مقالات سياسية

الاستاذ الشيخ/ الطيب محمد عبدالرسول.. من هو الشيخ طاهر أبو جاموس؟  

زكريا ادم علي  عبدالرسول

من عبق التاريخ

٣يناير ٢٠٢٤م

الاستاذ الشيخ/ الطيب محمد عبدالرسول

  • من هو الشيخ طاهر أبو جاموس؟

 

     تقول الرواية أنّه في عهد السلطان تيراب – يرحمه الله ، قدم الى دارفور ضمن من قدموا عالمٌ فقيه يُدعى الشيخ طاهر أبو جاموس من البرنو جاء قادماً من نيجيريا قاصداً أرض الحجاز وكان في معيته أتباعٌ وحيران فطاب لهم المقام وانتهى بهم الامر للإقامة في منواشي .. وقد ذُكر وتردد الحديث بين الناس عن علم هذا الشيخ وفضائله فحصل أن مر على منطقة منواشي السلطان تيراب قادماً من منطقة ليبي القريبه من كيلا في طريقه الى شعيريه ، ووقف السلطان تيراب عند الشيخ طاهر ابو جاموس ليوم او يومين فأُعجب بعلمه ومعارفه فأهداه إبنته الميرم فِطيسه ليتزوجها .. قبل الشيخ طاهر وشكر السلطان على كرمه واريحيته ، غير أنّه وبعد أن  غادر السلطان قدّر الشيخ طاهر أنّه رجلٌ كبير وطاعن في السن فرأى أن يعتذر للسلطان بطريقة لطيفةٍ فيها كياسة ولباقه .. لذا فقد لحق الشيخ طاهر بالسلطان في مكان إقامته في شعيريه فلمّا قابله وجلس بين يديه وأبدى له مظاهر الشكر والعرفان والإمتنان على ثقة السلطان فيه وإكرامه له بإهدائه إبنته الميرم فِطيسه كي تكون زوجاً له إلا أنّه عقّب وذكر للسلطان ما فحواه : أنّه قد بلغ من العمر مبلغاً لا يصلح معه أن يكون زوجاً للميرم وهي في مقتبل العمر .. وعلى ذلك إلتمس من السلطان لعقد قران الميرم فطيسه لإبنه جاموس ، وقد قبل السلطان حجة الشيخ طاهر فتمّ زواج جاموس للميرم فِطيسه فكان من ذرية الشيخ جاموس كرام القوم  أهلنا البرنو الموجودين في ( كَلَمْبه ) منهم عائلة عبدالقادر نورو ، وعائلة محمد تندل ، وعائلة الشيخ محمود ، وعائلة الشيخ احمد ود جعفر ( جد المقدوم صلاح محمد الفضل لأُمه ) ، وآخرين كُثر ..  أقام الشيخ طاهر وإبنه جاموس في منواشي بصفة دائمه واستمر في نشاطه الدعوي بإقامة حلقات راتبه للتعليم الديني ..

وممّا يُروى وبحسب ما ورد في كتاب ( جوستاف ناختيقال وتاريخ دارفور ) ترجمة النور عثمان ابّكر ، فإنّ السلطان عبدالرحمن  الذي خلف السلطان تيراب  وللشك الذي ساوره في أنّ الشيخ جاموس يميل الى ابناء السلطان تيراب الاحياء ، فقد حاول في غدر أن يتخلص من جاموس فارسل خطابين مع رسول ، احدهما الى الشيخ جاموس يعده فيه بهدايا ثمينة سيسلمها إليه بواسطة الشرتاي كبورو

( من البرقد ) ، وخطابا آخر الى  الشرتاي كبورو  يأمره بتسليم رأس الفقية الى الملك ، أي أن يقتل الفقيه جاموس ويأتيه  برأسه .. لكن سبقت العناية  فأختلط الخطابان ووقع الذي كان للشرتاي في يد الشيخ جاموس .. فما كان من الشيخ جاموس الا أن سعى واستحلف السلطان ليضمن له السلامة والامان ..

هذا وتقول احدى الروايات أنّ الشيخ جاموس نوى اداء فريضة الحج في احدى الاعوام وقد أدّاها  إلا أنّ المنّية وافته غرقاً في البحر الاحمر في طريق العودة وقد بلغ خبر الوفاة لوالده الشيخ طاهر فيما يشبه الكرامة ( على عهدة الرواة )  إذ ذُكر أنّه أثناء إحدى الحلقات الراتبه التي كان يقيمها الشيخ طاهر والتي كانت عامرة بطلبة العلم جاثين على الركب مطرقين  ومُنْكّبين فإذا بالشيخ طاهر يسلك  يده في جيب عباءة كبيرة كان يلبسها ثم يخرج  يده  فإذا بالماء يتقاطر   ويتناثر من اصابعه مما ادهش الحاضرين من طلبة العلم ، فقال لهم الشيخ طاهر  : إنّ جاموساً قد غرق – يرحمه الله ، وقد جاءت الاخبار بعد ذلك لتؤكد ما حدث ..  وقد عُدت هذه الواقعه من كرامات القوم  هؤلاء .. رحمهم الله جميعاً

* ملحوظه:

 نرحب باستقبال  التعليقات والمعلومات الموثوقة المصدر  التي يمكن أن تثري  قراءة المقال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..