مقالات سياسية

الحرب العبثية والنفرة الشعبية

احمد بطران عبد القادر

لله الأمر من قبل ومن بعد ولقد كتب الله تعالى في الزبور من بعد الذكر ان الأرض يورثها عباده الصالحين
وعدا عليه حق في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم متّصلاً بالنصر والتمكين لا كنصر من زعموا ان غزالة أتت لأحدهم طلبا للذبح لان المجاهدين جوعى…! ولا مثل تمكينهم الذي جعل الوظائف الكبرى لمنسوبيهم واصبح المال دولة بينهم ولكن نصر وتمكين لمن يقومون على امر الناس خدامٌ لا يريدون جزاءا ولا شكورا ينشدون العدل ولو على أنفسهم لا تأخذهم في الحق لومة لائم.

ولئن كنا نعتقد أننا الموعودون بذلك لأننا إنما نريد الإصلاح وأننا الوراث لله على أرضه فإنه لا سبيل امامنا الا ان  نتحمل المسؤولية بجدية وحزم و ان نتحرك لرفع الراية- راية النضال من أجل الحرية والعدل والسلام شعارات ثورتنا المجيدة والسلمية كانت خيار اخترناه بإرادتنا ولنا الحق في ان نطوره كيفما نشاء فليس من الحكمة ان نستلب لفكرة عفى عنها الزمان وعافها المكان ولم يعد بالإمكان السلامة في الأوطان بعد غياب سلطان الدولة المغتصب اصلا بفعل هيمنة العسكر علي المشهد السياسي وتعطيل عملية التحول الديمقراطي المنشود
و الحياد في في هذه  الحرب خيار اخترناه أيضاً بإرادتنا لأننا نريد ان نحافظ علي نسيجنا الاجتماعي متوحدا فهو الضمان الحقيقي لبقاء الدولة وغيرنا اختار الانحياز لاحد اطرافها بدوافع جهوية عنصرية نتنة وغيرهم كثيرون هم من يغذون اوارها  بدوافع الحصول على الثروة والسلطة والحماية
و في ظل هذه الأوضاع بالغة التعقيد اختلط الحابل بالنابل وتقاطعت المصالح واختلفت الرؤى واهدرت كرامة الإنسان وسلبت إرادته ونهبت ممتلكاته وقتَل وهجر قسريا طلبا للأمان المفقود واغتصبت الحرائر واصبحنا نحن أصحاب السيادة مسرح للعمليات الحربية التي تدور رحاها في بيوتنا وقيدت حريتنا وصرنا في وضع المشتبه فيه لطرفيها وأصبحنا هدفا مشروعا لهما نعتقل او نقتل او نهجر قسريا او نعتقل بعيدا حتي عن حقوق الإنسان التي كفلتها القوانين الدولية
فضاعت مصالح الوطن والمواطن وقهر الشعب واستلبت حقوقه في الحرية والأمن والحياة الكريمة وهدد وجوده واخرج من دياره قسريا فكيف يظل من بعد ذلك على الحياد؟

والخروج من الحياد لا يعني الانحياز لاحد اطرافها ولكن بشق طريق اخر غير دعاويهم او ادعاءاتهم في الحفاظ على الدولة او جلب الديمقراطية.
و السلمية لا تعني ان اسلم عنقي لمن يريد ذبحي…! وان اترك داري لمن يريد قتلي ولا ان اتخلي عن مالي لمن يريد ان يعلو في الأرض بإسمي ثم يعيش فيها فسادا..!

الدولة ملك الشعب و هو صاحب السيادة والسلطة  فلا ينبغي ان يفرطر فيها ويتركها لمن يسومه سوء العذاب تحت بند السلامة الشخصية او تحت مبرر ان حمايته من واجب غيره.

الثورة فعل مستمر ضد كافة اشكال الظلم والفساد  وضد القهر والتسلط فاستلوا سيف ثورتكم تسلموا وتسلم الأوطان ولا تتركوا مقبضه بيد غيركم فيده الباطشة لا تفرق بينكم وبين غيركم وستعمل فيكم جميعا قتلا وسلبا ونهبا فاستفيقوا يا هؤلاء فالمستقبل للرجال الصالحين والصلاح هو ان اقوم بدوري بلا تردد ولا حسابات لما يمكن ان يصيبني او ما يمكن ان بقع من احداث ومن يضع للاتي حساب لا يصنع بطولة والبطولة فعل إنساني رفيع يصنع المستقبل يفتح الآفاق لهذه البلاد يحفط وجودها ووحدة شعبها ويعز انسانها ويكف عنه يد الغدر والبطش . والبطولة يخلدها التاريخ كيف لا والتاريخ صفحة بيضاء نكتب فيها ما نشاء بالبنان او السنان فنمضي وتمحو السنون آثارنا وتنقطع أخبارنا لكن ذاكرة التاريخ تستنطق الناس والأشياء ليهتفوا باسمنا اننا كتبنا لانفسنا الخلود باحرف من نور لأننا اخترنا طريق الحرية والثورة علي كافة اشكال الظلم والاستلاب الثقافي والاستبداد السياسي
ولن يكتب الخلود للعاجز او الجبان او المنافق او المراوغ او من يعتزل الناس وقت الشدائد فعلينا ان نتوحد ضد الحرب فعلا على الأرض يحميها من كل متغول او متجبر فالمدن الآمنة التي لم تصلها نيران الحرب على أهلها تتريسها واغلاقها امام اي قوي مسلحة تحاول ان تخترقها او ان تستبيحها او توسع دائرة نفوذها فيها وعلى شبابها الجاهزية للقتال حماية لأنفسهم ولاهلهم وان يتسلحوا بالمتاح وعندما تأتي طلائع قوى مسلحة على الجماهير التجمع من كل فج والتمركز في المداخل والمخارج منعا لاستباحتها وعلى ثقة ان اي منطقة تستعد للقتال لن يصلها وهذا مبدأ يعرفه العسكريون فالاستعداد للحرب يوقفها .
ومن يزعم ان حمل السلاح ضد الظلم والفساد لا ينبغي له ممارسته فان الذي يحدث في كل المناطق التي يسيطر عليها مقاتلوا الدعم السريع من استباحة للحرمات وانتهاك للاعراض  وقتل بدم بارد وتهجير قسري واغتصاب ونهب منكور لدى قيادتهم تحت بند ان هؤلاء متفلتون ولا يعرفون ان هذه الحجة واهية فكيف تسيطر على منطقة ما وتعلن ذلك على الملا ثم تزعم ان هنالك متفلتون يستبيحونها؟ فالقانون الدولي يحملكم مسؤولية حماية المدنيين في اماكن سيطرتكم وان عجزتم عن ذلك فكيف تصينون وتحفظون الأمن عندما تؤول الأمور اليكم في سلطة ما بعد الحرب؟ وانتم من سعيتم لذلك دون تفويض من الشعب تحت مزاعم جلب الديمقراطية والقضاء علي الفلول..؟

لذلك نرى اشراك الشعب صاحب السيادة في إدارة شؤون مجتمعاته حتى لا تتوقف الحياة المدنية فلابد من توفير الأمن والقضاء على كل المتفلتيين وحسم اي تصرف من منسوبيكم يعكر صفو الأمن والسلامة العامة فتوقف الحياة المدنية يعرض حياة الملايين للمخاطر والتهجير القسري كما ان ممتلكاتهم ستكون عرضه للنهب والسلب اذا لا بد من تشكيل إدارات على مستوى المحليات وكل الوحدات الإدارية خصوصا لجان حفظ الامن والامان ولجان الخدمات الصحية والعلاجية وهذه الإدارات لتسيير دولاب العمل وحفظ الامن والاستقرار وان فشلتم في ذلك فلا اعتقد ان الشعب سيغفر لكم كل ما يقع عليه من ظلم وانتهاك لحقوقه في الحرية والحياة الكريمة التي قدم تضحيات جسيمة من أجلها ومازال يقدم ولن ينوم شعبنا على ضيم فاحذروا غضبته فحتي هذه اللحظة لم يستلًّ سيف المواجهة مع اي قوة مسلحلة ومازال خاضع لسلطة من ينتصر وغدا له بالتأكيد رأي آخر فلا تختبروا صبره واتقوا غضبة الحليم

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..