أصحاب السيارات وكل ما يمكن نهبه، ولم يتعرض الدعم السريع للكيزان ولا الفلول الحقيقيين نهائيا. ولم يهاجم كيزان الجيش مليشيا الدعم السريع ولا مرة واحدة بل كان الجيش يدافع عن نفسه عندما يهاجمهم الدعم فقط، وقد أخرجوا فيديوهات كثيرة ربما هي ذاتها مصنوعة، لكن لاحظ المواطنين أن ارتكاز الجيش في العاصمة قد يكون قريب من ارتكاز الدعامة الذين يعتدون على المواطنين دون يهاجموا بعضهم .
وقد ظهر في صف الدعم السريع كثير من الكيزان أبرزهم حسبو عبد الرحمن نائب البشير واللواء الركن عثمان عمليات واللواء الركن الخير ابو مريدات (معتمد سابق ورئيس مؤتمر وطني بمحلية لقاوة والعميد الركن زاهر محمد الأمين والعميد الركن عمر حمدان والعميد الركن ابشر جبريل بلايل (معتمد سابق ورئيس مؤتمر وطني بمحلية لقاوة والعقيد الركن عوض الله عبدالسلام والعقيد الركن فارس البشير والعقيد الركن الياقوت الطيب البشير والعقيد أمن مرتضى الرفاعي والعقيد أمن رامي الطيب والمقدم النور سعيد النور والمقدم طيار أمجد الطيب والرائد جيلي عمر جيلي وغيرهم كثيييييير
والكيزان في محادثاتهم السرية التي انكشفت يقولون الجيش حقنا والدعم السريع حقنا… وسندمر بالحرب كل من هتف “تسقط بس” وقد انتهينا من الخرطوم ومدني وماشين على صعاليق عطبرة (يقصدون المثقفين)
واطلق الكيزان من السجون المساجين والمجرمين حتى يزيدوا من ألم المواطن بعد أن أطلقوا 9 طويلة قبل كدا ، وهذا الجيش الذي يأخذ 80 في المية من ميزانية الشعب ويتاجر في كل شي إلا الدفاع عن المواطن، رغم كدا وبلا خجل يقول الكيزان للمواطن “داير الجيش يحمي بيتك يعني؟!” امشي احميه براك ..وبالفعل انخرط بعض المستنفرين في معسكر العيلفون بشرق النيل لكن الجيش ترك المستنفرين وانسحب فقتل أفراد الدعم السريع أكثر من 120 قتيلاً وأسروا 70
ويظهر في هذه الحرب العبثية أن الجيش الذي ياخذ تعليماته من الكيزان لا يهاجم الدعم السريع على الإطلاق ولكنه يتحف المواطنين بادانة أفعال الجنجويد دون الرد عليها ، والغريب أن أكثر شي اهتمت به حكومة الكيزان والبرهان أيام الحرب هو استخراج الجوازات للمواطنين وباسعار عالية ليضربوا عصفورين بحجر وهو أن يدفع المواطنين بسخاء ويتخارج الشباب من البلد
احتلال ودمدني:
فر سكان الخرطوم إلى ودمدني التي أصبحت مركز بديلًا بعد إفراغ الخرطوم من سكانها الملايين بعد معاناتهم من الحرب، وود مدني لها اهميتها من جوانب معينة ففيها سكانها المستنيرين والمعروفين بالاستنارة والثقافة والثورية، بالإضافة للنازحين العاصميين وهذه هي القوة الحية وأكبر شريحة ثورية مستنيرة موجودة في مكان واحد داخل السودان، وطبعا زيادة معاناتهم مطلوبة، ثم إن مدينة ودمدني مدينة اقتصادية وأكثر مدن السودان ازدهارا بعد العاصمة وهذه غنيمة يسيل لها لعاب الدعم السريع ، وقد عرف الأمريكان نوايا الدعامة الدنيئة فحذروهم من مهاجمة ودمدني لأسباب انسانية لأن مدني ما فيها أهداف عسكرية إلا فرقة من الجيش التي زارها البرهان وهدد الدعم السريع بترقيتها وجعلها مقاتلة قبل الاجتياح بأيام كأنها أمر مقصود
ومدينة ودمدني محصنة طبيعيا داخل الجزيرة ولا يمكن دخولها إلا بمؤامرة ولم يكن عدد الجنجويد كبير بل إن اعداد الشباب المستنفرين من شباب مدني وحدهم الذين طردهم الجيش يفوق أعداد أفراد الدعم السريع بكثير بالإضافة للجيش والشرطة والأمن إن كانوا يريدون الدفاع عن المدينة.
وقبل الاقتحام اخذ إعلام الكيزان يطمئن المواطنيين حتى لا يهربوا وحتى لا يخبئوا ممتلكاتهم، وبعض التطمينات كان عبيطة جدا مثل تطمينات الطيار الذي كان يناهد ويقول إنه نزل من الجو ليتغدى ويبل الجنجويد مرة أخرى، ثم فوجئ سكان ودمدني بانسحاب الجيش ودخول أفراد الدعم السريع وهم يضحكون ويقدلون في الكبري بدون إطلاق طلقة واحدة ، وهنا كانت الدهشة واشيع أن قائد الفرقة الأولى اللواء أحمد الطيب الذي فتح كوبري حنتوب كان منتدبا في الدعم السريع وعاد الي الجيش بعد الحرب واشيع أنه باع المدينة، ثم اعترف اللواء أحمد الطيب أخيرا ان قرار الانسحاب اصدره البرهان شخصيا
وكان أكثر قوات الدعم السريع التي دخلت ودمدني هي قوات ” درع السودان” بقيادة ابو عاقلة كيكل وهي قوات أنشأها البرهان نفسه ، والكوز كيكل تمت صناعته من الكيزان وكان قلبا وقالبا مع الجيش وظهر فجأة بكامل قواته وعتاده ومدوه بالسلاح والرجال، وفجأة بين ليلة وضحاها أصبح ضد الجيش وهو تمويه ظاهر من كتائب الظل والدفاع الشعبي طبعا .. وهكذا أصبح المواطن المثقف والثائر في حالة نزوح دائمة.. نزحوا من الخرطوم الي الجزيرة ومدني ثم إلى سنار ثم كوستي وربك إلى الدندر ثم إلى الشمال وبورسودان .. وبعضهم هجر البلد الي مصر وهكذا أصبح السودان هو مسرح اللامعقول “والكيزان يفوقون سوء الظن العريض”
ولم يكتفي الكيزان بنزوح الشعب السوداني بل عاقبوا كل من يقدم خدمة للنازحين وقد قالت غرفة طواريء سنجة بولاية سنار التي تخدم النازحين هناك ان قوة من الاستخبارات العسكرية اعتقلت عددا من متطوعي غرفة الطوارئ واقتادتهم الي مقر الفرقة ١٧ مشاة أثناء تقديمهم الوجبات للنازحين العابرين بالسوق الشعبي وضربوهم ضربا مبرحا وحرموهم من الطعام ، مما أدى إلى ايقاف تقديم الخدمات والمساعدات للنازحين ، وذكر بيان الغرفة ان عملية الاعتقال تمت دون ابداء اي اسباب حيث جري اقتياد المعتقلين لمقر قيادة الفرقة 17 مشاة بسنجة..
وكان هدف الحرب هو تأديب الشعب والانتقام من قوى الثورة حيث اتهم الكيزان قوي الحرية والتغيير بتحريض أفراد الدعم السريع بالحرب رغم ان كل الأدلة تشير إلى عكس ذلك حيث انهم ادانوا الحرب ورفعوا شعار لا للحرب وكان للكيزان فهلوة عجيبة ومضحكة لادانة هذا الشعار ولم يصدقهم غير الاغبياء والطراطير
من يصدق أن حميدتي أو جبريل أو مناوي ندموا على الإنقلاب وصاروا مع الثورة والديمقراطية في الوقت الذي فيه حميدتي وغيره من الكيزان يبلون الثوار والمواطنين النازحين فليمسح ريالته وليقتلع قنبوره.
كل قبائل السودان في الجزيرة والشمال والشرق قد تعلمت من درس ودمدني أن الجيش لا يحميهم من الجنجويد بل قد يعرقل دفاعهم عن أنفسهم فقرروا حماية أنفسهم، وهدد الجعليين كل الخونة من الجيش ذاته إذا عرقلوا دفاعهم عن أنفسهم، ولهذا تبدل خطاب الدعم السريع تجاه المواطن تماماً في الجزيرة وادعى أنه سوف يحارب التفلتات والسرقات وهو أمر مضحك.
لهذا لا حل للوطن وللمواطن إلا بشعاره “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” .. خلوا الكيزان يغالطوا ويقنعون أصحاب الريالات والقنابير أن الحرب لها اهداف نبيلة، والحقيقة أنها أوسخ واتفه حرب في تاريخ البشرية ، وحقيقة أن الحرب هي ضد الثورة والمواطنين دي حقيقة كتبوها دكاترة كبار امثال أ.د . عثمان إبراهيم عثمان الذي كتب مقال بعنوان “ضد من قامت هذه الحرب العبثية” وصحفيين كبار أيضا مثل عادل سيد أحمد الذي تكلم عن ذلك ، بل هذه الحقية كتبتها الصحف العالمية حيث كتب جليبر الأشقر في مجلة الدراسات الفلسطينية مقال بعنوان “هدف الحرب في السودان هو القضاء على الثورة”، وقد ظهرت هذه الحقيقة الواضحة أمام كل الشعب “إلا الأغبياء” ، فاعتمد الشعب على نفسه في الدفاع عن نفسه ويرجون أن يساعده شرفاء الجيش لا الخونة الذين باعوا ضمائرهم وشعبهم ووطنهم وأهلهم للكيزان، رغم أن تسليح الشعب نفسه فيه خطورة لكن وربما يكون دفاع كل مجموعة عن منطقتها فقط وعن نفسها مع استنارتها ومعرفتها لخدع وألاعيب الكيزان دون الانخراط في الحرب أمر يأتي على راس الكيزان الثعالبة وسوف يوقفون الحرب سريعاً ويوقفون مماطلتهم في التفاوض “الصوري” وكأن هذا التماطل مجرد حركة لزيادة تعذيب هذا الشعب العنيد. إلا أن التجارب الثورية أثبتت خطورة الانخراط في الحرب والتسليح الذي قد يؤدي إلى الفوضى الحرب شاملة وإلى تحويل السودان إلى مليشيات، لكن السلمية التي امتاز بها هذا الشعب المعلم ورفض الحرب والخروج في تظاهرات ضدها ربما يكون هو الأفضل
يا شعباً لهبَك ثوريتَك
تلقى مُرادَك و الفي نيتَك
وعُمق إحساسَك بحريتَك
يبقى ملامِح في ذُريتَك…
ماكا هُويِّن سهل قيادَك
سيِّد نفسَك, مين أسيادَك؟
كل الكلام ده عشان تبرر فشل حكومة الثورة.. صراحة ما ذدتنا الا يقينا بأن من سرقوا الثورة كانوا دون المقام والغريبة لا زالوا يقفون في صف الدعم السريع رغم كلامك انهم وجهان لعملة واحدة على أمل أن يرجعوا للسلطة تحت حماية حميدتي.. من حق الكيزان ان ياخدوا راحتهم لان خصمهم راسو فاضي.
حاول افهم المقال القيافة دا أولا بعدين علق
المقال عبارة عن توثيق رائع ومرتب للاحداث. شكرا لهذا الجهد.
مقال رصين ومنطقي