تاريخنا الذي نشفق من عواقبه

د. الطيب النقر
ولاية نهر النيل مترفة في جدها إذن، وماضية في تعبئة الحشود التي تتداعى إليها في دعة وخفة، هي حريصة على الا يبلغ العدو منها ما يريد، وفي ظني أنها قد وفقت توفيقا عظيما في ارسال رسالتها الضافية لخصمها، فخصمها منذ أن تلقى تلك الرسالة، يعيد قراءتها بين الفينة والأخرى، وهو يسعى أن يلم بموضوعها وغرضها، فشكل الرسالة وصورتها ،جعلت هذا العدو الذي قنع بتلك الحياة الصاخبة التي يعيشها الآن، يفكر ويطيل التفكير، في مآلات تلك الرسالة التي حطت على بريده في رشاقة وعجل، هي رسالة لا أكثر ولا أقل، وضعتها ولاية نهر النيل أما بصر الدعم السريع، رسالة هادئة، واثقة، مطمئنة، تخبره فيها في وضوح وجلاء، بأنه سيعجز عن المضي في طريقه الذي اعتاد أن يسلكه، وأنها ستتصدى إليه، وتأخذه بيمينها لتهوي بها على رأسه فتدميه وتشجه، إذا صمم أن يخوض غمار تحديه معها، هي واثقة إذن من انتصارها عليه، وهو يعلم أنه يحتاج إلى الالحاح على شيطانه، ويطلب منه الأناة والرفق، وشيطانه هذا شديد السخط على هذه الولاية، شديد البغض لها، لذا لم يحفل بذلك الرجاء، أو يذعن له، فهو لا يفكر إلا في التبر الذي تعلوه رمال تلك الولاية، وفي انسانها الذي أظهر الصمود والتمرد، والشيطان الذي فقد رشده أو كاد، يرفض أن يستأنف رعاعه العمل بعد حين، عليهم إذن يضعوا الخطط، ويعدوا العدة لغزو هذه الولاية التي عرف السودان بأسره حماستهم و هدفهم الذي التصقوا به التصاقا، لقد اعتزمت ولاية نهر النيل والولاية الشمالية، جز هامة الدعم السريع ثم العودة لمضاربهم التي لا اثم فيها ولا ريب، وفي الحق أن قوات الدعم السريع تعلم أن ولاية نهر النيل والولاية الشمالية تلتمس نزالهم، وأن جيشهم لم يعد بحاجة لمن يعينه بعد أن انكب كل الناس في العمل، وتهافتوا على حمل السلاح، صونا لعروضهم، وحرصا على ممتلكاتهم، وحماية لمدخراتهم، لقد فهمت الولاية الشمالية وولاية نهر النيل الدعم السريع كما لم يفهمه غيرهم من الناس، والدعم السريع السادر في غيه، والممعن في ضلاله، يعلم أن هؤلاء الناس مستعدون للجهاد والتضحية، وأنهم كذلك ثائرين ساخطين عليه، ولكنه يجهل حتما أنهم جميعا واقعين في الاثم لا محالة، لأنهم ما زالوا ينتظرون مقدمه عليهم، هو يعلم أن أصوات الجيش المنكرة التي تجعله يقضي الليل كله خائفا مضطربا، قد التف حولها الناس، كل الناس في الولايتين، ولكنه يجهل أن الجيش والناس معا لذتهم التي لا تعادلها لذة، أن يطوي الله لهم الأرض، ويسخر لهم الريح وما شاء الله من قوى الطبيعة، حتى يصلوا إليهم في أماكنهم التي يتواجدوا فيها، فيحتدم الصيال، وتطير الرقاب، وتنقشع المعركة التي تنتهي حقيقتها التي لا تكلفنا عناء أو مشقة، فقوات “الدعم الصريع” قد منيت بهزيمة ساحقة، وأنها باتت عرضة للضحك والاشفاق، وأن كماتها الذين لم يكن هاجسهم مطلقا جلب الديمقراطية وتحقيقها، بل جمع طائفة من الحديد ممثلة في سيارات الدفع الرباعي بعد أخذها عنوة من أصحابها، والتنحي وتفريقها في زوايا الغرب ودول الجوار.
انسان الشمال الذي لا أريد أن اتخذه موضوعا لهذا المقال، لست في حاجة أن أوضح كيف تستهدفه قوات الدعم السريع، فالأحاسيس التي ملأت نفسها، والمشاعر التي تطبعت في مدارج حسها، هي بغض الشمال، وكلما ينتمي لانسان الشمال بصلة، ولعل التاريخ يحملهم على أن يجتهدوا في اذكاء هذه الأهواء الخطرة، والتماهي مع هذه العواطف المنكرة، التي تعبث بحنياهم الصدئة الماقتة للقبائل النيلية، فقبائل الشمال التي إذا تحدثت لا تعرف إلا أن تصف الأشياء كما هي، في تاريخ المهدية القريب، كانت حقيقة محبة ومجلة للامام المهدي، وكارهة مسرفة في كراهيتها لخليفته الذي آلت إليه الأمور من بعد المهدي الإمام، فخليفة المهدي لم يكن يجد من يكفكف من غلوائه ويرده إلى العدل، وقبائل الشمال التي لا تعنو إلى قهر، أو تطمئن إلى غضاضة، فاضت على ما حولها تبرما وسخطا، فأطلق خليفة المهدي جنوده عليها من غير حساب، على ضوء ذلك نستطيع أن نزعم أن قبائل الشمال قد أسبغت على بعض القبائل التي تعود جذورها للب النزاع قناعاتها الخاصة، وأخذت تمعن في الاستخفاف بها، القدح عليها، وبالمقابل أضحت قبائل الغرب تزدري قبائل الشمال، وتدمغهم بتهمة التعاطي والتزلف للمستعمر، ومما زاد الأمور ضغثا على ابالة، أن القبائل النيلية المعتدة بأصولها العربية، لا تتحرج من أن تستعمل في قواميسها ألفاظا تمجها القبائل الأفريقية، بل حتى القبائل العربية في غرب السودان وتنفر منها نفورا عظيما، فقبائل الشمال قانعة بأن جرثومتها تعود إلى منبتا مؤصل، ومجدا أصيل، وهي مع هذا كله لا تكتفي بهذه القناعة التي نعتقد أن الخطل يشوبها من كل مكان، بل تزعم أن القبائل العربية في غرب السودان، لم تصب العروبة إلا قليلا، وقبائل الشمال مترفة في هذا الزعم، مغالية فيه، وفي الحق أن مزاعمها السخيفة تلك قد مست حياة القبائل كلها، وجعلتهم يتحاورون طول النهار، وإذا أقبل الليل في تباهي قبائل الشمال بأصولهم، وزعمهم بأن أرومتهم تعود لعروبة محضة، وهي لعمري مزاعهم تتناقض مع لونهم الكالح، وشعرهم الأكرد، وقبائل الشمال التي تسرف في عدم الاكتراث لتشكيك القبائل الأفريقية في عروبتها، قد جمعت مع مغالاتها في التهكم والطعن على القبائل، طامة أخرى، ولا أدري ما هو ذنب الشمال إذا كانت النظم السياسية المختلفة، هو من هيأ لها قيادة من عنده، فالشمال سبق غيره من أقاليم السودان في المعرفة والاستنارة، ولم يكن هناك ما يعيقه عن الحركة، والمضي قدما في الحياة العقلية التي استبق فيها غيره استباقا عظيما، فقد ضاقت مصر القريبة جغرافيا منه بطلابه، فالشمال لم يكن في حاجة إلى حادثة من الحوادث حتى يقف على حقيقة العلم، والثمار التي يمكن أن يجنيها منه، لم يكن الشمال يجهل نفسه، أو يجهل حضارته التي لا يكاد البعض يتبينها، أو ينصرف عنها ويزهد فيها، لم يتورط الشمال فيما مضى في شيء من الاثم حينما اعتلى المناصب العليا في الدولة، ونحن نجد له العذر في ذلك، ولكن الآن بعد أن استأنفت كل أقاليم وقبائل السودان الصلة بينها وبين العلم، من المعيب أن تظل الرتب الرفيعة حكرا عليه، والدعم السريع الذي يتهم الشمال بأشنع التهم، ويصدح باتهاماته تلك في عنف وقسوة، ساخط على الشمال وأمه وأبيه، لأنه اعترض سبيله، ووقف حجرة عثرة أما مخططه، ويتحمل الشمال أيضا إلى حد كبير ما تعرض له الدعم السريع من أخطار.
[email protected]
يا دوك مافي داعي كان تذكر النقطة دي ( أن الجيش والناس معا ) لأنك عارف والناس عارفه الجيش (صيج) من الخرطوم ومدن دارفور وأخيراً هرول أمام الجنجويد في ولاية الجزيرة وياها النتيجة الحتمية , فرار الجيش هي تعبئة الحشود لمعرفتهم حقيقة جيش الهنا الما حارس مالنا ولا دمنا .
يا دكتور نقول الحق ولا نجامل ؟ بس لا تقول لي ما وقته !!!
بخصوص ولايه نهر النيل اعتقد انها الولايه الاكثر اصابه بمرض السرطان الكيزاني
وعموما لا اتفق مع الكاتب لان المقال اقرب للتأجيج والفتنه واثاره انتقام الجنجويد ضد ولايه القاصي والداني يدري مستوي ضعفها وفقرها خلينا من النسب والتفاصيل التانيه الما بتسلح جندي خليك من قبيله.
وبعدين الولايه الشماليه دي ٧٥٪ اقليم تسكنو مجتمعات نوبيه عريقه ما عندها علاقه بعروبه القبائل المهاجره المستضافه بالولايه
وكون ابناء هؤلاء القبائل العربيه حكموا السودان وظلموا ويمثلون مرتع خصب بالكادر لكيزان ٨٩
ما في داعي تألبو عليها الدعم السريع بسبب ١٠٪ من المغيبين.
اغنى ولاية في السودان اليوم هي ولاية نهر النيل والولاية الشمالية اذ ينتجان ثلاثة ارباع الذهب بالسودان الذي يشكل اكثر نصف صادرات السودان
وأين نصيب المواطن في الولايتيين.والولايتين أكثر سكانها من ناحية عمل ومعيشة أصحاب دخل محدود يعني موظفين دولة ويحترفون الزراعة البسيطة وتجارة بسيطة.
يا دكتور الطيب كلام نحن ونحن والتصعيد وشجن البسطاء قبلياً يا هو البجيب البهدلة والندم في نهاية المحصلة ..
الناس تتحمس وتاخدا الهبالة يقبضوا المساكين من الغرابة يكتلوهم بلا ذنب … وبعدي شوية ونوعك دا يتشبر ويتنبر لحدي ما الجماعة بتاتشراتهم ومواترها يكابسوا المدن والحلال ونوعك يقود حملات التضامن من الخارخ -بعد ان اشعل النار- وهاشتاق شندي تنزف !!
ساتهدي بالله وبطل العبط !!
كعاده انصاف المثقفين فى محاولاتهم الوضيعه لأثبات وجودهم من خلال استداعاء مفردات اللغه العربيه من عصر المعلقات الشعريه وإقحامها قسراً كأدوات لسرد وقائع لا تحتمل بطبيعتها ان تكون لغه الشعر هى مفتاح واليات تحليلها هذا اولاً
ثانياً جنوح الكاتب نحو السرد القبلي والجهوى للمشكله هو نتاج طبيعى للعقليه الرعويه المؤدلجه لأنصاف المثقفين الذين يتم تسخيرهم فى تمرير اجندات سياسيه تخدم مراكز معينه فى المجتمع (الكيزان فى هذه الحاله)
ثالثاً وهو الامر الاهم فى الموضوع أن كاتب المقال وأثناء ممارسته لمهنه اعاده انتاج الدعايه الكيزانيه بأشعال الفتن القبليه والنعرات الجهويه وتأجيج الصراعات الأثنيه بين شعوب السودان لم ينسي أن يستخدم اساليب التدليس والتلفيق ولى عنق الحقائق الماثله امام اعين الجميع
فقد اصبح معلوم للقاصى والدانى أن مشروع استنفار عدد ضئيل من الشباب المغرر بهم باء على ضئالته بالفشل الذريع وما احداث مدنى ببعيده عن الاذهان . فقد اعترف قائدهم المزعوم بجبنهم وانكسارهم وهروبهم المخزى امام الدعم السريع كما كان حال قادتهم نمور الورق وبيادق الخشب حين هربوا الى بورتسودان ليحتموا بحواضنهم من بقايا تنظيم الكيزان المدنيين.
انها دعوه رعناء لأقحام الشباب فى حرب اشعلها على كرتى وزبانيته فى المؤتمر الوطنى تمهيداً لحرب أهليه لا تبقى ولاتذر واعمالاً لمخطط الارض المحروقه التى هدد بها شيطانهم الاكبر على عثمان ومن قبله المجرم الهارب البشير. وأبشر كاتب المقال بان شباب ثورة ديسمبر قد بلغ من الوعى ما يستحيل معه تمرير اجندات الكيزان ودعواتهم للأستنفار وحمل السلاح تحت زريعه الدفاع عن النفس والعرض فى معركه الكرامه مهما ارهقت ذهنك بأسترجاع مفردات لغه العصر الجاهلى ومهما اقحمت فى مقالاتك من استعاره و جناس واطناب.
سؤال اخير للكاتب ارجوا الرد عليه ولو انى اشك فى ذلك
ما الحوجه لحشد المدنيين واستنفارهم وتسليحهم مع وجود قياده قوات المدفعية فى قلب مدينه عطبره؟؟؟
الا تكفى هذا القوه لخوض معركه الكرامه؟؟؟؟
الا تكفى هذه القوه مع قوات الشرطه والامن لحمايه ممتلكات المدنيين وارواحهم واعراضهم؟؟؟؟؟