مقالات سياسية

رسالة مستعجلة للسيد جبريل ابراهيم وزير المالية

عبدالمنعم علي التوم

بعد التحية و السلام :-
فى ظروف البلاد الراهنة و انتم تتقلدون اصعب الحقائب الوزارية على الاطلاق لا يسعنى إلا أن اسأل الـله العلى القدير أن يعينكم لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة من عمر حياة الشعب السودانى الذى صبر حتى مات !!! ومازال يصبر!!! و يئن ويعانى جراء الحرب وتوقف صرف المرتبات للعاملين بالدولة منذ ابريل 2023 !!

السيد الوزير

شهد الشعب السودانى و شهد العالم اجمع بالجرائم التى ارتكبتها قوات التمرد من نهب للاموال انتهاك للحرمات و احتلال المنازل وسرفة الممتلكات والعربات و المقتنيات الثمينة على مرمى ومسمع الجميع حتى صارت اللصوصية و النهب حرفة يفتخر بها ضعاف النفوس و العقول وصنفوها ضمن الفروسية و الرجولة وحمرة العين ورجع السودان 1500 سنة للوراء الى عهد الجاهلية الاولى !!! وتآذى من ذلك كل الشعب السودانى وخاصة قطاع البنوك الذى صار هذفا استراتيجيا لنهب الاموال !!!

السيد الوزير

قبل الحرب فى 15 ابريل 2023 كانت 80% من السيولة المتداولة فى السودان خارج النظام المصرفى ، ومعظم النشاط التجارى و الاستثمارى يحتفظ بالاموال فى خزائن خاصة ، ولكن عند نشوب الحرب وحدس ما حدس وصارت الامور تسير دون هداية ومن غير نظر واستدلال عقلى أو خبرة سابقة ، انقلب المشهد وتغيرالكل وراح الجميع يعلم بأن افضل مكان لحفظ الاموال هو وضعها فى رقبة الدولة كألتزام قائم على البنك حتى ولو سرق البنك !!! وامام هذه الهجمة الشرسة من المتعاملين برغبتهم الجامحه بوضع اموالهم فى البنوك العاملة فى مدن السودان المختلفة أزدات حجم الودائع و أكتظت خزائن البنوك بالاموال فوق سعتها التخزينية وبما فيها بنك السودان و الذى هو ام الخزائن لجميع البنوك العاملة !!! و الذى صار يرفض استلام اموال البنوك فى ظاهرة غير طبيعية غلب عليها لفظ الشواذ و النشاذ و الانحراف عن الاهداف الرئيسية للبنك المركزى!!!

هذه الظاهرة الاستثنائية التى صاحبت اكتظاظ خزن البنوك بالاموال وحسب تقديرى المتواضع كان ينبغى ان تستفيد منها وزارة المالية بالاتفاق مع محافظ البنك المركزى بالاستدانة من النظام المصرفى كإلتزام قائم على الدولة وصرف مرتبات العاملين وفك الاختناق القائم كحركة أموال تعالج مسألة ركود الاموال فى خزن البنوك وتفعيل حركة الاموال فى شرايين الاقتصاد السودانى ويدعم هذه الفرضية شلل الوضع الاستثمارى فى جميع القطاعات وتوقف حركة القروض وسوف يظل الالتزام قائم على الدولة تجاه البنك المركزى متى ما تحسن الوضع الاستثنائى وسوف تتوفر الحلول ويمكن معالجة الامر لا حقا بعد ان تضع الحرب اوزارها !!!

أتمنى أن يجد الاقتراح الاذن الصاغية تخفيفا للضغوط المعيشية و فتح الافق والقنوات لاستقطاب السيولة التى تعمل خارج منظومة الدولة الاقتصادية (البنوك)

مع خالص التقدير و الاحترام
المواطن/
عبدالمنعم على التوم
[email protected]

تعليق واحد

  1. شكراً يا عبدالمنعم علي التوم ، صاحب الاقتراحات والتحف السنية، يا عبقري الزمان لقد قدمت خدمة جليلة ولفت نظر حملة السلاج الهبطرش الذي تم توزيعه للمجارمة الذين تم اخراجهم مستنفرين من السجون ..
    بجانب منتهزي الفرص من معتادي الاجرام وعتاة النهابين والهمباتة المسلحين الي اسنانهم هذه الايام الي الهدف القادم لمغامراتهم !!

    اما استخبارات الجنجاويد فسوف تسبغ عليك لقب مصدر استثنائي للمعلومة !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..